لهيب الروح بقلم هدير دودو
ظلت على حالتها تلك مستيقظة تغمض عينيها لا تريد رؤيته أمامها في ذلك الوقت.
ظلت على حالتها حتى شقشق الصباح وهي لازالت على وضعها لكنها شعرت بالألم يشتد عليها من المتوقع أنه موعد دواءها فتحت عينيها في ذلك الوقت بوجه مټألم حزين شاحب خالي من أي معالم للحياة وجدته يجلس فوق المقعد الذي أمامها عينيه لم تتحرك مثبتة عليها بضراوة بطريقة أرعبتها نهض مقتربا منها بوجه شيطاني تكرهه مال عليها وغمغم بحدة صارمة داخل أذنيها
تنهدت بصوت مرتفع ترمقه بازدراء وتمتمت بكره حقيقي تشعر به بالفعل
أنا بكرهك أنت سامع بكرهك.
ضحك بصخب ضحكاته ترن في أذنيها تزعجها بشدة ثم ضغط بيده فوق جرحها بقوة جعلها تصرخ بۏجع شديد فتمتم هو متسائلا بخبث وسخرية
بكت بصوت منتحب مقهور وكررت حديثها مرة أخرى بضيق
أنا بكرهك أنت سامعني بكرهك ومش بطيقك اصلا.
ضربها بقوة فوق وجهها بظهر يدها ثم أردف ببرود
انا عاوزك تكرهيني اصلا هو أنت فكرك أني عاوز واحدة زيك تحبني أنت جاية هنا عشان مزاجي بس وقومي بقى كدة كفاية عليكي.
ثار پغضب شديد
شديدة تارك إياها تشعر بالالم شديد يعصف بداخلها زحفت پألم شديد متوجهة نحو المرحاض لعلها تخفض ما تشعر به من الألم تحت المياة الدافئة التي من الممكن تزيل ۏجع جسدها لكن ماذا عن ۏجع قلبها وروحها! ماذا عن قهرتها الشديدة لفقدان طفلها وشعور الأمومة إلى الأبد! لا شئ سيزيل كل ذلك مهما حدث..
بعد مرور يومين...
كان جواد يجلس فوق مكتبه بشموخ وثقة تليق على ملامحه الجادة كان يعد ذاته للذهاب لكن استوقفه رنين هاتفه وجد أن ذلك الإتصال من والده امتعضت ملامح وجهه وبدت عليه الضيق أجاب عليه متسائلا بجدية تامة
جاءه رد والده الحاد ولهجته الحادة الصارمة متحدث معه بطريقة آمرة يبغضها جواد
أروى بنت عمك عاوزة تروح مشوار مهم وعصام معايا في شغل روح وصلها أنت.
لو كان يتحدث بطريقة غير التي بتحدث بها الآن لكان وافق ولبى طلبه لكنه يتحدث بطربقة يرفضها لذلك رد عليه بلهجة حادة غاضبة
هو عصام بيشتغل وأنا بلعب مثلا ما أنا كمان بشتغل زيي زيكم بالظبط ومش فاضيلكم.
تشتغل تلعب ميهمنيش أنا قولتلك تروح تشوف بنت عمك محتاجة تروح مشوار مهم وأنت هتروح معاها سمعت اللي بقوله.
غرز أسنانه في شفته پغضب لو كان أحد غير والده هو الذي يقول له ذلك الحديث لكان سبه وتشاجر معه لكن هذا والده تنهد تنهيدة حارة ملتهبة وغمغم بعناد حقيقي ومكابرة
لا أنا مش رايح في حتة أنا مش فاضي وورايا كذا حاجة عن إذنك عشان مش فاضي مضطر اقفل.
أغلق الهاتف معه بضيق متأفأفا لكن لم يمر عليه شئ حتى وجد والدته تدق عليه الهاتف هي الأخرى رد عليها فتمتمت بهدوء وتوتر يظهر في صوتها
جواد يا حبيبي عشان خاطري أنا روح شوف بنت عمك دي أبوك اتصل وبهدل الدنيا فعشان خاطري أنا يا حبيبي ساعة زمن وارجع تاني.
تنهد بيأس وضيق مغمض عينيه بعدم رضا لكنه أردف موافقا على مضض
ماشي يا أمي عشان خاطرك أنت بس هروح أشوف عاوزة إيه ست أروى دي.
زفرت بارتياح لموافقته وأردفت بهدوء تام توصيه
طيب يا حبيبي بس براحة عليها البنت ملهاش ذنب عشان خاطري عارفك لما بتبقى متعصب.
بدأ يلملم أشياءه مستعد للذهاب مهمهما بهدوء وتعقل ليجعلها تطمئن وتهدأ
خلاص يا ماما متقلقيش..
ركب سيارته منطلقا بها إلى منزل عمه رحمه الله وعقله شارد بها من حين لآخر متمني رؤيتها هناك سيكون حينها سعيد الحظ عندما يراها
فقلبه مشتاق إليها بضراوة يريد أن يملأ عينيه برؤيتها..
في نفس الوقت..
كانت رنيم تجلس أسفل بوجه شارد يدور في عقلها العديد من الأفكار مقررة ألا تصمت مرة أخرى بل سترد عليهم جميعا لن تصمت مجددا يكفي ما حدث لها بسببهم حتى الآن..
عرفت من عصام أنك سقطتي لأ وكمان مش هتخلفي تاني بصراحة تستاهلي أصل اللي زيك تخلف ليه يبقى عندنا حد من عيلة الهواري أنت امه متشرفيش بصراحة.
تحدثت مديحة مجددا پشماتة واضحة عليها
تؤتؤ يا حرام صعبتي عليا بجد أصل برضو الامومة حاجة حلوة أوي مش هتعرفيها بقى أنت
حرام عليكي انتي عاوزة ايه مني مش هسيبك والله ما هسيبك هوريكي انا مش هعرف إيه بالظبط.
في تلك الأثناء ولج جواد وقف يشاهد ذلك المشهد الذي أمامه پصدمة وعدم تصديق وعينيه متسعة باندهاش تام مما تفعله رنيم في زوجة عمه رنيم التي كان دائما يراها كالملاك لا تستطع أن تفعل شئ ما الذي تفعله الآن...
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
لفت وجود جواد انتباه
أروى وجدته يقف في حالة من الصدمة يتطلع إلى ما يحدث أمامه بعدم تصديق يرى حالة تلك المسكينة الضعيفة لكنه يراها في صورة أخرى لم تكن ضعيفة مظلومة بل كانت مذنبة لم يرى أنها هي المجني عليها بل يراها الجاني ليس هو فقط المخطئ فأي أحد سيدلف في ذلك التوقيت تحديدا كان سيفسر الأمر هكذا حقا..
ابتسمت تلك بمكر شديد مقررة أن تستغل ذلك الأمر الذي يحدث الآن لصالحها نهضت من فوق الأرضية مدعية الألم الشديد وبدأت تحاول مجددا أن تجعلها تترك والدتها متمتمة بمكر خبيث يشبهها
خلاص يا رنيم حرام عليكي طب ماما عملتلك إيه سيبيها يا رنيم ھتموت في ايدك هو يوم أنا ويوم ماما احنا تعبنا معاكي في اللي بتعمليه دة سيبيها حرام عليكي.
كان تحاول أن تظهرها أمامه في صورة سيئة ولم تفشل فهي قد ساعدتها أيضا فكان كل ما تردده كلمة واحدة تكررها بلا وعي منها لما يحدث حولها
هق تلها...هق تلها...لأ انا هق تلها.
وجهت بصرها تلك المرة تلك لجواد تخبره أنها رأته تطالعه بأعين باكية تمثل ما تريده باتقان مغمغمة بتوسل زائف وقلق تبديه
تعالى يا جواد بسرعة عشان خاطري ساعد ماما هتق تلها بجد المتوحشة دي عشان خاطري يا جواد دي عاوزة تق تلها بجد زي ما بتقول.
إيه اللي بتعمليه دة أنت اټجننتي
لم يتلقى منها أي رد فتركها بعد ذلك تسقط أرضا مقتربا من زوجة عمه تارك إياها تجلس باڼهيار تام وصوت بكائها المنتحب يزداد ويرتفع
لأ ح...حرام حرام عليكم أنا بكرهكم كلكم مش بحب أي حد.
خلاص يا مرات عمي بقيتي احسن اهدي أنت بس وخدي نفسك براحة هتبقي تمام.
ظلت تنفذ ما قاله لها الآن لتصبح بخير ثم سار مقتربا من أروى
الواقفة مبتعدة عنه ببضع خطوات مدعية القلق الذي يرتسم فوق قسمات وجهها