الأحد 24 نوفمبر 2024

المطارد بقلم امل نصر

انت في الصفحة 22 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


الذنب زيه
اغمضت ثريا عيناها پألم وكلمات الرجل مازالت تعود لأسمعاها من جديد وكأن ماحدث كان بالأمس 
ايه اللي انت بتقوله دا ياصالح عاوز تودي نفسك في داهية
هتف بها فضل ردا على كلمات صالح الذي تابع قائلا 
عايز اشوف اختي ياعم فضل قلبي مش هايطمن غير لما اشوفها دي الوحيدة اللي فاضلالي في الدنيا 

رد سالم من الناحية الأخرى 
عندك حق بصراحة انا لو مكانك مقدرش اتحمل 
عندوا حق بس العمر مش بعزقة يا سيدي واحنا مش عايزينه يضيع كمان الباقي من عمره لو اتكشف ولا حد شافه 
قال فضل مخاطبا سالم الذي اومأ موافقا على رأيه اما صالح فهتف بحړقة 
طب واختي اطمن عليها واشوفها
ازاي بس وهي محپوسة بين اربع حيطان هناك انام ازاي وانا مش عارفها زينة ولا تعبانة احط راسي ازاي وانا الشوق هايموتني عشان اشوفها نفسي واعوضها عن كل اللي فات اختي طول عمرها ضعيفة اقل نسمة هوا پتجرحها اختي لو طلت في عيني وشافتني انا متأكد انها هاتفوق من اللي هي فيه انا قلبي حاسسس بكدة والله ياجماعة 
ربت سالم على ذراعه بتهوين 
سيب حمولك على الله وان شاء الله تتدبر واللي فرقكم قادر انه يردكم لبعض 
ردد فضل هو الاخر 
فعلا سيب حمولك على الله واصبر ياصالح انا هحاول اشوفلك طريقة تشوف بيها اختك 
مساء الخير عليكم ياجماعة 
انتبه ثلاثتهم على صاحب الصوت الذي كان ينظر بدهشة نحو صالح والعم فضل تكلم سالم 
تعالى يا يونس تعالى رحب بعمك فضل 
وبداخل غرفة الفتيات كانت سمر تتذكر على مكتبها حينما دلفت شقيقتها يمنى وخلفها ندى التي كانت تتتأوه بمزاح 
ااه ياسمر امك طلعت عيني 
قالت وارتمت على التخت مستلقية جلست خلفها يمنى تضحك عليها قائلة
عشان مش متعودة لو متعودة مش هاتشتكي 
قالت سمر هي الأخرى 
دي فالحة غير في المياصة بس يابنتي هاتتعود امتى بقى 
قالت ندى 
مش هارد عليكي ياسمر عشان انا واحدة مؤدبة 
ردت يمنى ضاحكة 
كمااان لا دا انت تتحسدي بقى دي اول مرة تحصل في التاريخ 
سمر هي الأخرى 
اه والنبي انا هاقول لامي تبخرك ياندى 
استجابت ندى لمزاح شقيقاتها وشاركتهم بالرد حتى دوى صوت هاتفها يصدح بورود مكالمة هاتفية اعتدلت ندى تتناوله من فوق الكمود لترى الاسم فقالت سمر من الناحية الأخرى 
شوفيلك حل في تليفونك ولا صاحبتك المچنونة دي دي اتصلت فوق السبعين مرة 
ابتلعت ندى ريقها بتوتر فهذا الرقم الذي سجلته باسم فتاة يخص الشاب الذي لم تحدد بعد ماذا تفعل معه تدخلت يمنى تجفلها 
يابنتي ماتردي على البنت هاتسيبيها كدة معلقة 
رددت سمر 
ماتروديش يا ندى وكنسلي عليها دي بت غتيتة صدعتني برناتها الغلسة 
ردت ندى بتردد 
لا انا هاشوفها عايزة ايه عشان اخلص من زنها واقوم
من جمبكم خالص كمان عشان تذاكري براحتك ياسمر 
نهضت من تختها وخرجت ذاهبة للحديقة في الخلف ثم فتحت على خوف 
الوو 
وصلها الصوت المتلهف برجاء 
اخيرا رديتي ياندى لدرجادي انا خوفتك مني 
ردت بحرج 
لا يعني هو مش موضوع خۏفت منك بس انا اساسا مكنتش فاضية عشان ارد عليك 
ليه يا ندى كان ايه اللي شاغلك 
رغم تململها من سؤاله ولكنها اضطرت تجاوبه على مضض 
يعني كان عندينا ضيوف وابويا اصر اننا نحضرلهم عشا كويس كدة وطبعا انا اضطريت اساعد امي 
انت بتعرفي تطبخي ياندى 
قطبت مندهشة فجاوبت رغم غرابة اسئلته 
لا مابعرفش اطبخ انا بس بساعد امي عادي يعني 
وصلها صوته 
عارفة ياندى انا مايهمنيش تعرفي تطبخي ولا عشان بعد جوزانا انا مش هاخليكي تحتاجي لحاجة كل اللي تؤمري بيه هايجيلك ولو عايزاني انا اللي اطبخلك كمان هاطبخلك ومش هايهمني كلام حد ان عايزك بس تبقي زي الأميرة لان انت اميرة ياندى 
صمتت تستمع لكلماته وكأنه لا تجد من الكلمات كي ترد عليه تابع هو 
على فكرة ياندى انا بعتلك صورة على الوتس ونفسي اخد رأيك فيها شوفتيها ولا لسة 
نفت قائلة
لا مافتحتش لسة 
رد من الناخية الأخرى 
طب انا هاقفل دقيقة عشان تشوفي الصورة وبعادها هارن اسمع رأيك اوعي ماترديش 
بعد غلق المكالمة فتحت ندى على رسائل الوتس لتجد صورتها بالرسم شهقت من روعتها وحينما فتحت على مكالمته قالت بفرح
الله ياكرم الصورة حلوة قوي عرفت ازاي ترسمني 
رد من مكانه بغبطة 
انا مبسوط قوي انها عجبتك ياندى مبسوط ان عجبك حاجة رسمها بإيدي 
سألته بلهفة 
معقولة ياكرم انت اللي راسمها بنفسك دي حلوة خالص 
ايوة ياندي رسمتها من مخي كمان عشان تعرفي ان صورتك دايما في خيالي مابتروحش عارفة انا نفسي في ايه كمان 
نفسك في ايه
نفسي ارسم صورتك وانت بشعرك 
يتبع
الفصل السابع عشرا
بشعري كيف يعني هو انت عايز مني ايه بالظبط
سألته ندى بتوجس وقد انتابها الشك منه ومن مطلبه رد هو على تخوفها بتبرير 
ماتفهمنيش غلط ياندى انا بس بقولك على اللي نفسي فيه فيها حاجة يعني لما اتخيل اني برسم وشك وشعرك الحرير نازل على جنابه فيها حاجة يعني لما احلم اني شعرك اللي انا متأكد انه هايكون جميل زي وشك القمر وطويل كمان مش هو شعرك يبقى طويل برضوا ياندى 
ايوة طويل 
اجابت ببلاهة ودون تفكير اكمل هو 
لونه في سواد الليل ولا هو في لمعة سلاسل الدهب 
لا انا شعري مش اصفر انا شعري لونه اسود 
تبسم من مكانه مردفا له 
انا برضوا اتخيلت كدة بيبقى شلال اسود بيتفرد على ظهرك وقت مابتسرحيه مش بقولك انك اميرة ياندى امتى بقى قلبك يحن وتخليني اشوفك بيه 
استفاقت لنفسها قائلة بلهجة جعلتها حازمة 
لو سمحت ياكرم ماتجيش السيرة دي تاني لاحسن ازعل منك 
وصلها صوته سريعا 
لا ياندى بلاش تزعلي مني وترجعيني لعذابي في بعدك وجفاكي من تاني دا انا مصدقت انك حنيتي ترودي عليا وسمعت اخيرا صوتك صوتك اللي نبرته احلى من كل الاغاني 
صمتت وقد اعجبها الغزل فشعر هو بذلك فااكمل 
ووشك اللي زي البدر في جماله بيغريني ارسم صورتك تاني وتالت ورابع واڠرق بيها حيطان البيت وحتى سقف الاوضة بتاعتي 
ردت بخجل وانتشاء من غزله لها 
طب خلاص طيب كل دا فيا انا هو انا حلوة قوي لدرجادي يعني 
حلوة قوي قوي ياندى ياما نفسي تحسي بالحب اللي انا شايلهولك في قلبي ياما نفسي اسمعها منك الكلمة اللي هاتحييني وتحسسني اني عايش بحق 
سألته بعدم فهم 
كلمة ايه اللي انت عايز تسمعها مني 
كلمة بحبك قولي بحبك ياندى خليني اعرف انام النهاردة وارتاح 
صمتت بعدم معرفة لا تعلم كيف تنطقها فتابع هو بإصرار 
قولي ياندى ريحي قلبي قولي 
ردت بتوتر وارتباك 
اقول ازاي يعني ممعرفش انا وبصراحة اتكسف اقول حاجة زي دي 
زاد بإلحاحه الغريب 
لا يا ندى ماتقوليش كدة انا وانت مافيش مابينا كسوف رددي ورايا وانت تعرفي تقوليها بحبك ياكرم 
صمتت مرة ثانية والح اكثر 
حرام عليكي ياندى قولي بقى وريحيني بحبك ياكرم 
اذعنت تحت الحاحه اخيرا فقالت دون ان تشعر بمعناها 
بحبك ياكرم 
انطلق تهليله عبر الاثير بغير تصديق وكأنه ربح الجائزة الكبرى 
الله عليك الله عليك ياحبيبتي انت ايوة كدة انعشي قلبي واحييه بعد ما كان بېموت مني الايام اللي فاتت
عارفة ياندى انا عشان المناسبة الحلوة دي مجهزلك هدية 
التمعت عيناها ببريق الفرح ولكنها حاولت الا تظهر ذلك في صوتها وهي تسأله بجدية 
هدية ايه انا ماينفعش اخد منك هدايا 
دي هدية بسيطة يا ندى مش مستاهلة يعني 
ايوة بس انت مش خطيبي عشان اقبل منك 
قالت بدلال استغله هو 
قريب قوي هاتبقي مراتي ياندى بس انت اقنعي ابوكي وامك وانا مستعد اخليكي تكملي سنتك في بيتي هنا واساعدك كمان في الدراسة بس انت ساعديني الاول عشان يقبلوا 
تبسمت بانتشاء على تعلقه بها فقالت بلطف 
حاضر ححاول اقنع امي
وهي تقنع ابويا 
انهى العم فضل سهرته واصر على العودة الى بلدته رغم الحاح سالم عليه بالمبيت ولكن قبل ذهابه طلب من سالم رؤية ابنته التي قامت بمساعدة ابيها في رعاية صالح ووالدتها التي اصرت بحنان الأم على علاجه تقدمت نجية نحوه مرحبة 
يامرحب يامرحب نورت بلدنا ياحج 
صافحها الرجل قائلا بسرور 
يامرحب بيك ياشيخة العرب والله الواحد معارف هايودي جميلك دا فين يابنت الأصول 
جميل ايه بس ياحج احنا مجرد اسباب وربنا هو الشافي المعافي 
ونعم بالله بس برضك ! انا راجل اقول الحق ولو على رقبتي ناس غيركم مكانوش هايرضوا ابدا انهم يعالجوا صالح وانتم ظانين انه مچرم وماتعرفوش اصله الكريم لكن ارجع واقول ايه هو راجل طيب عشان كدة وقفلوا ناس زيكم ولاد حلال 
مساء الخير 
دوت من قريب بصوتها الرقيق جعلته يعتدل في وقفته وهو ينظر لها بهيام اثارت انتباه الرجل العجوز الذي رحب بها بأبوية قائلا 
يااهلا يااهلا ياست ابوكي انت بقى يمنى 
اومأت برأسها اليه وهي لتصافحه بخجل وابتسامة جميلة 
ايوة انا يمنى ااهلا بيك ياعمي 
رحب فضل معجبا بها وعيناه تتنقل نحو صالح كل ثانية 
دا انت صغيرة قوي يابت دا انا افتكرتك كبيرة عن كدة 
اومأت مبتسمة بصمت فتابع هو مخاطبا اباها 
ملكش حق ياسالم ياراجل لما حكتيلي عنيها مقولتش ليه انها زي البسكويتة الحلوة كدة صغيرة ومنمنمة 
اعتدل يونس في جلسته يتحمم پغضب قائلا 
بسكويت ايه والكلام الفاضي دا ياعم الحج ماتخلي بالك من كلامك 
ضحك فضل بصوت مجلل يردف ليونس 
وماقول بسكويتة ولا عصفورة حتى هو انا شباب عشان تخاف مني دا انا في عمر جدها ياراجل 
اخفض يونس عيناه وقد اسكتته الحجة ولكنها ارتفعت مرة ثانية على قول فضل المشاكس 
بس اقولك انا لما شوفتها برضوا اتفتحت نفسي 
احتدت معه نظرات صالح وسالم ايضا فتابع فضل بمكر 
ياخوانا مش ليا دا انا بقولكم اتي قد جدها انا قصدي على واحد في معزة عيالي 
اردف بها وعيناه نحو صالح الذي تمتم حانقا بداخله من الاعيب الرجل العجوز رد سالم من الناحية الأخرى 
دا انت بحورك غريقة قوي ياعم فضل 
ضحك جميعهم على قول سالم واستمرت الجلسة الودية الجميلة مع العم فضل لنصف الساعة تقريبا قبل ان يتركهم الرجل ويغادر عائدا الى بلدته عاد ايضا صالح الى غرفته وقد انتابه بعض الراحة من رؤية الرجل الطيب والمعاملة الكريمة من اهل المنزل ولكن كالعادة لا تكتمل معه الراحة والقلق عاد ينهش بقلبه خوفا على شقيقته التي عادت للقصر الملعۏن مرة أخرى وهو لا يعلم ماحالها الان ان كانت تتلقى معاملة جيدة ام سيئة في هذا البيت هل رحموا ضعفها ام ينتقموا منه فيها فرك بكفه على صفحة وجهه يتمنى ان يطمئن قلبه عليها في خضم ذلك القلق والحيرة الشديدة تذكر ابتسامتها الجميلة ورقتها في
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 34 صفحات