رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله
لغرفتها فريان يعرض علي شقيقها أن يسافروا لكندا من اجل ان يتعرف علي عائلتهم ويراه والده
أخبرها أن عائد الليله كانت الألم يجثو علي روحها من ذلك اليوم عند علمت ماضيه المظلم الحقيقه قد ظهرت ولكن ع الحقيقي أدركت ان لا وجود لها معه وفاقت من شرودها علي صوت فتح باب الشقه ثم دلوفه بخطوات هادئه يهتف بأسمها بعد ان وضع حقيبته جانبا
وتقدم بخطواته بقلق يخشي هجرانها رغم عڈابه لها الا انه لا يريد ان تفارقه يعلم انها منذ ان دخلت حياته اصبح اناني بحبها
وفور ان وقعت عيناه عليها وهي تقف بجانب الاريكه التي كانت جالسه عليها اسرع نحوها يضمها بشوق
وحشتيني
كانت ذراعيه تطاوقها بقوه يدفنها بين أضلعه وهي تقف متصلبه
وابعدها عنه يمسح علي وجهها بحنان
فأبتسمت بشحوب متذكره صور زوجته الراحله التي كانت كالملاك بضحكتها البريئه صور كثيره كان يحتفظ بها بجانب حقيقة مقتلها
ادخل غير هدومك لحد ما أحضرلك العشا
فأبتسم بحب فقد أشتاق لكل شئ بها اشتاق لحنانها لمعة عيناها المحبه ونبرة صوته الدافئه بعده عنها مازاده الا شتياق
يحبها دون شك ولكن قلبه يحتاج ان يخرج من سردابه
تستجمع شجاعتها لباقي تلك الليله
أغلقت سهير هاتفها سريعا بتوتر بعد ان سمعت طرقات اكرم علي باب غرفتها
تعالا ياأكرم
ليدلف أكرم وتقدم من فراشها يجلس جانبها
عايزه اتكلم معاكي شويه
فربتت سهير علي يده
اتكلم ياحبيبي
وفور ان بدء حديث أكرم بشقيقه هتفت سهير بأمتعاض
ونهضت من فوق فراشها تدور بالغرفه بحنق
انت من كتر قاعدك مع بنت زينب بقيت تكره اخوك وتتهمه بالباطل
فوقف أكرم مصډوما منها حتي وهو يخبرها أن شقيقه مدمنا ويجب ان يذهب للمصحه لا تري شئ وتبرر له
فحدقت به سهير بضيق
مين اللي قالك عن اخوك كده ابني مبيكذبش عليا
فدار أكرم حول نفسه غير مصدقا ما يسمعه منها امه لا تصدقه رغم ان حاله كرم تجعل الاعمي يري
امي كرم هيضيع مننا لازم نلحقه قبل فوات الاوان
فهوت علي الفراش تنظر حولها تفكر بالامر قليلا
ليضحك أكرم وهو يعلم ان اتصاله وقدوم كرم سينتهي بأنه
هو الكاذب وكما اعتاد كرم سيمثل الدور بأحتراف
جلست علي المقعد المجاور له تقلب في طعامها وهو يخبرها انها أشتاق للطعام من يدها
حقيقي أكلك كان وحشني تسلم ايدك
وألتقط كفها يطبع عليه قبلة حانيه فأرتعش جسدها وخفق قلبها وهي تحدق بعيناه فكان يبتسم لها اليوم الذي قررت في البعد بعد ان تواجه يعاملها وكأنه يحبها يقدم لقلبها العطش لكل ما يحتاجه وقلبها كالعاده ماهو الا كالأحمق يهوي ان يلحق عاليا ثم السقوط
وأنهوا تناول طعامهم مع أسئلته عما فعلته في فترة غيابه وقبل ان تحمل الاطباق أمسك يدها وقد بدء الشك يسري داخله
فيكي ايه ياريم سكوتك ده قلقني
فتجمدت يدها علي الطبق الذي كانت ستحمله ونظرت اليه بتشويش ثم اشاحت بعيناها بعيدا عنه
خليني اشيل الاطباق الاول واعملك قهوتك وبعدين نتكلم
فخرج صوته بحزم
لاء هنتكلم دلوقتي
فطالعته وهي ترطب شفتيها بلسانها وقد هرب الكلام منها وعندما سمعت صوته الجامد
أتكلمي ياريم
فما كان منها الا ابتعدت عن عيناه تدور حول نفسها وتمسح علي جبينها
انا عرفت الحقيقه كل حاجه شوفتها في الصندوق اللي مخبيه مكنتش بدور علي سبب جفاءك كان نفسي اعرف منك انت
وعندما تذكرت بداية معاملته لها الي ذلك اليوم
بس انت كنت هتقولي ازاي وليه انا ولا حاجه في حياتك انا بنت ضعيفه وغلبانه اتجوزتها اشفاق علي سمعتها ونمت معاها مجرد ضعف منك مش اكتر
فأقترب منها بعد اخر جمله نطقتها وقبض علي ذراعيها بقوه
اخرسي انتي مراتي انا مضعفتش انا كنت محتاج حبك وحضنك عشان يشفوني
كانت تهذي من الألم والخيبه لولا حبها له ماكانت شعرت بكل هذا
طلقني يا ياسر
فتجمدت عيناه عليها أبتعد يأخذ انفاسه بصعوبه
وبعدها لم تشعر الا وهو يحمل مفاتيحه ويخرج من المنزل تاركا اياها تطالع خطاه بأعين باكيه
السعاده كانت مرتسمه علي شفتيه وهو يجد صغيريه يتقافزان عليه
فأقتربت منه مرام تعطيه فنجان قهوته مبتسمه ثم حملتهم عنه
بابا وراه شغل عيب كده
فهمهم الصغيران ونطقوا بأسمه
كيم كيمو
فلم يتمالك كريم ضحكاته فضحك وهو يلتقطهم بعد ان اغلق حاسوبه الشخصي
كيم وكيمو مين ده فين بابا
فأشاروا اليه ضاحكين ليعانقهم وأخذ يقبلهم ويدغدغهم
فوقفت تطالعهم بحب ثم أرتسم علي وجهها الحزن فصغيريه ليسوا متعلقين بها مثل والدهم فكريم رغم انشغاله بالعمل الا انه يغدق عليهم حنانه ويوفر من وقته كي يجلس معهم ويلاعبهم
زوج واب حنون لا تعرف ماذا كانت تريد اكثر من ذلك نجاحها لم يحرمها منه بل اخبرها ان يريدها ان لا تجعل العمل اهم اولاوياتها من حياتهم
وتعلقت عين كريم بها فأحس بحزنها من تعلق الصغار به وحده فهمس لهم ليهبطوا من فوقه ملتفين حول والدتهم التي انحنت علي الفور لهم تضحك علي كلماتهم التي تتآكل منها الاحرف
سقطت دموعها بعد ان انهت مكالمتها معه متحججه بأمور العمل ولكن كان لديها رغبه بأن تعلم متي سيعود من عطلته فقد مرت ثلاثة ايام وهو مازال مسافر وألقط بهاتفها علي الفراش
ليه يوم ما أحب احب راجل متجوز
لتسقط بعدها علي فراشها تكتم صوت شهقاتها
غبيه يانرمين
السعاده كانت تحاوطهم وهو يركض خلفها علي شاطئ البحر الخالي الا منهم وفور ان وصل اليها حملها ضاحكا
مش اد الهزار بتهزري ليه
فضحكت وهي تتعلق بعنقه
حرمت ياجاسم
ووضعت يدها علي بطنها
اللي بيخليني اعمل فيكي المصاېب ديه هو ابنك
فحدق بها وببطنها المنتفخه ووضعها علي الأرض رافعا حاجبيها بمكر
انتي هتتهمي ابني كمان وحياتك كله بيتسجل وهنعمل تحالف عليكي
فضحكت بدلال ثم تعلقت بعنقه
ايه رأيك نعمل احنا التلاته تحالف
فتعلقت عيناه بها ثم ضحك
ولما نعمل احنا التلاته تحالف هنكون ضد مين
فأبتعدت عنه تشيح بيدها
ضد نفسنا ياحبيبي
فخذبها نحوه يضم خصرها اليه ويكملوا سيرهم
انتي حقيقي خسارة في البلد ديه ياحببتي اجاباتك ديما مبهره
وضعت علياء صنية الضيافه من اجل احدي صديقات رفيف دون أن ترفع عيناها نحو الضيفه التي كانت منشغله في الحديث معها
فهتفت رفيف كي تجعل ناريمان تتعرف عليها
اعرفك علي علياء شقيقة عمار
لتتجه عين ناريمان نحوها بعد ان أستدارت بجسدها لتتسع عيناها بمكر فتابعت رفيف
ناريمان صديقتي علياء
فشحب وجه علياء وهي تنظر اليها فقد
رأتها لدي ريان
فأبتسمت ناريمان بخبث
رأيتها من قبل
فدارات عين رفيف بينهم تتذكر اين رأت ناريمان علياء فعلاقتها ب ناريمان قد انقطعت بعد امر ريم وياسر ومساعدتها لها في الزواج من عمار
رأيتها لدي شقيقك رفيف
جاءت الاجابه صادمه لرفيف التي تعلقت عيناها بعلياء
وفي
تلك اللحظه دلف عمار الشقه فتجمدت ملامح علياء نحو شقيقها وهي تتمني ان لا تكمل ناريمان حديثها
شقيقه زوجك تعمل لدي ريان بشقته ولكن لا أعلم اهذا هو الامر ام يوجد شئ أخر
يتبع
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
الفصل الثامن والخمسون
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
أرتجف جسدها على اثر غلق الباب بعد أن غادرت ناريمان عمار يسلط انظاره فقط عليها وهي تقف مطأطأة الرأس لا تقوى على رفع عيناها نحوه لحظات مرت كالدهر إلى أن حان وقت انتظار الإجابة
الكلام ده صح ياعلياء
فرفعت عيناها ببطئ نحو رفيف التي وقفت بالقرب من باب الشقة بعد أن غادرت صديقتها
كان كل شئ واضح هدوئه كان يسبق عاصفته
ردي الكلام ده صح بتروحي ليه شقته
صاح عمار پغضب قبل أن يلتقطها من ملابسها يجذبها نحوه يحركها پعنف بين ذراعيه
انا كنت بشتغل عنده بس والله ياعمار مافي بينا حاجه
صڤعة قوية سقطت على وجهها لتترنح في وقفتها فشهقت رفيف ووضعت بيدها على فمها واتجهت نحوه
اتركها عمار كفى
فما زاده الا هياجا عليهم لينفض علياء من يديه ملتفا نحوها
انتي تسكتي خالص ومسمعش ليكي صوت اكيد كل ده من وراكي واحده زيك معيشها مع اختي هستني تكون ايه
سوط من الكلمات سقط عليها وهي لا تصدق انه يراها بشعه لتلك الدرجه
انا عمار
فدمعت عين علياء وهي ترى شقيقها هائج هكذا لتنصدم من رؤيته وهو يجذب رفيف من خصلات شعرها
فكراني هصدق دموعك ديه كفايه تمثيل بقى
وتابع بقسۏة
اخوكي عمل ايه في اختي انطقي اكيد انتي اللي اخدتيها ليه عايزه تثبتيلي انك مش لوحدك رخيصه واختي زيك
كانت تتآوه بضعف تحت يديه
اتركني عمار لن اسامحك على ماقولته
فأبتعدت علياء بخطواتها تستند على الحائط پبكاء وهتفت بأنفاس لاهثه
رفيف متعرفش حاجه ياعمار انا اللي روحتله بنفسي عشان يشوفلي شغل
فجذبت انتباهه بحديثها المؤكد لفعلتها فتحرك نحوها يمسك ذراعها بقسۏة
شغل وفي بيت راجل اعزب المقابل كان ايه انطقي
فنطقت بصوت مرتجف
هو ساعدني لما طلبت منه مساعدته
فتجمدت عين عمار عليها ثم ألتف نحو رفيف التي وقفت تهندم خصلات شعرها بتوتر وتشيح عيناها بعيدا عنه
ليغادر المنزل بخطوات سريعه وانفاسه تتصارع مما يجول في مخيلته
رفع كنان عيناه نحو ورد التي وقفت أمام المرآة بعد أن أنهت ارتداء ملابسها لتهندم من وضع حجابها كان جالسا على الفراش متذكرا رؤية صغيره الذي كان يظن كل تلك المدة مسافر لبلدا بعيده عاتبه الصغير انه كان يراسله فقط عن طريق الخطابات دون أن يأتي أو يتحدث معه
وكلما تحدث الصغير كانت ايلا تحرك له رأسها بأنه يؤكد له أنه فعل ذلك بسبب ظروف عمله
لحظتها سقطت دموعه بعجز لديه طفل وهو لا يعلم بوجوده ومن فعل كل هذا هي والدته لعدم رضاها علي الزيجه استغلت صغر سنها وهددتها انها ستظهرها أمامه خائڼه
حقائق كانت كالصدمه بالنسبه إليه جعلت كاهله يثقل وابتسم بشحوب وهو يجد ورد تقف متذمره من فشلها في لف حجابها بالطريقه التي تريدها فنهض من فوق الفراش يحتضن خصرها ثم ثبت كفيه على بطنها البارزة بحب
ما الأمر حببتي
فألتفت ورد نحوه بحنان
اهل بشير اقتربوا على الوصول وانا لم أنتهي بعد كل شئ معاكس معي اليوم
قالتها بتذمر طفولي جعله يضحك ورفع كفيه نحو وجهها يلامسه بدفئ فكلما مر الوقت واقتربت من موعد ولادتها أصبح تذمرها وتقلب مزاجها يزداد
اتركيني افعل لكي ماتريده
وبدء يلف لها حجابها وهي تبتسم بسعاده حتى لو لم يلفه بالطريقة التي تريدها فيكفيها حنانه وانتهى من لف حجابها يرسم ابتسامته على شفتيه بصعوبة وادارها لتطالع هيئتها بالمرآة فأتسعت ابتسامتها وهي تضع يدها على حجابها
رائع كنان
وألتفت نحوه تحتضنه وتطبع على