الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله

انت في الصفحة 59 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


اخوكي ده اصلا مبرتحش ليه ملناش دعوه بيه انتي سمعه 
فهتفت به برجاء 
ده أخويا ياجاسم مهما كان وهروحله
فتنهد بسأم 
هبعتله محامي بس انتي متخرجيش دلوقتي 
وهتف اسمها ولكن الهاتف قد انتهي شحنه فنظرت لهاتفها بضيق وأكملت سيرها للخارج 
فنظر جاسم لهاتفه پغضب ضغطا عليه بقوه 
هتعملي اللي في دماغك انا عارف 

وقرر الاتصال علي أكرم ليعرف اسم المخفر بعد ان وجد هاتفها مغلق فوجد نرمين تقف خلفه وقد استمعت لاسم المخفر 
مستر جاسم متقلقش شهاب أخويا ظابط هناك 
فألتف لها جاسم بأمتنان وهو لا يعرف كيف يشكرها وكان داخله يتوعد لمن تجعله يعيش دوما بتوتر من أجلها 
سارت داخل المخفر لتجد شقيقه وسط مجموعه من الشباب والفتيات ويبدو علي هيئتهم أنهم جلبوهم من ملهي ليلي 
فنظرت بضيق لكرم الذي طأطأ رأسه ارضا عندما رأها
واتجهت نحو غرفة الظباط المسئول عن الأمر وبعد ان استأذنت للدخول لحضورها بالنيابة عن شقيقها 
طالعها الظابط بضيق بسبب تلك الليله التي ستكون طويله  
حضرتك مش أسلوب تتعامل بيه معايا 
فنهض الضابط وهو يحدق بها بضيق 
ابقي اشتكينا للنقابة بتاعتك يااستاذه  
فهتفت بحنق 
انت بتكلمني كده إزاي 
فضحك وهو يتقدم نحوها ببرود 
عايزانا نكلمك ازاي يعني نضربلك تعظيم سلام عندك النيابة بكره ابقي دفعي عن اخوكي هناك 
واصبح الحوار كلمه منه مع كلمه منها الي ان انفتح الباب لتدخل نرمين نحو شقيقها يتبعها جاسم 
نرمين ايه اللي جابك هنا 
لم تكن مهرة معهم فعيناها كانت نحو جاسم الذي كان يحدق بها بقوه 
وأخذت نرمين تعرف شقيقها علي جاسم الذي كان في غني عن التعريف لشقيقها وأشار نحو مهرة متسائلا
الاستاذه مراتك ياجاسم بيه 
ونظر لمهرة بعتاب 
وليه مقولتيش يااستاذة
تحولت الجلسه لاحترام وضعها حضور جاسم الذي لما يخاطب مهرة بأي حرف وهي لم تتحدث مرة أخرى فقلبها يخبرها ان الليله لن تنتهي علي خير 
وأخيرا تم الافراج عن كرم وبعض رفقائه 
وخرجوا من قسم الشرطه وألتقي بهم أكرم ونظر لشقيقه پغضب 
هتفضل لحد امتي متهور 
وانتبه لوجود جاسم الواقف بجمود فحرك له جاسم رأسه بتفهم ثم سار نحو سيارته لينظر أكرم لمهرة التي تفرك يديها بقلق فجاسم لم يحادثها بأي كلمه 
روحي ورا جوزك 
فتحركت خلفه وعندما وصلت للسياره وكان سيردف لداخلها 
رايحه فين
فهتفت بأرتباك
هركب عشان أروح 
وفتحت باب السيارة ولكنه تحرك نحوها بجمود وألتقط يدها وسار بها نحو أكرم  
الفصل الثاني والأربعون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
خفق قلبها بقوة وهو يجرها خلفه شعرت ان روحها تنسحب منها ونظرة ضائعة ألقتها نحو شقيقها الواقف ينظر إليها بعد ان تركه كرم نافضا ذراعه بحنق 
فثبتت أقدامها علي الارض وهي تحاول فك قبضة يده من يدها 
جاسم متعملش فيا كده انا هروح معاك اخد شنطة هدومي وامشي بس ارجوك متكسرنيش قدام حد
كلماتها جمدت حركته نيران من الڠضب داخله ولكن رجائها هذا وضعف صوتها جعله يلتف نحوها ينظر إليها ليجدها تقف أمامه ضائعة وعيناها تتلألئ بها دموع انكسارها 
فأغمض عيناه للحظات ظنت فيها أن صمته هذا رفض 
ووقعت عيناها علي نرمين التي وقفت أمام المخفر تتحدث بهاتفها وتنظر نحوهم 
أصبحت الارض تدور بها وهي تخشي ان ينبذها أمامهم 
انا موافقه علي عقابك بس عاقبني في بيتنا وانا راضيه بأي عقاپ تقوله 
كان يسمعها وهو غاضب من نفسه أكثر من غضبه عليها 
فمنذ متي كان الرجال هذا هو عقابهم متي كان غضبه يعميه لدرجه ان ينبذ زوجته ويكسرها أمام اشقائها 
وترك يدها وعاد لسيارته متمتما بجمود ادمي قلبها 
يلا يامدام
فنظرت نحو أكرم الذي كان يطالعها بقلق وحرك رأسه لها بأسف وندم علي فعلت شقيقه 
ووقفت نرمين تحدق بهم الي ان اندفعت سيارة جاسم من امام عينيها 
وصل بها المنزل لم يخاطبها بأي كلمه وهم في طريق العودة رغم انها أخذت تحادثه لعلها تلين عاطفته نحوها ولكن يبدو انه غاضب منها بشدة تلك المرة 
وتركها دون كلمه متجها نحو غرفة مكتبه يدور داخلها شقيقها الذي يعلم بعبثه واستهتاره حتي انه يشك بنواياه اتجاهها 
وبدء عقله يبحث لها عن شئ يطفئ نيران غضبه منها تلك الليله 
ولكن لم يجد غير ان غضبه يزداد 
يعاملها برفق وحب يحتوي تمردها وتهورها كان يعاقب كريم شقيقه علي عبثة واطاحت مكانته ولكن معها يصبر ويدلل ويخاطب بهدوء 
ولكن في النهايه لا تتعلم ولا تتغير شخصيتها 
تنسي إنها امرأة تنسي أنها زوجه تنسي انها بضعة أشهر ستكون اما
ضاع بين طيات تلك الليله ورفع كفه نحو خصلات شعره السواد يشدها بضيق 
اه منك يامهرة 
وخرج من غرقة مكتبه ليصعد لها لأعلي فوجدها تهبط الدرج تحمل حقيبة ملابسها بيدها وتسير مطأطأه الرأس 
رايحه فين 
سأل وهو يعلم الاجابه ولكن أراد ان يسمعها منها 
مش انت عايزني امشي هروح فين هروح بيتي
القديم 
لتنتفض بفزع وهي تسمع صوته 
اطلعي علي أوضتك فوق مش عايز اسمعلك صوت الليله ديه 
فأنزلت حقيبتها أرضا متسائله بسعاده 
يعني اطلع فوق انت سامحتني صح 
لم يمهلها لحظه بأن تستمر ابتسامتها 
سامحتك بصي يامهرة من الليله ديه ولحد ما انا اقرر اسامحك مش عايز ألمحك في البيت لا علي الصبح ولا بالليل طول ما انا موجود انتي في اوضتك 
وصړخ بها بقوة 
مفهوم 
فأرتجف جسدها وهي تحدق به غير مصدقه ان الرجل الذي أمامها الآن هو جاسم زوجها وحركت رأسها بعد ان سمعت صوته مجددا
مفهوم 
فأشار نحو الاعلي 
علي أوضتك 
فألتفت بجسدها كي تعود لغرفتها فعاقبه هذا اهون ولكن داخلها شئ أخبرها ان تلتف اليه ثانية وترمي نفسها بين ذراعيه فبالتأكيد جاسم سيسامحها كما يعمل دوما  وركضت نحوه هاتفه 
جاسم انا اسفه هفكر بعد كده قبل اي حاجه أعملها
وحاوطت جسده بذراعيها تنتظر ردة فعله ولكن لا كلمه نطقها او حتي ضمھا إليه وابتعدت عنه تنظر له ولكن كان يحدق بالفراغ الذي خلفها 
جاسم انا اعتذرت طب أعمل ايه تاني معاك حق ان غلطت اني أخرج من البيت في الوقت ده وانت مش موجود بس 
وقبل ان تكمل باقي كلامها وتخبره ان من ذهبت إليه هو شقيقها 
بس ايه ها بس ايه يامهرة مبرراتك بقت سخيفة من فترة ډخلتي نفسك في مشكله ورجعتيلي البيت بتعرجي علي رجلك وبعدها روحتي تستجمي مع اخوكي وسيبتي الغبي اللي متجوزاه يجري يدور عليكي زي المچنون وكل ده عشان فهمتي كلامي غلط مع موظفة عندي
وابتعد عنها زافرا أنفاسه بقوة
لا بتفكري في منظري قدام الناس ولا حتي بتفكري في نفسك ولا في ابنك اللي ف بطنك واللي للاسف هيبقي طفل لام مش مسئوله 
كانت تسمعه وعنياها مثبتة عليه تبكي بصمت وتتسأل كل هذا يحمله داخله منها
ونظرت إليه وهي تمسح دموعها بكفوفها
عندك حق 
وعادت لحقيبتها تحملها لتغادر فبعد كلامه لما تصعد لاعلي وفور ان وجدها تغير اتجاهها للخارج 
امسك معصمها بقوة هاتفا بحنق 
رايحه فين انا قولت فوق علي أوضتك 
فخشت من غضبه وازاحت يده عنها 
انت مش طايق وجودي في بيتك 
ولكن إشارة واحده من يده جعلتها تصمت وتصعد لاعلي 
وقفت
ورد كالضائعه أمام شرفتها تبكي بۏجع متخيلة كنان بين احضان تلك المرأه  عادت بها الذكريات يوم ان تخلي عنها ماجد والآن كنان يفعلها ولكن بطريقة ټقتلها 
وصړخت بآلم وحاوطت بطنها بيديها 
اظاهر هيكون مكتوب عليك تعيش حياه زي اللي انا عيشتها من غير اب 
وفركت جفونها بقوة وهي تهتف 
كفاية بكي وضعف ياورد 
وتذكرت ليليان فهي الوحيده من تخفف عنها وكادت ان تذهب نحو هاتفها النقطه الا أنها وقفت ثابتة في مكانها تسمع طرقات عظيمه علي باب غرفتها تخبرها ان فريدة قد أصابها حاډث 
يجلس مع رفيقه ليلا في المقهي الشعبي يقص عليه أغرب عرض سمعه بحياته فضحك صديقه وهو ينفث من أنفه دخان سيجارته 
عرضت عليك تتجوزها 
واحنا ضاحكا وهو يحرك رأسه غير مصدقا 
شكلها ياصاحبي كده والله أعلم غلطت مع واحد وعايزه تداري مصيبتها 
فصدحت ضحكات عمار بقوه بعد ان سمع جملة صديقه الأخيره 
هو اللي زي دول بېخاف من الحاجات ديه برضوه ياتوفيق اسكت بس انتي خليك في كتب التاريخ اللي انت عايش معاها 
فتنهد توفيق بضيق مما أصبح يحدث بالدنيا التي يقصها عليه صديقه بسبب عمله
طب وانت هتعمل معاها ايه 
فأبتسم عمار بلامبالاه 
ولا حاجه تروح تشوفلها راجل تاني تتجوزه مش كفايه بسببها سيبت شغلي مع جاسم الشرقاوي بعد العمله المهببه اللي عملتها معايا 
فتذكر توفيق ذلك الأمر والذي بالفعل ترك صديقه العمل من أجل الا يخون الرجل الذي يعمل معه ويستأمنه 
وزفر عمار أنفاسه وهو ينفض صورة رفيف من عقله 
ركضت ورد للمشفي ومعاها كل من ليليان وبشير 
ووقفوا ينتظرون خروج فريدة والتي الي الآن لا يعرفون عن حالتها شئ 
كانت ورد تقف شارده فكل شئ أصبح يتراكم فوق كاهلها وسمعت صوت ليليان وهي تسأل بشير 
هل هاتفت كنان وابلغته بالأمر 
فحرك بشير رأسه 
لا يوجد تذاكر طياران الليله سيأخذ طيارة خاصه
وصدح رنين هاتف بشير ليخبرها بقلق 
أنه كنان
وابتعد عنهم ولكن كان صوته مسموع لهم 
لا نعلم شئ الي الآن كنان ورد بخير لا تقلق ستصعد للطائرة الآن انتبه لنفسك صديقي 
وانهي المكالمه لتقترب ليليان من ورد هامسه 
ورد تعالي اجلسي سأذهب واجلب لكي شئ تشربيه 
وربتت علي ظهرها بحنان ثم ضمتها قبل ان تذهب لتجلب لها عصير يفيدها 
واقترب بشير منها يخبرها عن موعد وصول الطائرة
لا تقلقي ورد سيكون كل شئ بخير 
وعاد يقف أمام غرفة العمليات ينتظر معرفة اي شئ 
وعادت ليليان بالعصير لترفضه في البداية ولكن مع ألحاح ليليان تقبلته 
وأخذ عقلها يدور بنقطه واحده موعد وصل طائرة كنان 
نظرت إليه وهو يلتقط بعض ثيابه ثم اتجها ليغادر الغرفه
انت مش هتنام هنا 
لم تجد منه رد الا انغلاق باب الغرفه پعنف 
فأندفعت نحوه وهي تعلم وجهتها بالتأكيد سينام في الغرفة التي كان ينام بها في بداية زواجهم 
ودخلت خلفه للغرفه لتجده يبدل ثيابه بهدوء 
جاسم رد عليا انت ليه بتعاملني كده 
وكأنه في عالم وهي بعالم آخر 
انهي ارتداء ملابسه واقترب من الفراش يتسطح عليه 
ممكن تقفلي النور وتاخدي الباب في ايدك وتمشي 
فأقتربت منه تجلس علي الفراش جانبه وقررت ان تشاكسه لعله يسامحها كالعاده 
ولو قولت لاء
ومالت نحوه ټدفن رأسها بصدره
مقدرش انام وانت زعلان مني 
واخذت يداها تعبث بأزرار منامته فلا بأس من بعض قواعد الإغراء الليله ولكن وجدته يشيح يداها بعيدا عنه 
مهرة ياريت متعلبيش معايا لعبك السخيفة 
واغمض عيناه متمتما 
اطفي النور ومع السلامه
طردها بأسلوب بارد عاهدته منه قديما فنظرت إليه بعد أعطاها ظهره ولم تجد شئ تفعله الا الرحيل لغرفتها لعلها تفكر قليلا 
وقفت ورد بجانب سيارة الأجرة في الموعد الذى علمت ان كنان سيعود فيه اخبرت ليليان وبشير في المشفي أنها ستعود للمنزل لتأخذ دوائها وتعود ثانية 
كانت ليليان تتفهم الأمر لأنها تري شحوبها ولم يظنوا أنها ذهبت لهدف آخر ذهبت لتري زوجها وهو عائد مع عشيقته التي أخبرتها عنها سيلا 
وأخيرا التقطت عيناها كنان ومن معه فأسرعت تداري
 

58  59  60 

انت في الصفحة 59 من 99 صفحات