الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله

انت في الصفحة 43 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


الحقيقه اللي جاسم بيقولهالك 
وتساءل وهو ينظر حوله
هو فين جاسم صحيح
فقادته نحو غرفة الجلوس وتمتمت 
لسا في الشركه بيحاول يخلص الشغل اللي عليه عشان مسافرين
فأبتسم أكرم وهو يجلس علي أحد الارائك
مسافرين فين ومن ورايا يامهرة 
فضحكت بتلسية 
كنت هتصل بيك النهارده انت و ورد ومرام وريم ورقية أسألكم عايزني ادعيلكم ب ايه  

فأتسعت أبتسامته وقد علم برحلة سفرها واحتضنها
فكره جميله اوي يامهرة بجد انا قولت هتسافروا باريس ولا اي مكان سياحي هنا بس مكنتش متوقع الرحله ديه 
وأشتد في احتضانه فهتفت وهي تكاد تختنق 
أكرم انا كده ھموت في ايدك وشكلي مش هسافر اي مكان 
فأبتعد عنها أكرم ضاحكا وضربها برفق علي جبهتها
الله يعينك جاسم 
وعندما زمت شفتيها بأستياء ضحك وهو يهتف 
اسفين خلاص بصي بقي انتي تكثفي الدعوات اوي واهم حاجه اني أتجوز ضحي يامهرة ادعيلي اتجوزها وماما ربنا يهديها 
فضاقت عين مهرة بضيق عندما تذكرت ان والده شقيقها هي سهير التي لم تكره أحد مثلها بحياتها
وحركت رأسها وهو تربت علي يده 
هدعيلك يااكرم وان شاء الله هتتجوزها 
ورفعت كتفيها بثقه
انا معاك متقلقش 
فأبتسم وهو يحتضنها بحب أخوي 
جاسم محظوظ بيكي يامهرة مع انك مصېبة من مصايب الزمن 
وعلى نطق تلك الجمله كان جاسم قد عاد واتجه نحوهم مبتسما 
مقولتش حاجه من عندي حتي اكرم شايفك مصېبة 
لتدفع أكرم عنها ووقفت تنظر لهم پغضب وانصرفت من أمامهم بضيق 
بقي كده ماشي 
فتسأل جاسم بعد ان تخطته 
خدي هنا رايحه فين 
فألتفت نحوه 
رايحه المطبخ أقعد مع هدي وفوزيه هما احسن منكم
فأنفجر جاسم ضاحكا وهو يصافح أكرم الذي هتف بدعاء
ربنا يعينك 
فأبتسم جاسم بحنو وزفر انفاسه بتنهيده عاشقه وقد تأكد أكرم انه جاسم حقا يحب شقيقته وليس ما تظنه شقيقته انه تزوجها ليرد كرامته وكبريائه من خطيبته السابقه
جلست ورد علي فراشها تطالع الفراغ الذي أمامها بحزن فوالدة كنان اصطحبتها للمتجر الخاص بصديقتها التي ظلت تنظر لها بضيق ونقض لملابسها وحجابها واظافرها التي لا تطليها بطلاء الأظافر وبشرتها الخالية من مساحيق التجميل 
ولولا احترامها لأعمارهم لكانت قد ردت عليهم ولكن تقبلت كل شئ بصمت فتركتهم ينتقضوا ما أرادوا فهي تعلم تماما ان ماهي عليه هو الصحيح 
الدنيا التي يظنه خالده ماهي الا رحله سنتتهي يوما ما قريب ام بعيد ستنتهي ولن يبقي شئ إلى أعمالنا وطاعتنا لله 
ووجدت فريدة تفتح باب عرفتها بأندفاع وقذفت بوجهها الملابس التي اشترتها إليها 
ايعجبك مظهرك هذا 
وضحكت ساخرة 
ماهذه الحشمه التي انتي بها يافتاه كيف زوجة رجلا لامع لديه اسم في المجتمع تكون هكذا 
وزفرت أنفاسها پغضب 
ياربي يوم ان يتزوج ابني يتزوج من هذه  
وانصرفت حانقة لتغمض ورد عيناها بۏجع 
هي عكس شقيقتها لا تتمرد لا تهين من ېهينها
وتسطحت علي الفراش وغفت بملابسها 
وبعد ساعه كان كنان يردف للغرفة ناظرا لحقيبة الملابس الملقاه علي الارض ثم إلى ورد الغافية علي الفراش بطريقه غير مريحه فجلس جانبها يداعب وجنتيها بأنامله 
ورد حبيبتي استيقظي 
ففتحت ورد عيناها واندفعت نحوه تحتضنه بقوه هاتفه 
كنان ضمني إليك 
فأسعده طلبها وضمھا بشده هامسا 
لك كل ما ترغبي به صغيرتي 
دلف علي غرفتها وحدق بها وهي تدور هنا وهناك تسأل نفسها بصوت مسموع 
صوتها معجبنيش ياتري فيكي ايه ياورد 
فضحك جاسم وهو يجدها هكذا وتأكل اظافرها 
مالها ورد 
فحركت رأسها وهي لا تعلم سبب شعورها هذا 
إحساس عندي اصل صوته معجبنيش 
فأقترب منها جاسم ونظر الي ذراعها وركبتها 
چرح دراعك وايدك خفوا 
فهزت رأسها بيأس من كثرة سؤاله هذا 
انت
سألتني السؤال ده كتير اوي 
فأبتسم بهدوء 
ياربي عليكي حد يكره الاهتمام انتي مش طبيعيه يامهرة اي ست بتفرح بالاهتمام والدلع 
فلوت شفتيها بأمتعاض وهي تضع بكلتا يديها علي خصرها 
انا استرونج ومان على فكره وبعيش تحت ضغط 
فضحك بأستمتاع وهو يطالعها واتجه نحوها وهدفه منصب علي شئ لا تعرفه كانت تخطو للخلف بقلق من نظراته الماكره الي ان شهقت بفزع وهي تسقط علي الاريكه التي بغرفتها 
اه ياضهري
فمال نحوها جاسم بأستمتاع 
مش شايف الاسترونج فين عارفه يامهرة انتي بوء على الفاضي انتي ماشية في الحياة ديه بستر ربنا 
وحرك رأسه بيأس منها ثم طالعها ضاحكا 
قومي ياسترونج ومان 
ونظر الي الحذاء المنزلي الطفولي الذي ترتديه وأشار نحوه
في استرونج ومان بتلبس شبشب مقاس اطفال 
فضاقت عيناها بحنق وقبل ان تفتح فاها لترد عليه وجدته قد انصرف 
فهو يجيد اللعب والمكر
وتمتمت بضيق وتذمر
زي التعلب المكار 
دلال اغرقته به بل وجعلته اسعد رجلا بالعالم لم يعد يفهمها ولكنه سعيد بهذا 
ياريت تفضلي كده يامرام
بحبك 
وكاد ان يغرق معها مجددا في بحور الغرام والعشق 
فأبتعدت عنه ونظرت له بأرتباك 
كريم ممكن اطلب منك طلب 
اطلبي ياحبيبتي 
فتمتمت وهي تشعر بملمس يديه علي جسدها 
عايزه اكون مديرة القسم اللي انا فيه
ليبتعد عنها كريم ناظرا لها بصمت 
انا سمعت ان المدير هيتشال وواحد مكانه هيمسك ازاي اكون مراتك ومجرد موظفه 
فلمعت عين كريم بصمت زوجته تريد النجاح السريع ورفعت كفيها تضم وجهه بنحو 
اطلب من جاسم أمر تعيني انا عارفه انه هو اللي بيختار مديرين الأقسام ومش اي حد بياخد المنصب ده 
ايام جميله قضوهاوراحة شعرت بأنها تغللت بروحها دعت كثيرا انا يغفر الله لها تأخر ارتدائها
للحجاب
دعت لوالدته بالرحمه ودعت لشقيقتها بالسعادة ودعت لاكرم كما رغب وأيضا رقية وريم ورمرام 
ودعت لنفسها كثيرا ان تسير في الطريق الصحيح وتجد سعادتها ودعت لجاسم كثيرا لدرجة تعجبت من نفسها وانتهت رحلتهم في الأراضى المقدسه 
وتفاجأت في المطار بتوجه رحلتهم الجديدة
احنا مش رايحين علي مصر 
فأمسك جاسم يدها وقادها 
لاء هنروح مكان هادي وجميل 
فتسألت 
فين عند ورد 
فضحك وهو يسير بها متشابكين الايدي فلا توجد اي ملامح لرحلتهم الجديده ولم يجيب عليها واتسعت عيناها وهي تجده ينهي الإجراءات وعلمت بوجهه رحلتهم 
ايه المادليف !
رغم ارهاقها من رحلة السفر الا أن عيناها زادت اتساعا وهي تري مظاهر الجمال الطبيعي في ذلك المنتجع السياحي الذي يطلع علي المياه مباشرة  
ووقفت أمام الشرفة في الكوخ الذي تم حجزه تتأمل المياه الصافية 
لتجد جاسم يقف خلفها 
الجو هنا جميل جدا 
فألتفت له بسعاده كالأطفال
عمره وجزر المادليف انت الفانوس السحري ولا ايه
فضربها جاسم برفق علي جبهتها 
لاء انا عفركوش اللي كان جوه الفانوس 
فضحكت وهي تتثاوب 
بس برضوه مش هتنازل عن الغردقة 
فوجدته بدفعها عنه برفق ضاحكا 
الصبر من عندك يارب 
ووجدته يخرج ملابسه ويتجه نحو المرحاض فقذفت بحذائها واتجهت نحو الفراش لتغفو في دقائق معدوده دون ان تبدل ملابسها 
نظرت رقية الي والدها پصدمه 
عريس مين اللي متقدملي يابابا
فأبتسم والدها بسعاده
ابن صديق ليا شافك معايا في مناسبه 
لتتجمد ملامحها وهي تتمني في تلك اللحظه مراد 
اتفق امتي علي الميعاد شوفي اليوم اللي يناسبك ياحببتي
فصمتت للحظات وهي تتذكر كل ما مرت به وأرادت ان تثأر لكرامتها من مراد 
شوف اليوم اللي يريحك انت يابابا 
فضمھا والدها بسعاده غير مصدقا ان صغيرته قد كبرت
مدت ذراعيها على الفراش لتنهض بفزع فجاسم بجوارها فشهقت وتجمدت ملامحها بعد ان رأت نفسها ترتدي ملابس غير التي غفت بها 
وصړخت وهي تيقظه 
اصحي قولي مين اللي غيرلي هدومي 
فأستيقظ جاسم بفزع وتنهد بحنق 
العفريت يامهرة ارتاحتي 
فضړبته علي صدره 
مصحتنيش ليه وازاي نايم جنبي كده 
وأخذت تعول كالأطفال 
بس خلاص اللي يشوفك وانتي پتصرخي مشوفكيش وانتي كنتي حاسه وانا بغيرلك هودمك
فأتسعت عيناها وهي تحك علي رأسها غير مصدقه 
ازاي ده انا مش فاكره حاجه 
فأبتسم بمكر وهو يعلم أنه كاذب فهي من شدة ارهاقها لم تشعر به وهو يبدل لها ملابسها 
زي الحلم كده يامهرة 
وغمز لها بوقاحة وهو يتناول التشيرت خاص به ويرتديه 
لترتبك وتشيح عيناها عنه وهي تعصر عقلها بأن تتذكر اي شئ فذلاتها أصبحت كثيرة معه تلك الأيام 
سارت خلفه وهي تنظر لروعة المكان كانت تتعثر بخطواتها في الرمال الناعمه من شدة اندماجها في مطالعة جمال الطبيعه فألتف نحوها وهي يزيح نظارته عن عينيه 
خدي بالك 
وعلى أثر تلك الكلمه سقطت فوق الرمال لتصرخ بحنق 
لاء كده كتير 
فضحك جاسم وهو يمد يده لها 
سبحان الله كل مابتزعليني بتحصلك حاجه 
ورفع حاجبيه ضاحكا
انا بركه 
فدفعت يده بعيده ونهضت بمفردها وهي تتمتم داخلها 
اظاهر كده 
وحدق بها ليجدها تزم شفتيها كالأطفال ثم اكملوا سيرهم
ونظرت الي المنشفة التي يضعها علي كتفه فهيئته تدل على أنه سيسبح 
انت هتعوم 
فنظر حوله بأسترخاء وهو يجلس على أحد المقاعد الخشبية الموضوعة علي الشاطئ وتسطح قليلا 
اكيد يامهرة 
فجلست علي المقعد الاخر تطالع جمال الشاطئ لم يكن بتلك الساعه الكثير من السياح فكان المكان هادئ
ورن هاتفها لتجد رقم ورد فهتفت بسعاده 
ديه ورد
ونهضت من جلستها لتسير بعيدا قليلا
لتحادثها وتخبرها
عن بعض المشاعر التي تشعر بها حاليا 
وعادت بعد دقائق لتجد أحدهم يضع أمامها مشروب به فواكه تزينه عند فوهته وجاسم ليس موجود فألتقطت التشيرت الخاص به ونظرت حولها ثم جلست تخرج من حقيبتها الصوفية كتاب وقررت ان تستمتع وتندمج
واتسعت عيناها وهي تجد البعض بدء يتوافد علي الشاطئ فتمتمت براحه
الحمدلله جاسم مش هنا الثواب ضاع اه 
ووضعت الكتاب أمام عينيها بحنق واندمجت في القراءة 
وبدء هواء البحر ينعشها بل وأفاد مزاجها وشعرت بالاسترخاء وهي تعيش مع سطور الكتاب الذي بين يديها ولكن هل يترك أحد هذا النعيم وينسجم في القراءة  وزفرت أنفاسها بحنق ثم جذبت كأس العصير الخاص بها وأرتشفت منه بتلذذ 
بحر وعصير مش عارفه اسمه ايه وف جزر المدليف كمان انا اكيد بحلم 
وارخت جفنيها بمتعه ونسمات الهواء تداعب وجنتيها
واتسعت عيناها وفتحت فاها كالبلهاء وحدقت بالجسد الذي يخرج من المياه وينفض خصلات شعره   ومع كل خطوه كان يخطوها خارج مياه البحر كان قلبها يخفق بقوه 
هل هذا الرجل هو جاسم زوجها ولمعت عيناها 
وألتفت نحوها لتجد احداهن تحدق به بل وتعبث بشعرها الأشقر وتتجه نحوه بجسد رشيق لا يستره الا قطعتين 
هدفها أصبح بأتجهين مع تلك التي تتجه نحو زوجها برغبه ومع زوجها الذي يستعرض وسامته ولياقته دون شعور منه 
لتلطم وجهها كي تفيق وألتقطت المنشفه التي بجانبها وركضت نحوه تشير له بالمنشفه 
جاسم جاسم 
فأبتسم وهو يجدها تركض اليه ووقفت أمامه تحيطه بالمنشفه وعيناها علي الشقراء التي طالعتها بضيق فقد خيبة امالها 
استر نفسك استر نفسك 
يتبع
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
الفصل الثاني والثلاثون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
ازاحها عنه برفق وهو يكتم ضحكته بصعوبه علي ما تفعله وتنهد بيأس 
استر نفسك ايه يامهرة استري انتي لسانك ومتنطقيش خالص 
وابتعد عنها ضاحكا ثم عاد لها يأخذ منها المنشفه 
هتفضلي وقفه كده كتير 
فعقدت ساعديها بضيق وطالعته بنظره غاضبه 
روح شوف طريقك وانا هشوف طريقي بعيد عنك 
وابتعدت عنه تزفر أنفاسها بقوه وألتفت نحوه 
وياريت متجيش ورايا 
فضحك بصخب وجذبها نحوه
طريق ايه ده يامحنونه اشوفه مهرة احنا مش في مصر غير ان الانجليزي بتاعك ماشاء الله 
وتابع ساخرا 
فعقلي كده ياحببتي وخلي طريقنا واحد لحد مانرجع مصر
انا عايزه اتمشي شويه ممكن 
فمال نحوها هامسا
عنيا ليكي
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 99 صفحات