روايه زهره لكن داميه _بقلم سلمي محمد
أنا فين ....أشار لها شهاب مهددا لكي تلتزم بالكلام...
أكنان بانفعال _ مين اللي خطڤك...
صړخت
پخوف_معرفش ...معرفش...أنا مخطۏفة والعصابة طالبين فدية ...أسمع كلامهم في كل اللي يطلبوه...كانت الدموع تنساب على وجنتيها وهي تتكلم
قال بلهجة رقيقة عكس مابداخله من بركان ثائر_ أهدي يازهرة...أنا هعملهم كل اللي هما عايزينه...لو أضطريت أبيع فيها كل اللي أملكه...المهم أنتم عندي...أنتم أهم حاجة في حياتي...عشان خاطركم أنتم وبس مستعد أضحي حتى بعمري...وميجراش ليكم حاجة...أطمني وأوعي تخافي وخليكي زهرة القوية اللي أعرفه...هاتي أي أكلمه من العصابة...
أشار شهاب لأحد الرجال بأخذ الهاتف
بمجرد سماعه صوت الخاطف...هتف فيه پغضب _ محدش يقرب منهم وكل اللي أنتم عايزينه هنفذه...بس أطمن عليهم الاول...
_ أحنا هبعتلك فيديو ليهم ...وهما بنفسهم هيقولو أنهم كويسين...هتسمع كلامنا...هتستلم مراتك وولادك حتى واحدة...هتلعب علينا ومش هتدينا فلوس الفدية...هتستلم كل يوم حته منهم...
قال بلهجة غليظة_ تسليم الفدية بكرا...
رد عليه أكنان بلهجة متوترة _ المبلغ اللي طالبينه صعب أوفره بكرا ....خلي ميعاد الاستسلام كمان تلات تيام ...أكون قدرت أوفر المبلغ...
أشار شهاب الى رجله بالموافقة ....
_ خلاص أتفقنا ...الاستسلام هيكون كمان تلات تيام...وكلها دقايق ونبعتلك فيديو ليهم ...عشان تعرف أننا بنعاملهم معاملة الملوك....ثم أغلق الهاتف....
بعد مضي فترة من الوقت ...أكنان كان في قمة توتره...بمجرد دخول همام...هتف بانفعال_ عرفت المكالمة جايه منين...
رد همام بنفي_ لأ معرفناش ...المكالمة مموهة عن طريق الأقمار الصناعية
أكنان پغضب هائل _ أزاي معرفتوش المكان
أجاب همام بارتباك_ مستحيل نعرف طريقها...للأسف ياأكنان بيه...
بسرعة الټفت أكنان بمقعده بحدة....ونظر لتسجيل بتركيز...وقد علت ملامح التفكير العميق على وجهه...وهو يعيد التسجيل مرارا وتكرارا...تاره ينظر الى الفراغ
وتاره الى الفيديو...وعندما أنتهى الفيديو...وقف منتفضا في مكانه وأخذ يضرب بكلتا يديه پعنف على سطح المكتب...وأخذ يصيح پغضب هادر...
بعد مضي فترة من الوقت ...أكنان كان في قمة توتره...بمجرد دخول همام...هتف بانفعال_ عرفت المكالمة جايه منين...
رد همام بنفي_ لأ معرفناش ...المكالمة مموهة عن طريق الأقمار الصناعية
أكنان پغضب هائل _ أزاي معرفتوش المكان
أجاب همام بارتباك_ مستحيل نعرف طريقها...للأسف ياأكنان بيه...
رن هاتف أكنان...معلنا وصول رساله له...فتح الرسالة وجلس ...
.أرتعب الكل وقال أحدهم _ حاضر ياأكنان بيه..
بمجرد خروجهم قام بالأتصال بكريم ...
أستيقظ كريم من نومه على رنين الهاتف...نظر الى الشاشة...فوجد المتصل أكنان...حدث نفسه...خير ماهي المصاېب مش بتوقف...
قال كريم باستفسار_ خير ياأكنان
رد عليه بلهجة منفعلة _ مفيش خير خالص ياكريم...الواطي شهاب خطڤ مراتي والولاد
تلاش النوم من عينيه...ونهض على الفراش جالسا...أستيقظت ضحى هي الأخرى...نظرت له بقلق ثم سألته مستفهمة_ في أيه ياكريم
أشار لها بيديه ثم أكمل كلامه_ أزاي حصل وأمتى
_ بعدين ياكريم ...عايزك تجيلي الفيلا دلوقتي وتتصل بكل معارفك في الداخلية...عشان لما نروح المكان اللي خاطفهم فيه ....نكون متجهزين من كله...
_ مسافة السكة وهكون عندك...
سألت ضحى بقلق_ ماتقولي حصل أيه طمني ياكريم
كريم بملامح عابسة _ مرات أكنان وولاده أتخطفو...والخاطف منافس لأكنان...
شعرت ضحى بقدميها لا تستطيع حملها فجلست على الفراش...وقالت بانيهار_ زهرة وولادها أتخطفو...أااه يازهرة مش مكتوبلك تفرحي في حياتك
لم يستوعب كلامها...فقال مستفسرا_ زهرة اللي هي مين بالظبط
تنهدت پألم وقالت بشرود_ زهرة مرات أكنان
جلس بالقرب منها وسأل _ ثواني كده ياضحى أنا مش فاهم ولا كلمة من اللي بتقوليه...خلي كلامك أوضح
قالت برجاء وهي تفرك أصابع يديها بشدة _ أوعدني ياكريم أنكم ترجعو زهرة هي والولاد....أوعدني ...أنسابت دموعها وهي تتوسله
مرر أصابعه في شعرها وقال_ أوعدك ياضحى...أوعدك انها ترجع هي والولاد ...قوليلي أيه الحكاية بالظبط
بلهجة خاڤتة مټألمة_ هقولك ياكريم ...وبدأت تحكي حكاية زهرة مع أكنان حتى وقتنا الحالى...
هتف پصدمة_ ياااه كل ده حصل ليها...دي تعبت أوي في حياتها وأزاي أكنان يعمل فيها كده
ردت بلهجة كئيبة_ خلاص من مش وقته الكلام ده...المهم دلوقتي أنك تساعده ومش يجرالها حاجة...زهرة أكتر من أخت ليا ووافقت معايا كتير...دموعها أنسالت بغزارة على وجنتيها
مسح بأصابع يديه دموعها وقال برقة _ دموعك غاليه عاليه ياغالية...أوعدك زهرة والولاد يكونو في بيتهم النهاردة
أبتسمت من بين دموعها _ بجد هترجع النهاردة
_ متنساش تطمنيني ياكريم
_ أول ترجع ...هتصل بيكي علطول
في الفيلا عند أكنان...كانت دينا مقيدة القدمين واليدين على الكرسي
وأمامها أكنان وكريم
أكنان پغضب هادر_ هتقولي العنوان اللي مخبين فيه مراتي وولادي ولا أسيب رجالتي يقومو معاكي بالواجب
كانت تلهث من الخۏف _ أنا معرفش حاجة...أنا أصلا معرفش أنك متجوز
قال بضحكة شريرة _ بلاش لف ودوران يادنيا...قولي المكان اللي خاطفينهم فيه بالذوق ...لحد اللحظة دي وبالي طويل معاكي ومستعلمتش العڼف...
بدأت دينا في البكاء _ معرفش معرفش
لاحت
ابتسامة قاسېة على وجهه ثم قال _ تعرفي مكانهم فين ..وقام بوضع شاشة الهاتف وعمل زوم على نقطة معينة...وأشار بيديه...مش ده بردو الخاتم اللي كنت مديهولك هدية...بيعمل أيه في الاوضه اللي مخطفوه فيها مراتي وولادي
نظرت بعينيها الى أصبعها فوجدته فارغ...تذكرت عندما ضړبتها بالقلم على وجهها...الړعب ملأها خوفا وكاد ېقتلها...توسلت له_ أناااا...أناااا مليش دعوة
صاح فيها كريم بصوت عالي أرعبها_ قولي العنوان ...ثم أشار للحارس بأدخال الكلب...
الحارس أدخل الكلب كان أسود اللون ضخم الحجم ...أرتعبت دينا من رؤيته ووجها لمع بحبيبات العرق
قال أكنان مكملا _ لو مقولتيش العنوان دلوقتي هسيب عليكي الكلب ينهش في لحمك اللي يستاهل يتقطع بسبب اللي عملتيه أنتي وشهاب
أوقف الحارس الكلب أمامها الذي نبح بصوت عالي ومخيف واللعاب أنساب من جانب فمه
بصوت مرتجف_ هقول العنوان ..بس أبعدو الكلب ده من وشي
أشار أكنان للحارس...فقام بأبعاد الكلب وصاح فيها بقوة _ قولي
_ حاضر هقوم ثم قامت بأعطائه العنوان وخريطة تفصيلة بالمكان وبعدد الحراس وبالمكان الموجودة فيه زهرة
وقبل خروجهم قال للحارس _ خلي الكلب معاها في الأوضة وغمز لها
وبخطوات مسرعة خرج أكنان وكريم من الغرفة...أخرج كريم هاتفه مباشرة وقام بالأتصال باللواء مدير مديرية ألامن ...وعندما أغلق هاتفه
بأنفاس متوترة قال أكنان للرجال المتواجدين أمامه _ مش عايز أي أخطاء...أحنا هنطلع ومعانا قوات من الداخلية
أخذ أكنان نفس عميق ليهدىء من خوفه وتوتر...شرد ذهنه في زهرة وأطفاله ومدى خوفهم في الوقت الراهن وهو ليس بيديه حيلة وشعور عارم بالڠضب أخذ يتأكله من الداخل لأنه لم يستطع حمايتهم
قطع شروده صوت كريم_ يلا يأكنان العربيات جاهزة
داخل غرفة زاهر في المستشفى...بمجرد أعلام صفية باستيقاظ أبنها ذهبت اليه مسرعة...
شعر زاهر بوجود شيء بينهم...فكل منهما
يتجنب النظر الى الأخر لكنه لم يعلق...فكل تفكيره مع بيسان التي لم يراها حتى الأن...قلبه أخذ في الأنتفاض كلما يتذكر محادثتها مع كريم
صفية بلهفة وهي تمرر يديها برقة على رأسه_ أن شاء الله هتبقا زي الفل...ثم أردفت بحزن...يارتني أنا اللي كنت مكانك
أمسك يديها وقال_ بعد الشړ عليكي ياأم زاهر هو أحنا ليكي بركة غيرك
ناصر أخذ ينفخ پغضب وهو واقف ...متمتما بضيق ندمانة ياصفية بس بعد أيه
مسحت صفية دمعة نزلت على خدها...لا تدري خوفا من معرفة زاهر بما فعلته أم شعور بالذنب...وقالت هي تحاول أخفاء دموعها_خارجة أجيب حاجة من برا ...ونهضت من مكانها
أستوقفها زاهر قائلا بقلق_ بټعيطي ليه دلوقتي
ردت بابتسامة مټألمة _ مبسوطة أنك فوقت
مرت بالقرب من ناصر..همست له برجاء _ متقوليش على اللي عملته...أنا ممكن أخسره
قال بحدة _ خلاص أطمنتي عليه ...مش عايزه أشوفك هنا تاني
صفية باستعطاف_ عشان خاطر العشرة اللي بينا ياناصر
_ أمشي ياصفية...على فكرة أخوها سمع كل حاجة ولو مقولتش ليه أنا هو هيقولها...ومتجيش هنا تاني ورحي لأهلك مش خلاص أطمنتي عليه
نكست رأسها بيأس ثم خرجت من الغرفة
أقترب ناصر من أبنه
رفع زاهر أحدى حاجبيه وسأل_ هو في أيه بينكم بالظبط
_ مفيش حاجة يازاهر
_طب لما تيجي هسألها أيه اللي بينكم
_أمك روحت البيت
قال مستنكرا_ روحت ...باين على الموضوع كبير
رد عليه بابتسامة شاحبة _ هتعرف كل حاجة بعدين ...لما تخرج من المستشفى
أشار زاهر الى السرير_ تعالى أقعد جنبي...وقولي في أيه بالظبط ...ليه كل ماأسالك على أي حاجة تتهرب مني...
جلس ناصر بجواره وقال _ مش بتهرب بس مش وقته
قال بصوت يكسوه الحزن _ طب وبيسان كل ماأسالك عليها تقولي بعدين
_ هقولك كل حاجة لما الدكتور يطمنا على صحتك
_ أنا شوفت بيسان
_شفتها أزاي يعني
قال بتردد_ حلمت بيها وكان شكلها تعبان
رد بقلق_ حلمت بيها أزاي
نظر له بشرود _ كنت بتستنجد بيا مع أن أخر مرة سمعت منها كلام كسرني نصين سمعتها بتقول كلام صعب أوي...لمعت عينيه بالدموع عندما تذكر...ماتريح قلبي وتقولي هي فين
بيسان سبتني صح ..بس أزاي وأنا بحلم بيها وهي بتستنجد بيا...أنا تعبت من كتر التفكير
نظر ناصر الى سقف الغرفة في تفويض_ يارب
أمسك زاهر رأسه_ أااه
أنتفض ناصر في مكانه _ مالك أنادي ليك الدكتور
أردف بحزن_ صداع من التفكير ثم أمسك يد والده ل ها...قال متوسلا...قولي حصل أيه
قال بلهجة مستسلمة_ بيسان بتحبك ولو سمعت منها حاجة واحشة يبقا ڠصب عنها
هتف بانفعال_ أومال مشوفتهاش لحد دلوقتي ليه
حاول تهدئته _ للأسف بيسان في المستشفى عشان كده مشفتوهاش لحد دلوقتي
أرتعش قلبه...أنتفض جسده...فحبيبته مريضة...سأل بقلق_ حصلها أيه
نظر له بحزن فما حدث سيكون بالنسبة له صدمة قاسېة في أمه وفي زوجته عندما يعلم ماحدث لها...أردف بحزن _ الغيرة وحشة ممكن تخلي البنأدم يرتكب أي ذنب أي معصية
قال بعدم فهم _ تقصد أيه بكلامك
بلع ريقه بصعوبة ونظر تجاهه بشفقة_ أمك كانت غيرانة من بيسان وبسبب الغيرة عملت ليها سحر عشان تفرقكم من بعض وده كان سبب بعد بيسان عنك
لم يصدق أذنيه في بادىء الامر...سأل برفض_ أمي عملت سحر لبيسان
هز ناصر رأسه في صمت ثم قال_ أيوه
أرتجف جسده من شدة صډمته...هز رأسه برفض ثم صاح پألم
_ أاااه
سأل بقلق _ زاهر
نظر له والدموع محتبسة بداخل عينيه_ سيبني الله يخليك دلوقتي...عايز أقعد شوية مع نفسي
قام ناصر من مكانه على مضض بعد توسل زاهر له لكي ينصرف...بمجرد خروج والده هتف بعذاب أاااه
كانت ضحى تشعر بالتوتر في كل لحظة تمر وحتى الأن لم يتصل بها كريم ليطمئنها...سمعت رنين جرس الباب أنتفضت في جلستها فهي لا تتوقع مجيء أحد...نهضت من مكانها متوترة وذهبت لكي تفتح الباب...تفاجئت بأم زوجها أمامها
قالت ضحى مبتسمة_ الدنيا نورت بوجودك ومدت ذراعيها لأحتضانها...لكنها تراجعت خطوة للخلف مبتعدة
شعرت ضحى بالاھانة وساد الصمت بينهم للحظات قاطعته قائلة بابتسامة باهتة _ مش معقولة