الخميس 12 ديسمبر 2024

مذاق العشق بقلم سارة المصرى

انت في الصفحة 59 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


فى حدة 
بطل غرور يا يوسف كل الموضوع انى كنت عاوزة اردلك اللى عملته قبل كدة بس انا للاسف فاشلة ومقدرتش لازم تعرف انى لاعمرى هسامحك ولا 
ماما 
همسة ضعيفة من ادم الصغير قطعت هتافها فنظرت اليه فى دهشة اختلطت ببعض من الحنان والعطف ليواصل بلهجته الطفولية 
ليه مش كنتى انتى ماما انتى اكلتينى ولعبتى معايا انا بحبك 

ازدردت ريقها محاولة اخفاء الحرارة التى سرت فى جسدها من جراء كلمات هذا الصغير فقد ترجم بالفعل ما تمنته بدورها حتى وان نفته بداخلها مئات المرات اما يوسف فكاد ان يوسع ابنه تقبيلا على تسهيله لمهمته دون وعى فهز كتفيه وهو يبتسم لها 
طالع لابوه هوا كمان بيحبك 
اتسعت حدقتاها بشدة وزمرت شفتيها بينما هو يراقبها بتلذذ مانعا نفسه بصعوبة من الاقتراب ليضمها فكم اشتاقها فالتى تقف امامه هى ايلينا حبيته المشاكسة الخجول العنيدة الحنون كل شىء ونقيضه 
هى معشوقته القديمة دون اى زيادة او نقصان وقوفها امامه اكثر من ذلك يعد امرا فى غاية الخطۏرة فسيطرته على نفسه بدأت تتلاشى 
رفعت ايلينا نظرها اليه اخيرا وقالت فى صوت متلعثم انت هتفضل وقح 
ولم تزد حرفا 
اخذت بيد مازن وجرته خلفها فارة من يوسف البدرى وسحره وتأثيره بينما هو تنهد فى قوة وهو يقبل رأس ولده الذى واصل حديثه الساذج 
ينفع بابا تبقى هيا ماما 
ابتسم يوسف 
لقد وقع الصغير بدوره تحت تأثيرها كما وقع ابوه من قبل 
مسح على رأسه مجيبا فى حنان 
ان شاء الله لازم يا ادم لازم كدة كفاية اوى 
نعم فجينا لم تعد تصلح اما من الاساس 
هاتفها فى الطريق ليسألها عن طفلها 
اخبرته انه فى غرفته وحين طلب منها ان تتأكد من هذا الامر عادت اليه تخبره بكل برود وكأنهما يتحدثان عن حلقة فى برامج المواهب ان المربية اخبرتها فى الصباح ان السائق الذى سيحضر ادم مريض وان عليها ان تذهب بنفسها لاحضاره ولكنها نست الأمر تماما 
اعتذرت بسخافه عن هذا ليتوعدها يوسف ويلعن نفسه على خطأة الفادح الذى جعل جينا هذه اما لطفله 
فى ليلة ساحرة اقيم حفل زفاف ملك وخالد اهتمت ايلينا بالاشراف بنفسها على كل تفاصيله 
دعت اليه كبار رجال الاعمال واعلنت عنه فى الصحف والمجلات كما هو المتبع 
كم تمقت تلك المجاملات السخيفة واجواء الاحتفالات الصاخبة ولكنها مضطرة الى تحملها لاكمال هذه المظاهر 
محاولات بائسة تحاول بها ان تتأقلم على جو رجال وسيدات الاعمال التى اصبحت منهم 
تابعت بابتسامة هادئة رقصة البداية بين خالد وملك لاحظت همساته فى أذنيها وخجلها وهي ټدفن رأسها في كتفه 
التقطت محاولاته لضمھا اكثر من مرة وقبلاته المسروقة الخاطفة ورغما عنها تذكرت ليلتها مع يوسف حين غنى لها اجمل نساء الدنيا 
تزاحمت حولها الذكريات حتى تلاصقت ببعضها فكونت سياجا منيعا منعها حتى عن التنفس 
حنين جارف لايمكنها مقاومته وهى تتذكر كل لحظة عاشتها معه 
كل لحظة قضتها بين ذراعيه 
كل لمسة منه لشعرها المجعد 
تجزم بأنه كان اكثر رجال هذه الارض حنانا ولكن تنهدت بعمق وهى تحاول ان تتخلص من هذه الذكريات التى ستأخذها الى الچحيم 
چحيم أشعله قربه 
انسحبت فى هدوء الى حديقة القصر لتتنفس بعيدا عن هذا الصخب 
جلست على الارجوحة الواسعة امام المسبح 
شعرت بخطوات خلفها ضيقت عينيها فى تفكير اهى خطواته 
اما لازالت الذكريات تتلاعب بها 
هى تميز خطواته عن اى خطوات اخرى وكأنها بصمة خاصة به 
أخذت نفسا عميقا وماذا عن رائحة عطره ايضا 
لا يوجد رجل يستخدم هذا العطر سواه فهو يختلط برائحته الخاصة وكأنه قد خلق له 
لن تلتفت ابدا 
اقتربت خطواته اكثر واكثر حتى اصبح حقيقة واضحة يجلس الى جوارها على ارجوحتها وينظر امامه قائلا فى هدوء مستفز 
بقا يبقا عندكو فرح ومتعزمنيش 
التفتت اليه وعادت تنظر امامها 
وانت ايه اللى جابك 
ضحك قائلا 
هوا ده الاتيكيت برضه ده انتى المفروض دلوقتى سيدة اعمال كبيرة 
نظرت له هذه المرة فى تمعن لتسأله في وضوح 
انت عايز ايه يا يوسف 
امسك يدها فى غفلة منها وهمس في شوق 
انتى عارفة انا عايز ايه 
ڠضبت من نفسها لتلك الارتعادة التى انتقلت لكفها لمجرد لمسة منه فسحبت يدها محاولة اخفاء مشاعرها لتنهره في حدة 
متنساش نفسك ومتنساش انى خلاص مبقتش مراتك ومش من حقك انك 
قاطعها فى جدية 
انتى مصدقة مصدقة ان مبقاش فيه حاجة تربطنا 
نهضت فى بطء وهى تقول 
ايوة يا يوسف انا كمان اتجوزت بعدك لو كنت نسيت 
قالتها رغبة فى اثارة غضبه وغيرته التى تعرفها جيدا ولكنها تفاجئت به ينهض فى هدوء 
اتجوزتى عيبك يا حبيبتى انك مش عارفة ان مفيش حاجة بتستخبى فى البلد دى والكل عارف ان جوازك من من احمد عزام كان على ورق لمجرد انه واثق فيكى ده سافر تانى يوم كتب الكتاب 
نظرت الى مياه المسبح محاولة القاء اى كلمة تثير به غيظه وتهدم به ثقته التى تستفزها تلك 
انا كنت معاه الليلة دى قبل ما يسافر 
ابتسم وهو يدقق النظر بها فى ثقة 
كدابة كدب الابل يا حياتي 
عضت على شفتها 
عليه اللعنه هو وضعفها امامه 
واصل وهو يقترب اكثر 
انتى متقدريش تكونى لحد تانى غيرى زييى بالظبط مش انا بس لحد دلوقتى اللى لسة شايفك مراتى 
ابتسمت فى تهكم 
اومال جينا تبقا ايه 
رد فى حزن 
انا متجوزتش حد غيرك ابدا 
واضاف فى حسم 
وللمرة المليون بقولك ان اللى حصل كان ڠصب عنى 
عقدت ساعديها وهى تقول بعدم تصديق 
ولما هوا ڠصب عنك مخليها فى بيتك ليه 
أجابها فى ثبات 
عشان مبقتش فارقة من بعدك مفيش ست ممكن يكون لها مكان فى حياتى فخلاص خليها جنب ابنى 
كلمة ابنه من امرأة اخرى اثارت حنقها الذي لاحظه على الفور فواصل فى حنان 
لكن فى حالة انك تقررى 
اوقفته بكفها فى حزم 
انا عمرى ما هقرر ولا هغير حاجة من اللى احنا فيه فعيش حياتك زى ما اخترتها ومن هنا ورايح مفيش بينا غير السوق الواسع ده 
ابتسم فى رقة 
عارفة انا عندى يقين ان احنا هنرجع لبعض تانى معرفش ازاى ولا بأى طريقة بس انا واثق انى زى ما انا لسة قلبى بيدقلك فانتى كمان لسة بتحبينى اللى بينا مينفعش يتمسح بسهولة مينفعش ينتهى اصلا 
رفعت حاجبها فى تحد 
يقينك ده خاص بيك لكن بالنسبالى مجرد وهم احسنلك تفوق منه 
القت كلمتها الاخيرة وفرت من امامه فهى لم تعد تحتمل قربه اكثر فمقاومتها قد اصبحت هباءا 
تخشى على نفسها من نوبات هذا المچنون الذى لايضع اعتبارا لاى شىء وهى تعرف وتوقن انها ستتجيب له فكأن كل حواسها قد تحالفت معه عليها 
ومن بعيد كانت هناك عيون ناقمة تراقبهم فى خلسة اذ عقد اسامة حاجبيه في ضيق 
بقا كانو متجوزين اممم والبيه بقا بحر بيحب الزيادة بيفكر اكيد يرجعها وتبقى مجموعة عزام تحت ايده ونطلع احنا من المولد بلا حمص 
ابتسم الرجل المجاور له فى خبث 
ازاى بس يا باشا ده انت ابن سيادتك صاحب المولد نفسه 
ابتسم فى تهكم قائلا 
ابنى عايشلى دور الفضيلة وعاملى فيها روميو هو ومراته 
ونظر الى الرجل جواره فى شړ 
خلاص هيا كدة خلصت لازم نخلص منها وبكرة هى الفرصة الوحيدة كلم الولد بتاعك يلعبلها فى فرامل عربيتها كدة تبقى قضاء وقدر والله يرحمها بقا 
الفصل الثاني والثلاثون 
امسك فارس بيد يوسف قبل ان يضعها على مقبض الباب محذرا 
بهدوء لو سمحت انت عارف انى مليش فى اسلوب البلطجة ده فتعامل بعقل 
رد يوسف فى تهكم امتزج بكثير من الڠضب 
عقل !!! مراتى مرمية فى الحجز وهتتعدم ظلم وتقولى عقل 
عقد فارس حاجبيه من استمرار يوسف وصف ايلينا بزوجته دون ان يشعر بهذا تماما فأضاف الثاني فى جدية 
احنا مشينا بالقانون ومنفعش ايلينا هتخرج منها سواء بيك او من غيرك وبكل الطرق الممكنة مشروعة او غير مشروعة 
واكتفى بنظرة حاسمة

أخيرة قبل ان يدفع الباب بقدمه ليدخل و خلفه فارس 
وقف يوسف للحظات يتأمل المقيد امامه بوجه مغطى بقناع معتم يحجب عنه الرؤية 
جلس على طرف مكتبه قبل ان يعطى اشارة برأسه لاحد رجاله ليرفع عنه قناعه 
اخذ الرجل يلهث فى خوف وكأن الهواء سينفذ تماما من حوله و يريد ان يأخذ مخزونا منه يكفيه 
لحظات وأخذ يفتح عينيه فى بطء متجنبا قوة الاضاءة لينظر حوله في هلع حين وقع بصره على اربعة من الرجال الاقوياء يصوب احدهما سلاحھ نحوه بينما الاخرون تكفى اجسادهم العملاقة ونظراتهم المخيفة لتفعل فى قلبه مالم يفعله السلاح 
عقد يوسف ساعديه امام صدره وهو ينظر اليه نظرات ممېته 
نظرات اراد بها افتراس احاسيسه تماما قبل أن يقول 
بهدوء 
مساء الخير اتمنى ان رجالتى ميكونوش قلو ادبهم معاك لسة 
هتف الرجل فى ذعر وهو يحاول التخلص من قيوده 
ابوس ايدك يا بيه انا عندى عيال عايز اربيها انا مش قدكو 
نهض يوسف فى بطء وسار فى اتجاهه محاولا اللعب بأعصابه قدر المستطاع 
قولى يا ابراهيم مفكرتش فى عيالك دول يترد فيهم اللى انت عملته فى ايلينا هانم 
ازدرد ابراهيم ريقه في قلق وهو يعاود النظر الى الرجال حوله 
هوا انا عملت ايه يا باشا 
انقض عليه يوسف وجذبه من شعره ليجبره ان ينظر اليه وهو يهدر به في عڼف 
مش عارف انت عملت ايه يا روح امك بقا هيا اللى قالتلك تقول ان بنتك عيانة عشان تاخد من خالد عربيته ويركب عربيتها هيا 
رد الرجل وهو يتأوه 
ڠصب عنى يا بيه ابوس ايدك يا كدة يا كنت هخسر عيالى وحياتى 
ترك يوسف شعره وهو
يتنهد ويشير لأحد رجاله 
فكوه 
نفذ الرجل ما امره يوسف به فنهض ابراهيم فى خوف بينما عاد يوسف ليجلس على طرف مكتبه مردفا 
شوف يا ابراهيم انا عاوزك تقولى على كل حاجة ومتخافش انا كفيل انى احميك واحمى عيلتك كلها افتكر انت عارف كويس مين هوا يوسف البدرى مفيش حد نفوذه فى البلد دى يساوى ربع نفوذى لو قلت الحقيقة اوعدك ان مفيش حد هيقربلك وكمان المبلغ اللى تحدده هيكون فى حسابك فى البنك 
اطرق الرجل برأسه قليلا وهو يفكر 
فواصل يوسف فى هدوء 
انت مش محتاج تفكر اصلا انا اللى بطلبه منك انك تقول الحقيقة لكن لو مصر تكون غبى وتفضل على موقفك فمفيش مخلوق هيرحمك منى انت واللى اجرك فكر وعقلك فى راسك 
ازدرد ابراهيم ريقه وتحشرجت نبرته بين ضعفه وانكساره 
هيا الحوجة والخۏف يا بيه بنتى كانت محتاجة فلوس للعمليه هوا قالى هيتكفل بيها ولما رفضت هددنى انه ممكن يخلص عليا وعلى عيالى انا فى الاول والاخر راجل غلبان مليش ضهر فاضطريت 
مسح يوسف وجهه بكفه أشفق حقا على الرجل ولكن هلعه على حبيبته لم يترك لتلك المشاعر مساحة مناسبة من الزمن 
طيب انت هتروح تقول الكلام ده فى النيابة واوعى تخاف من اى حاجة انت وعيلتك فى رعايتى وانا كفيل بيهم 
ومثلما فعل يوسف مع ابراهيم استطاع بسهولة ان يقابل الشاب الذى اتهم باللعب فى مكابح سيارة ايلينا 
وهناك وبعد ضغط طويل من يوسف عليه لينطق تأكد انه يخضع
 

58  59  60 

انت في الصفحة 59 من 70 صفحات