الخميس 12 ديسمبر 2024

مذاق العشق بقلم سارة المصرى

انت في الصفحة 42 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


لتؤكد لنفسها ان ريان اما يهذى او يوقع بينهما لا اكثر 
اهتزت ابتسامة ساخرة على شفتيها تواجه بها وقاحته 
معقول مش لاقى حاجة توقع بيها بينا بتلعب لعبه اتلعبت فى مليون فيلم قبل كدة 
مد

ريان شفتيه بعدم اكتراث كأنه يخبرها عن اخر افلام نجمه المفضل وليس عن خېانة الرجل الذي تحب 
فيلم اللى انا بقوله ده حقيقى ولو حابة تتأكدى بنفسك انا هساعدك 

ابتسم في ظفر حين لمح نظراتها المتحدية تتبدل تدريجيا الى أخرى مترقبة لما سيقوله وتابع في هدوء فاكرة جينا جينا من حوالى تلات سنين كانت بتيجى المستشفى تتابع حملها مكنتش متجوزة والموضوع ده فى باريس عادى يعنى سألتها وقتها مين ابو الطفل ورفضت تقول بس ساعة ولادتها كانت بټموت ومكنش فيه حد جنبها غيرى عشان عيلتها كانت مسافرة وقتها قالتلى ان يوسف يبقا ابو الطفل ووصتنى انه لوجرالها حاجة اكلمه واعرفه بوجوده طبعا انا مستنتش لما يجرالها حاجة كلمت يوسف وهو فى البداية مصدقش بس بعدها بحوالى شهر جه هنا وعمل دى ان ايه واتأكد انه ابنه واتجوز جينا طبعا وبقاله اهو كام سنة رايح جاى عليها 
اغمضت عينيها فى قوة حثت نفسها على التماسك لا يوسف لا يمكنه ان يفعلها حتى قبل ان يتزوجا لم يقع فى تلك المعصية ابدا لم يصل الى هذا الحد من الانحطاط كيف يصل الى هذا بعد حبهما وزواجهما وعدها انه لن يخنها او ېجرحها ابدا 
طالعت ريان في حقد قبل ان تهتف فى حدة 
انت كداب 
ابتسم ريان وكأن السبة ليست موجهة له 
انا مقدر انفعالك طبعا بس انا مش كداب لو عايزة تتأكدي انا معنديش مانع 
زفرت فى ألم 
تتأكد من ماذا 
من خېانة يوسف 
لا بل من برائته وكذب ريان 
لقد وعدته انها لن تفقد ثقتها فيه مجددا 
ولكن هى تحتاج ان تثبت لهذا الوغد انها احسنت الاختيار 
ستخرج من بين أدلته الكاذبة دليلها الواضح لبراءة حب عمرها وزوجها 
رفعت رأسها فى تحد 
ماشى يا ريان هروح معاك بس عشان أأكدلك انك غلطان 
هز كتفيه في بساطة وثقة 
وانا موافق 
اصطحبها الى منزل جينا وهناك رأت والدتها تجلس فى حديقة المنزل وهى تضع فى حجرها طفل فى الثانية من العمر تقريبا وبعد ان انتهت من اطعامه هبط من على ركبتيها ليسير بخطوات حثيثة ويلهو فى المكان نظرة واحدة من ايلينا كانت كافية لتدرك الجزء الاكبر من الحقيقة فالطفل نسخة مصغرة من يوسف ولكن لا 
ربما الوساوس هى من صورت لها هذا عليها ان تتماسك تحسست بطنها وكأنها تحاول ان تستمد من جنينها القوة 
كأنها تستدعى منه روح ابيه التى تسكن الان فى رحمها وتستمد منه ثقتها به شعرت بيد ريان تطوق ذراعها وهو يقول 
ايلينا انتى كويسة 
هتفت فى ڠضب وهى تنتزع ذراعها من يده 
متلمسنيش خالص شوف جينا فين 
مرت دقائق كأنها قرون وعقلها تتداوله كل الاحتمالات التى تبرىء يوسف ولكن نظرة واحدة للطفل الذى كان يلهو امامها كانت كافية لدحض كل هذا 
جاءت جينا اخيرا مع ريان وهى تحمل بيدها حقيبة صغيرة 
وعلى طاولة مستديرة فى الحديقة نظرت الى ايلينا فى ارتباك بينما نظرت لها الثانية مطولا وهى تقاوم رغبتها فى الفرار من المكان والهرب من الحقيقة التى تقف على اعتابها تنحنحت لتقول بصوت حاولت جعله متماسك وهى تنظر الى الطفل بطرف عينها 
الولد ده يبقى ابن مين يا جينا 
تنهدت جينا وهى تنظر الى ريان فى لوم 
مكنش لازم اثق فيك ريان 
حاول ريان تصنع البلاهة من جديد 
انا كنت فاكرها عارفة عادى عندنا الراجل بيتجوز اتنين وتلاتة واربعة ولا ايه يا ايلينا 
تجاهلت ايلينا حتى النظر اليه وهمست وهى تغرز اظافرها فى مفرش الطاولة 
الولد يبقا ابن مين يا جينا 
مررت جينا يدها فى شعرها وردت فى تلعثم 
ادم يبقا ابن يوسف 
دققت ايلينا النظر بها للحظات قفز قلبها في صدرها ليلكم ضلوعها في قوة ينبهها أنها في واقع وعليها أن تواجهه هي ليست قيد احدى كوابيسها اللعېنة جذبت مفرش الطاولة في عڼف لتهتف في استنكار لكل شىء 
كدابة كدابة يوسف مستحيل يتجوز عليا او يخونى 
تفحصت جينا وجهها تعاين انفعالاته بدقة وبعدها القت نظرة على ريان قائلة 
اعتقد ان وجودك ملوش لزمة دلوقتى من فضلك عايزة اتكلم معاها لوحدنا 
نظر الى ايلينا التى لم تعره اهتماما وهز رأسه فى تفهم ليغادر المكان 
راقبته جينا حتى خرج من الباب وقالت وهى تشابك اصابعها 
انكارك للحقيقة مش هيفيد بحاجة يوسف مكنش عايزك تعرفى دلوقتى بس ريان غير كل حاجة كان راسملها الولد يبقى ابن يوسف تصديقك من عدمه مش هيفرق 
هزت ايلينا رأسها وهى تواصل فى اصرار لا تعرف هى نفسها من اين جاءت به 
كدابة مستحيل 
نقرت جينا بأصابعها الرفيعة على الطاولة للحظات قبل أن تفتح حقيبتها فى بطء كأنها تتلاعب بأعصاب الاخرى التي أخذت تراقبها وهى تخرج عدة اوراق وتمد يدها اليها بهم قائلة 
اعتقد ده يخليكى تصدقى ده عقد جوازى من يوسف موثق من السفارة ودى شهادة ميلاد باسم ادم يوسف البدرى 
اختطفت ايلينا الاوراق من يدها وتمعنت بها فى جنون تبحث عن اى خطأ ولكن هباءا 
الدليل القاټل لخېانة زوجها الان بين يديها 
وضعت رأسها بين كفيها تحاول استيعاب الحقيقة التى لم يعد هناك مجال للشك بها 
يوسف البدرى خاڼها 
يوسف نقض عهده لها 
يوسف سلبها الامان 
يوسف سمح لغيرها ان تشاركه اسمه 
يوسف سمح لجزء من روحه ان يسكن رحما غير رحمها يوسف منح لمساته وهمساته وحنانه لغيرها 
اختنقت عبراتها مع انفاسها وتكالبا معا لحبس نبراتها داخلها 
استجمعت جل ارادتها لتحرر حروفها من مخالبهما وهى تتجنب النظر الى عينى جينا الظافرتين 
امتى حصل امتى 
اجابت جينا 
من
تلات سنين 
كيف خرجت الضحكة من ثغرها لا تدري 
هل تغير جهازها العصبي فأصبح يستقبل الصدمات على نحو مختلف 
طرقت الطاولة بقبضتها وضحكتها تتعالى أكثر حتى سمحت لبعض دموعها المخټنقة بالتقاط بعض انفاسها متسللة عبر الجفون 
تلات سنين وفى الاخر عرفت صدفة ازاى حملتى الأول وبعدين اتجوزتو ولا العكس بسؤالها ارادت ان تنفى عنه چريمة الژنا فخيبت الأخرى املها بردها 
الحمل الاول 
حقېر 
احقر مخلوقات الله 
زان وعاص وخائڼ 
تحاملت على نفسها ونهضت لتسمع جينا تواصل فى رجاء 
لو سمحتى يا ايلينا ياريت يوسف ميعرفش ان ليا علاقة بانك عرفتى انتى عرفتى عن طريق ريان ارجوكى عرفيه كدة 
ابتسمت فى سخرية وهي تتحسس بطنها التى اخذت الالام تداهمها اسفلها نظرت الى جينا هامسة فى انهاك واضح 
هسبهولك خالص انتى وهوا شبه بعض 
شعور بالاشمئزاز ملأها فى تلك اللحظة اشمئزاز منه ومن نفسها 
كراهية له ولروحها ولقلبها الذى احبه بكل ما به من طاقة 
عادت الى منزل صوفيا فلم تجدها 
دلفت الى حجرتها وقفت امام المرآة لتتفاجىء بصورة امرأة اخرى لم تعرفها فى حياتها 
امرأة صنعتها صډمتها فى يوسف البدرى 
امراة ضعيفة حزينة منكسرة 
صورة لم تعتد رؤيتها 
اين ذهب شموخها وتحديها للزمن بكل نوائبه 
ارتمت ارضا وهى تتحسس بطنها حاولت كتم الامها بقدر استطاعتها حتى تأوهت پصرخة رغما عنها لاتدرى من اين اتاها ۏجعها من بطنها أم من تلك البرودة التي ټضرب اوصالها 
طفلها الذي ماټ بعد ان عجز عن مشاركتها كمدها لقد فقدته 
فقدته 
فقدت حلما ظلت تعيش به لسنوات 
فقدت طفلها التى طالما تمنته منه 
كان ميثاقا لحبهما فانتهى تماما مع اللحظة التى خان فيها يوسف عهده 
لقد فقدت كل شىء 
فقدت كل شىء 
علت الصړخة هذه المرة أكثر فلم يعد لديها مكانا بجسدها لا يستوطنه الألم 
اربعة ايام مرت عليه وهو يحاول ان يستوعب انها لم تعد له 
يحاول ان يتخيل انها قد حررت نفسها اخيرا من حبه لينطلق قلبها بحرية فى مضمار حب رجل اخر 
وجدت حبا غيره 
تجاوزت مشاعرها تجاهه 
ليتها اخبرته كيف فعلتها 
كيف تمكنت من تنحيته عن كل ذكرى مرت او كل ذكرى تمنى ان تمر 
ألم قاټل يحتاج الى مخدر قوى يذهب حتى بعقله يحتاج أن يواصل و ينساها 
ولكن النساء بعدها كلهن سواء 
يتشابهن فى كل شىء 
النساء لديه قسمين صوفيا وباقي النساء 
لذا فلم يعبأ تماما بذهول ابيه حينما عاد اليه طالبا عقد قرانه على سمر من جديد بصفته وكيلها 
انحرف عن حجرته ليتجه مباشرة الى حجرتها وهو يترنح كالسكارى 
ليس مخمور بل انه حرم من خمر حبه الخاص التى ستسقيه صوفيا من الان فصاعدا لغيره 
فتح الباب دون ان يطرقه فانتفضت واقفة وهى تنظر له فى ذهول وتضم جسدها بذراعيها تتمتم باسمه 
زين 
اقترب منها بنظرات ممېته مال اليها بأنفاس ساخنة وهو يهمس في حړقة 
انا رديتك لعصمتى 
فتحت ثغرها عن اخره 
اتسعت حدقتى عينيها حتى كادت تبتلعه بداخلهما تناثرت حروفها بين نظراته التائهة برغبة يحاول أن يستجدي ذروتها 
زين انا انتر 
ولم يترك لها مجالا ابدا قضى على تردد وتبعثر حروفها 
مبقتش فارقة فانتي اولى يا بنت عمى 
كل شىء بهذا القرب يذكره بها 
احاط وجه سمر بكفيه ونظر الى عينيها مطولا وهو يهتف فى الم ومرارة يريد بهما طرد صورتها بينهما 
تقدرى تنسينى تقدرى تنسيهالى تقدرى تداوى وجعى ده 
تخللت اصابعه شعرها وتخيلها تغوص فى شعر صوفيا الاشقر سواد خصلات سمر بين أنامله ذكره للمرة الألف ان كل شىء قد انتهى 
ذكره باخر أصبح من حقه أن يحتويها 
أن يضمها لتسكره بعطرها الذي أذهب بلبه من اللقاء الأول 
أن يقبلها 
أن 
صړخ فى ۏجع لم يعد بمقدوره احتماله 
انا موجوع ومحتاج انسى تقدرى 
ضغطت على شفتها السفلى لتقاوم صړختها من جذبه لشعرها بقوة دون وعى منه سالت دمعة من جانب عينها لم ينتبه لها كلاهما وهى تلهث 
اقدر يا زين 
واقتربت منه وتترك له العنان تماما كما ترك لها العنان هى الأخرى كان قاسېا فى بعض اللحظات حين يتذكر انها كانت سببا فى كل ما حدث او ربما كان يحاول ان ينتقم من صوفيا وهو يتخيلها الان بين ذراعى غيره 
اختفى عقله تماما فى تلك الليلة ولم يشعر بنفسه سوى فى صباح اليوم التالى ورأس سمر تتوسد صدره وتحيط جذعه بذرعيها كأنها تخشى فراره 
شعر وقتها بالاشمئزاز من روحه شعر انه يخون صوفيا 
رغم كل شىء يرى انه ېخونها هى 
رغم ان المنطق يقول ان خيانته الحقيقية هى لتلك

التى ترقد على صدره وكل كيانه غارق فى عشق غيرها ولكن شعوره بانها تستحق اكثر من هذا لايدع فرصة لشعوره بالذنب تجاهها ان يراود باله ابدا 
ظنها ستكون مخدرا لالمه ولكن المه كان اقوى من ان يتم اسكاته باى مخدر مهما بلغت قوته 
ساعات طويلة قضاها خارج القصر ليعود فى النهاية اليها 
وجدها تتكور فى فراشها متخذة وضع الجنين وهى تضع يديها بين ساقيها مولية له ظهرها اقترب من الفراش فى بطء وجلس على طرفه 
مرر يده فى خصيلات شعرها وهو ينظر الى آثار صڤعته القوية على وجنتها 
تلك الصڤعة التى حملت مقدار
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 70 صفحات