الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

لهيب الروح بقلم هدير دودو

انت في الصفحة 27 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز

أماما بثقة تامة وغمغم بشموخ وجدية
بعدين هقولك تعالي فوق نتكلم.
سارت معه كدة.
ربت فوق ظهرها بحنان وأردف بتعقل وجدية
هتكملي وهتروحي يوم كمان بس اقعدي كدة وفهميني في إيه وليه بابا عمل كل دة دة عمره ما عمل كدة معاكي.
جلست بحانبه بعدما مسح دموعها بحنو تطلعت أرضا بخجل تفرك في يديها متمتمة بتوتر 
م...ماهو يا جواد أنا بصراحة..
لم تستطع مواصلة حديثها فربت فوق يدها مقبلا إياها بهدوء يحثها على مواصلة حديثها
اتكلمي يا سما مټخافيش في ايه لكل دة.
اومأت برأسها أماما وتمتمت بخفوت مواصلة لحديثها
حد قال لبابا أني بحب واحد فهو عمل كل دة عشان كدة.
اعتدل في جلسته أمامها يجدية متسائلا بعدم فهم
يعني إيه اللي بتقوليه دة وأنتي بتحبي فعلا ولا لأ احكي بقى براحة عشان أفهم.
تطلعت أرضا بخجل يبدو عليها بوضوح ففهم جواد حقيقة الأمر ابتسم لها بهدوء لتواصل حديثها فتمتمت شارحة له الأمر بهدوء
بص هو ه.. هو انا بصراحة أه فيه واحد بحبه هو ظروفه على قد حاله مش زينا كدة يعني بس معرفش بابا عرف ازاي لقيته جه خادني انهاردة من الكلية وكلمني بزعيق في الطريق.
قبل أن يتحدث أسرعت تدافع عن ذاتها
بس والله يا جواد ما بعمل حاجة غلط ولا بتخطى حدودي والله.
اومأ برأسه أماما متفهما حديثها وسألها بجدية
وهو فين الواحد دة مجاش يتقدم ليه ولا خد أي خطوة ليه
أسرعت ترد عليه بخفوت مدافعة عنه بضراوة
ل...لأ لأ مش كدة بس هو زي ما قولتلك ظروفه على قده وبيدور على شغل لسة عاوز يظبط أموره قبل ما يجي عشان ميترفضش.
سألها بجدية شديدة ليطمئن عليها
وهو اسمه ايه عاوز اتأكد من كدة ليكون بيتسلى.
دافعت عنه مسرعة بهدوء محركة رأسها نافية
لا لأ هو محترم والله ياجواد أسمه خالد ابراهيم محمد.
هز رأسه بتأكيد جاد متمتما بعجالة وهو يعد ذاته للذهاب
ماشي هشوف يا سما اقوم بقى عشان
ورايا مشوار مهم لازم أعمله.
تمسكت بيده قبل أن يذهب تستوقفه وتمتمت بقلق
جواد أنا عاوزة اروح الكلية اتصرف عشان خاطري.
احتضنها بحنان مربتا فوق ظهرها بهدوء مردفا بهدوء ليطمئنها
مټخافيش هتصرف بس مفيش كلام تاني مع الواد دة لغاية ما نشوف.
ابتسمت بسعادة وقد تهللت أساريرها لوجود شقيق مثله في حياتها يدعمها في كل شئ أيدت حديثه بهدوء
ماشي ياحبيبي مش هكلمه تاني بس لما تعرف عنه حاجة عرفني.
همهم بهدوء يؤكد على حديثها مقررا معرفة كل شئ عن ذلك الشخص.
قبل أن يذهب وجد أروى أمامه تنهد پغضب ظهر عليه ما أن رآها سار بجانبها وكأنه لم يراها متجاهلا وجودها أسرعت تلاحقه بخطوات شبه راكضة واستوقفته هي متمتمة باسمه
جواد..جواد استنى عاوزة اتكلم معاك.
طالعها بنظرات حادة تعكس مدى غضبه الذي يشعر به وأردف ببرود حاد
لأ مش فاضي دلوقتي نتكلم بعدين عندي مشوار مهم لازم الحقه.
سار من أمامها ببرود لم يهتم بها وكأنها لم تقف تتحدث معه.
تأفأفت پغضب عارم تملك منها وتمتمت بينها وبين ذاتها بتوعد وعصبية
ماشي ياجواد ماشي لما نشوف أخرتها معاك.
في مكان الحاډثة الذي قټل به عصام دلف ذلك الشخص المجهول الذي لم نعلمه للآن وبدأ يبحث بحذر في المكان وكأنه يحاول إيجاد شيء ما خفي مثله.
لكنه دهش بعدما حصل على شئ لم يتوقعه بعد ساعات متعددة من البحث مفاجأة صعقته جعلته يعلم أنه أخطأ... أخطأ في موقفه وشعوره لأول مرة.
أسرع يخرج تارك المكان خلفه بحذر خوفا من أن يراه أحد في ذلك المكان.
بعد ابتعاده عن المكان تماما قام بالإتصال على المحامي الذي اتفق معه على الدفاع عن رنيم مغمغما بجدية حازمة
أنا عاوز اقابلك عندي حاجة مهمة تشوفها وبعدها تحدد موقفك لو عاوز تكمل أو تسيب القضية
هستناك كمان ساعة.
اعترض المحامي بعدم رضا ناظرا إلى الوقت المتأخر
ما تستنى لبكرة احنا لسة معانا وقت.
اعترض الطرف الآخر متمسكا بموقفه بإصرار شديد
لا طبعا أنت بتقول إيه بقولك حاجة متتأجلش وهتحدد موقفك في القضية عشان كمان لو حابب تنسحب.
همهم يرد عليها باستسلام متذمرا من إصراره الشديد.
بعد مرور ساعة جلس المحامي مع الشخص المجهول يرى ما هو الشئ الهام الذي سيحدد موقفه معه.
لكنه صعق من جاي ليه اوعي تكوني فاكرة أني جاي عشانك زي مابتقولي لأ فوقي.
سرعان ما ترجم عقلها الأمر عالمة حقيقته حاولت الأعتدال في جلستها ضاغطة على ذاتها والآمها وغمغمت منفعلة بضيق غاضبة
أنت عاوز ايه بقى ارحمني وابعد عني عاوز ايه مني يا جواد بيه إيه اللي جايبك ليا تاني مش خلاص
طالعها بقسۏة ضارية والشرر متطاير من عينيه الغاضبتين ورد عليها بلهجة مشددة حازمة
وأنتي مرحمتيش عصام ليه وانتي بتق تليه ولا هو عادي بالنسبالك وفكرتي أنك تقدري تهربي بعملتك ال دي.
صعقټ من حديثه معها التي لم تتوقعه رمقته بحزن كالخڼجر المتواجد في قلبها وتمتمت بتحدي غاضب ازداد من غضبه هو الآخر
وأنت مستني إيه ما تيجي تاخد حقه تعالى 
اقت لني بدل ما أنت بتقول كلام عالفاضي يا جواد باشا.
أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية لاذعة أثارت غيظه لتشعر أنها استعادت جزء من حقها نعم هي ضعيفة أمام إهانة الجميع لكن هو لا لم تعتاد على الخۏف معه ولأول مرة ترى وجهه معها هكذا حديثها جعل الډماء تغلى داخل عروقه فثار عليها منفعلا بضراوة
هق تلك يا رنيم أنتي فاكرة إيه فكراني ضعيف قدامك لا هق تلك...هق تلك وأخد حق ابن عمي اللي مو تيه من غير رحمة.
تمتمت بتحدي مدعية الخۏف باستهزاء
ماشي اق تلني.
وفي لحظة غاضبة فقد بها عقله وفكره تماما ليتصرف پغضب وكان في حالة عصبية لم يستطع التحكم بها أسرع يخرج مسدسه من ووجهه نحوها پغضب ودون وعي
طالعته بړعب لا تعلم هل من أمامها هو جواد حقا! كان يطالعها بكره شديد حاولت أن تتحدث بخفوت لتجعله يتراجع عن فعلته لكنه لم يدرك ماذا يفعل بها
ج...جواد أنت بتعمل ايه خ...خلاص مش هتكلم.
لم تشعر بأي شئ تماما لفكرة مۏتها على يده على يد من أحبت واختاره قلبها كانت تراه كل شئ في تلك الدنيا القاسېة عليها من جميع
الجهات وها هي الآن ستموت على يديه.
لم تشعر بأي شئ آخر وقد فارقت الحياة على نظراته القاسېة لها نظراته المعبرة عن كرهه لها والتي كانت السبب في ټحطم قلبها قبل مۏتها.
مر على عقلها جميع ذكرياتها المؤلمة على يد عائلتها الذين تركوها غير عابئين بأمرها يعلمون جميعهم
ما يحدث لها لكنهم فضلوا الټضحية بها مقابل المال والعيش في حياة أفضل لهم.
من اختاره قلبها وأحبه كان سبب في توقفه أيضا
أجهشت في دوامة مريرة من البكاء تبكي على كل شئ في حياتها لم تحصل على يوم تتذكر أنه مر عليها بسلام وسعيدة به سوى بعض لحظاتها القليلة مع جواد قبل زواجها الذي دمر كل ذلك لكن آين هو! وآين تلك اللحظات أصبحت ذكريات في عقلها يداهمونها هو الآن يراها مچرمة قاټلة متجردة من الرحمة تستحق الق تل وإن استطاع سيفعلها بذاته ناهيا حياتها كما رأت في منامها.
أغمضت عينيها ضاغطة فوقهما بقوة ضارية متمنية ألا تعيد فتحهما مرة أخرى محاولة التقاط أنفاسها بانتظام لتدخل
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 85 صفحات