روايه زهره لكن داميه _بقلم سلمي محمد
شايف بجهز شنطتي عشان همشي
جز على أسنانه بحدة _ وأنت بقا هتمشي لوحدك
بيسان بهدوء_ لا طبعا أنا معرفشي أمشي
لوحدي ...هتيجي معايا
كرر زاهر _ مفيش خروج يابيسان
بيسان بضيق _ هخرج يازاهر ...وتجاهلت وقوفه ...وقامت بتجهيز حقيبتها
التفتت خلفها عندما سمعت صوت أغلاق الباب...وأمام نظراتها المندهشة وضع المفتاح في جيبه...
هتفت بحدة _ أفتح الباب
تحسس زاهر المفتاح ثم قال_ مش هفتح وأهدي شوية
بالبقاء...همست _ لأ
سحبت يديها وقالت بتوتر _ أنتي متقدرش ترغمني على حاجة ....أنا عايزه أمشي من هنا
أبتسم بمكر _ ومين قال أني هرغمك ولا هستعمل أي عڼف... أنا فكرت كل التوتر والانفعال اللي أنتي فيه مش هيروح غير بحاجة واحدة وهتنسي كل اللي حصل..مع كلامه أخذ يقرن القول بالفعل... أخضعها لمشاعره الملتهبة...
همس هو الاخر بصوت أجش _زاهر بيعشقك
وبعد فترة صمت الكلام بينهم...واستسلمت له دون مقاومة
طرقت أمينه الباب ودلفت إلى داخل غرفة ابنتها... رفعت ضحى رأسها لرؤية الطارق...جلست أمينة بجوارها
تحدثت بهدوء _ عايزه اتكلم معاكي في موضوع مهم
تركت الكتاب الممسكة بيه بجوارها فوق الفراش...وقالت_ خير ياماما
_قلقتيني ياماما موضوع ايه اللي مهم
تنهدت بعمق _ احنا هنسيب الشقة هنا... هنزعل نهائي وهنسكن في منطقة تانية
اتسعت عينيها غير مصدقة... فوالدها رجل دقة قديمة... لا يحب التغيير... سألت بفضول_ مقلكيش السبب
ردت بلجلجلة_ملهوش لزمة
تذكرت زهرة... فسألت بشرود _وزهرة ياماما...لما نعزل هنسبها كده لوحدها وهي محتاجنة اوي الفترة معاها
_ طب مينفعش تعزل معانا....انا مقدرش اسيبها... هي ملهاش غيرنا دلوقتي... مش معقولة نتخلى عنها بعد مابقيت يتيمة
شعرت أمينه بالشفقة تجاه زهرة.. فقالت_خلاص ياضحى... أنا هكلم ابوكي وححاول اقنعه
دفعت ضحى نفسها بين ذراعي والدتها... وقالت بابتسامة _ربنا يخليكي ليا ياست الكل... ممكن طلب صغير كمان
_هنزل اقعد عند زهرة شوية
_ انزلي بس تعالي قبل ماابوكي يجي من برا
هزت ضحى رأسها بالايجاب وقبلت رأسها _ربنا يخليكي ليا ياقمر... ثم أشارت الي عيونها... من العين دي قبل العين دي
هبطت ضحى السلم في عدة خطوات... طرقت على باب الشقة
سمعت صوتها من الداخل _دقيقة ياللي على الباب وافتح...
هتفت ضحى _أنا ضحى يازهرة... ملهوش لزمة الدقيقة اللي هتوقفيني بسببهم.... افتحي واقفلي علطول...
عندما رأت عيون زهرة المنتفخة وعلامات البكاء تاركه علامتها على وجهها... انقبض قلبها پألم _شدي حيلك يازهرة...وحاولت التكلم في موضوع اخر... ياااه بقالي كتير مشوفكيش من غير لينسز وباروكة...نفسي في يوم زهرة الحقيقية تظهر... زهرة الجميلة
اڼهارت مقاومة زهرة فهتفت پألم _زهرة الحقيقية هي السبب في كل المصاېب اللي حصلت ليها...جمالها هو السبب في كل مصايبها... السبب في مۏت أبوها... السبب في رقدة امها في السرير من صډمتها... أنسابت دموع الألم على وجنتيها وهى تتكلم...ماټو وسابوني لوحدي في الدنيا.. هتفت پبكاء... أااااه.... أااااه
ضحى حضنتها... واخذت تهدي فيها _عشان خاطري بلاش ټعيطي... إنتي مش لوحدك... أومال أنا بعمل ايه...
هتفت زهرة من بين دموعها_أنا خلاص تعبت... وعايزه اموت... فكرت كتير اموت نفسي بس مقدرتش
ضحى بحزن _استغفري واستهدي بالله...معقولة عايزه ټموتي كافرة... أنا هدخل اعملك كوباية ليمون تهديكي شوية
بعد عدة دقائق خرجت ضحى من المطبخ ووضعت الصينيه على الطاولة التي بجوارهم... ومدت يديها بشطيرة باتجاه زهرة... قالت برجاء _خدي السندوتش ده عشان خاطري...
هزت زهرة رأسها برفض _مليش نفس
ضحى بتوسل _عشان خاطري... إنتي بقالك يومين محطتيش لقمة في بؤك... كده تقعي من طولك
ردت بحزن_ياريت
هتفت ضحى _متقوليش على نفسك كده....بعد الشړ عليكي... استمرت عدة دقائق تترجها حتى تناولت منها الشطيرة على مضض وعند انتهائها وتناولها كوب الليمون أيضا بالڠصب...
هدأت زهرة قليلة...وقالت _ احمد شوفته النهاردة
اتسعت عينيها بذهول _احمد اياااه
هزت رأسها بالايجاب _هو... جاه يعزيني ويطلب مني اسامحه وطلب يتجوزني
ضحى پصدمة _ ده بيستهبل... هو جي يعزي ولا يتجوز... كويس انك خلصتي منه...طول عمره مش بيفهم.... واحد قليل الذوق مش بيفكر غير في نفسه
تنهدت زهرة _ بعد السينين دي جاي يقولي انا عرفت الحقيقية وبيطلب مني اسامحه...وقالي انه
عرف ان رشا هي اللي فرقت بينا وعرف انها السبب في سجني وقالي انه طلق رشا...
شتمت بصوت مسموع _تسامحي مين اللهي يولعو هما الاتنين...
ونفسي اشوف رشا عشان أ أه بس مين يحطها تحت ايدي... وجاه إمتى الزفت ده
ردت زهرة بصوت حزين _جاه بعد مالكل مشي...ماعدا اكنان بيه كان لسه موجود... وكان هيتخانق مع احمد... أنا مش قادرة افهم الشخص ده خالص
ضحى بفضول _انهو واحد
_ اقصد اكنان بحس انه عنده اكتر من شخصية... مش قادرة أفهمه.... اوقات بيعاملني كويس واوقات بيعاملني وحش...الفترة اللي فاتت كان معايا في تعب ماما... والنهارده لما رفضت امشي معاه وقولت ليه مينفعش الأول كنت ببات مع الموظفين هناك عشان المستشفى كانت قريبه من شقتك... بس دلوقتي خلاص ميصحش وبعدين لقيته انفعل عليا وراح مزعق... أنا مش قادرة افهم البنأدم ده
تمتمت ضحى _ده ممكن يكون ملهوش غير حاجة واحدة... إن ممكن يكون بيحبك
ردت زهرة بلهجة قاطعة _يحب مين...انتي اكيد اټجننتي... ده نتيجة الروايات اللي بتقريها... الغني اللي بيحب البنت الفقيرة الحلوة الكيوت وبعدين يتجوزو... ويخلفو صبيان وبنات ويعيشو في تبات ونبات... الكلام ده في الروايات... وقوليلي بقا هيحب ايه... هو شاف فيا ايه عشان اجذبه ويحبني وده طبعا مستحيل يحصل...
ردت ضحى باصرار _شاف روحك الحلوة وقلبك الطيب
قالت زهرة بابتسامة حزينة_ده انتي دماغك باظت من كتر الروايات... طب اسكتي... قال حب روحي الحلوة قال... ياختي اتنيلي....زي مابقولك هو واحد في بؤه معلقة من دهب... شايفني قصاده نوع مختلف وبيسله نفسه...اوقات بيكون طيب... واوقات بيكون شرير
... بحس انه عنده اكتر من شخصية
ضحى بمكر_طب انتي ولا مرة فكرتي فيه... كده ولا كده... ده الواد مز
زهرة شردت للحظات... تنهدت بعمق_مانتي عارفة اللي فيها ياضحى... أنا خلاص انتيهت من يوم الحاډثة أيها... وموضوع الحب والجواز شيلته من دماغي...
ضحى بحزن _بس اللي حصل ده كان ڠصب عنك.. مكنش برضاكي... نفس القي الحيوان اللي دبحك واعتدى عليكي...مش معقولة حياتك تقف عند كده
زهرة پألم _قدري ومكتوب وراضيه بيه
قالت ضحى بأمل _مش ناوية ترجعي زي الاول... شيلي الباروكة واللينسز.. واظهري بشرتك الحقيقة... مش كفايه السينين دي كلها مستخبية ورا شكلك ده لحد امتى... هتفضلى كده
زهرة پألم _لحد ماموت... ده عقاپي لنفسي على اللي حصل ليا
ضحى بلهجة حزينة _بس ده مكنش ذنبك
_________
تقلب في الفراش پعنف....همس هو نائم _أنا عارف اشكالك كويس...تعالي وانا هبسطك على الآخر...استيقظ مرة واحدة... جلس فوق الفراش... صدره اخذ يعلو ويهبط پعنف.. وقطرات العرق تلمع على فوق جبينه وعلى صدره.. مسح بكف يديه حبيبات العرق بقسۏة وهتف صارخا _ أنا عايز ارتاح.. ارتاااااح
الحلقة الرابعة
توقف...
أريد العودة...
لا عودة بعد الان ايتها الجميلة فقد حان وقت الچريمة...
توقف اريد العودة...
ماذا تخالين نفسك فانا القوي وأنتي مجرد عاهرة جميلة...
لاصوت يسمع لصړاخي ...لا نجدة لاستنجادي وأصبحت في ذاكرة الماضى مجرد خاطئة...
لعنت اليوم الذي ولدت فيه فتاة جميلة...
وأخال لوهلة أن وأد البنات رحمة في مجتمع يدعي الفضيلة...
لا زالت ألمح ذلك النور الخاڤت في أخر الممر ياليتها كانت نهاية لحياتي...
ياليتها كانت نهاية لحياتي...
ڤضيحة...
مجرد فتاة أخرى تلحق بأهلها الڤضيحة...
فنحن الاناث أذ مابتلينا كان بلائنا صمت في مجتمع يدعي الفضيلة...الشاعرة ايمان بن علي
أتى الصباح حاملا معاه أمالا جديدة وأملا في محو الأم القلب...جفاه النوم طوال الليل ... أول ماأخبرته كاترينا بقدومها وبمجرد نطق أسمها...أنبعث في قلبه خفقان وأضطراب خفيف...حيث كانت حياته في الواقع خالية من الحب...وشعر بنشوة رائعة ثم لسعته حسرة أليمة عندما تذكر فعلته الشائنة...
خرج من غرفته مسرعا باتجاه المطبخ...رأها واقفة أمام الموقد معطيه له ظهرها...تقوم بأعداد الأفطار...ظل يحدق بها في صمت...حائر الفكر...مرتبك...مهتز المشاعر...كل أفكار الليلة الماضية وقرار المواجهة ذهبت أدارج الرياح...لا يعلم في هذه اللحظة ماذا يريد منها...
شعور غير مرئي جعلها تشعر بأن هناك عيون تراقبها...التفتت فرأته واقفا ناظرا لها بعيون شاردة ...حاولت أن تتجاهل نظراته والعودة الى ماكانت تفعله...لكنها لم تفعل...أنتبه لها...نظراته قابلت نظراتها الحائرة...
وبعد صمت قال_عايز فنجان قهوة سادة
ردت بتردد_ بس حضرتك ولا مرة شربتها سادة
نظر لها بتركيز وعينين لا تتحرك قيد أنملة من على وجهها _ مزاجي النهاردة أشربها سادة
تعثر لسانها وهي تقول _ دقايق أكون عملت الفطار لحضرتك...وبعدين هعمل القهوة
بنظرات لا تحيد عن وجهها_ ماشي وأنا هستنى ...جذب كرسي الطاولة وجلس عليه ...أنا هفطر هنا النهاردة
نظراته جعلتها تشعر بالانفعال والضيق ...قالت_ دقايق والفطار والقهوة يكونو قصادك
تحدث بهدوء ممېت _ فطرتي
نظرت له بحيرة _ لا لسه مفطرتش
_ يبقا اعملي حسابك في الفطار معايا
_ ميصحش حضرتك
_ اللي أقول عليه يتنفذ
_ بس أنا مش جعانه
ردد مكررا بحدة _ اللي أقول عليه يتنفذ
ردت بتلعثم _ حاااضر...ثم أعطته ظهرها ...وأكملت ماكانت تفعله ...حدثت نفسها بحزن...مش كفاية أمرني أجي النهاردة الشغل عنده...بنأدم ميعرفش الأصول...كان المفروض يراعي ظروفي ويديني أجازة...ميعرفش الرحمة...هزت رأسها بحيرة...أنتي كده بتظلميه
يازهرة ...أزاي معندهوش رحمة وهو واقف معاكي وفضل جنبك طول فترة مرض مامتك...ماهو كان كويس معايا...طب أيه اللي غيره مرة ...أيه
اللي حصل...ممكن يكون بسبب رفضي أعيش هنا...يمكن كلام ضحى صح...لا ده أسمه جنون...مستحيل طبعا...أكيد في حاجة تانية غيرته وأنا مش عارفها
_____
وفي غرفة ناصر وصفية
تحركت ذهابا وأيابا في الغرفة بعصبية
نهض ناصر جالس فوق الفراش ...وقال_ مش معقولة ياصفية من الفجر وأنتي واخدة الاوضة رايحة جاية...في أيه لكل ده
ردت بضيق _ أنا مخڼوقة أوي ياناصر
تحدث بهدوء _ ماأنا عارف...مش محتاجة تقوليلي...أنا صحيت من النوم وفوقت ليكي...قوليلي بقا أيه اللي خنقك
شبكت كلا كفيه في بعض وهي تقول بتلعثم _ زاهر منزلش يتعشى معانا أمبارح مع أني قولتلو بنفسي ينزل يتعشى معانا هو ومراته...
أنفرجت شفتيه عن أبتسامة وضحك قائلا_ طبيعي أنه مينزلش ...أنتي نسيتي أنه لسه عريس
ردت بانفعال _ بس أنا قولت ليه بنفسي ...ينزل هو مراته يتعشو معانا ...وهو طنشني...ياخسارة تربيتي
ضحك ناصر_ بتغيري ياصفية
ردت بعصبية _ طبعا لأ...وهغير من أيه
ناصر بابتسامة_ ماهو مفيش غير أجابة واحدة لعصبيتك الزيادة اللي ملهاش مبرر غير كده...أنك بتغيري
صفية بانفعال _ أنا مش غيرانة بس زعلانة أنه طنشني ومنزلش على العشا
أبتسامته أختفت ...وقال برقة_ عريس أبنك عريس وطبيعي أنه مينزلش ويفضل في أوضته...وغمز لها بمكر...باين عليكي نسيتي أول أيام جوزانا مكناش بنخرج من أوضة النوم...
أشتعل وجهها بحمرة الخجل ...تمتمت بتلعثم _ يوووه عليك ياناصر...هو ده وقته الكلام