رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله
سريعا ثم ركضت نحو الفراش تتسطح عليه وتسحب المفرش الذي يعلوه وتغطي به كامل جسدها
انا تعبانه وهنام
وازاحت الغطاء قليلا عنها
هنام تمام
فنظر لها جاسم بصمت ثم تقدم من الفراش وازاح عنها الغطاء بقوة صارخا
قومي اتعدلي بقي انا يامهرة تعملي فيا كده وتخليني اجي لحد هنا
وتذكر رسالتها
وجذبها من ملابسها والشړ يتطاير من عينيه
انا حاليا نفسي ارميكي في صندوق زباله ولا اقولك ارميكي من البلكونه وارتاح منك ومن عقلك اللي بيفكر زي الأطفال
نسيت توبيخه وكل شئ حتي تهديده وأشارت نحو نفسها
انا عقلي زي الأطفال
وطبعا عشان تعاقبيني
وكادت ان ترد عليه الا أنه أشار لها بأن تصمت
مش طايق اسمع صوتك كل مبرراتك وتصرفاتك سخيفه انتي متنفعيش تبقي زوجه يامهرة
ضغط علي كلمته الاخيره كي يوجعها وبالفعل ظهر الألم علي محياها
انا مينفعش ابقي زوجه طب اتجوزتني ليه وانت عارف شخصيتي كويس
فزفر أنفاسه بحنق وهو يطالعها
وألتف بجسده ليرحل وهو يهتف بجمود
خليكي مع اخوكي واتبسطي علي قد ماتقدري
لم تكن تصدق ان فعلتها ستصل بهم إلى هذا الأمر كانت تظن أنه سيتغاضي عما فعلت كما يفعل كالمعتاد
وفتح الباب ولكن كلمه واحده اوقفته ليقف يلتقط أنفاسه واغمض عيناه وهو يستشعر تلك الكلمه
كانت ريم تتأكد للمرة العاشره عبر الرسايل من ياسر هل حقا سيذهب برفقة السيد ريان ام ما سمعته خطأ
وياسر يضحك علي تصرفها الطفولي ويرد عليها بلين غريب عليه
وبعث رسالته الاخيره والتي انتهت بجمله بالنسبه لها ك كلام العشاق
المعلومات اللي وصلتك صح انا هكون معاكم في رحله شرم وهناء السكرتيرة بتاعتي واستاذ رحيم المحامي تصبحي علي خير ياريم
تصبحي علي خير ياريم
وضمت بعدها الهاتف بالقرب من موضع قلبها وأنتفضت بعدها ف الي الآن هي لم تخبر والديها ولم يتبقي سوا ثلاثة ايام علي رحلتهم تلك التي تم تأجيلها من قبل وقد فرحت كثيرا حتي تجد حلا ولكن عندما علمت بالموعد الجديد وان السيد ياسر سيكون برفقتهم تحمست للامر وقررت ان تخوض تلك التجربه وتترجي والداها حتي لو بكت لهم وتوسلت
فأبتسمت مرام ودفنت وجهها بصدره
وانا كمان ياكريم
ايه رأيك ننزل مصر أسبوع تشوفي اهلك وانا اشوف جاسم
فأعتدلت من وضعة نومها ونظرت اليه برفض
لاء انا مش فاضية الفترة اللي جايه ما انت عارف وضعي حاليا في الشركه ياكريم
وأتسعت ابتسامتها بزهو
الأول كنت موظفه في القسم دلوقتي انا مديرة قسم
انقلبت مرام المرأة التي كانت منذ قليل بين ذراعيه مغرمة بلمساته وهمساته الي مرام العملية التي أصبحت تفضل عملها عن رؤية والديها
وألتف بجسده فأصبح ظهره لها
اللي يريحك يامرام
فعادت تتسطح جانبه تتلاعب بخصلات شعرها
فتنهد بأرهاق وهو يطالعها بهدوء
هبقي كداب لو قولت اني نسيت بس مش هضيع فرحتنا بالخصام والزعل
وجذبها نحوه برفق وحب
انا سعيد جدا يامهرة فوق ماتتخيلي
وقبل رأسها بدفئ ثم ضمھا إليه ويده تتحسس موضع بطنها
عيشت أغلب حياتي لوحدى نعمه جميله يكون للواحد اسره وعيلة
شعرت بنبرة حزنه وهتف بصدق
هعوض ولادي كل المشاعر اللي اتحرمت منها
كانت تشعر به فهو افتقد حنان والده الذي كان يبدو أب رائع عكس والدها
وافتقد حنان والدته حين تخلت عنه واتزوجت وأخذت معها كريم
مشاعر تفهمها لأنها عانت منها بسبب والدها ثم فقد والدتها الحنونه
وابتسم وهو يجدها تبكي ثم انحنت تقبل خديه بحب
انا اسفه ثم اتبعت عبارة أسفها
انا بحبك اوي
نظرت بسمه نحو كريم الذي تتعلق بذراعه مرام وتمشي جانبه بزهو وتباهي لم ينتبهوا لها لانها كانت تسير خلفهم علي بعد لا بأس منه
هيئتهم كانت تجعلها تتحسر علي حالها
ارادت العوده للوطن ولكن جمله قالتها لها والدتها امس زالت كل شوقها لوطنها
هترجعلنا هنا بفضحتك أحنا مصدقنا الناس تنسى حكايتك وبصراحه كده يا بسمه جوزي ياحببتي ممكن يطلقني
كلمات كانت كنصل السکين زوج والدتها الذي تخشي عليه امها هو من دمر حياتها وياليتها استطاعت ان تخبرها بالحقيقه وتصرخ بوجهها أنها هي من اضاعت حياتها
اخذ كرم المخدر يستنشقه بلهفة الي ان استرخي جسده واغمض عيناه وهو يتلذذ من المتعه التي تسير بجسده من ذلك المخدر اللعېن كان نادر يقف يطالعه مبتسما وجلس جانبه
ارتحت دلوقتي
فهتف كرم براحه
جدا
وكاد ان يخرج له المال ولكن نادر اوقفه يعرض عليه طلبا يريده
اعتبر الاسبوع ده كله عليا ومش عايز تمن البودرة
فطالعه كرم منتظرا سماع طلبه فهتف نادر مبتسما
اختك تتوسطلي عند جوزها يشغلني في فرع من فروع شركاته مش معقول يبقي صاحبي اخته متجوزه جاسم الشرقاوي ومش لاقي شغل
ونظرت إلي ورد
اصبحتي تتعرفي علي مجتمعنا ورد
ونظرت إلي ليليان التي استاءت من وجودها
كنان سيشكرك بالتأكيد ليليان لاهتمامك بزوجته في غيابه وانشغاله مع مساعدته الشخصية
ونظرت إلي بشير الذي حدق بها بقوة ولكن أكملت
اتعلمي ورد مساعدته الجديده تشبه هازان شقيقة زوجك بشده
ثم طالعت ليليان التي لم تكن تعرف بالأمر
حقيقة لم أراها غير مره واحده ولكنها فتاة رائعه
كنان هكذا سيعود لنفسه وذكرياته مع شقيقته وربما تصبح حبيبته
لم يتحمل بشير ماتنطقه سيلا وصدى كلماتها ظهر علي ملامح ورد التي أخذت تطالعه وكأنها تسأله احقيقة هذا ام كڈب
وجذب بشير سيلا من يدها بقوه هاتفا
هيا سيلا يبدو انكي لستي بوعيك
وألتفت اعين ورد وليليان نحو بشير الذي غادر المطعم بسيلا وارتعشت يد ورد وعيناها تجمدت نحو باب المطعم وهي لا تصدق ما سمعت
وقفت مهرة بعيدا بعض الشئ عن الحفل التي تحضرها مع جاسم ترتشف العصير وتطالعه بصمت وهو يقف وسط
بعض الرجال ونرمين تقف معه تتحدث بلباقة وتلفت أنظار الرجال لها بجمالها
وتقدم نحوها ياسر غير مصدقا أنها أخيرا قررت الظهور مع جاسم واعتذر منها كي يحادث أحد الأشخاص ثم ظهرت رفيف التي كانت عيناها مركزه علي أحد الأشخاص ويبدو أنهم رجال صاحب الحفل
كانت تطالع كل فرد بملل وداخلها يكاد ينفجر ولكن قررت ان تعقل
وسمعت صوت إحداهن الساخر
انتي
لتلتف نحوها مهرة وتذكرتها فقد كانت نفس المرأة التي اسكبت عليها العصير بعد ان اهانت شقيقتها في عرس مرام
عاد شريط الذكريات يمر أمامها والاخري تقف تحدق بها بمكر كل منهم أخذت تطالع الأخرى بضيق
الي ان قررت مهرة ان تبتعد عنها وتذهب لجاسم فقد ملت
وخطت مهرة خطوة للامام لتسقط بعدها أرضا والاخري تقف تبتسم بزهو
الفصل الأربعون
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
أول من وقعت عيناه علي ذلك المشهد كان ياسر الذي وقف يحدق بمهرة والسيدة أشكي التي اخذت تطالعها بعلياء وكأنها تخبرها ان هذا هو مكانها
واندفع ياسر نحوهم بقلق
كان المشهد بالنسبة للبعض شئ مثير للغاية والبعض الآخر كان مندمج بالحفل ولم يشاهد الأمر
شعر جاسم بأحساس عجيب جعله يلتف حوله يبحث عنها بعينيه وعندما لمحها هكذا وياسر يقف أمامها يمد لها كفه كي يساعدها على النهوض
اندفع من وسط من يحادثهم واتجها نحوها بخطوات سريعا وعين نرمين تطالعه بدهشة لرؤيته بهذا الاندفاع
شرارات كانت تخرج من عيناها ووقفت دون مساعده ياسر
ابتعدت عن ذلك الصخب حتي لا تفتعل اي مشاكل ولكن المشاكل اتت إليها بقدميها
لا تحب تلك السيدة التي لا تتذكر اسمها
ف لقاء واحد جمعهم علمت أنها ليست الا من هؤلاء الذين يخفون عيوب روحهم بأموالهم ومكانتهم الاجتماعيه كانت ستمد كفها وټصفعها الا ان اقتراب جاسم واحتوائه لها اضاع كل شئ
انتي كويسه ياحببتي
ووضع بيده علي بطنها بقلق ثم ضمھا أكثر إليه
لو فيكي حاجه قوليلي
وبدء يهدئها كأنها طفل صغير واعين ياسر والسيدة أشكي عليهم ولكن ياسر انتقل بنظراته لاشكي التي وقفت تطالع المشهد بغيظ
وعندما ألتف نحوها جاسم ونظر بنظرة تفهمها تماما ابتلعت ريقها بتوتر
مش عارفه وقعت ازاي
وتبدلت ملامحها بوداعه مصطنعه
لازم تاخدي بالك بعد كده بلاش كعب عالي مدام مش مناسب ليكي
كانت مهرة تنظر إليها وداخلها يهتف
بتمثلي البراءة دلوقتي مكنتيش انتي اللي موقعاني بقصد
وكادت ان تهتف وترد عليها الا ان ياسر قام بالأمر
مدام أشكي انا شايفك بنفسي وانتي بتوقعيها بقصد يعني بلاش كدب من سيدة محترمه زيك
تلك كانت شخصية ياسر لا يحب الاصطناع واكثر شئ يكره الكذب ومع وجود جاسم أراد ان يوضح له كل الحقيقه
أتسعت عين أشكي پصدمه من صراحة ياسر
ونظرت لجاسم الذي أخذ يحدق بها للحظات بصمت
ثم اتجه بعينيه نحو مهرة فقبل جبينها بدفئ وهمس
يلا ياحببتي وحقك انا هعرف اخدهولك كويس
فحركت رأسها بأعتراض
لاء خدهولي هنا أو سيبني انا اخده
فأبتسم لها ثم نظر لاشكي التي اخذت تستدعي بنظراتها شقيقها والذي جاء نحوهم
عارف انك تقدري تاخدي حقك بس سبيني انا المرادي ارد اعتبارك
وفور ان وصل شقيق السيدة أشكي السيد اكرامي
خير ياجاسم مالها المدام
ليركز جاسم نظراته نحو السيدة أشكي
أسأل مدام أشكي وهي هتجاوبك
وسار بمهرة التي كانت تتملص من قبضته تخبره بضيق وتمرد
انا عايزه اخد حقي ياجاسم دلوقتي
ولكن جاسم لم يكن يسمع إليها لان حقها جدير ان يأخذه لها وهو جالس بمنزله فيكفي ان يسحب تموليه للمجلة التي تديرها اشكي غير مسانداته الأخرى
كان شقيق أشكي مازال ينتظر الإجابة ولكن ياسر رد بدلا عنها فهي أصبحت تقف بينهم مطأطأة الرأس بعد ان حسبت ابعاد الأمر الذي لم تفكر فيه
مدام أشكي اظاهر نسيت ان مدام مهرة زوجة جاسم الشرقاوي وأنها ضيفه في حفلتكم فحبت توريها مقامها بعد ما وقعتها علي الارض بس بلاش اقولها أنها لعبتها غلط وجاسم مش هيسكت علي الإهانة ديه
وانصرف ياسر حانقا من تفاهة ما فعلته أشكي بروعنتها ليحدق السيد إكرامي بشقيقته بضيق
ايه اللي انا سمعته ده انتي بعد طلاقك عقلك خاب عنده حق مصطفي يطلقك ويتجوز غيرك
وقبل ان ينصرف أشار لها بتحذير
بكره تروحي لجاسم تعتذري منه ومن مراته
ووقف علي صوتها المتعالي
انا اعتذر من البتاعه ديه جاسم اوك أعتذر منه اما ديه لاء
فنظر لها شقيقها ساخرا
البتاعه اللي بتتكلمي عنها مراته عارفه يعني ايه مراته وعلي العموم انتي حره بس متجيش تشتكيلي في الاخر لأن انا مش هخسر جاسم بسبب افعالك
وتركها واتجها نحو ضيوفه حانقا من افعال شقيقته فقد جن چنونها منذ ان طلقها زوجها
وقفت نرمين تحدق بما يحدث من بعيد لا تعلم لما رؤيتها احتضان جاسم لزوجته بتملك ولهفته عليها اثار شئ داخلها ونفضت رأسها من تلك الأفكار وانصرفت من الحفل فلم يعد لها وجود الان
تنهدت ليليان براحه بعد ان أقنعت ورد أخيرا ان ماسمعته من سيلا ماكان