الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله

انت في الصفحة 64 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


بسأم 
ناريمان لست بمزاج يسمح لاي شئ لدي طائرة غدا 
فدفعته ناريمان برفق للداخل وضحكت بدلال 
جأت من أجل توديعك حبييي 
وأغلقت الباب خلفها وتعلقت بعنقه 
انا أيضا راحله لباريس 
وأخذت بعبث بأزرار قمصه ودفعها نحوه 
انتهي كل ما بيننا ناريمان افهمتي 
فتقدمت منه بهدوء ووقفت أمامه مجددا 

ليله واحده ريان 
ولم تتركه ينطق بعدها فقد اطبقت شفتيها علي شفتيه
لتنتهي تلك الليله كما أرادت 
واستقظت صباحا لتضم جسدها بالغطاء وهي تستمع لصوت المياه فقد استيقظ قبلها نافرا منها ومن نفسه 
وتمطئت بسعاده لما حدث ومدت يدها نحو أحد الادراج تبحث عن علبة سجائره لتقع عيناها علي علبة زرقاء فألتقطتها لتعلم اجابه لم ترغب في تصديقها 
ريان سيتزوج ومن غيرها فبالتأكيد تلك الفتاه التي جعلت إحداهن تراقبها بالشركه التي يديرها هو حاليا 
نظر كرم للسېجارة التي يعطيها له نادر
ليتذكر كرم الخلاف الذي نشئ مع شقيقته بسبب استهتاره
ما انت عارف يانادر مقدرش اساعدك جوزها مش بيطقني غير آخر خلاف بينا ضيع الدنيا 
وزفر أنفاسه من الدخان وضحك بأستمتاع 
لفيلي سجارة تانيه وكله بحسابه 
دار كريم بمقعده بعد ان سمع طرقات علي باب مكتبه لتقع عيناه علي بسمه التي اقتربت منه تتسأل بجديه 
كنت عايزني في حاجه يابشمهندش 
فطالعها كريم ومازال كل شئ يمر أمامه كالفيلم
متذكرا تلك الليلة التي اجهضت فيها مرام وعاد لمنزله كي يجلب لها ملابس كان هاتفها لا يتوقف عن الرنين ليفتح الخط وقبل ان يعلم هوية المتصل لم يصدق ماسمع 
احداهن تسأل زوجته لماذا لم تأتي للموعد في البدايه لم يكن مايسمعه شئ غريب الا عندما سألتها تلك المرأة اذا كانت غيرت رأيها بأمر الإچهاض 
وانتبه علي صوت بسمه 
بشمهندس 
فوقف كريم واقترب منها وخرجت آخر كلمه كانت تتوقع سماعها 
تتجوزيني يابسمة 
ضحكت بأستمتاع وهو يدغدغها بلطف 
جاسم أبعد انت بتعمل ايه 
فأبتسم بمشاكسه 
سيبي ورق القضية اللي في ايدك واهتمي بيا شويه 
فأبتسمت وهي تشعر وكأنه طفل صغير ووضعت الأوراق جانبا بعد ان رتبتها
نعم يا سيدي 
فقربها منه غامزا 
بتحلوي كده ليه 
فدفعته برفق علي صدره 
قصدك بتتخني كده ليه
وأشارت لجسدها بتذمر
أنا اټخنت اوي صح قولي ان ديه تهيأت
فضخك علي هيئتها 
يعني شويه 
فلمعت عيناها وهي تنظر له
طب شيلني ونشوف
فتعالت صوت ضحكاته 
هو انا ميزان ياحببتي 
فتعلقت بعنقه وهي تهتف بحنق 
شيلني ياجاسم ياحبيبي لاحسن هفضل ازن للصبح 
فأبتسم وهو يحملها واخذ يشاكسها بمكر
لاء وزنك زاد يامهرة 
وعندما شعر بأسنانها علي كتفه 
آه ياعضاضه اومال لو مجوعك هتعملي ايه 
فضحكت وهو مازال يحملها
هاكلك ده انت بقيت حلو اوي 
وسألته برقه 
هو انت بتحلو ولا ده من اثر الحمل ياحبيبي 
فضخك على ظرافتها التي ستقتله يوما
وده سؤال يتسأل طبعا أنا اللي حلو 
فأبتسمت بعدما وضعها على الفراش ثم هتف متسائلا
محدش هيخبط علينا صح 
وقبل ان يستمع لردها جذب هاتفه وهاتفها واغلقهما وأبتسم بأرتياح 
تعرفي لو اللحظه ديه انقطعت هخنقك يامهرة
كانت تكتم ضحكاتها بصعوبه ولكن لم تعد تحتمل فأنفجرت ضاحكه 
وانا ذنبي ايه 
ودقائق مرت وهو يبثها مشاعره بكلمات رقيقه ولكن كما المعتاد طرقات علي باب غرفتهم وصوت ورد تلك المرة يهتف قبل ان تتحرك من أمام الباب وتهبط لاسفل
مهرة كنان تحت 
لم يجد الا الوساده فډفن وجهها بها 
الفصل الخامس والأربعون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
وقفت في منتصف الحجرة ټضرب اسداس بأخماس وهي ېقتلها الفضول فيما تتحدث به شقيقتها مع زوجها فعندما هبطوا للاسفل رحب جاسم بكنان ثم أخذها من يدها قبل ان تفتح فاها نحو غرفة المكتب وتنهدت بضيق من هدوئه فقد كان يجلس علي المقعد أمام مكتبه ويطالع بعض الأوراق 
ليه خلتنا نسيبهم لوحدهم 
فنظر لها بعدما رفع عيناه عما يطالع 
عشان يتكلموا براحتهم يامهرة هما ناضجين كفايه إنهم يحلوا مشاكلهم
وتابع وهو يشير لها 
ياريت تقعدي وتهدي كده واشغلي نفسك بأي حاجه 
بروده مازادها الا حانقا فهي لا تعلم كيف يتحول هذا الرجل واقتربت منه ونفخت فمها بأنفاسها ثم زفرت بقوة وكأنها تخلص رئتيها من حنقها 
وعادت تبتعد عنه فأبتسم علي ما فعلته 
سلامتك من الفرقعه ياحببتي 
فحدقت به بقوة ثم خطت نحو باب الغرفة تضع اذنيها لعلها تسمع حديثهم وألتفت نحو جاسم تخبره بعينيها بأستياء فلا حديث يصلها منهم 
فحرك جاسم رأسه بيأس منها ونهض من فوق مقعده واتجها نحوها 
اخرجيهلم يامهرة أحسن واقعدي معاهم
هتف ساخرا ولكن هي ظنت انه جادا بالأمر
وأتسعت أبتسامتها ونظرت إليه
انا بقول كده لاحسن فضولي هيموتني
وكادت ان تمسك مقبض الباب الا أنه حاصرها بذراعيه
ساعات بحسك انك خارقة الذكاء ياحببتي 
فطالعته ممتعضه واشاحت عيناها بعيدا عنه متذمرة 
ما انا لازم اخرج الوضع ده مش عاجبني انت متعرفش ورد ديه هابله ممكن يصالحها بكلمه 
فأبتسم بخبث وهو يميل نحوها أكثر ولكي يلهيها عن فضولها الذي سيقتلها
وانتي ياحببتي لو في يوم زعلتك ممكن اصالحك بأيه 
فنظرت إليه وهي تفكر وقد لهي فكرها قليلا فهو يعلم إذا خرجت لكنان سيندفع لسانها بكل ما بداخلها 
كانت تتحدث بصوت باكي كلما تذكرت ماعانته وصفت له كل مشاعر الخۏف والقلق التي عاشتها حكت وحكت بداية من سماعها لنزواته السابقه قبل زواجه منها الي بعده المفاجئ عنها كان يسمعها بأنصات وقلب يملئه الآلم لما عاشته بسببه  فلو كان صارحها بكل شئ ماكانوا وصلوا لتلك الحاله يوم رحيلها اكتشف انه لا يستطيع العيش بدونها حتي لو لم تكن تحمل في احشائها طفله 
يوم سفرك
كان نفس يوم خطوبه أكرم انا مزعلتش اني مسافرتش ليهم بس قلبي وجعني وانا لوحدي بتفرج علي صورهم وانت بعيد عني 
ومسحت دموعها بقوة
قولت لنفسي بلاش هبل ياورد اكيد ورا شغل مهم عايزاه يسيب شغله ويفضل قاعد جنبك
قلبه ازداد آلما وهو يسمعها فنهض من فوق مقعده ليضمها إليه ولكن لم يجد منها الا يدها أمامه تصده عن لمسها وهمس بأسمها 
ورد أعلم خطأي عائشة شقيقتي ونزواتي كانت بالماضي ورد 
فضحكت بآلم وهي تتذكر لو لم تكن عائشة شقيقته هل كان سيحبها وهتفت بلكنته
متي علمت انها شقيقتك كنان متي أخبرني 
كانت الاجابه بالنسبه له ليست هينه فكيف سيفسر لها المده التي عاشها مضطربا وهو لا يعلم سر انجذابه لها هل حقا كان سيظل عالقا بين حبه لزوجته وانجذابه لمرأة تشبه شقيقته 
وسمع صوت ضحكاتها المؤلمھ 
لو لم تكن عائشة شقيقتك كنان لكنت الأن غارق بحبها 
ونظرت له بآلم 
حقيقه لن أكذب بها علي عقلي حتى لو لم يقتنع بها قلبي كنان 
جلس يستمع إلي قائمة مصالحتها لو اغضبها في شئ يوما وزفر أنفاسه نادما علي اللحظه التي قرر ان يسألها فيها هذه هي زوجته كتلة من الوداعه تجلس جانبه وبعدما انهت كل ما يمكن ان يصالحها
به هتفت بسماجه تكاد تقتله
بس انت متزعلنيش خالص ومش هتضطر تعمل حاجه تصالحني 
فتناول رأسها بين كفيه نحو صدره بقوه 
لاء ياشيخه قولي كلام غير ده
فتمصلت من بين ذراعيه وضحكت بدلال فعاد يجذبها إليه ضاحكا 
انتي زوجه مظلومه وانا زوج ظالم ياحببتي وديما مزعلك وديما قاطع لحظاتنا الرومانسية 
فأبتسمت وقد وصلت لها رسالته 
ايوه انا مظلومه وانت ظالم أوي حتي حابسني في الاوضة ومسبتنيش اقعد مع كنان و ورد 
كان ينظر إليها بعمق وبرغبة متدفقه فهي بين ذراعيه وتتحدث معه بدلال ووداعة تعرف اجادتها رغم أنه يعلم أنها عفوية بكل شئ ومال نحو شفتيها هامسا 
انسي كنان و ورد وفضولك ده وركزي معايا ياحببتي 
فأسبلت جفنيها وعانقته 
مركزة معاك آه 
لاء كده كتير 
لم يتمالك رؤيتها هكذا حاول ضمھا ولكن نفضت ذراعيه عنها 
أصبحت اشك بحبك لي كنان انت نسيتني في زحام حياتك 
فسارع في تبرئة نفسه 
لا ورد انتي المرأة الوحيده التي رأيت داخلها حنان ودفئ لم اراه من قبل 
لم يفهم مقصد كلامها الا بعدما اتمت جملتها 
انت تحتاج لفترة تتأكد فيها من مشاعرك وانا أيضا 
فلم يعد يتحمل ماقالته وانتهى هدوئه ليتحول إلى بركان ڠضب 
فترة ماذا ورد فترة ماذا وانتي في احشائك طفلنا 
وجذبها اليه بقوة وقد ارتفع صوته 
لن ارحل لتركيا الا بكي ورد 
وانصرف بعدها وهو لا يري شئ أمامه حتى أنه لم يستمع لصوت جاسم الذي هتف بأسمه بعدما خرج من غرفة مكتبه 
واندفعت مهرة نحو شقيقتها التى وقفت تتنفس ببطئ فكل هذا الثبات الذي كانت فيه كان يأخذ من روحها لا القوه من طبيعة شخصيتها ولا هي تستطيع العيش دونه 
ووقف جاسم يحدق بالفراغ الذي أمامه متنهدا من تلك الليالي التي أصبح يعيش فيها 
دلفت لغرفتهم متنهده بعدما جلست قليلا مع شقيقتها تفهم منها كل مادار بينها وبين زوجها رغم ان قرار شقيقتها اسعدها الا أنها كانت تشعر بأن شقيقتها ليست سعيده بهذا ولكن تريد ان تعلم مكانتها أكثر داخل حياة زوجها خوفا من ان يقعوا في نفس تلك الدائرة يوما ويجد نفسه نادما 
ونظرت لجاسم الغافي بأرهاق من كل ما يحدث معه بسببها فأقتربت منه تجلس في تلك المنطقه الفارغه جانبه علي الفراش وأخذت تمسح علي شعره برفق وتبتسم متذكرة كل ماتفعله معه من جنون وهو يتحمل كل ذلك بصدر رحب 
وانحنت تطبع بقبلة على جبينه وشهقت بفزع وهو يجذبها للجها الاخري فقد كانت تظن أنه نائم 
خضتني ياجاسم في حد يعمل كده 
فضحك ثم ضحكت هي 
انتي اللي صحتيني 
فأبتسمت وهي تعلق يديها بعنقه 
انا صحيتك من حركه أيدي علي شعرك 
فمال علي عنقها يهمس بدفئ 
تعرفي أنك لأول مرة تعملي الحركه ديه 
وتذكر ذكريات بعيده عندما كان يفعلها والده له ومن ثم والدته قبل ان تتركه وتتزوج 
أخبرها بتلك الذكريات بنبرة منكسرة شعرت بها ومن أجل ان تجعله يضحك وينسي الأمر شاكسته بمزاح ارادت به ان يبتسم
لاء انا فاكره اني عملتها قبل كده انت مش بتركز ياجيمي 
فأبتعد عنها ناظرا لها بنظرات متسائله
مين جيمي ده 
فضحكت وهي تعانقه مرة أخري 
واحد كده مالناش دعوه 
فتنهد بأستياء منها 
ديما مخرجاني من حالة الهدوء الاسترخاء اللي بكون فيها معاكي 
فوجدت ان سخافتها لم تكن بوقتها فضمته إليه ثم اخذت تمسح علي شعره مثلما فعلت 
امتي متابعتك مع الدكتوره 
هتف بهدوء فتمتمت 
بكره 
فأبتسم وهو يتمني اليوم الذي سيحمل طفله بين يديه 
تمام هنروح سوا 
فتذكرت شقيقتها وشعورها
بلاش ياجاسم عشان ورد انت ناسي أنها كمان حامل وكنان مش معاها 
تفهم الأمر بسهوله وابتعد عن أحضانها مبتسما ثم عاد لروحه المشاغبه
هو أحنا كنا بنقول ايه قبل ما كنان يجي 
نظر كنان للغرفة التي دمرها ليلة أمس بالفندق الذي هو مالك له 
لن أرحل الا بكي ورد 
وبدء رنين هاتفه يعلو فنظر للمتصل فقد كان بشير 
كيف تسير الأمور كنان 
فزفر كنان أنفاسه لعلي صديقه يفهم الاجابه 
فهمت كنان
وأنهى اتصاله به لينظر لكل من عائشة وليليان محركا رأسه بعكس الاجابه التي كانوا ينتظروا سماعها فشعرت عائشة بندم لما حدث لحياة شقيقها بسببها 
جلست بسمه تتناول طعام الغداء مع كريم وهي إلى الآن لا تصدق عرضه عرض الزواج لم تكن تتوقعه فقد كانت ستطلب طلب نقلها بفرغ الشركه الذي أسس بأمريكا 
انت متأكد من قرارك ده
 

63  64  65 

انت في الصفحة 64 من 99 صفحات