مذاق العشق بقلم سارة المصرى
به
وانت شاركته لعبته الۏسخة دى يا على
اشاح بوجهه يعطيها الجواب بصمته
ففعلت معه مالم تفعله فى حياتها ابدا مع اى شخص
لطمته بقوة حتى دوت صوت الصڤعة في المكان
تحسس وجنته في ألم دون ان يرفع رأسه اليها فواصلت وهى تضم قبضتها وتنحنى قليلا لتعادل طوله
خليته يلعب بأختك واعصابها انا كنت بمۏت وانا بتخيل ان فيه حد ممكن يكون عمل فيك حاجة
انت غبي غبي غبي تعرف الطريقة اللى استخدمها عشان اروحله كانت ايه ولا مقالكش على دى كمان
حاول التغلب على شهقاته حتى لا يبكى فألمه لا يحتمل بعد ان تلقى تلك الصڤعة من اخته بكل ما حملته من خيبة امل به ليجيبها بصوت متلعثم
ايا كان اللى هيعمله انا كنت واثق انه بيحبك وعمره ما هيأذيكى
كل ده وماأذنيش انا محدش فى الدنيا اذانى قده ولا وجعنى زيه
هنا همس على بصوت يشوبه البكاء
بس انتى بتحبيه يا ايلينا وكنتى عاوزة ترجعيله انا عملت كدة عشانك مش عشانه كنت عاوزة اكسر جزء العند اللى مانعك تتكلمى معاه او تسمعيه
واضاف بعد ان مسح انفه
صړخت به فى الم لا تنفي ما قاله بل تؤكده تماما فالنكران لم يعد يفيد
وهوا ميستاهلش ميستاهلش ذرة حب واحدة جوايا هوا چرحنى بكل طريقة ممكنة ولازم يدفع تمن كل اللى عمله
تسلل صوت الطبيبة المحبب الى اذنها فانتشلها من افكارها لترفع رأسها بابتسامة صغيرة
بخير دكتورة ملك
واضافت في امتنان
ومش عارفة فعلا اشكرك على اللى انتى عملتيه معايا ازاى
جلست ملك امامها قائلة فى هدوء
اولا احنا اتفقنا انى ملك وبس ثانيا انا خبطتك بعربيتى وكان لازم اعالجك يعنى احنا كدة خالصين
انتى مش بس عالجتينى انتى كمان اخدتى بالك من على الفترة اللى فاتت انا بجد مديونالك كتير
ابتسمت ملك وهى تحتوى كف ايلينا بين كفيها
احنا خلاص بقينا اخوات والاخوات مفيش بينهم شكر ولا ايه
هزت ايلينا رأسها فى امتنان فواصلت ملك فى جدية
المهم دلوقتى انتى ناوية على ايه
كتيييير
ضيقت ملك عينيها تسألها في خبث
والكتير ده يا ترى ليه علاقة بيوسف
رفعت ايلينا حاجبيها وخفضتهما وكأنها تجيبها فى نفسها بل كله من اجل يوسف
من اجل ان ترد له كل صفعاته
من اجل ان تؤدب نفسها على كل لحظة ندمت فيها على ما فعلته فى حقه
هو يستحق كل ما أصابه واكثر
واصلت ملك وهى تتمعن بها أكثر تحاول سبر أغوارها
بصراحة يا ايلينا اللى انتى حكيتيلى عنه مستحيل يكون نفسه الانسان اللى كان بينهار عشانك الايام اللى فاتت مش جايز تكونى فعلا ظالماه
ضحكت في هم وهى تمرر يدها فى شعرها بعصبية
ظالماه بعد كل اللى حكتهولك يا ملك ظالماه
هزت ملك كتفيها تحاول أن تؤكد وجهة نظرها
هوا قالك انه مخانكيش بارادته وانها هيا
قاطعتها ايلينا وهي تلوح بكفها
انتى هتتكلمى زيه يا ملك هتتبرريله اللى هوا عمله عشان يثبتلي ان الظروف ممكن تجبر البني ادم انه يتنازل لو كان قالى وقتها كان جايز اعذره لكن اكتشف بعد سنتين ان جوزى خانى واتجوز عشيقته وكمان عنده منها طفل ويطلب منى استوعب كل ده واصدق ان حياتى كلها اتقلبت عشان خدعة هوا وقع نفسه فيها بمزاجه
واضافت فى مرارة واضحة
ملك يوسف اخد منى احساسى بالامان خطڤ اخويا و
قاطعتها ملك في رفق
انتى عارفة انه مخطفوش وعلى نفسه اكدلك ه
ضړبت ايلينا الوسادة بقبضتها هاتفة
مجرد انه يوهمنى انه عملها مجرد انه يخلى واحد يكلمنى حتى لو بالكدب مجرد ما يكسرنى قدام نفسى تبقى جريمته مكتملة بالنسبالى يا ملك
واشاحت بوجهها وهى تغمض عينيها فى ضعف تخبرها بما ېقتلها التفكير به
انتى مش عارفة يوسف بالنسبالى كان ايه يوسف كان اول حب فى حياتى كنت بغمض عينى فى حضنه وانا مطمنة ورامية كل حمولى عليه وفجأة الاقيه اخد منى كل ده فجأة اهون عليه بالطريقة دى
لمعت دمعة بعيني ملك وكأن كلمات صديقتها الجديدة قد خرجت من قلبها الجريح بدوره قلبها الذي لازال يعاني من الم لاشفاء له
اهدى يا ايلينا اهدى ارجوكى انا اسفة
لو كان كلامى ضايقك
افلتت ايلينا نفسها من بين ذراعى ملك وابتسمت بصعوبة لتنحي هالة الحزن جانبا ولو للحظات
ملك هوا انا ممكن اطلب منك تساعدينى فى انى الاقى شغل مناسب اى شغل ومكان اعيش فيه غير بيتى القديم اى مكان حتى لو بسيط مش هيفرق
ربتت ملك على كتفها في دعم
موضوع الشغل متشيليش همه خالص اكيد انتى سمعتى عن مجموعة عزام
هزت ايلينا رأسها بالايجاب
اه طبعا دى اشهر من الڼار على العلم
شابكت ملك أناملها ببعضها
تبقا بتاعة بابا احمد عزام وانا هكلمه يا ستى فى الموضوع ده متشيلش هم وبالنسبة للبيت برضه ليها حل بس ليه عايزة تسيبى بيتك
أطرقت ايلينا برأسها لتعبث في شرشف الفراش للحظات قبل ان تنظر الى ملك مطولا وتقول
ملك انا ممكن اطلب منك طلب وتوعدينى انك هتعمليه
قطبت ملك حاجبيها في جدية
لو فى مقدورى اوعدك طبعا
مالت اليها ايلينا في رجاء
اوعدينى ان يوسف البدرى ميعرفش اى حاجة لا عن شغلى ولا عن مكانى
نهضت ملك في دهشة ماالذي تنتويه تلك المچنونة
وليه ده كله
اوعدينى وبس ياملك
ادرات ملك حدقتى عينيها فى تفكير قبل ان تتنهد في استسلام
اوعدك يا ايلينا ده شىء يخصك بس اعملى حسابك ان احنا كدة هنسافر اسكندرية لان اغلب شغل بابا هناك
ابتسمت ايلينا فى سعادة هذا ما تريده بالضبط لن يراها يوسف وهى على انكسارها هذا ابدا ستستعيد كل قوتها لتواجهه من جديد
تعرف انه سينبش الارض بحثا عنها وسيتألم لفراقها فهى لم تنكر انه لازال يحبها رغم كل شىء
لا تنكر ان مذاهبهما فى الحب شاذة عن المعروف ولكنه يبقا حبا فى النهاية حتى وان اختلف فى طريقته عن المعتاد
ورغم هذا فلن تغفر له ابدا هذا الانكسار والصدع الذى ألم بروحها
ستعود لتظهر له من جديد بالوقت والطريقة التى تحددها والى هذا الحين فيلتجرع الام الفراق والندم حتى يكتفى
وقف زين فى شرفته يتنفس في عمق وهو ينظر الى السماء الصافية ليلا ويخرج من جيب سترته تلك الحلية الصغيرة التى انتزعها من شعرها منذ سنوات
قربها من أنفه وأخذ نفسا عميقا من رائحتها التى كانت رحيمة بحاله وظلت عالقة بها
لم تفارقه تلك الحلية ابدا
ينقلها من جيب سترة الى سترة أخرى
يخشى ضياع اخر ما تبقى من حبيبته
نعم حبيبته
قد سأم المقاومة
سأم المحاولة للتسليم بأمره لينتهى كل شىء ويخرجها من تفكيره ابتعد عنها كما وعدها وتركها لحياتها مع اخر وحاول أن يفعل المثل ففشل
حاول أن يقنع بحياته مع سمر
حاول ان يأخذ من عشقها الغريب له اى طاقة تدفعه لنسيان صوفيا او التسليم لحياته بدونها لتبوء كل محاولاته بالفشل
فتح المجال لمن صدهن فى الماضي واعطاهن الفرصة ليقتربن من جديد حاول ان يلهي مشاعره بهن ليعيش مجرد حالة حب فقط فعجز
كل ذرة من مشاعره ترفض ان يزاح عن كاهلها عشق صوفيا حتى وان ذاقت بسببها كل عذابات الدنيا
سلم لقدره فى النهاية وتوقف عن المحاولة وأيقن انه سيظل يعشقها حتى وان كان من المحال حتى ألا يلمحها مجددا
حتى وان كان سيظل يتعذب بهذا الحب مابقى له من عمر فليس له الان سوى ان يتعايش مع المه ان لم يكن منه شفاء
لايصدق انه بالفعل قد استمع الى صوتها منذ أيام حتى وان كان طلبا للمساعدة
تسللت نبراتها المحببة الى طريقها الذى تعرفه جيدا ولم تضله مهما مرت عليها السنوات الطريق سيظل واضحا
امامها الى عمق قلبه
تذكر وقتها كل مامر بهما من ذكريات
بداية من اللقاء الأول
مرورا بعهدهما الذى نفضت يدها منه ولا يمكنه ان يلومها ابدا على هذا
ونهاية بالوداع الاخير الذى عرفته فيه على زوجها لتضع نقطة النهاية التى يرفضها قلبه ضاربا كل اعتبارات الدنيا عرض الحائط
استيقظ من افكاره على واقعه المزعج المتمثل قبض على الحلية فى يده وهو يزفر فى ضيق
سمر مش قادر لو سمحتى
لتقف الى جواره قائلة فى غيظ حاولت كتمه
انت مش حكاية مش قادر انت بقالك كام يوم حتى لمسة ايدى مش طايقها
مسح وجهه بيده دون ان ينظر اليها فماذا بوسعه ان يقول لقد فقد القدرة فى تكذيب ما يراه حقيقة لامفر منها
واصلت في مرارة وهى تحتضن نفسها
فيها ايه يا زين مش موجود فيا فيها ايه مخليك مشغول بيها لحد دلوقتى انت عارف انت قربت منى كام مرة طول السنين اللى فاتت
واضافت وهى تزمر شفتيها وتقول فى الم واضح بينما يتجنب هو النظر اليها
وكل مرة انا اللى كنت برغمك وبحاول اخليك تقرب بكل طريقة حتى لو كانت الطريقة انك تتخيلنى هيا
الټفت لها فى حدة لم يحتمل ما قالته ليهتف بها فى ڠضب
سمر
ارتمت دون مقدمات بين ذراعيه وهى تتشبث فى ملابسه كأن قدميها لاوجود لهما وتأخذ من وجوده الدعم كى لا تسقط مرغت وجهها فى صدره لتتمتم وهى على شفا الاڼهيار
زين انا بحبك ارجوك ارجوك لو عرفت بس انا بحبك اد ايه ارحمنى بقا يا زين ارحمني
اشفق عليها ولكن ما بيده وقد اخبرها من اللحظة الأولى بما تعرفه هى جيدا
لم يعدها بانه سيحبها يوما وكيف يعد المرء بما ليس له عليه حكم ولا سلطان هو لايملك لها سوى كثير من الشفقة وهي ترتجف بين ذراعيه فهي مثله تماما تتألم بحبها المستحيل
كلاهما يحمل العڈاب ذاته فهى بين ذراعي رجل يعشق طيفا لازال يعانى من سحره حتى الان تنهد فى عمق وهو يضمها اليه هامسا
خلاص يا سمر اهدي
ازداد ارتجافها وتشبثها به أكثر فحملها ليضعها على الفراش فى رفق وقبل أن ينهض من جوارها امسكت بكفه تتوسله
ارجوك يا زين ارجوك ما تسيبنيش
اقتربت منه ببطء وهو لم يرفضها وكعادتها دائما هى من تبدأ وهو اما يستجيب او يتزرع بألف حجة فان استجاب فهو يستدعى كل غريزته كرجل ليستطيع ان يأخذها كزوجة كان حملا ثقيلا على فؤاده يتهرب منه باستمرار ويشعره دوما بالخېانة هذا الشعور الغير منطقى الذى يلازمه وعبثا يحاول ان ينحيه جانبا أغمض عينيه بينما كانت بين يديه وهمس فى حزن اعتادته منه دوما
صوفيا
وكأنها لاتهتم أن يتخيلها أخرى
كأن كرامتها لم تعد ذات قيمة
كأنها تركت له الخيال ليعشق صوفيا فيه كما يشاء لتتلقى هي هذا العشق بين ذراعيها في الواقع
تتلقى حقها التي كادت أن منها تلك الشقراء اللعېنة
حقها