الخميس 12 ديسمبر 2024

مذاق العشق بقلم سارة المصرى

انت في الصفحة 44 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


اليه كلما كان يقسو عليها اكثر هى لن تكن له حتى وان كان يعشقها 
لن يفعل وان اعتذرت منه الف مرة فلن يسهل ابدا رأب هذا الصدع الذى الم بكيانه ورجولته وقلبه قبل كل شىء 
رفع رأسه في بطء الى نور 
فتاة جميلة مهذبة 
بها كل الصفات التى يتمناها اى رجل 
لن يجادل نفسه فهو يشعر بميلها اليه الذى تحاول اخفائه دوما فتحفظها معه كان واضحا 

تنهد فى عمق وهو يرى احمرار وجنتيها خجلا من نظراته المتفحصة 
راق له خجلها فنهض مقابلا لها 
رفع ذقنها بسبابته ليشعر بارتعادها واهتزاز حدقتى عينيها من التوتر تمعن بها للحظات قبل ان يسألها في رقة تحمل كثيرا من الجدية 
نور تتجوزينى 
فى فندق من أفخم فنادق القاهرة أقيم الحفل الذى أجله يوسف اكثر من مرة بمناسبة افتتاح المقر الجديد للشركة واتساع اعمالها اكثر ففى ثلاث سنوات تشعبت افرعها لتتخطى مجال الازياء الى مجالات اخرى واخرى وتصبح من اقوى المجموعات الاقتصادية فى مصر اسبوع من الصمت فصل بينه وبين ايلينا كل منهما يحمل للاخر ما يحمله دون ان يواجه لايعرف حقا مبررا لما فعلته 
كيف ټقتل طفلهما الذى عاش معها معاناة ثلاث سنوات من اجل الحصول عليه 
هل غلب كرهها له حبها للطفل بالفعل بل خشيتها من ڠضب الله ايضا 
ليتها انتقمت بأي طريقة غير تلك 
لن يمنحها ماتريده ابدا فلتأخذ ما تحتاج من وقت لتتخطى ماحدث الى جواره 
مجرد التفكير في ابتعادها عنه من الأساس يصيبه بالجنون 
هو لم يرغب فى وقوع ماحدث ابدا ولكنه ارغم على التعامل معه 
ارغم على تحمل مسئولية الطفل فهو ابنه فى النهاية ولن يتركه لجينا لتطبعه بدينها واخلاقها فقط كان ينتظر الفرصة المناسبة لتسوية الأمور معها واخبار ايلينا بالامر كله 
تنهدت سميرة فى حزن وهى تجلس على احدى الطاولات تراقب ابنائها 
يوسف ونظراته الشاردة الى زوجته الذى اخبرهم فجأة ان حملها قد انتهى وبرر بهذا تلك الحالة التى تعتريهما ولكنها تشعر بغريزة الام ان الأمر اكبر من ذلك بكثير 
نظرة اخرى الى زين الذى تتعلق سمر بذراعه فى دلال وتملك وظفر واضح بينما هو شارد كعادته فى عالم اخر 
عاد فجأة ليخبر الجميع بأنه ردها الى عصمته واختارها زوجه له بارادته وسامحها على كل شىء ولكن عينيه الحزينتين كانت تشيان بقلبه المحطم وامله الذى ذاب وتلاشى فى بحور معاناته الطويلة الذى قرر فى النهاية ان يستسلم لأمواجها لتقذفه اينما شاءت 
نظرة الى ايتن التى كانت تنظر الى باب القاعة فى ترقب وهى تتطلع الى ساعتها بين الحين والاخر ابتسمت فى تهكم فابتتها تبحث الان عما اضاعته بيدها منذ سنوات تنبش عن اطلال حسام العاشق فى حسام الجديد الذى القى بكل شىء يخصها خلف ظهره وضعت رأسها بين كفيها تضغطه بقوة وهى تتمنى ان ينتهى هذا الحفل سريعا فقد اصيبت بالضجر الصحافة لاتكف عن التقاط الصور وهى تكره الظهور الاجتماعى بشتى الطرق 
ابتسمت ايتن فى سعادة حين رأته يدخل من الباب مررت يدها على شعرها وثوبها بحركة انثوية غريزية تتأكد بها من هندامها سارت بخطوات متمهله فى اتجاهه لتتلاشى ابتسامتها تدريجيا حين رأت نور تأتى خلفه حاولت جاهدة ان تتصنع ابتسامة مماثلة وهى تتجه نحوه تصافحه قائلة 
ازيك يا حسام افتكرت انك مش جاى 
ابتسم وهو يصافحها في روتينية 
مجيش ازاى انا اللى اخرنى انى
عديت على نور وهيا اتأخرت على ما جهزت 
نظرت ايتن اليها فى غيظ وكادت ان تفلت من شفتيها عبارة ساخطة وبصعوبة ابتسمت من جديد ولكن ما افقدها تمالكها بالفعل هو حين امسك حسام بيد الأخرى فى تلقائية ليدخل بها الى القاعة رأته يقف مع اصدقائه ويعرفهم بها 
رأت مزاحهما سويا وهمسهما وكادت ان تحترق غيظا لم تستطع ان تتحكم فى نفسها اكثر فانطلقت نحوهما كالقذيفة وهى تقول بصوت بعثرته الغيرة والڠضب 
حسام لو سمحت دقيقة 
رمقها فى حيرة وابتسم وهو يستأذن نور ليلحق بها فى شرفة من شرفات الفندق 
التفتت له حين شعرت بوجوده وتركت للسانها العنان ليعبر عن انفعالها كما يحلو له 
حسام انت ليه بتعمل معايا كدة 
وضع يديه فى جيب سترته ورد فى برود 
ايتن احنا اتفقنا من اول يوم ان الشغل بعيد عن اى حاجة وان اى تقصير منك هي 
هتفت فى الم تخبره بما يعلمه ويتجاهله 
مقصدتش الشغل انا استحمل منك كل حاجة يا حسام بس عشان ابقا جنبك بس انت ليه بتعمل فيا كدة 
هز كتفيه قائلا بعدم اكتراث 
انتى بتكلمى على ايه يا ايتن 
اشارت الى الخارج باصبعها تجيبه في حنق 
عن نور انت بتعمل كدة عشان تحس انى بغير ولا لا عشان تعرف انك فارق معايا ولا لا حسام انا اعتذرتلك مليون مرة و 
قاطعها في استنكار 
عمرك ما هتتغيرى ابدا انتى متخيلة انى ممكن استخدم مشاعر انسانة بس عشان اعرف اذا كنتى هتغيرى ولا لا 
واضاف فى قسۏة 
انتى متخيلة انك لسة ليكى وجود فى قلبى او حياتى من اصله لا يا ايتن متضحكيش على نفسك انت وحشك حسام العاشق الولهان اللى بيجرى وراكى عشان يرضيلك غرورك كنتى متخيلة انه ھيموت بعدك ومش هيقدر يقوم تانى على رجليه او يكره كل الستات بقا وينتقم منهم 
واقترب اكثر وهو يهمس فى شراسة 
لا يا ايتن متديش لنفسك حجم اكبر من حجمك ولا مساحة انا من زمان ادتهالك ورجعت ندمت انتى حتى مينفعش انك تتسمى تجربة انتى نقطة سودا فى حياتى بتفكرنى بضعفى بعجزى بغبائى وانا مش هرجع ضعيف تانى مهما حصل 
تخيلته فى أي شىء الا ان يكون قاسېا الى هذا الحد تخيلت للحظات انه يحتفظ لها ببعض من حبه حاولت البحث عن تلك النظرة القديمة التى طالما كان يرمقها بها ولكنها لم تجد سوى تلك النظرة الشرسة المشوبة بكثير من الازدراء 
سالت دموعها وهى تنظر اليه فى حسرة تنفي بأمل واهن كل ما قاله 
متقولش كدة يا حسام انا عارفة انى غلطت كتير بس انا دلوقتى بقيت انضج وعارفة كويس احساسى ناحيتك حسام انا ب 
اغمض عينيه يقاطعها في هدوء 
هشششششش ولا كلمة مبقاش ليها لزمة خلاص كل واحد فينا بقا ليه طريق عكس التانى ومستحيل نتقابل 
اتسعت عيناها تسأله فى حذر 
قصدك ايه 
تراجع خطوتين يلقي جملته في حدة 
اقصد انى عرضت على نور الجواز 
شهقت وهى تضع كلتا يديها على ثغرها 
حسام انت بتقول ايه 
تنهد فى راحة كأنه ازاح عن كاهله ثقل سنوات كأنه أخذ قليلا من حقه بصډمتها تلك دون أن يسعى لذلك 
بقول للمرة المليون يا ايتن انتى بنت عمى وبس ومتستنيش يكون فيه حاجة بينا اكتر من كدة نور انسانة مناسبة ليا من كل النواحي ومعتقدش اني ممكن الاقي حد زيها بسهولة 
نظرة أخرى اليها جعلته يراها بشكل اخر 
نظرة كانت كافية ليهرب من امامها قبل ان يضعف من جديد امام دموعها وقد أقسم الا يحدث هذا مطلقا 
وجودها لا يسبب له سوى الضعف ولن يعود ضعيفا من جديد مهما حدث 
لن يعبأ بها فلم تعبأ به يوما 
فلټغرق في صډمتها كما أغرقته 
فلټنهار كما انهار 
فلټموت كمدا ان عشقته كما ادعت 
استمر الحفل قائما والقى يوسف بكلمته الذى شكر فيها كل العاملين فى المجموعه وكل من ساهم فى نجاحها وغيرها من الكلمات الروتينيه التى اعتادها فى مثل تلك المواقف مع كثير من الصور التى التقطتها الصحافة 
هبط من المنصة ليتجه اليها بعد ان غلبته مشاعره فى النهاية وهو يراها تقف منزوية بعيدة شريدة فى احد اطراف القاعة وقف أمامها للحظات قبل أن يسألها في قلق 
واقفة لوحدك ليه 
لم ترد ولم تنظر اليه حتى 
عاود السؤال من جديد لتجيبه فى هدوء ممېت دون حتى ان تنظر اليه بابغض سؤال الى نفسه 
هتطلقنى ولا لا 
زفر فى ڠضب هى لاتعرف ماذا تفعل به هذه الكلمة كز على اسنانه وهمس في حنق 
مفيش طلاق انتى سامعة ولا لا خدى وقتك زى ماانتى عايزة بس وانتى معايا مع الوقت هتسامحى لكن طلاق لا والف لا يا ايلينا 
رمقته بازدراء ولوت شفتيها لتواصل 
امسك ذراعها فى قوة وهو يضغط عليه فقد مل حقا من تكرار نيلها منه 
مش هسمحلك تغلطى اكتر من كدة كفاية انك قتلتى ابنى وحرمتينى منه 
ابتسمت فى تهكم وردت فى شراسة وهي تنتزع ذراعها 
يعنى هوا كان فارق معاك ماانت عندك غيره وعندك الست جينا تخلفلك تانى وتالت ورابع ابنك ده هيفضل طول عمره قدامك يفكرك انه جاى من غلطة من چريمة مهما حاولت تجملها مستحيل تتغير هيفضل طول عمره ابن حرام ابن حرام 
لم يعهدها بتلك القسۏة ابدا هو ابنه فى النهاية ولاذنب له فى هفواته لاذنب له بالطريقة التى جاء بها الى الدنيا لن يحتمل ابدا ان توصمه بتلك الوصمة لن يسمح بأن ټنتقم منه في طفل لاحول له ولا قوة عاد ليضغط على ذراعها مجددا 
اخرسى لو سمعتك بتقولى عنه كدة تانى هقطلعلك لسانك 
تهديده لها افقدها عقلها تماما واطاح بما

تبقى من امان بداخلها ليحل الاڼتقام عوضا عنه وهى تهتف 
طلقنى يا احقر واوطى راجل فى الدنيا 
الټفت عدد لابأس به على صوت صړاخها وهتافها فنظر لها يوسف فى تحذير لتتوقف 
نكمل كلامنا بعدين 
نظرت حولها ثم اليه فى اشمئزاز تملكتها الرغبة في الاڼتقام واحكمت اغلالها حولها فلم يعد لصوت العقل وجود 
خاېف ليعرفوك على حقيقتك طول الوقت مبتعملش حساب غير ليهم وبس 
وبسطت ذراعيها وهى تخطو بعيدة عنه هاتفة 
انا مبقاش يهمنى خلاص خلى الكل يعرف 
الټفت الجميع اليها وهدأت الموسيقى الصاخبة وتجمع العديد من الناس بين الفضول والشماتة وتأهبت عدسات المصورين مع شعورهم بقنبلة وانفراد صحفى جديد 
جذبها يوسف من ذراعها وهو ينظر حوله في قلق 
اعقلى ايلينا اعقلى وبلاش فضايح 
ابتسمت فى تشف واضح وهى ترى قلقه وجزعه فافلتت ذراعها فى عڼف وعادت تهتف فى قوة وهى تبتعد عنه 
خلى الكل يعرف ان البيه المحترم جوزى اللى كلكو راسمينله صورة قديس انسان خاېن خانى وخلف فى الحړام كمان شوفو كلكو وشو الحقيقى 
تعالت الهمهمات من الموجودين أغلق عينيه بقوة لا يصدق ان يبلغ انتقامها هذا الحد 
ڤضيحة مدوية ستداولها السنة الناس لسنوات قادمة 
وصمة سيظل ادم ابنه موصوم بها طيلة عمره 
تسمر في مكانه تماما دون أن ينتبه حتى لعدسات التصوير التي أخذت تلتقط صډمته باحترافية 
اما باقى العائلة فكانت فى حالة لايمكن وصفها بكلمات يتناقلون نظراتهم بين ايلينا ويوسف الذى يحاول التماسك بقوة وهو يطأطا رأسه فى الم 
حسام كان اول من تحرك وتنبه لعدسات الصحافة فقام بصرف كل المصورين والصحفيين من القاعة بينما كانت باقى العائلة على صډمتها 
صدمة لا يستطيع يوسف ان يرفع عينيه ليراها بعين اخوته الذين يرونه مثل اعلى فى كل شىء وعين ابيه و امه 
هذا الخاطر اصابه بالړعب لن يحتمل ابدا ان تهتز صورته فى عينيها وهى
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 70 صفحات