الخميس 12 ديسمبر 2024

مذاق العشق بقلم سارة المصرى

انت في الصفحة 22 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


قبضته القوية فأرخى يده لتقول فى الم وبصوت متقطع 
ريان يبقى عمي على فكرة ولما كنت فى السوبر ماركت في ست اغمي عليها وأنا طلبت الاسعاف وروحت معاها المستشفى عشان ست كبيرة ومعهاش حد ولما ابنها جه أصر أنه يوصلني عشان أنا مكنتش أعرف أرجع لوحدي 
واضافت وهى تنظر له فى خيبة أمل ولوم 
فى أي اټهامات أو تجريح تانى 

تنهد فى عمق وهو يترك ذراعها ويطرق برأسه أرضا ماالذي فعله مالذي تفوه به 
لماذا لم يسألها فحسب لماذا فقد تعقله ووضعها في قفص اټهامات نسج خياله وحده قضبانها من شكوك ليس لها أساس لحظة غيرة أفقدته كل عقله أفاق على حركتها وهي تنسحب من امامه فحاول ان يوقفها قائلا 
صوفيا أرجوكي استني 
نظرت له في انكسار وكأنها تخبره أن أملها خاب فيه لم يكن أمامه سوى أن يتركها ريثما يرتب افكاره هو الآخر ويعرف كيف سيصلح ماأفسده 
ليعرف كيف سينتقي حبه من كلمات ما يمكنه أن يمحو ما انتقاه غضبه وغيرته من أكثرها قسۏة 
استرجع ما تفوه به من جديد ومعه عادت نظرتها الکسيرة تحاصره فهتف في أعماقه في حزن 
غبي يا زين غبي 
وضعت ايلينا علبة الدواء الخاصة بها في نظام على المنضدة بعد أن تناولت جرعتها المعتادة الذي وصفها لها الطبيب بعد خروجها من المشفى كانت تفكر في أمر يوسف وما يجب عليها أن تفعل فقد تعافت تقريبا وتستطيع السفر من الان 
ولكن هي لمست التغيير الذي طرأ عليه وفي الوقت ذاته تخشى أن يكون مجرد تغيير مؤقت من أجلها نعم هي تحبه ولكن هل يكفي الحب وحده وقفت أمام المرآة ترتب شعرها الغجرى المموج حين سمعت دقات على الباب نظرت الى هاتف صوفيا على المنضدة وابتسمت فى تهكم لابد انها عادت بعد دقيقة من خروجها لأنها نسيته متى تتوقف تلك الفتاة عن نسيان أشيائها فى كل مكان حملت الهاتف وهي تحتفظ بابتسامتها وتعد كلمات السخرية على ثغرها كالمعتاد فتحت الباب وهى تتأهب للحديث فبقى ثغرها مفتوحا بل اتسع اكثر واكثر فى ذهول وهى ترى يوسف يقف أمامها وهو بدوره تسمر فى مكانه محاولا ان يخفى انفعاله وانبهاره بجمالها الأخاذ فلأول مرة يراها بدون حجابها وبملابس عادية شعرها كان غجري يمتد الى نهاية ظهرها وقد ارتدت بنطالا ضيقا من الجينز عليه

تخلص هو من ذهوله بشكل أسرع وهو يقول بعد ان تنحنح ليتصنع الجدية 
لو سمحتي يا انسة أنا عاوز ايلينا حضرتك صاحبتها 
رفعت حاجبيها وقد خلصتها مزحة يوسف من توترها هي زوجته على أي حال ولن يحدث شىء ان رآها هكذا ردت فى جديه 
نعم يا يوسف فى ايه علي فى مدرسته وصوفيا مش هنا 
ابتسم في نفسه فالفرصة أمامه متاحة تماما فتمادى فى مزاحه اكثر قائلا 
يا انسة لو سمحتي انديهالي مراتي 
نظرت الى هيئتها قبل أن تقول في غيظ وهى تهم بغلق الباب 
طيب روح دور على مراتك في مكان تاني 
تلقى الباب بيده ليمنعها من غلقه قبل أن يدخل هو لمواجهتها ويغلقه خلفه قائلا وهو يكور وجهه 
ياباى عليكى الواحد ميعرفش يهزر معاكى ابدا 
عقدت حاجبيها في تذمر وهي تراه يجول بعينيه على جسدها كأنه يتعمد ارباكها نظر الى جسدها المنحوت والذى تخفيه بحجابها ولها الحق فى ذلك وان لم تفعل لطلبه منها فلن يسمح لغيره بأن يرى كل هذه الانوثة ليمتع ناظريه بهما 
احتضنت نفسها قائلة فى توتر 
يوسف عاوز ايه 
ابتسم وهو يقترب منها قائلا 
ايه الجمال ده كله 
ازدردت ريقها واحمرت وجنتيها وانتفضت وهو يمد انامله يلامس شعرها الغجرى هامسا في نبرة مؤذية لارادتها الهشة 
تعرفى اني طول عمرى بعشق الشعر الغجرى ده اوعى تعملي فيه أي حاجة أنا عايزه على طول كدة 
كاد ان يمد يده الاخرى لتتجول فى خصيلات شعرها اكثر لولا ان مدت يدها لتنزل كفه فى عڼف هاتفة 
يوسف انت بتعمل ايه انت اټجننت 
تراجع خطوتين قائلا وهو يضع يديه فى جيبه 
اټجننت واضح انك نسيتى ان احنا متجوزين 
ردت فى عناد طفولى وهى تضع يدها فى خصرها 
صورى بس واحنا اتفقنا على الانفصال 
عض على شفتيه ونظر الى اليمين والى اليسار قبل ان يخلع سترته ويلقى بها بعيدا ويشمر قميصه عن ساعديه ويخلع ساعته وهي تراقبه فى قلق وتقول فى تلعثم 
انت هتعمل ايه 
اقترب منها فى بطء ممېت وعيناه تخترق جسدها بوقاحة أكثر 
هبطلك تقولى كلمة صورى دى تانى 
ابتعدت في هلع وهي تشير بسبابتها تحذره 
يوسف اعقل بلاش جنان 
اقترب اكثر وهو يخبرها في عبث 
الجنان هوا الحاجة الوحيدة اللى تنفع معاكى 
وقبل أن تنطق جملة أخرى كان يدفعها على أريكة قريبة ليسقط فوقها بدوره 
اقترب بوجهه منها حتى تلاحمت أنفاسهما سويا وتشابكت أنامله مع اناملها وهو يقيدها عن الحركة تماما و يهمس أمام شفتيها 
ايه رأيك بقا لو فعلتلك الجواز ده دلوقتي حالا 
الفصل الثالث عشر 
تعالت نبضات قلبها حتى اصطدمت بصدره القريب منها وهي تلهث في توتر بالغ وتهمس فى ضيق لا تعرف هل تشعر به حقا أم انه سراب من محض عنادها لمشاعرها تجاهه 
يوسف قوم مينفعش كدة 
اقترب بوجهه أكثر حاصر ما تبقى من ارادتها بنظراته المشتاقة 
بأنفاسه العاشقة لعناق كل جزء من ملامحها 
هدمت جاذبيته ما تبقى من عنادها بسهولة لم تتخيلها عليه اللعنه الى أين يأخذها لابد أن تفر منه قبل أن تتورط به أكثر 
حانقة عليه وخجلى ولكن 
صراع بداخلها يحتدم مابين القلب والعقل وهي لاتعرف الى أي جهة تنحاز ارتعدت أناملها فأحكم أنامله حول كفها يدعمها ويعطيها الأمان بلمسة حين أدركت تأثيرها أفلتت دمعة عجز من عينها دون قصد وهمست بصوت متهدج 
يوسف أرجوك أنا مش قادرة أتوازن نهائي وجودك بيربكني ومش بيخليني عارفة أفكر أنا عاوزة أبعد لا أنا عاوزة 
قاطعها وهتف بكل حنان الدنيا 
بحبك 
انطلقت من قلبه الى شفتيه فلم يعد للعقل وجود أصبح للمشاعر كامل السلطة والقرار 
شهقت من اعترافه الواضح والصريح فمال أكثر ليلامس جبينه بجبينها قائلا 
مش بس بحبك أنا بعشقك يا ايلينا اديني قولتهالك من النهاردة مش هتبعدي ولاهتروحي في أي مكان من النهاردة أمانك وسكنك وحمايتك هوا أنا مش بعد ما خليتى قلبى يدق ترجعى تخلي بيه 
انهمرت دموعها أكثر اهتزت شفتيها تحاول النطق فذابت الكلمات في حرارة أنفاسه القريبة امتدت أنامله يمسح دموعها تدحرجت نظراته الى شفتيها المرتعدتين تريدان أمانه ربما تريدان تصديقه على وعده وسيفعل اقترب فى بطء اليهما وقبل أن ينالهما بأولى قبلاته وضعت أناملها على شفتيه و تنهدت في عمق وهي تخفض رأسها 
أغمض عينيه للحظات قبل أن ينهض من فوقها لتنهض بدورها معطية اياه ظهرها للحظات أخذت تعبث فيها في شعرها الغجرى قبل أن تتنهد مجددا وتلتفت اليه قائلة 
وانا كمان بحبك يا يوسف 
وقبل أن يقترب منها أوقفته بكفها قائلة 
بس تفتكر الحب
وحده كفاية كفاية لحياة زوجية ناجحة 
قطب جبينه فى حيرة 
مش فاهمك 
تحركت قليلا في المكان وهي تواصل 
يوسف أنا وأنت غير بعض في كل حاجة أنت ماشى فى طريق وأنا ماشية فى طريق عكسه ازاي هنقدر نتقابل 
اقترب ليحتوى كفها بين كفيه 
ايلينا احنا فعلا اتقابلنا فى نقطة ودلوقتي ماشيين في نفس الطريق انتي ليه مش قادرة تصدقي اني فعلا اتغيرت 
نظرت له في محاولة لاقناع نفسها بما يقوله 
مش بالكلام يا يوسف عاوزة أحس فعلا انك اتغيرت بجد ومش عشاني عشان أنت غلط ولازم تتغير للصح 
أشاح بوجهه فلم يعد يعرف ماذا بامكانه فعله ليرضيها بالضبط 
احتوت هي كفيه هذه المرة وهي تخبره مقصدها في حنان 
أنا مش عاوزاك تتغير كام يوم وبعد كدة ترجع للي كنت فيه 
انتزع كفه من بين يديها في حنق باحت به نبرته وهو يقول 
وأنا اثبتلك ده ازاى خلاص شرب وبطلت وكل البنات اللى كان ليا علاقة بيهم قطعتها أعمل ايه تاني 
ابتسمت للحظات عادت بعدها تردف في ترقب 
عاوزة أحس ان ده مش طبعك وأن زى عم محمود ما قال مريت بتجربة صعبة غيرت من حكمك على الأمور احكيلي يا يوسف وافتحلي قلبك 
تراجع وتعرق جبينه بل شعر وكأنه يغتسل بعرقه فأعطاها ظهره لتلحظ توتره وألمه فوقفت أمامه قائلة 
يوسف انت محتاج تتكلم وأنا محتاجة أسمعك 
تنهد في حړقة وهو يطرد تلك الذكرى اللعېنة عن رأسه فرك جبينه بكفه قبل أن يطلب منها في رجاء 
مش هقدر اتكلم يا ايلينا مش عشان مش عاوز بس الموضوع ميخصنيش لوحدي 
قطبت حاجبيها في حيرة 
مش فاهماك ممكن تحكي من غير 
قاطعها هذه المرة وهو يضمها اليه بقوة وكأنه يستغيث بأحضانها من هواجسه وأشباح ماضيه 
وكأنه يخدر روحه بضمتها هذه عن ألمه الذي لا يحتمل لايريد أن تكون هي من تضغط على جرحه فالألم بيديها يصبح مضاعف 
تحشرج صوته كثيرا وهو يهمس في توسل 
ارجوكى يا ايلينا اوعدك اني هحكي فى الوقت المناسب بس بلاش تبعدى عني أبدا انتى عملتى فيا اللى محدش قدر يعمله بلاش تقتليني ببعدك يا ايلينا بلاش يا حبيبتى 
قاومت ارتجافها وهو يضمها اليه للمرة الأولى نسيت خجلها ولم تشعر سوى بهذا الألم الذى استشعرته من نبرات صوته وارتجاف جسده كان يتشبث بها كطفل تائه وجد أمه بعد سنوات من التخبط والضياع وبعد مالاقاه من قسۏة البشر يتمنى الاختفاء فى حنانها حتى يتلاشى تماما كانت تشعر بدموعه التى اختلطت بحبات عرقه على شعرها الذى ډفن رأسه فيه فمدت يدها لتربت على كتفه قائلة 
يوسف خلاص اهدى 
شدد من ضمته لها وقال فى ألم شابه رجاء 
توعديني اني عمرك ما هتبعدى عني 
همست في نعومة 
لو وعدتنى ان عمرك ما هتجرحني 
قائلة 
أنت ما هتصدق ولا ايه 
ابتعد وهو يعود الى مرحه ودعابته قائلا 
طيب اذا كان كدة تبقى تدخلى تلبسى حجابك عشان هنتغدى سوا برة 
واضاف وهو يغمز بعينه 
والفرح كبيرنا اسبوع ولا اتنين وهيتعمل والا قسما بالله كلمة زيادة لارجع اعمل اللى كنت بعمله والمرة دى بجد 
ابتسمت وهزت كتفيها فى خجل فاقترب بسرعة وطبع قبلة سريعة على وجنتها فلكزته فى كتفه برفق ليهمس فى أذنها 
هستناكى برة 
راقبته وهو يخرج وتحسست يدها موضع شفتيه على وجنتها وابتسمت فى سعادة وهى تدور حول نفسها لقد انتزعت اعترافه اخيرا بعد كل هذه المعاناة فغريب هذا الحب الذى يجعلنا نعيش كل المشاعر وتناقضاتها فى آن واحد 
جلست صوفيا على حافة حوض الزهور الذى يرعاه تأملت تلك الزهرة البيضاء بمنتصفه في حزن تبدو مثلها تماما وحيدة منبوذة من كل الزهرات لقد جرحها وكان جرحه اكثر ايلاما من أي ۏجع عاشته من قبل لقد حكم مثل الأخرين تماما لقد نبذها مثلما نبذت من قبل عائلتها لقد اتهمها دون ان يسمعها هل اخطأت حين ظنت انه ربما يحمل
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 70 صفحات