رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله
اخوكي ده اصلا مبرتحش ليه ملناش دعوه بيه انتي سمعه
فهتفت به برجاء
ده أخويا ياجاسم مهما كان وهروحله
فتنهد بسأم
هبعتله محامي بس انتي متخرجيش دلوقتي
وهتف اسمها ولكن الهاتف قد انتهي شحنه فنظرت لهاتفها بضيق وأكملت سيرها للخارج
فنظر جاسم لهاتفه پغضب ضغطا عليه بقوه
هتعملي اللي في دماغك انا عارف
مستر جاسم متقلقش شهاب أخويا ظابط هناك
فألتف لها جاسم بأمتنان وهو لا يعرف كيف يشكرها وكان داخله يتوعد لمن تجعله يعيش دوما بتوتر من أجلها
سارت داخل المخفر لتجد شقيقه وسط مجموعه من الشباب والفتيات ويبدو علي هيئتهم أنهم جلبوهم من ملهي ليلي
واتجهت نحو غرفة الظباط المسئول عن الأمر وبعد ان استأذنت للدخول لحضورها بالنيابة عن شقيقها
طالعها الظابط بضيق بسبب تلك الليله التي ستكون طويله
حضرتك مش أسلوب تتعامل بيه معايا
فنهض الضابط وهو يحدق بها بضيق
ابقي اشتكينا للنقابة بتاعتك يااستاذه
انت بتكلمني كده إزاي
فضحك وهو يتقدم نحوها ببرود
عايزانا نكلمك ازاي يعني نضربلك تعظيم سلام عندك النيابة بكره ابقي دفعي عن اخوكي هناك
واصبح الحوار كلمه منه مع كلمه منها الي ان انفتح الباب لتدخل نرمين نحو شقيقها يتبعها جاسم
نرمين ايه اللي جابك هنا
لم تكن مهرة معهم فعيناها كانت نحو جاسم الذي كان يحدق بها بقوه
الاستاذه مراتك ياجاسم بيه
ونظر لمهرة بعتاب
وليه مقولتيش يااستاذة
تحولت الجلسه لاحترام وضعها حضور جاسم الذي لما يخاطب مهرة بأي حرف وهي لم تتحدث مرة أخرى فقلبها يخبرها ان الليله لن تنتهي علي خير
وأخيرا تم الافراج عن كرم وبعض رفقائه
هتفضل لحد امتي متهور
وانتبه لوجود جاسم الواقف بجمود فحرك له جاسم رأسه بتفهم ثم سار نحو سيارته لينظر أكرم لمهرة التي تفرك يديها بقلق فجاسم لم يحادثها بأي كلمه
روحي ورا جوزك
فتحركت خلفه وعندما وصلت للسياره وكان سيردف لداخلها
فهتفت بأرتباك
هركب عشان أروح
وفتحت باب السيارة ولكنه تحرك نحوها بجمود وألتقط يدها وسار بها نحو أكرم
الفصل الثاني والأربعون
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
خفق قلبها بقوة وهو يجرها خلفه شعرت ان روحها تنسحب منها ونظرة ضائعة ألقتها نحو شقيقها الواقف ينظر إليها بعد ان تركه كرم نافضا ذراعه بحنق
فثبتت أقدامها علي الارض وهي تحاول فك قبضة يده من يدها
جاسم متعملش فيا كده انا هروح معاك اخد شنطة هدومي وامشي بس ارجوك متكسرنيش قدام حد
كلماتها جمدت حركته نيران من الڠضب داخله ولكن رجائها هذا وضعف صوتها جعله يلتف نحوها ينظر إليها ليجدها تقف أمامه ضائعة وعيناها تتلألئ بها دموع انكسارها
فأغمض عيناه للحظات ظنت فيها أن صمته هذا رفض
ووقعت عيناها علي نرمين التي وقفت أمام المخفر تتحدث بهاتفها وتنظر نحوهم
أصبحت الارض تدور بها وهي تخشي ان ينبذها أمامهم
انا موافقه علي عقابك بس عاقبني في بيتنا وانا راضيه بأي عقاپ تقوله
كان يسمعها وهو غاضب من نفسه أكثر من غضبه عليها
فمنذ متي كان الرجال هذا هو عقابهم متي كان غضبه يعميه لدرجه ان ينبذ زوجته ويكسرها أمام اشقائها
وترك يدها وعاد لسيارته متمتما بجمود ادمي قلبها
يلا يامدام
فنظرت نحو أكرم الذي كان يطالعها بقلق وحرك رأسه لها بأسف وندم علي فعلت شقيقه
ووقفت نرمين تحدق بهم الي ان اندفعت سيارة جاسم من امام عينيها
وصل بها المنزل لم يخاطبها بأي كلمه وهم في طريق العودة رغم انها أخذت تحادثه لعلها تلين عاطفته نحوها ولكن يبدو انه غاضب منها بشدة تلك المرة
وتركها دون كلمه متجها نحو غرفة مكتبه يدور داخلها شقيقها الذي يعلم بعبثه واستهتاره حتي انه يشك بنواياه اتجاهها
وبدء عقله يبحث لها عن شئ يطفئ نيران غضبه منها تلك الليله
ولكن لم يجد غير ان غضبه يزداد
يعاملها برفق وحب يحتوي تمردها وتهورها كان يعاقب كريم شقيقه علي عبثة واطاحت مكانته ولكن معها يصبر ويدلل ويخاطب بهدوء
ولكن في النهايه لا تتعلم ولا تتغير شخصيتها
تنسي إنها امرأة تنسي أنها زوجه تنسي انها بضعة أشهر ستكون اما
ضاع بين طيات تلك الليله ورفع كفه نحو خصلات شعره السواد يشدها بضيق
اه منك يامهرة
وخرج من غرقة مكتبه ليصعد لها لأعلي فوجدها تهبط الدرج تحمل حقيبة ملابسها بيدها وتسير مطأطأه الرأس
رايحه فين
سأل وهو يعلم الاجابه ولكن أراد ان يسمعها منها
مش انت عايزني امشي هروح فين هروح بيتي
القديم
لتنتفض بفزع وهي تسمع صوته
اطلعي علي أوضتك فوق مش عايز اسمعلك صوت الليله ديه
فأنزلت حقيبتها أرضا متسائله بسعاده
يعني اطلع فوق انت سامحتني صح
لم يمهلها لحظه بأن تستمر ابتسامتها
سامحتك بصي يامهرة من الليله ديه ولحد ما انا اقرر اسامحك مش عايز ألمحك في البيت لا علي الصبح ولا بالليل طول ما انا موجود انتي في اوضتك
وصړخ بها بقوة
مفهوم
فأرتجف جسدها وهي تحدق به غير مصدقه ان الرجل الذي أمامها الآن هو جاسم زوجها وحركت رأسها بعد ان سمعت صوته مجددا
مفهوم
فأشار نحو الاعلي
علي أوضتك
فألتفت بجسدها كي تعود لغرفتها فعاقبه هذا اهون ولكن داخلها شئ أخبرها ان تلتف اليه ثانية وترمي نفسها بين ذراعيه فبالتأكيد جاسم سيسامحها كما يعمل دوما وركضت نحوه هاتفه
جاسم انا اسفه هفكر بعد كده قبل اي حاجه أعملها
وحاوطت جسده بذراعيها تنتظر ردة فعله ولكن لا كلمه نطقها او حتي ضمھا إليه وابتعدت عنه تنظر له ولكن كان يحدق بالفراغ الذي خلفها
جاسم انا اعتذرت طب أعمل ايه تاني معاك حق ان غلطت اني أخرج من البيت في الوقت ده وانت مش موجود بس
وقبل ان تكمل باقي كلامها وتخبره ان من ذهبت إليه هو شقيقها
بس ايه ها بس ايه يامهرة مبرراتك بقت سخيفة من فترة ډخلتي نفسك في مشكله ورجعتيلي البيت بتعرجي علي رجلك وبعدها روحتي تستجمي مع اخوكي وسيبتي الغبي اللي متجوزاه يجري يدور عليكي زي المچنون وكل ده عشان فهمتي كلامي غلط مع موظفة عندي
وابتعد عنها زافرا أنفاسه بقوة
لا بتفكري في منظري قدام الناس ولا حتي بتفكري في نفسك ولا في ابنك اللي ف بطنك واللي للاسف هيبقي طفل لام مش مسئوله
كانت تسمعه وعنياها مثبتة عليه تبكي بصمت وتتسأل كل هذا يحمله داخله منها
ونظرت إليه وهي تمسح دموعها بكفوفها
عندك حق
وعادت لحقيبتها تحملها لتغادر فبعد كلامه لما تصعد لاعلي وفور ان وجدها تغير اتجاهها للخارج
امسك معصمها بقوة هاتفا بحنق
رايحه فين انا قولت فوق علي أوضتك
فخشت من غضبه وازاحت يده عنها
انت مش طايق وجودي في بيتك
ولكن إشارة واحده من يده جعلتها تصمت وتصعد لاعلي
وقفت
ورد كالضائعه أمام شرفتها تبكي بۏجع متخيلة كنان بين احضان تلك المرأه عادت بها الذكريات يوم ان تخلي عنها ماجد والآن كنان يفعلها ولكن بطريقة ټقتلها
وصړخت بآلم وحاوطت بطنها بيديها
اظاهر هيكون مكتوب عليك تعيش حياه زي اللي انا عيشتها من غير اب
وفركت جفونها بقوة وهي تهتف
كفاية بكي وضعف ياورد
وتذكرت ليليان فهي الوحيده من تخفف عنها وكادت ان تذهب نحو هاتفها النقطه الا أنها وقفت ثابتة في مكانها تسمع طرقات عظيمه علي باب غرفتها تخبرها ان فريدة قد أصابها حاډث
يجلس مع رفيقه ليلا في المقهي الشعبي يقص عليه أغرب عرض سمعه بحياته فضحك صديقه وهو ينفث من أنفه دخان سيجارته
عرضت عليك تتجوزها
واحنا ضاحكا وهو يحرك رأسه غير مصدقا
شكلها ياصاحبي كده والله أعلم غلطت مع واحد وعايزه تداري مصيبتها
فصدحت ضحكات عمار بقوه بعد ان سمع جملة صديقه الأخيره
هو اللي زي دول بېخاف من الحاجات ديه برضوه ياتوفيق اسكت بس انتي خليك في كتب التاريخ اللي انت عايش معاها
فتنهد توفيق بضيق مما أصبح يحدث بالدنيا التي يقصها عليه صديقه بسبب عمله
طب وانت هتعمل معاها ايه
فأبتسم عمار بلامبالاه
ولا حاجه تروح تشوفلها راجل تاني تتجوزه مش كفايه بسببها سيبت شغلي مع جاسم الشرقاوي بعد العمله المهببه اللي عملتها معايا
فتذكر توفيق ذلك الأمر والذي بالفعل ترك صديقه العمل من أجل الا يخون الرجل الذي يعمل معه ويستأمنه
وزفر عمار أنفاسه وهو ينفض صورة رفيف من عقله
ركضت ورد للمشفي ومعاها كل من ليليان وبشير
ووقفوا ينتظرون خروج فريدة والتي الي الآن لا يعرفون عن حالتها شئ
كانت ورد تقف شارده فكل شئ أصبح يتراكم فوق كاهلها وسمعت صوت ليليان وهي تسأل بشير
هل هاتفت كنان وابلغته بالأمر
فحرك بشير رأسه
لا يوجد تذاكر طياران الليله سيأخذ طيارة خاصه
وصدح رنين هاتف بشير ليخبرها بقلق
أنه كنان
وابتعد عنهم ولكن كان صوته مسموع لهم
لا نعلم شئ الي الآن كنان ورد بخير لا تقلق ستصعد للطائرة الآن انتبه لنفسك صديقي
وانهي المكالمه لتقترب ليليان من ورد هامسه
ورد تعالي اجلسي سأذهب واجلب لكي شئ تشربيه
وربتت علي ظهرها بحنان ثم ضمتها قبل ان تذهب لتجلب لها عصير يفيدها
واقترب بشير منها يخبرها عن موعد وصول الطائرة
لا تقلقي ورد سيكون كل شئ بخير
وعاد يقف أمام غرفة العمليات ينتظر معرفة اي شئ
وعادت ليليان بالعصير لترفضه في البداية ولكن مع ألحاح ليليان تقبلته
وأخذ عقلها يدور بنقطه واحده موعد وصل طائرة كنان
نظرت إليه وهو يلتقط بعض ثيابه ثم اتجها ليغادر الغرفه
انت مش هتنام هنا
لم تجد منه رد الا انغلاق باب الغرفه پعنف
فأندفعت نحوه وهي تعلم وجهتها بالتأكيد سينام في الغرفة التي كان ينام بها في بداية زواجهم
ودخلت خلفه للغرفه لتجده يبدل ثيابه بهدوء
جاسم رد عليا انت ليه بتعاملني كده
وكأنه في عالم وهي بعالم آخر
انهي ارتداء ملابسه واقترب من الفراش يتسطح عليه
ممكن تقفلي النور وتاخدي الباب في ايدك وتمشي
فأقتربت منه تجلس علي الفراش جانبه وقررت ان تشاكسه لعله يسامحها كالعاده
ولو قولت لاء
ومالت نحوه ټدفن رأسها بصدره
مقدرش انام وانت زعلان مني
واخذت يداها تعبث بأزرار منامته فلا بأس من بعض قواعد الإغراء الليله ولكن وجدته يشيح يداها بعيدا عنه
مهرة ياريت متعلبيش معايا لعبك السخيفة
واغمض عيناه متمتما
اطفي النور ومع السلامه
طردها بأسلوب بارد عاهدته منه قديما فنظرت إليه بعد أعطاها ظهره ولم تجد شئ تفعله الا الرحيل لغرفتها لعلها تفكر قليلا
وقفت ورد بجانب سيارة الأجرة في الموعد الذى علمت ان كنان سيعود فيه اخبرت ليليان وبشير في المشفي أنها ستعود للمنزل لتأخذ دوائها وتعود ثانية
كانت ليليان تتفهم الأمر لأنها تري شحوبها ولم يظنوا أنها ذهبت لهدف آخر ذهبت لتري زوجها وهو عائد مع عشيقته التي أخبرتها عنها سيلا
وأخيرا التقطت عيناها كنان ومن معه فأسرعت تداري