المطارد بقلم امل نصر
تاخد بالك كنت هاتفطستي دلوقت
رد محمد الجالس على إحدى اغصانها المتينة
افطسك ليه يابوي هو انا عملت حاجة
نزلت الجميزة الناشفة على مناخيري وانا بشرب وخليتني شرقت ياواض الناصحة
قال سالم پغضب وكان رد محمد ضحكة مقهقهة بصوت عالي دون توقف جعلت سالم هو الاخر تصيبه العدوى وهو يجاهد لرسم الحزم امام ابنه فقال
ردد محمد بانفعال
حباية قليلين اللي لقيتهم طيببن وجمعتهم يابوي والباقي كله اخضر
ياولدي ما هو لسة الموسم بتاعها انت اللي مستعجل عليها انزل ياللا ياحبيبي كفاية كدة
حاضر يابوي حاضر باه
قال محمد وهو ينفض كفيه پغضب طفولي ثم تراجع حتى من اخر الغصن الغريب واصبح في متناول اباه الذي انزله سريعا مرددا بارتياح
رد محمد بتشنج وهو يضع ماجمعه من ثمار داخل اناء بلاستيكي
تاني برضوا هاتقولي خاېف دا انا مطلتعش غير عالجزع الاولاني ومجمعتش غير الحباية القليلين دول المش مكملين كيلوا حتى
فضل ونعمة يامعلم محمد دا كفاية ان جمعتهم بيدك ياخي هو احنا نطول برضوا
انا هاقسمهم بالواحدة علينا انا وخواتي البنات وانت امي وصالح يابوي
أجفل سالم على جملة ابنه فسأله باهتمام
هو انت صالح فاكره منينا يامحمد عشان تحسبه معانا ياولدي
رد
محمد بعفويته
ايوة يابوي عشان صالح زين وكلامه زين زيه وانا بحبه قوي عشان هو صاحبي ودايما يقولي انت راجل يامحمد شد حيلك عشان تفرح ابوك وامك واخواتك لما تكبر وتبقى حاجة زينة
خد هنا يامحمد اوعى تكون ياولدي بتقول الكلام ولا تجيب سيرة الراجل ده قدام حد من صحابك ولا عيال الجيران او اي حد
رد صالح بحمائية
ماانت نبهت عليا يابوي في الموضوع ده وانا قولتلك حاضر ومدام قولت حاضر يبقى عمري ما هافتن على واحد صاحي
تمتم بها سالم بدهشة وهو متسمر محله فظل ينظر الى ابنه الذي أردف بكلماته ثم ذهب من أمامه لا يعي بخطورتهم
حينما دلف سالم من الباب الداخلي للحديقة التي في خلف المنزل وجد امامه يمنى متكتفة الذراعين واقفة أمامه وكأنها تنتظره
إيه امال في حاجة اياك
سأل سالم ابنته بريبة فاجابته بسؤال
هو عمي يونس قال ايه لصالح عشان يبقى بالحالة دي
حاجة ايه بالظبط وحالة ايه اللي بتقولي عليها دي
اجابته يمنى بتفكير
مش عارفة اوصفلك ازاي بس هو مارديش يحط لقمة في جوفه من الصبح وبيقول لامي انه عايز ياخد الدوا كدة وانا لما دخلت عنده عشان اسأله قالي ان عمي معاه حق وان الغلط منه هو عشان غباءه كان السبب في كل المصاېب والبلاوي اللي حلت فوق راسه!
ضيق سالم عيناه قليلا يستوعب قبل يسألها
بلاوي ولا مصايب ايه اللي بيقول عنها
مش عارفة يابوي بس انا لما سألته طلب يشوفك عشان يكلمك
اجابته بحيرة فتمتم سالم بكلماتها
عايز يكلمني ! ودا هايكون عايزني في ايه يعني
تحرك ليتخطاها ويذهب ولكنها أوقفته
بابوي انا كنت بسألك هو عمي قالوا ايه بالظبط وخلاه بالحالة دي وانت مجاوبتنيش
يابتي انا كمان ماعرفش عمك نفسه انا ماشفتوش ولا كلمته امبارح من وقت مااتصلت بيه و
قطع كلماته متذكرا اكملت على كلماته تسأله
و إيه يابوي قولتوا لبعض ايه في التليفون
نظر اليها قليلا بصمت قبل ان يرد عليها
ماقولناش ولاحكينا يا يمنى انا بس قولتله على اسم صالح الحقيقي واسم بلده وعيلته ويس على كدة مقولتش على حاجة تانية اوعي بقى خليني اروح اشوف الجدع ده واشوف ايه حكايته
اوقفته يمنى قبل ان يبتعد عنها
معنى كلامك ده ان عمي سأل عليه وعرف ايه حكايته
استدار اليها ابيها قائلا بتخمين
ويبقى أكيد حكايته واعره قوي بدليل ان عمك دخل عليه وحذره بشدة حسب مافهمت من كلامك
صمتت يمنى تستوعب كلمات ابيها الذي غمغم عائدا
ربنا يسترها ويعديها على خير
سالم من الغرفة الموجود بداخلها صالح وقبل ان يدلف اليها دافعا الباب المفتوح قليلا بمواربة ولكنه توقف حينما استمع لصوت صالح وهو يتكلم مع ابنه الصغير محمد
سامعني يامحمد عايزك ياحبيبي تخلي بالك من الكلام دا كويس
قطب سالم وانتابته الريبة من الكلمات فدفع الباب قليلا ليرى فوجد ابنه جالس امام صالح على الاريكة اسفل النافذة الخشبية بالغرفة يتناول معه من الطبق الصغير ثمار الجميز التي جمعها من شجرتهم رد محمد بسؤال
ايوة يعني ايه برضوا مش فاهم كيف اخلي بالي من خواتي البنات وكيف عايزني احذر من
القرايب هما مين القرايب دول مش خواتي برضوا
تبسم صالح يمسح بكفه على شعر محمد قائلا بحنان
خواتك البنات مش قرايب يامحمد خواتك دول يبقوا دمك يبقوا عرضك اللي لازم تحميه من كل عين تبصله بنظرة شينة خواتك دول مهما كبروا ولا اتجوزا ولا خلفوا حتىهايفضلوا محتاجين اخوهم سندهم يبقى في ضهرهم
توقفت الكلمات على لسانه يبتلع الغضه المؤلمة بحلقه حتى ادمعت عيناه وراها محمد وانتبه عليها سالم الذي ظل واقفا محله يستمع يستشعر معنى كلماته ومغزاها كلمات لا تصدر بهذه الحړقة الا من قلب موجوع
انت پتبكي باعم صالح
سأل محمد فنفى صالح يمسحها بطرف سبابته
لا يا حبيبي دا انا بس عيني اطرفت على خفيف حكم هي ۏجعاني من الأساس المهم بقى انت فهمت كلامي يامحمد
اجاب محمد بثقة
ايوة فهمت طبعا اي حد هايكلم اخواتي ولا يضايقهم هافرمه فرم
سالم أيضا الذي ابتسم في محله تحمحم يدفع الباب فيكفيه ماسمعه من حديث
السلام عليكم
رفع الاثنان راسهم اليه وردد خلفه صالح التحية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تكلم سالم ممازحا وهو يجلس أمامهم على الكرسي الخشبي
وه وه دا ايه الرضا السامي ده الباشا محمد جايبلك من الجمبز لحد عندك دا انت باين امك دعيالك
امي!
تمتم صالح بها پألم قبل ان يتابع باقتضاب
ربنا يرحمها
انتبه سالم على حزنه فا اردف سائلا ابنه
وعلى كدة بقى الصحن اللي بتاكل منه من نصيب صالح ولا نصيبك
سأله مستفسرا
نصيب ايه بالظبط
اصله ياسيدي بعد ما جمع الجميز الطايب اتفق معايا انه هايوزعهم بالواحدة علينا بما انها اول طرحة من الشجرة
قال سالم فجاء الرد من
محمد
الصحن دا مش محسوب دا صحني انا هاكلوه مع صالح والباقين هانوزعهم مابينا بالعدل
وه ياضلالي
اردف بها سالم ضاحكا امام صالح الذي اصابته العدوى وابتسم ممازحا رغم حزنه
دا العدل بتاع محمد باشا بقى حد يقدر يعترض
رد سالم على مزحنه
وانا مين بس يابوي عشان اعترض هو في حد في الدنيا يقدر يعارض الباشا
توقفت الثمرة على فم محمد الذي نظر اليهم ببلاهة لايفهم شى مما يقولانه فضحك الاثنان على تعبيرات وجهه الذي انقلبت لڠضب طفولي بعد ضحكاتهم فنهض فجأة قائلا بحنق
انا قايم احسن
بعد ان غادر وهدا ضحكاتهم نظر صالح لسالم يحدثه بجدية
كويس انك جيت ياعم سالم عشان انا كنت عايزك في موضوع مهم
سأله سالم
عايز تحكيلي على اللي حصل بينك وبين يونس
نفى قائلا
لا طبعا انا عايز احكيلك حكايتي يمكن تصدقني
يهمك قوي اني اصدقك
اجاب على سؤال سالم بتأكيد
مدام قعدت في بيتكم وكلت من وكلكم وشربكم يبقى أكيد يهمني انكم ماتندموش على مراعيتي ولا علاجي رغم اني معرفش ان الكلام اللي هاقوله ده هايدخل دماغك وتصدقه ولا لأ
اومأ سالم برأسه وهو ينهض قائلا
سيب كل حاجة لوقتها انا هاقوم دلوك عشان تعبان وعايز اتغدى واريح كلك لقمة انت كمان وريح راسك التعبانة وعلى العشية بإذن الله انا هاجيلك واسمع كل حكايتك
بس انا كنت عايز احكي دلوقت
قال صالح بإصرار فرد سالم بعند
وانا ياسيدي مش عايز اسمع دلوقت خليها على العشية زي ماقولتلك هي الدنيا هاتطير
على الطاولة المستديرة للطعام الطبلية في المساء وجميع أهل المنزل جالسون على الأرض في انتظار رب الأسرة سالم الذي أتي اليهم بعد ان فرغ من صلاته ليتناول معهم وجبة العشاء جلس مثلهم وعيناه تطوف عليهم يقول
عيني باردة عليكم النهاردة تتحسدوا!
ردت نجية باستغراب
وايه اللي جد بقى عشان يتحسدوا
بنظرة ماكرة رد سالم وعيناه ذهبت نحو ندى التي جلست تتناول العشاء معهم اليوم
وه يا مرة يامتوهة انت مش واخدة بالك ان الطبلية كاملة ومحدش غايب
التفتت نجية نحو ابنتها بلهجة ماكرة هي أيضا تجاريه قائلة
اااه فهمت اصلي مكنتش واخدة بالي بقى ياابو محمد بس انت تقصد البسة اللي كانت غايبة بقالها يومين والنهاردة جات تاكل معانا تحت الطبلية صح
اومأ ضاحكا سالم
صح ياام محمد عرفتيها ازاي دي
وانطلقت ضحكات الجميع بعدها ومزاحهم المبطن حول ندى التي اسبلت عيناها تتناول طعامها في صمت دون ان ترد عليهم وما الداعي للرد وقد اطمان قلبها بعودة فرصتها مرة اخرى نحو الشاب الذي اتى اليوم ليخبرها بأنه يريد معاودة التقدم لطلب يدها مرة أخرى عاد بذهنها لقاءهم اليوم بجوار سور مدرستها وطلبه اخذ رأيها في الإرتباط به بقدر الخۏف الذي اجتاحها بهذه اللحظة من جرأته بقدر السعادة التي شعرت بها حينما وجدته رغم تعرضه للرفض من ابيها ووالدتها لم تجرؤ على احراجه بل صمتت تخجل عن الرد فاستغل هو الفرصة لاخذ رقم هاتفها ! ذاكرا لها ان اسمه كي تذكره
رددت بأسمعاها الأسم تعيده بذهنها
كرم
ساكتة يعني ياست ندى ومابتروديش بش بعادة يعني الأدب ده
همممم
خرجت منها بعدم تركيز بعد أن أجفلها ابيها بسؤاله والذي تابع
ايه يابت هو انت سرحانة كمان
استفاقت من شرودها فردت بسأم
وه يابوي هو انتوا هاتخدوني سيلوتكم النهاردة يعني الحق عشان قولت اكل معاكم لو مضايقين اقوم
هدر عليها غاضبا
اقعدى يابت واترزعي على حيلك هو انت كمان مش حاملة الهزار
اطرقت ندى برأسها نحو الطعام تتناوله بصمت كما فعل الجميع بعد صياح سالم الغاضب وتحوله ثم مالبث ان يقطع محمد الصمت بعفويته كالعادة
انا النهاردة عملت زي سبايدر مان وطلعت الشجرة
ردت يمنى على كلماته ضاحكة
سبايدر مان مرة واحدة يااستاذ محمد وعلى كدة طلعت الشجرة كيف ياعم سبايدر
حكى لهم محمد كيف صعد على شجرة الجميز خاصتهم وكيف التقط ثمارها التي نضجت مبكرا ثم توزيعها على افراد العائلة وصالح صديقه كما يدعي! وعند هذه النقطة تدخلت ندى معترضة
صاحبك كيف ياض بلا هبل هو في سنك ده ولا تعرفوا انت من الأساس
رد محمد مدافعا
صاحبي والنعمة هو دايما بيقولي كدة عشان هو