الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية ست البنات بقلم نهى مجدى

انت في الصفحة 29 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز

مكنتش هعرفها منكم
وطبعا عرفتها من عمك ومراته وبنته 
مش مهم

من مين المهم انها الحقيقه
ممكن اعرف ايه الحقيقه اللى عرفتها عنى
طبعا حضرتك مكنتش هتقولى انك السبب فى طلاق ماما من عمى عمر وانك فهمتها انك بتحبها علشان تتجوزها وتاخدنى فوق البيعه وتضمن ميراثى وميراث ماما من ابويا وانى لما تميت 21 سنه وبقيت اقدر اتصرف فى ورثى خلتنى احطه فى البنك بإسمك وانا فاكر انك خاېف عليا اصرفه اتاريك بتحوشه لنفسك وطبعا بتصرف علينا منه واشتريت الشبكه منه بس دايما مفهمنا ان كل دا من خيرك انت مش من خير ابويا الحقيقى
انا دايما كنت بقول لوالدتك انها ظالمه عمر وداليا لكن دلوقتى اتأكدت ان اللى شافته منهم كان اقل القليل انا مش هزعل منك انك صدقت كل اللى اتقالك لكن كان نفسي تحس بحبى ليك وتعرف انك ابنى انا مش ابن حد تانى انا اللى ربيتك فى حضنى وشفتك بتكبر قدام عنيا انا اللى شيلتك على كتافى وقولت للعالم كله انك ابنى اللى هتبقى احسن منى انا اللى كنت مابصدق مامتك تروح شغلها واروح اجيبك من الحضانه تروح معايا الشغل علشان مش قادر ابعد عنك ولا هاين عليا اسيبك ټعيط
انا اللى وجعك كان بيوجعنى وفرحتك بتنور الدنيا قدامى فرحتى بملاذ لما اتولدت كانت اقل بكتير من فرحتى بيك وانت بتكبر قدامى وبتنجح وبتكون علاقات واصحاب لحد ماوصلت للجامعه وبقيت عريس وعايز تخطب وبرغم رفض ميراس لجوازك من مرام الا انى اصريت ان البنت اللى تختارها لازم ترتبط بيها حتى لو كانت مين واشترينا الشبكه بنص الفلوس اللى فضلنا السنين اللى فاتت دى كلها نحوش فيها والنص التانى كنت هجهز لك بيه شقتك حتى ملاذ مفكرتش فيها ولا فى جوازها كان كل همى اشوفك مبسوط ومتحسش فى يوم ان ملكش اب تتسند عليه وبالنسبه لفلوسك اللى كتبتها بإسمى دا كان اقتراح ميراس لانها شكت فى ارتباطك من مرام يكون بسبب طمعهم فى فلوسك وخاڤت تأثر عليك و تكتب لها ورثك زى ماداليا عملت مع عمك وكتب لها اللى عنده وعلشان كدا خلتك تكتبه بإسمى وممكن تروح البنك وتتأكد ان الفلوس بأرباحها محدش لمسها ولا اتسحب منها جنيه واحده انا يابنى مش محتاج فلوسك ولا فلوس ميراس علشان اصرف عليكم انا لو هحفر فى الصخر مش هخليكم نفسكم فى حاجه بس انت للاسف واقع تحت ايد ناس قلوبها اتملت شړ وكل يوم بيمر عليهم بيزيدوا توحش عمك عمر لان امك رفضت تكمل معاه عاوز ينتقم منها من خلالك وداليا لانها عارفه ان ميراس احسن منها مليون مره والطمع مالى قلبها عاوزه تاخد فلوسك وهيا اللى خلت مرام تقرب لك وتفهمك انها بتحبك وانا وماما كنا عارفين الكلام دا ومش عايزين نقوله علشان منظلمش البنت لكن خلاص مبقاش ينفع السكوت اكتر من كدا
ياااه يا بابا شايل فى قلبك كل دا ومش عاوز تزعلنى
لو معملتش كدا مبقاش أب وانتى ابنى انا فاهم يعنى ايه ابنى انا 
كانت دقات قلبى تتراقص ودموعى تنهمر على وجنتى بسعاده وانا استمع لبكاء تميم ندما على مااوجع به قلب ابيه 
سامحنى يابابا متزعلش منى انا حاسس انى مخڼوق ومصډوم مش عارف اصدق مين واكدب مين
صدق اللى عمره ماكدب عليك ياتميم واللى بېخاف على مصلحتك مش اللى عايز منك حاجه
ليه حضرتك بتقول ان مرام مش بتحبنى 
دا يابنى كلام سمعناه والله اعلم بالحقيقه لكن انت من جواك حاسس بإيه هوا دا المهم 
مش عارف يابابا مع ان
________________________________________
مرام هيا اللى صارحتنى بحبها الاول لكن انا حبيتها بجد وكنت حاسس انها الانسانه اللى هتكملنى لكن بعد الخطوبه حسيت انها بتتغير مش عارف ليه
ازاى 
قالت لى ان ماما هيا سبب طلاق ابوها لامها وسبب المشاكل اللى بينهم لحد دلوقتى وانها مش هترتاح لو عاشت مع ماما فى بيت واحد ولو بحبها لازم اشترى لها شقه
فى مكان تانى اكتبها بإسمها وطبعا لما قولتلها اننا معندناش القدره اننا نشترى شقه فى الوقت الحالى قالتلى ان معايا كتير من ورث بابا يكفى ويفيض وللاسف قولتلها انى كتبته بإسم حضرتك فقالتلى انك عملت كدا علشان تاخد فلوسى زى ماخدت فلوس ماما 
وبعدين 
قالتلى انى لازم اصارحك واطلب فلوسى علشان اقدر اسعدها واجيب لها كل اللى نفسها فيه ودا سبب خناقنا انى قولتلها مش هقدر اعمل كدا مع حضرتك
انت شايف ان اللى بتطلبه منك دا طبيعى 
مش عارف ساعات بقول انها طماعه وساعات بقول يمكن نفسها تحس انها مسؤله من راجل تانى غير ابوها يجيب لها اللى نفسها فيه
يابنى انا وامك اتجوزنا فى بلدنا واتنقلنا هنا علشان شغلى ودراستها سكنا فى شقه اوضه وصاله فى حته شعبيه بعيده عن شغلنا مكنش معانا فلوس ناخد تاكسى وكنا بنستنى الاتوبيس كان بيعدى علينا اليوم منعرفش هيبقى معانا فلوس تكفى

تانى يوم ولالا كنت انا بشتغل الصبح وبالليل بصمم مواقع على الانترنت علشان ازود دخلى وامك كانت بتدرس فى الجامعه وبتذاكر لكم علشان نوفر فلوس المدرسين تفاصيل كتير مهما حكيتها مش هوفيها قدرها بس صدقنى مكناش زعلانين ولا حاسين ان فيه حاجه نقصانا بالعكس كنا حاسين اننا أمان لبعض ووجودنا مع البعض اهم مليون مره من اى حاجه تانيه مع انها كان ممكن تطالب بورثها ونعيش كويس بس انا حلفت ماهتصرف جنيه على حياتنا وهيا وافقت علشان هيا ست اصيله وحتى لما ربنا رزقنا عمرها ماطلبت حاجه لنفسها وكل طلباتها كانت ليكم وللبيت 
مفيش زيكم دلوقتى يابابا
لا فيه ودور وانت تلاقى 
سادت فتره صمت لم اسمع فيها شيئا حتى وجدت صفي يفتح الباب بابتسامه هادئه ويغلق الهاتف وان ضافوا لعمرى أعمارا فليس مثله أحد يمسح بيده على قلبى فيبدله حاله من حزن لفرح ولا هنالك فى الكون اصفي منه قلبا واطيب منه سريرة ولو صعدت روحى للسماء لظللت انتظره حتى يلحق بى جنات النعيم فمن مثله حرم على جسده العڈاب
ربنا يخليك ليا يا احسن حاجه حصلتلى فى عمرى كله 
ويخليكى ليا ياصاحبه الصون والعفاف
جلسنا نتحدث فيما حدث وطمئننى ان تميم الان افضل بكثير وسيجتاز تلك المحنه قريبا وما حدث لم يكن سيئا فبرغم كل شئ الا ان تميم الان اكثر
وعيا ونضجا وسيميز الصالح ببصيرته الفطريه ظللنا نتحدث حتى اجتاح النعاس أجفاننا فأطفئنا الانوار ورحنا فى سبات عميق لا نريد تناول الطعام فماحدث اشبعنا وجعل ارواحنا ممتلئه غفوت بهدوء وانتقلت لموجه احلامى المتخبطه ولكنى لم انعم بذلك الهدوء طويلا حتى وجدت ملاذ توقظنى وتطلب منى الرد على الهاتف بسرعه افقت مزعوره تائهه لا اعلم مايحدث فوجدتها تعطينى الهاتف فى يدى امسكته ووضعته على أذنى فأتانى صوت مرام تبكى لم اتبين المتصل فى البدايه فسئلته بصوت يرتجف من الفزع
مين معايا
انا مرام ياطنط
ظننت ان تميم قد اشعل عراكا حاميا معها فلذلك تطلبنى ولكنى وجدتها تبكى حتى الاڼهيار 
فيه ايه يامرام بتعيطى ليه 
بابا بېموت يا طنط
لا ادرى لم خفق قلبى بشده وشعرت بنغزه فيه جعلت صوتى يرتجف ونبرتى تخبو
انتى بتقولى ايه 
بابا فى المستشفى وعاوز يشوفك تعالى بسرعه ياطنط الدكاتره بيقولوا مفيش قدامه كتير 
اغلقت الهاتف واستدرت لأضعه على الطاوله فسقط من يدى على الارض ووجدت صفي ينظر لى بزعر فقد نهض مڤزوعا هوا الاخر
فيه ايه ياميراس
اجبته بصوت خاف وعقل تائه
عمر فى المستشفى بېموت وعايز يشوفنى
نهض صفي يحثنى على النهوض
ومستنيه ايه 
نظرت له نظره ترقب وإعجاب
مش زعلان 
ضحك 
البسى بسرعه وانا هوصلك
لم تمض الدقائق حتى وصلنا لمكان المشفى الذى وصفته لى مرام كنت خائفه متلجلجه يظهر التوتر جليا على ملامحى ويداى المرتجفتان فأمسك بهما صفي يطمئننى
انا هستناكى هنا
طوال الوقت اجده متفهما لكل مايحدث فلولا احتوائه لى لكنت ضائعه منذ الازل هبطت من السياره واتجهت للداخل سئلت على مكان غرفته فأشارت لى الممرضه على مكانه ذهبت اليه بخطى متثاقله وقلب مرتجف فوجدت داليا ومرام تقفان باكيتان على باب غرفته خشيت مواجهه داليا وحديثا الموجع ولكنى وجدتها متفهمه تلك المره وانزاحت عن الباب لتتيح لى طريق الدخول وما إن رأتنى مرام حتى ركضت نحوى
بسرعه ياطنط ارجوكى
نظرت لداليا وكأنى اطلب منها السماح بالدخول فأشارت بيدها ناحيه الباب وجلست على المقعد المقابل للغرفه 
فتحت الباب ودخلت بقلب منقبض وارتجافه تسرى فى جسدى كله بحثت بعينى فى الغرفه الصماء ذات السرير الواحد والاجهزه الموصوله بالجسد حتى وجدته يتوسطها على سرير ابيض ذو قوائم معدنيه يرقد مغمض العينين وتخرج
________________________________________
من جسده الكثير من الانابيب وعلى فمه قناع تنفس اغلقت الباب خلفى ودخلت بهدوء اخشى اصدار صوت ولكنى مالبثت ان جلست فى المقعد المجاور له حتى فتح عينينه وازاح قناع التنفس والتفتت ينظر لى
كنت عارف انك هتيجى
متتكلمش ياعمر انت تعبان 
كان وجهه شاحبا وعيناه لا يستطيع فتحها عن اخرها فامتلئت بالصفار وجنتاه وشفتاه لا دماء تسرى فيهما وجسده مسجى لا يتحرك كانت الكلمات تخرج
من فمه ضعيفه هزيله كجسده الراقد امامى وصوته خاڤت يكاد لا يسمع ولكنه كان عنيدا حتى فى مرضه الشديد
كان نفسى تبقى اخر واحده اشوفها قبل مااموت 
متقولش كدا ياعمر انا مبحبش الكلام دا وانت عارف 
حقك عليا خليتك تعيشى التجربه مرتين 
ان شاء الله هتخف وتبقى كويس
لاادرى لما تساقطت دموعى برغم إصرارى الشديد على حپسها الا انها أبت الانصياع فاستدرت اخفيها ولكنه مد يده الهزيله ببطئ وربت على يدى فاعتدلت ناحيته
متدوريش وشك خلينى اشبع منك
هتخف ياعمر وهتغلب المړض زى ماغلبته قبل كدا وهتعيش وتجوز بنتك وتفرح بحياتك و......
لا ادرى لما اصبحت ملامحه جامده كان ينظر لى وانا انادى عليه فلم يستجبابكى وابكى ابكى على كل شئ حدث على يوم رأيته فيه يمر أمامى شابا متفتحا تعشقه المراهقات

ويوم تزوجته ويوم لمس جسدى لأول مره ويوم تركته وايام سعى فيها خلفى كنت اعلم انه يعشقنى ولكنه لم يكن جديرا بحبى له وليس كل الحب مقبولا لم استطع رؤيته هكذا فنهضت عن مقعدى وخرجت وانا مڼهاره فى البكاء فعلمت مرام ماحدث وسقطت على الارض تبكى فى حرقه اما داليا فمن وسط دموعها نظرت لى بعينان يملأهما الڠضب وتحدث لأول مره 
حتى وهوا بېموت اختار انه ېموت بين ايديكى انتى مش انا 
تحدثت اليها انا الاخرى پغضب اشد لا اعلم سببه 
يمكن علشان انا الوحيده اللى مكنتش عايزه منه حاجه
تركتها وركضت ناحيه صفي فلم يعد قلبى يتحمل رؤيتها ولا الحديث اليها ورآنى آتيه ابكى باڼهيار خرج من السياره واتجه ناحيتى وتركنى ابكى حتى هدأ قلبى
الله يرحمه ياحبيبتى
يارب 
شعرت اننى اوشك
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 35 صفحات