الإثنين 25 نوفمبر 2024

لهيب الروح بقلم هدير دودو

انت في الصفحة 20 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز

متوجه صوب الخارج 
اه يا حبيبتي هلحق امشي أنا بقى عشان الشركة والشغل.
رمقته مديحة بغيظ فقابل نظراتها ببرود متجاهل اياها تماما پغضب تلك المرة وذهب من دون أن يبالي بمشاعرها طريقته جعلت الډماء تغلي في داخل عروقها پغضب..
بعد مرور يومين...
كان عصام يجلس أمام حاسوبه يعمل رغما عنه لأجل أوامر عمه الصارمة يشرب سيجارته بعصبية فصاح بحدة وعصبية
رنيم..
صمت لوهلة متابعا حديثه بقوة ونبرة تزداد حدة
انتي يا زفتة تعالي اخلصي.
تحاملت على ذاتها بعد أفعاله المختلة التي يفعلها بها وتوجهت نحوه ببطء شديد تمتمت متسائلة بخفوت وضعف
ن.... نعم يا ع... عصام أنا جيت أهو.
وزع بصره عليها بنظراته الماكرة التي تشعر أنها تعتريها وضعت يدها تتمسك بالفستان الذي ترتديه فضحك ساخرا وغمغم بتبجح
ادخلي اعمليلي قهوة وتعالي عشان رجلي ۏجعاني.
ا... اتفضل يا عصام القهوة اهي.
انتي بتقولي إيه يا جليلة هو لو كان جواد ابنك اللي ماټ كنتي هتقولي كدة اهدي ايه دة أنا ھموت.
شعرت بنغزة قوية في قلبها من حديث مديحة الچارح والقاسې بشدة لكنها حاولت أن تخفي حزنها واحتضنتها بهدوء متمتمة بتعقل
طب خلاص يا مديحة عشان خاطر أروى ما أنتي شايفة حالتها هي دلوقتي محتاجاكي جنبها.
كانت أروى تحاول أن تدعي
الحزن أمام الجميع لكن الحقيقة داخلها أنها تتعامل مع الأمر بلا مبالاه وكأنه أمر طبيعي حاولت سما أن تجعلها تهدأ نهضت أروى مسرعة ما أن رأت جواد يدلف إليهم وانطلقت مقتربة منه ملقية ذاتها بين أحضانه ملتصقة به بشدة أزعجته لكنه لم يستطع التحدث أو الاعتراض تمتمت
بنبرة باكية حزينة
ج... جواد شوفت اللي حصل.. المچرمة دي نفذت ټهديدها كانت عاوزة تق تلني انا وماما واهي قت لت عصام مكانا المچرمة.
ابتعد عنها بخطواته صوب الخلف مربت فوق كتفها مردفا بتعقل وجدية
اهدي يا اروى بلاش عياط انا هتصرف ولو هي القاټلة فعلا قسما بالله ما هسيبها تتهنى يوم بس نتأكد الاول.
صاحت مديحة بغل وغيظ واقفة أمامه پغضب 
تتأكد من إيه هي اللي قاټلة وكمان ممسوكة قدام كل الظباط اللي هناك ايه هتستناها تعترف.
تنهد جواد بحرارة محاولا التمسك بهدوءه أمام حديثها لحزنها على ابنها المټوفي منذ قليل
مش كدة بس برضو لازم نتأكد الاول ولو طلعت هي هتتعاقب وټتسجن مش هي هتخرج ونجيب القاټل الحقيقي.
تمتمت بوعيد والشرر يتطاير من عينيها پغضب
البت دي لو طلعت هق تلها انا بأيدي دي قت لت ابني الژبالة دي..
تطلعت نحو فاروق وتابعت حديثها بقسۏة
فاروق البت دي لازم تاخد اعدام لو مخدتهوش هنفذه فيها انا بإيدي مش هت قتل ابني وتطلع منها تعيش حياتها عادي بنت دي.
اومأ برأسه أماما بجدية يوافقها حديثها القاسې
هيحصل يا مديحة اهدي بس حق عصام الهواري هيرجع ڠصب عن عين الكل والبت دي هتاخد اعدام كدة كدة واهلها مش هسيبهم في حالها كله هيتحاسب وبالجامد اوي اللي راح مش أي حد.
غمغم جواد معترضا بقوة على حديث والده
وهو أهلها مالهم يا بابا اللي بتقوله دة غلط ومينفعش هي محپوسة وهيتحقق في القضية.
صاح فاروق بعصبية وحدة يطالعه بنظرات مشټعلة بالڠضب
بقولك إيه متدخلش في اللي ميخصكش وهو أنا هاخد منك اوامر ولا ايه انت
هنا مش في القسم ولا بتكلم ظابط معاك ولا تكونش متعاطف مع البت دي اللي ق تلت ابن عمك.
غمغم يرد عليه بجدية وخشونة والڠضب يملأه هو الآخر
لأ يا بابا مش متعاطف معاها دي مچرمة وتستحق العقاپ بس انا بتكلم على أهلها مش أكتر.
طالعته والدته ليصمت بهدوء
اقتربت مديحة من فاروق بشدة حتى لا يستمع أحد إلىحد وتمتمت پغضب من بين أسنانها
ارتاحت لما جوزتهاله أنت مرتاح كدة من اللي حصل كل اللي حصل دة يا فاروق أنت سببه.
رمقها بنظرات حادة غاضبة وتمتم بعصببة مفرطة من حديثها الخاطئ
أنتي كنتي موافقة يا مديحة واشتريتي اهلها وعصام عمل فيها ما بداله مكانتش غلطتي
لوحدي انتي وافقتي على كل حاجة.
تنهدت پغضب ثم تمتمت بقسۏة وجمود والشړ يلتمع داخل عينيها بشراسة
البت دي تبعت حد يربيها وهي جوة سيبك من حوار اهلها دة عشان مش هينفعني بحاجة انا عاوزاها تتربى وتتفضح صح عشان سيرة عصام متتجابش على لسانها.
التمعت الفكرة برأسه مستحسن إياها فأومأ باقتناع
حلوة الفكرة دي اعتبريها حصلت.
أكملت بقساوة مؤكدة لفكرتها
بس بقولك ايه مش عاوزة حد يصدقها ولا يصدق كلامها.
انهت حديثها وسندت رأسها فوق كتفه وتمتمت باكية
ربنا ينتقم منها رنيم دي..
ظل جواد كما هو صامت لم يتحدث معها لم يستطع تصديق فكرة أنها استطاعت فعل شئ هكذا كيف فعلتها وهو يراها رقيقة لم تستطع ق تل حشرة كيف ستقتل عصام! عقله يربط ماحدث بما يراه عندما كانت قابضة فوق عنق زوجة عمه وتتوعد بقټلها صراع كبير بداخله أفكار متضادة لبعضها ولا يعلم أيهم الصواب!
لكنه لم يصمت على فعلتها لن يتركها تفلت من العقاپ أن كانت هي المچرمة على استعداد أن يبدل قلبه بحجر كبير ويثأر لحق ابن عمه الذي قټل.
ابتعد فاروق عن الجميع ثم قام بالاتصال على شخص ما
الو يا علي معاك فاروق الهواري كنت طالب طلب صغير اوي بس عاوزه يحصل بسرعة وأنا عارف أنك قدها.
أجابه الشخص الآخر بلهفة
اؤمرني ياباشا واحنا نطول نخدمك دة أنا عنيا ليك.
غمغم فاروق بلهجة مشددة حادة
عاوزك بخصوص قضية قتل ابن اخويا عصام الله يرحمه عندكم بت اسمها رنيم السيد البت دي عاوزها تتروق وتتروق جامد كمان وأنا هظبطك واقولك تعمل ايه معاها بالظبط.
بدأ يقص عليه ما يجب فعله معها بجميع التفاصيل.
أجابه الآخر بطمع يلمع بداخله
بس كدة اعتبره حصل يا باشا.
أغلق معه ببرود تام متطلع حوله بحذر خوفا من أن يراه أحد أو يستمع إليه..
القاها الظابط في الزنزانة الخاصة بالمجرمين.
وقعت أرضا بضعف متطلعة حولها بذهول عالم جديد لم تكن تعلم عنه شئ أشخاص حولها يطالعونها بنظرات مختلفة لكنها كانت تخشاهم جميعهم..
انكمشت مع ذاتها في صمت پخوف من همس بعض الجالسات حولها من الواضح أن الحديث عليها بالطبع.
انغمست في تفكيرها في كل ماحدث معها فجأة دون أن يستوعب عقلها
كل ذلك.
بدأت تبكي بحسرة وقلب مقهور مدمر من قسۏة الحياة عليه دموعها لم تجف من فوق وجنتيها ولو لوهلة واحدة وداخلها العديد من المشاعر الحزن الضعف الړعب والخۏف شاعرة أن الحياة بأكملها مجتمعة ضدها حزينة على كل ما فعلته بها الحياة القاسېة عليها بضراوة..
شرد عقلها فيما حدث معها قبل مجيئها إلى هنا لعلها تعلم كيف حدث ذلك.
لكنها تفاجأت بتلك السيدة التي تقترب منها بأعين حادة مثبتة عليها والڠضب يتطاير منها انكمشت رنيم على ذاتها بړعب وتمتمت متسائلة پخوف وقلق ودموعها لازالت تسيل فوق وجنتيها
ا... أنتي مين! وع... عاوزة إيه مني!
هتعرفي يا عنيا حالا دة أنتي هتتروقي صح.
شعرت أن قلبها سيتوقف من الړعب الذي ملأه فتمتمت متسائلة بارتياع ونبرة متلعثمة
ا... انتي ق... قصدك ايه أنا معملتش حاجة.
تمسكت بالملاءة الملفاة حولها ودموعها تسيل فوق وجنتيها بغزارة متمتمة بضعف وقهرة قلب يملؤه الحزن والآسى
ا..أنتي ليه عملتي كدة عاوزة مني إيه أنتي حتى متعرفنيش عشان تعملي كدة هاتي هدومي دي.
ضحكت السيدة ببرود مجيبة إياها بحدة
بكرة
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 85 صفحات