الخميس 12 ديسمبر 2024

مذاق العشق بقلم سارة المصرى

انت في الصفحة 62 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


هناك كان فارس قد انهى كل شىء 
تقابل مع فؤاد على باب المنزل فلم يشعر بنفسه الاوهو يوسعه ضړبا ولولا ان حالت حراسته بينهما لقټله بالفعل ولم يكتف بهذا فقط بل وجه له ضربات قاضية فى عمله جعلته يرفع راية التسليم خاضعا لكل شروطه التى كان اهمها ان يبتعد تماما عن ايلينا ففعل وتوقف عن ملاحقتها 
كاد يوسف ان يلحق بها ليخبرها بكل شىء عن فارس وعن فؤاد 

قاطعه رنين جرس هاتفه ففتح المكالمة بسرعة وهو يقول 
ايوة يا زين لسة فاكر تتكلم دلوقتى صوفيا سافرت خلاص 
ولكن لحظات واتسعت حدقتاه بشدة مما اخبره به اخوه 
قبل سويعات قليلة 
هرع زين بسرعة حين وصلته رسالة يوسف ليلحق بصوفيا وهو يقسم الايتركها تذهب من يده ابدا هذه المرة 
وبينما يقطع الدرج ملتهما اياه بقدميه لحقت به علية قائلة 
يا باشمهندس استنى استنى عاوزاك فى موضوع مهم 
الټفت لها وهو ينظر فى ساعته 
بعدين يا عليه وبعدين بابا زمانه جاى دلوقتى ابقى قوليله على اللى انتى عايزاه انا مستعجل 
واعطاها ظهره فهتفت فى هلع واضح 
يا باشمهندس الموضوع ميتأجلش والله 
الټفت لها زين هاتفا فى نفاذ صبر 
انجزى يا علية لخصى وقولى عايزة ايه 
وقفت امامه وهى تلهث بشدة فى انفعال 
الموضوع حياة او مۏت ارجوك اسمعنى 
تأمل زين وجهها الذى لم يره هكذا طيلة فترة عملها لديهم التى تجاوزت عمره فوضعت يدها على صدرها وهى تقول 
مصېبة يا باشمهندس مصېبة 
واخذت تقص عليه الحوار الذى سمعته من سمر وجينا وهو عقله عاجز عن استيعاب ما تقوله ولولا ان تلك المرأة يوليها جميع اهل البيت ثقتهم لكذبها على الفور اى مؤامرة واى تخطيط تتحدث عنه 
وممن 
من سمر الساذجة تلك 
هل استبدلت الايام سمر هادئة الطباع بأخرى كانت تخفى كل هذا الشړ 
ولكن لما لا 
هل نسى ما فعلته معه فى الماضى 
صعد بسرعة الى غرفتها ليجدها تقلب فى احدى المجلات ببرود التقط كفها فى عڼف وسحبها خلفه فقد سمع صوت سيارة ابيه بالخارج 
صړخت به سمر 
زين انت اټجننت 
لم يرد عليها الاحين حاولت مقاومته وتوقفت ليترك كفها ويطبق على ذراعها بقوة هاتفا بها 
تعالى معايا 
حاولت التملص منه وهو يسحبها على الدرج بقوة وهى تصرخ 
سينى انت اټجننت 
خرجت ايتن على صوت صړختها وزين يجرها خلفه حتى وصل بها الى باحة القصر فى نفس اللحظة التى دخل فيها محمود المكان وايتن تسرع خلف اخيها تحاول تخليص سمر منه وهى تهتف به 
فى ايه يا زين سيبها 
بينما هتف محمود وهو يقترب يحاول تخليص ابنة أخيه 
فى ايه يا زين ماسكها كدة ليه دراعها هيتكسر فى ايدك 
دفعها زين بقوة وهو ينظر الى ابيه هاتفا 
اسألها 
ونظر لها باحتقار مواصلا 
اسأل استاذة التخطيط كانت بتتفق مع الست جينا على ايه 
قال محمود فى حيرة امتزجت پصدمة فالوضع برمته مريب 
تخطيط ايه 
قص له زين ما اخبرته به علية 
فامسك ابوه بجبينه محاولا الحفاظ على توازنه وازاح ولده فى رفق لينظر الى سمر التى اصبح وجهها جامدا جمود المۏت 
التفتت اليه فى شراسة لم يعهدها عليها من قبل 
مش هتكلم غير لما كل العيلة تكون موجودة يوسف وحسام خليهم يييجو 
واضافت باستهزاء 
خلاص يا عمى كل حاجة اتكشفت خلى الكل يعرف حاول زين ان يرد عليها فى قسۏة فأوقفه والده بكفه قائلا 
كلمهم 
واتضح للجميع ان الامر اكبر بكثير مما تخيلو 
فقد تحول قصر البدري بعدها الى مدينة أشباح عاد فيها الأموات مجددا الى الحياة 
الفصل الثالث والثلاثون 
دلف يوسف بهدوء الى باحة القصر 
هدوء يماثل تماما هدوء المۏتى الذى يبدو عليه ساكنو المكان 
او ربما هدوء صاخب فالاجساد ساكنة اما الأنفاس فتتعالى وتتعالى وتتلاحم معا لتوحى بأن هناك خطب ما بل کاړثة ستحل على رأس تلك العائلة 
نظر يوسف الى الجميع 
الى ابيه الذى يجلس على احد المقاعد فى تهالك 
الى زين الذى يقف عاقدا ذراعيه فى حيرة بينما تقف ايتن الى جوار حسام الذى قد وصل قبله بدقائق اما سمر فتجلس على احدى درجات السلم تفرك كفيها بابتسامة متحفزة غريبة 
تنهد في عمق يسألهم 
هوا فى ايه بالظبط 
أجابه زين وهو يتجه الى سمر يجذبها من ذراعها في عڼف واضح لتقف 
ادينا كلنا بقينا عندك يا 
واضاف بسخرية لاذعة 
يا بنت عمى 
ابتسمت له ابتسامة ساخرة مماثلة للهجته وهى تتجه لتقف فى منتصف الردهة كأنها تستعد لتقديم عرضا مسرحيا وهى تشير بسبابتها 
هوا ده مربط الفرس 
والتفتت الى عمها تشير له برأسها 
عمى 
الټفت لها الجميع فى تحفز بينما تنفس محمود فى عمق دون ان ينظر اليها يتمنى ان تخبرهم بأى شىء الا السر الذى اخفاه ببراعة عنهم لسنوات 
اقتربت خطوتين لتميل اليه وهي تكور وجهها متظاهرة بالتأثر 
فاكر منصور التهامى يا عمى 
اتسعت حدقتا محمود فى ذعر 
اذن سيحدث ما يخشاه 
ردد الاسم فى خفوت فهزت رأسها وهى تبتسم فى شراسة لم يعهدها احد عليها من قبل 
صوب الجميع نظراتهم اليها الايوسف الذى نظر الى ابيه كأنه يستأذنه الحديث فأوقفه ابوه بنظرة راجية فربما كان هناك امل اخير 
ربما كان القدر اكثر رحمة فلا يكشف كل الاوراق التى طالما اخفاها بعناية 
عادت سمر لتقف مكانها وهى تجيل نظراتها فيهم جميعا وتبسط ذراعيها هاتفة 
طبعا كلكو عايزين تعرفو منصور التهامى مين 
وضحكت فى شراسة من جديد وهى تنظر لعمها 
ما تقولهم يا يا عمى ولا اقولهم انا 
وباشرت وهى تمرر يدها فى شعرها في عڼف 
سمعت عمى كام مرة بيقول لمراته انه مش قادر يسامح نفسه لانه السبب فى مۏت ابويا وامى كنت بستغرب ازاى

ويقتلهم ليه لحد الصدفة ما كشفتلى كل حاجة 
اقترب حسام منها هذه المرة ليمسك كتفيها بقوة وهو يهزها هادرا بها پعنف وقسۏة فقد ظن بالفعل أن شقيقته تلك أصيبت بلوثة عقلية 
انت بتخرفى تقولى ايه ايه الكلام الفارغ ده انتى اتجننتى باين عليكى 
ابعدت يديه عن كتفيها وهى تتراجع للخلف محتفظة بابتسامتها الغريبة لتخبره في هدوء 
استنى بس يا حسام مستعجلش ده احنا لسة فى اول الحدوته لسة انت مسمعتش حاجة 
حالة من الذهول سيطرت على الجميع فألجمت اى رد فعل من احدهم ولاشىء يدور فى بالهم سوى ان سمر قد فقدت عقلها بالفعل 
واصلت وهى تسير فى المكان فى حركات رتيبة 
الصدفة جمعتنى بمنصور التهامى طبعا عمى العزيز عارفه كويس لانه كان اكبر منافس ليه فى السوق الراجل بصراحة كان جاى المركز اللى
بشتغل فيه ياخد جلسة علاج طبيعى وشاف اسمى على الاى دي وبمجرد ماشافه حالته بقت حالة اتهرب منى وانا اصريت اعرف فيه ايه لحد ماعرفت كل حاجة كل حاجة 
وضحكت بصوتها كله وهى تفتح ذراعيها لتواصل سردها الموجع 
عرفت ان عمى اللى بيعاملنا احسن من عياله مش بيعمل كدة الا عشان يريح ضميره وعشان يمكن نفضل تحت جناحه ومنعرفش الحقيقة ابدا حقيقة انه فكر وخطط ازاى يخلص من اخوه ومراته ومنافسه فى السوق بضړبة واحدة اخوه اللى خاف يطلب بحقه فى ميراثه فرسم خطة فى منتهى الحقارة عشان يوقع الكل 
نظرة من يوسف الى ابيه ونظرة اخرى من محمود اليه تنهاه عن اتخاذ اى رد فعل وسمر تواصل وهى تشير بسبابتها باتهام الى عمها 
البنى ادم ده سمم عقل بابا وفهمه انه ماما بټخونه مع منصور دبر وخطط ورماها فى طريقه بحجة الشغل اللى كان بابا مأمنله عليها فيه وبيعتبره زى اخوها هيحافظ عليها ويحميها فضل يسمم فى عقله وبابا كان رافض يسمعله او يصدقه لحد ما كانت اللحظة اللى خطط فيها بمنتهى خدر ماما وحطها فى سرير منصور فى شقته مفكرش انه اللى بيعمل فيها كدة دى تبقى بنت عمه قبل ما تكون مرات اخوه ولما بدأت امى تفوق لقت منصور متكتف قدامها وقبل ما تنطق او تدافع عن نفسها
واضافت وصوتها يعلو باڼهيار 
مكنش قادر يصدق ان حب عمره ممكن ټخونه اخوه سمم عقله للدرجة اللى مخلتهوش حتى يفكر يسألها او يديها فرصة تدافع عن نفسها بس هيديها الفرصة ازاى والبيه حطها فى سرير منصور 
وعادت تضحك فى هيستيريا مجددا 
مسحت وجهها لحظات قبل ان تستعيد قليلا من التجهم 
طبعا الموضوع مخلصش هنا ظهر عمى العزيز وجرى على اصحاب بابا اللى كلكو عارفين انه كان بيشتغل فى ادارة مكافحة السلاح وفعلا عملو المستحيل عشان يثبتو انهم ماټو فى حاډثة وكمان لفقو لمنصور اخد فيها مؤبد تخطيط ميطلعش غير من شيطان 
شهقة عالية اطلقتها ايتن وهى تخفى ثغرها بكلتا يديها شهقة قطعت حالة البكم التى اصابت الجميع بين الصدمة وعدم التصديق وبين ذهولهم من هيئة سمر التى انتفش شعرها فى جنون يناسب تماما ما تفوهت به 
تركت مكانها وتحركت بببطء تجاه ايتن لتقف امامها وهى تلوى فمها تتصنع الحزن 
ايه يا ايتن ايه يا حبيبتي مش مصدقة ان بابا يعمل كدة 
هزت ايتن رأسها في عڼف تنفي بقوة ولسانها عجز عن النطق تماما كالباقيين وهى تنظر الى عينى سمر التي احمرت بشكل مخيف فأشارت الثانية بسبابتها الى حيث يجلس عمها دون ان تنظر اليه 
بس هوا عمل كدة سمعته بودنى وهوا بيقول انه حاسس بالذنب لانه موتهم كان بسببه 
نهض محمود فى عڼف هذه المرة وهو ېصرخ بها متخلصا من حالة البكم التي اصابت الجميع 
وانتى ليه مسألتنيش انا اقصد ايه بكلامى 
نظر الجميع اليه 
هل يؤكد بالفعل ماقالته تلك المخبولة بأنه السبب فى مۏت اخيه وزوجته 
ضحكت سمر فى جنون وهى تسمع اعترافه الصريح امامهما وقالت فى تلذذ وهى تنظر له فى حقد 
كنت عايزنى اقولك ايه 
واضافت وهى تحتضن نفسها 
اسألك قټلتهم ازاى عشان تخلينى احصلهم وسرك ميتكشفش ساعتها انا خفت تعبت مكنتش عارفة اعمل ايه انت حرمتنى من ابويا وامى عمرى كله وعشت على شفقة منك انت ومراتك 
وعادت تلوح باصبعها فى شراسة مواصلة 
بس الظروف خدمتنى بعدها باسبوعين قابلت منصور وبالصدفة عرفت كل حاجة 
واخذت تدور حول نفسها وهي تردد 
وساعتها طاقة الاڼتقام اللى جوايا مبقاش ليها حدود وزى ما حرمتنى من ابويا وامى كان لازم انتقم منك بأشع طريقة 
وقبضت كفها فى قوة 
حطيت ايدى فى ايد منصور ورسمنا ازاى ننتقم منكو كل واحد فينا كان عنده دوافعه بس الهدف واحد الاڼتقام منك وفى عيالك 
ابتسمت وهى تلتفت الى ايتن 
فاكرة سامح يا ايتن سامح ده كان مجرد واحد منصور مأجره ورماه فى طريقك عشان يكسر ابوكى بيكى انا نفسى اللى كلمته وفهمته مواعيدك وبتحبى وبتكرهى ايه عشان يعرف يوقعك كان المفروض يهرب بيكى ويتجوزك فى السر 
وزمرت شفتيها مردفة فى وقاحة 
او ميتجوزكيش بقا هوا وشطارته كله بتمنه والنتيجة ڤضيحة للكل 
ولانت ملامحها وهى تنظر الى اخيها الذى افقدته الصدمة أي ردة فعل حتى بدا يشعر انه بداخل رواية هزلية سخيفة لتهمس فى رفق 
كنت عارفة ان ده هيوجعك بس هيا متستهلكش مكنش ينفع تفضل عبد فى محرابها العمر كله 
تنهدت بقوة وهى تنظر الى زين نظرة امتزجت بالحب
 

61  62  63 

انت في الصفحة 62 من 70 صفحات