الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله

انت في الصفحة 39 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


بأمتعاض
الناس تقول سلام عليكم مساء الخير 
ليرفع أكرم عيناه ثم نظر الي والده المندمج في المسلسل 
انا هنقل لشقتنا القديمه 
فأنتبه عزيز له ثم حدق بزوجته التي لطمت على صدرها 
وتبعد عن امك حببتك يااكرم 
فتسأل عزيز 
ليه كده يابني مش كفايه أخوك مبنشفهوش غير علي النوم
لتنهض سهير متجها نحوه 

ياميلت بختك ياسهير في ولادك ربيتي وكبرتي وابنك عايز يسيبك 
وأخذت تولول علي حالها إلي ان سقطت مغشية عليها 
فصړخ عزيز وهو يري زوجته ساقطھ على الارض وانتفض أكرم بفزغ واقترب منها هاتفا
ماما فوقي 
ليدفعه عزيز 
اطلع شوف الدكتور اللي قصادنا امك هتروح مني 
حاوطها كنان بحب وهم يشاهدوا احدي المسلسلات التركيه والتي تحكي عن تراثهم وتاريخهم 
وكلما سألته ورد عن شئ أجاب بأعتزاز وحب لتاريخ وطنه لتشعر ورد بالحنين إلى وطنها هاتفه 
نحن أيضا لدينا تاريخ عظيم 
وابتعدت عنه قليلا ليصبح وجهها مقابل لوجهه 
مصر جميله جدا كنان 
فأبتسم كنان وهو يعلم شعورها 
اعلم حبيبتي
واحتوي وجهها بين راحتي كفيه 
واحببتها عندما تزوجت 
فعقدت ساعديها أمام صدرها وابتعدت عنه قليلا 
ماذا تقصد انت لم تكن تحب مصر
فضحك وهو يحرك رأسه ويجذبها له مجددا
صراحه لا انا احب الدول الأوربية أكثر لتحضر عقولهم 
لتدفعه عنها
ابتعد كنان كيف تخبرني بهذا 
ونهضت وهي تهتف بتذمر 
كيف لا تحب مصر وانا لا احب تركيا 
فضحك وهو ينهض نحوها 
قولت لم اكن أما الآن انا أعشقها واحبها ومغرم بها
مابكي اليوم ورد 
فأبتعدت عنه بحنق
اشتقت لوطني انا هنا اشعر بالغربة كنان لا أحد معي 
فضمھا كنان بحب 
سأعرفك على ليليان شقيقة بشير صديقي 
وتذكر أمر الحفل 
صحيح ورد اريد ان أخبرك بأمر ما
لتنتبه له ورد وقد نسيت كل شئ وهي سارحة في عينيه
ما هو الامر حبيبي 
لينسي كنان نفسه ويميل نحوها ليحملها 
غدا أخبرك حبيبتي فكما تقولون الصباح رباح 
استيقظت مهرة بفزع من نومها وهي تجد نفسها بنفس ملابسها التي خرجت بها بالصباح  وأخذت تحرك يدها على وجهها وهي تتذكر وجه والدتها الحزين وهي تخبرها أنها حزينه منها وعليها 
ليه زعلانه مني يا ماما 
وألتقطت هاتفها لتجد ان وقت اذان الفجر قد اقترب فنهضت من فوق الفراش بتكاسل وأتجهت نحو المرحاض لتنعش جسدها بالماء الفاتر وتبدل ملابسها ثم تتوضئ وتنتظر أذان الفجر 
هبطت الدرج وهي تشعر بالجوع فبعد ان صلت واستغفرت شعرت بالراحه وأيضا بالجوع فضحكت على حالها وهي تدبدب على بطنها 
لتتجه نحو المطبخ وتفتح الثلاجه لتبدء في تحضير وجبة خفيفة لها
وبالفعل أعدت طبقين وبدأت تأكل بنهم إلي ان شعرت بخطوات خلفها لتجد جاسم بملابس امس ويبدو أنه أتى للتو من الخارج 
واقترب منها لتتوقف عن الطعام
كملي اكلك يامهرة انا جاي اعمل لنفسي قهوة وهخرج 
لتنظر إليه بأشفاق فالأرهاق ظاهر علي ملامحه 
تعالا كل معايا الأول وبعدين اعملك قهوة 
وكاد ان يرفض ولكن عندما مدت يدها له بالخبز مع ابتسامة استعجبها منها قرر مشاركتها 
ايه كمية الطماطم اللي في الأكل ديه
فضحكت بمتعه وهي تأكل 
بيض بطماطم وجبنة بطماطم بس ايه رأيك 
فتناول جاسم لقمه 
من زمان اوي مأكلتش الأكل ده
فحركت رأسها وهي تأكل 
هتسيب الجبنه الرومي والكيري واللنشون والزيتون والبسطرمه وبيض الأومليت وتاكل ده يعني 
فضحك علي عباراتها 
انا باكل كل ده 
فتمتمت وهي تأكل 
اه نسيت القهوة اللي ليل نهار بتشربها 
فأبتسم وهو يمسح فمه بعدما قضم لقمتان 
نمتي ليه وانتي جعانه 
فرفعت عيناها نحوه
مكنش ليا نفس اكل  صحيت صليت وبعد كده نزلت أشوف حاجه اكلها 
وتسألت 
انت كنت فين 
فتنهد وهو يغمض عيناه
قبلت صديق ليا  
ولا تعلم لما أرادت ان تسأله ذلك السؤال 
انت بتصلي ياجاسم 
فضحك ساخرا 
هو انا مش مسلم 
فأشاحت وجهها عنه بخجل
مقصدش بس في ناس كتير مسلمين بالاسم بس 
فأبتسم وهو يميل نحوها 
بصلي من وانا طفل علي فكره والدي الله يرحمه من عمر الاربع سنين كان بيوديني المسجد احفظ قرآن وبعد ما ماټ استمريت علي كده
وابتسم وهو يشعر بالحنين نحو والده واغمض عيناه 
كان ديما يقولي ان المسلم الصح لازم يوازن بين دينه وعلمه   النجاح ميبقاش نجاح وانت جاهل دينك 
فتعجبت من ذلك الاب الذي رغم انه رحل وتركه وهو لم يتعدي الثانية عشر الا ان كل شئ مازال مترسخ في عقل ابنه بل ويتحدث عن والده بكل حب وفخر ماهذا الاب الذي ظلت ذكراه محفورة إلي اليوم
وشردت في والدها فأرتسمت الحسړة علي شفتيها
لتجد نفسها تسأله دون وعي 
وكنت هتتجوز رفيف ازاي وهي يعني 
فأبتسم وهو يعلم مغزي سؤالها
الدنيا بتاخد الواحد يامهرة ومن وقت للتاني بنحتاج اللي يقومنا ويمسك ايدينا 
ومال نحوها وهي ينظر ليعينيها 
كلنا تايهين في الحياة يامهرة وبندور على نفسنا الضيعة والمحظوظ فينا اللي بيلاقي طريقه 
فأبتسمت بأرتباك ثم طأطأت رأسها 
انا قبلت حسين قبل مااطلع الشقه وعزمني اني اسهر مع اخواته بعد ماعرف اني طالعه اقعد مع ابلة صفاء واستاذ عادل وانك جاي تاخدني بس متأخر 
فمد جاسم يده نحو وجهها ولامس خدها بحنان 
انا واثق فيكي يامهرة وفاهمك كويس بس احيانا الضغوط بتخلينا نلغي تفكيرنا ومتنسيش اللي عملتيه في الشركه 
فحدقت به متذكره اهانته لها 
قولتلي أنك مبتحبش الفضايح ومعناها كان واضح أوي 
ودمعت عيناها لتجده ينهض ويضمها اليه 
انتى اخدتي ليه الكلمه عنك انا كنت أقصد عموما 
وعلى العموم متزعليش
وبعد برهة ابتعد عنها مبتسما 
بتشمي في ايه 
فرفعت عيناها نحوه ضاحكة 
هعترفلك بحاجه بس متضحكش عليا انا بحب ريحة البرفان بتاعك أوي من أول يوم قابلتك فيه
فتعالت ضحكات جاسم بدهشه
من اول يوم قابلتيني فيه وجيتي ټهدديني 
فحركت رأسها متمتمه
أصل ريحة البرفان مميزه اووي 
وبعد يوم مرهق وشد وجذب انتهي بضحك 
وأشرق الصباح وهم مازالوا جالسان بالمطبخ يحتسي هو القهوة وهي ترتشف من كأس الشاي خاصتها 
ريم هي البنت اللي حكتلك حكايتها قبل كده وساعدتها
ليشرد جاسم قليلا ثم حرك رأسه بتذكر 
على العموم انا هنقلها الفرع الجديد اللي هيتفتح عشان تبعد عن نادين وميحصلش تصادم بينهم من تاني
فضاقت عيناها
واشمعنا نادين متتنقلش ولا عشان خالها الوزير وعمها السفير وجوز خالتها اللي معرفش ايه 
فضحك جاسم وهو يرتشف من فنجان قهوته
لواء وباباها مدير بنك 
فتهجم وجه مهرة وتمتم وهو يكتم ضحكته بعد ان رأي حنقها
نقلي لريم في مصلحتها صدقيني هناك وضعها هيبقي أفضل وعلي فكره ياسر هو اللي هيمسك الفرع الجديد لأني واثق فيه رغم أن وجوده معايا في الشركه بيفرق
فطالعته مهرة قليلا وهي تدور الفكره في عقلها وبدأت تتثاوب ليبتسم جاسم 
تعالي نطلع ننام ساعتين 
لتنهض معه وهي تفكر في أمر ريم مع طباع ياسر الجامده فهي رأت تعامله معها أمس 
وقفت رقية بجانب خالتها بالمطبخ وهي ترغب ان تخبرها لما
لا تفكر بها فقد فكرت بصديقاتها زوجة لمراد 
ايه رأيك في تسنيم صاحبتك انا حاسه أنها معجبه بمراد 
لتقطع رقية حبات الطماطم بقوه فتنظر لها خالتها ضاحكه 
ديه طماطم يارقية مش لحمه ياحببتي
فأنتبهت رقية ونظرت للسکين وكيف تصب ڠضبها عليها
انتي مالك النهارده كده 
فرفعت رقية عيناها تطالع خالتها 
انا كويسه ياخالتو اه
لتربت خالتها علي ذراعها برفق
مقولتليش بقي ايه رأيك في تسنيم صاحبتك 
فتشيح وجهها بعيدا عن أنظار خالتها 
حاضر ياخالتو هعرفهم ببعض
لتجد خالتها ټحتضنها بسعاده 
يارب المرادي العروسه تعجبه ونفرح بقي 
وغمزت لها بحب 
عشان نفوقلك انتي بقي ياروقية 
فضحكت رقية ساخرة وداخلها يتقطر آلما 
تبحث عن عروسه لحبيبها 
بدأت تجهيزات الحفل التى ستقام بعد غد بالفيلا وتولت فريدة خانو كل مايتعلق بالأمر كانت ورد تقف في الحديقة تطالع التجهيزات وقد اشتاقت لجواد رغم انها يوميا تحادثه ولكن قد اعجبته الاقامه لدي عمه وزوجة عمه اللطيفه ويبدو انها طيبه فجواد
يقص لها معاملتها الحنونه كما ان أبناء عمه يحبوه ويحبهم 
لتجد والده كنان تهتف في أحد الأشخاص ويبدو انه مسئول الحفل 
اريد نبيذ من افخم الأنواع بالحفل مفهوم
فطالعتها ورد پصدمه وهي لا تصدق ان الحفل ستكون بها خمور لتتجه نحو غرفتها راكضه تدور بالغرفة پصدمه هل يشرب أيضا زوجها الخمر هي لم تراه يشرب ولكن والدته توصي بها بالحفل 
وظلت تدور بالغرفة تفكر وقررت ان تنتظر الي ان يعود كنان لن تهبط للحفل اذا كانت بها خمور يكفيها أنها تختلط مع معارفهم المتحررين يكفيها الصلاة التي يقصر بها زوجها وتتفهم امره وتمسك يده خطوه خطوه 
طالعت مرام مشيرة كيف ترتدي وتتجه لغرفة الاجتماعات مع زوجها وبعض الشركاء لتلوي شفتيها بضيق ووجدت بسمة خلفها تتمتم بمكر
ديما الرجاله بيميلوا للست الناجحه والعمليه 
لتلف نحوها مرام تحدق بها بصمت وعقلها يدور في تلك النقطه وقد نست طباع زوجها 
ضحك جاسم بمتعه وهم يتناولوا الطعام بعد يوم مرهق من العمل 
مش معقول يامهرة انتي عملتي كده 
فرفعت مهرة حاجبيها وهي تمضغ الطعام
حظه كنت راجعه قي نفس الوقت اللي خرجت فيه فوزية من الفيلا
ولوت شفتيها بأمتعاض
والغبية لسا بتحبه جاي يبهدلها وياخد منها الفلوس وبرضوه بتحبه
فأبتسم جاسم وهو يطالعها
للاسف مراية الحب عاميه 
لتضحك ساخره 
نكسر المراية ونريح دماغنا
فتجمدت ملامحه ثم وجدها ضحكت بصخب فقد تذكرت خوف زوج فوزية منها بعد ان هددته 
انت حلقت دقنك 
فحرك جاسم يده علي وجهه 
بس انت بالدقن الخفيفة احلي بتديك هيبة كده ووقار
فعاد يضحك علي طريقة حديثها ومال نحوها 
افهم من كده أنك بتعكسيني يامهرة هانم
فلمعت عيناها وهي تطالعه بهيام لم تشعر به 
ليدرك جاسم ان الطريق بينهم لا يحتاج الا الوقت 
هبط كنان الدرج سريعا هاتفا بأسم والدته لتأتي اليه فريدة بحماس
أعدت كل شئ كنان الحفلة ستبهرك لا تقلق ستليق بمكانتك بالبلد
فهتف كنان وهو يتذكر حديث ورد معه
لا خمر في الحفل 
لتتعجب فريدة من الأمر 
ماذا انت تشرب كنان ام نسيت 
ليحرك كنان رأسه متذكرا شقيقته وحزنه عليها 
لم أعد أشرب منذ ۏفاة هازان 
وتابع ساخرا 
ولكن فريدة خانو كيف ستعرف ما تغير بحياة ابنها فهي بعالم آخر 
رغم وجهها من حديثه لاء أنها رسمت أبتسامة علي شفتيها 
افعل ماشئت يبدو ان زوجتك ستغير بك الكثير 
وانصرفت حانقة من أمامها ليصعد لغرفته فيجد ورد جالسة علي الفراش حزينة فجلس جانبه يضمها إليه 
لم احزن من صراخك عليا ورد ولكن يجب أن نتحدث بعد ذلك بهدوء 
لټدفن وجهها بصدره 
لقد دفعتني بقوة كنان وسخرت مني
فضمھا بقوة اليه 
کرهت نفسي وانا أسمعك تخبريني بصفات الزوج الذي كنتي تتمنيه ورد 
ورفع وجهها ليمحي أثر الدموع برفق ثم مال نحو وجنتيها ليطبع عليهم قبلتان دافئتان وبعدها غرق معها في بحر عشقهم
ابتسمت مشيرة بزهو فأخيرا ستنفذ خطتها فاليوم هاتفت كريم تخبره لحاجتها له في مشكله مع طليقها الأخير وتعاطف كريم معها لتستعطفه أنها تريده يأتي اليوم ليكون معها حين يأتي محامي طليقها 
وها هي الأن تقف تنظر للمخدر ثم فستانها المنمق 
وأنتبهت لجرس الباب فقد صرفت الخادمة مبكرا اليوم 
مش معقول لسا الميعاد 
وذهبت نحو الباب وفتحت وهي تتمايل بخطواتها لتتسع عيناها پصدمه وهي تجد الواقف يدفعها 
اكنتي تظني اللعب معي سهل عزيزتي كم اعطوكي لتقذفي ب بالسجن 
ليجف حلق مشيرة 
أنا لم أفعل شئ فقد كذبوا عليا مايكل
وعندما رأت فوهة المسډس نحوها انحنت نحو قدميه
انا مشيرة حبيبتك هل ستقتل حبيبتك 
ليهبط بعيناه نحوها باثقا عليها 
من يبيع يباع عزيزتي 
أوقف جاسم سيارته بالجهة المقابلة لمحل البقالة
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 99 صفحات