الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله

انت في الصفحة 68 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


إلى غرفتها كي ترتاح فاليوم كان متعب للغاية بالنسبه لها وجاسم اتجها لمكتبه يطالع بعض الملفات ومهرة جلست أمام حوض السباحه تفكر قليلا فيما ستفعله لتدافع عن زوجها وحقها فيه ولكن نهضت بحنق من فوق المقعد الذي تجلس عليه وضړبت جانب فخذيها بضيق 
طب وليه انا عماله افكر في حلول وممكن أروح احكيله ونخلص خالص وينقل نرمين من الشركه 

وحركت رأسها لتؤكد علي قرارها هذا وسارت بخطوات سريعه نحو مكتبه لتطرق الباب ثم دخلت  
ليلتف نحوها مبتسما ويكمل حديثه في الهاتف مع نرمين والتي يبدو عليها تخبره عن آخر التطورات التي حدثت في رحلة عملها وجاسم يتحدث معها بعملية 
فندفعت نحوه تحاوط خصره من الخلف بتملك وتضع رأسها علي ظهره اخبرت نفسها أنه لها هي زوجته وبعد ان كانت اتخذت قرارها بأن تقص اليه ما سمعته قررت ان تعود لقرارها الآخر 
وانهي الحديث مع نرمين ثم ابتسم علي تشبثها القوي به فهتف ضاحكا
مهرة انا مش ههرب منك ياحببتي 
فأرتبكت بعد ان أدركت أنها بالفعل متشبثه به كالعلقھ وارخت ذراعيها عنه وتسألت 
خلصت شغل 
فضحك علي فعلتها وألتف نحوها حتى أصبح وجه أمام وجهها 
امرك يحير ياحببتي شويه قاعده مع نفسك سرحانه 
شويه مكتئبه شويه بتضحكي 
ثم غمز لها مبتسما 
ودلوقتي عايزه ايه بقي 
فتمايلت بين ذراعيه مبتسمه 
عايزه ادلعك 
فأتسعت عين جاسم وهو لا يصدق ما تهتف به ومال للخلف وهو يضع بيده علي قلبه بطريقة دراميه 
مش معقول مراتي أخيرا قررت تدلعني لاء انا بحلم 
فضحكت ليضحك هو الاخر وضمھا إليه 
لاء اظاهر ان الحمل هيعمل معايا افضال كتير 
وابعدها عنه ثم ربت علي بطنها حيث موضع طفلهم
انا بشكرك علي مزاج ماما ده خلي مزاجها عند نقطه الدلع ديه بس اصل بابا طيب وابن حلال ومحتاج يدلع كتير
لم تعد تحتمل ما يتحدث به مع طفلهم واڼفجرت ضاحكه بقوة 
هدلعيني ب ايه بقي 
سألها بمشاغبة واعين تلمع بما أصبحت تجيد فهمه 
هعملك مساج 
عبست ملامحه بعد ان كان متحمسا فضحكت على تذمره 
مساج تاني منك لاء 
وضربها على مؤخرتها حانقا من اقتراحها الذي لم يرغب به 
خدي بعضك وامشي يامهرة ديما مضيعه حماسي 
فضحكت بأستمتاع وهي تتعلق بعنقه وتجذبه إليها كي يميل نحوها ويصبح بمستوى طولها 
اسمع كلامي بس ده تمهيد لحاجات حلوه كتير 
وغمزت بعينيها فجعلته يبتسم ولكن سريعا تذكر مساجها الذي فعلته من قبل
متحاوليش يامهرة انتي مبتعمليش مساج بيريح عضلات الجسم انتي بتنفضي سجاده ياحببتي
ومع تذمره واصرارها انتهى الأمر وهي تتعلق بذراعه صاعدين الي غرفتهم 
دخل والد ريم لمنزله بسعاده وهو لا يصدق ما حدث فقد كان جالس علي المقهي القريبه من منزله في حارتهم ليتفاجئ بأحدهم يسأل عنه ادهشته فخامة الرجل وهيئته التي جعلت الجالسين ينظرون إليه فهيئته المنمقه لا تدل أنه من منطقتهم ولا من المناطق المجاوره 
وفاق علي صوت زوجته تخبره بحزن
معرفش ريم مالها انا قلقانه علي بنتي 
فنظر إليها زوجها مبتسما دون مقدمات 
مديرها في الشغل جالي علي القهوه وطلب ايديها مني راجل محترم وابن ناس باين عليه ربنا استجاب لدعائي وهطمن عليها أخيرا 
وتابع بسعاده 
بكره جاي البيت يتقدم رسمي 
فحدقت به زوجته وهي تستوعب الأمور بصعوبه 
مين ده اللي جاي ياحج
فتخطاها زوجها وهو يهتف 
ركزي ياام العيال عريس جاي لريم 
ألقي جملته الاخيره واتجه نحو غرفته لتقف زوجته تستوعب ما اخبرها به ببطئ ثم انصرفت خلفه 
غير مدركين لابنتهم التي تقف خلف الباب تستمع لحديثهم وتبكي وهي تعلم أنه هو اتي ليتزوجها مشفقا عليها ليس أكثر 
كانت تتمناها بل ودعت الله كثيرا ان يكون لها ان يراها بعين المحب ويحبها وبكت بحړقة وهي تكتم صوت شهقاتها متذكرة تلك الدائرة التي دخلتها وسط عالم كبير علي عالمها واحلامها الصغيره 
هتف متذمرا وهو متسطح أمامها  
انتي بتعملي ايه 
جلست مرام امام بسمه باكية فلم تجد أحد غيرها تقص اليه
ما تعيشه كريم لا يرد علي اتصالاتها خشت ان تحادث جاسم وتخبره بالأمر كي يجد لها حلا ولكن جاسم نبهها كثيرا علي تصرفاتها حتي مهرة 
فوضعت بسمه كفها علي يد مرام بأرتباك تهدئها
أهدي يامرام اكيد شوية زعل بسيط وهيروح
فطالعتها مرام پبكاء 
انا بحب كريم اوي يابسمه انا مقدرش استغني عنه بس كريم مش هيسامحني على اللي عملته
لم تكن تعلم بسمه بفعلتها وجف حلقها وهي تستمع إلي سبب خلافهم 
انا متأكده ان كريم بيعاقبني 
فأتسعت عيناها پصدمه الهذا السبب كريم عرض عليها الزواج عقاپ لزوجته لما كانت تفكر في الطفل الذي نبت بأحشائها وارادت التخلص منه 
ونظرت إليها بسمه طويلا ولكن زادت انانيتها في إتمام ذلك الزواج 
وطأطأت مرام رأسها 
انا مستعده اتغير عشانه بس ميضعش مني انا عارفه اني انانية بس بحبه 
ونظرت لبسمه برجاء 
ساعديني يابسمه 
ولمعت فكرة بعينيها بلهفه 
ايه رأيك اسافرله لندن تعالي اقعدي مع الولاد انا عارفه أنك بتحبيهم اوى ومبثقش غير فيكي 
فتبدلت ملامح بسمه اتساعدها وتخسر فرصتها وهتفت أخيرا بتعلثم 
لاء يامرام انا شايفه انك تسبيه يهدي ده أفضل ليكي وليه وبعدين تتفهموا 
فنظرت إليها مرام طويلا وهي تفكر بالأمر 
انتي شايفه كده أفضل استني 
فحركت بسمه رأسها سريعا مؤكده
ايوه طبعا 
استقبلت عائشة كنان بأسف وندم علي مافعلته بحياة شقيقها 
أسفه كنان حقا انا اسفه لم أكن أقصد كل ذلك 
وتابعت بندم أكبر 
انا مستعده ان اذهب لمصر واعتذر من ورد 
فضمھا كنان إليه هو يعذرها مهما كان فهو المخطئ في البدايه ولو كان مكان عائشه وعاش ماعاشته لتحول مثلها لشخص حاقد 
لا تعتذري عائشه ولا تتحدثي كثيرا مازال چرحك لم يطيب 
وابعدها عنه لينظر لصديقه الذي استضاف شقيقته لديه واعتني بها 
شكرا بشير شكرا علي كل شئ
فأبتسم إليه بشير ثم نظر الي عائشة وهو الذي يريد ان يشكره إقامة عائشة لديه حركت مشاعر لم يختبرها من قبل حتي سيلا التي احبها يوما 
وجاء بذهنه أمرها فهي تستجم في فرنسا قليلا لدي شقيقتها وقد اراحه ذهابها وألتفافها حوله في الأوان الأخيره 
ابتسمت ورد فقد اخرجتها رقية قليلا من حزنها لرحيل كنان فقد كانت تود لو أخذها رغما عنها حتي لو معصوبه العينين ولكن نفذ لها رغبتها أصبحت تعيش مشاعر متخبطه وطرقعت رقية أصابعها أمامها هاتفه بمرح
اكيد سرحانه في أبو عيون ملونه 
فضحكت ورد علي مداعبة رقية لتتابع رقية حديثها بحماس وتستنشق الهواء ببطئ 
اعملي حسابك أنك لو جبتي ولد 
ورفعت يداها عاليا
داعيه 
يارب تخلف ولد عشان اجوزه لبنتي
فتعالت ضحكات ورد ونظرت لها مستفهمه
بنت ! انتي اتجوزتي وخلفتي يارقية لاء فين مراد عشان احكيله 
فأعتدلت رقية في استرخائها 
مستقبلا يعني المهم انا عقدت معاكي الاتفاق يجي ابنك بقي يقولي لاء بنت بلدي احلي وبنات بلدي عيونهم ملونه وبينوروا في الضلمه هياخد البنت يعني هياخدها 
كانت مهرة متجها إليهم في تلك اللحظه وسمعت الحديث الدائر فضحكت هي الاخري بأستمتاع
مش قولتلك مافيش غير رقية هي اللي هتفرفشك
وضړبت مهرة بخفة علي رأسها 
الله يعينك يامراد 
فحركت ورد رأسها فهي بالفعل لا تضحك الا مع رقية بأفعالها وحديثها 
وجلست مهرة جانبهم وتسألت 
اختارتي فستان فرحك 
فلمعت عين رقية وأخرجت تنهيده طويله ونظرت اليهم ثم حركت ذراعيها بأن يقتربوا منها واخرجت هاتفها متمتمه 
تعالوا افرجكم علي الفستان اللي اختارته 
فاقتربوا منها ونظروا الي الفستان الذي أمامهم وتعلقت عين مهرة بورد بأتساع ثم نظروا إلي رقية التي كانت منتظره ان تعرف رأيهم
فستان أسود يارقية 
نطقوا بها پصدمه لتهتف رقية بأعتزاز 
عايزه اكون مختلفه 
نظر ياسر الي ريم التى تفرك يديها بتوتر وتنظر إلى الأرض منتظرة حديثه
ريم ممكن ترفعي راسك 
فرفعت رأسها لينظر لها وهو يتآلم من انكسارها هذا 
والدك قالك اكيد علي عرضي أحنا لازم نتجوز في خلال الشهر ده ياريم 
فتعلقت عيناها به وقاومت ذرف دموعها من تلك المهانة التي تعيشها 
انا معرفتش أقول ازاي لوالدك اني عايز اتجوزك في اسرع وقت لانه اكيد هيشك في الحكايه 
دمعت عيناها وهي تستمع إليه وعادت تنظر للارض مجددا 
ريم جوازنا عشان سمعتك عشان تقدري ترجعي الشركه راسك مرفوعه من تاني 
تردد الكلمات بأذنيها مرفوعة الرأس فرحة والدها بذلك العريس وسعاده والدتها وسط جيرانها وقلبها الذي يريده 
ونهضت من أمامه تنهي كل ذلك 
انا 
ولم تكمل باقي كلماتها فوجدت والدها يتجه نحوهم مبتسما 
نورت وشرفتنا يابني
وجلس جانب ياسر بسعاده يربت علي ذراعه بفخر 
اخذ يحضر حقيبة سفره بحماس فغدا سيعود إلى مصر وسيذهب ليتقدم لخطبة تلك الفتاة التي اراقت فكره فأنتهي وقت التفكير 
وتذكرها مبتسما وهتف بأسمها 
فريدة من نوعك ريم
نظر كريم الي صور صغيريه وهو متسطح على الفراش في الفندق الذي يقيم فيه حتى تنتهي رحلة عمله ينسي كل شئ وهو يطالعهم تتدفق مشاعر الابوة اليه ويراجع قراره الاف المرات 
وأخذ هاتفه يضئ برقم بسمه وفتح الاتصال الذي كان علي أحد البرامج الحديثه ذو الصوت والصوره 
لتظهر بسمه أمامه بقميص نومها 
وحشتني ياكريم 
ايه الجمال ده ياحببتي
فهتفت بأختناق من ضيق الفستان عليها 
عجبتك ياحبيبي 
فأبتسم وهو يتأملها من بداية الحذاء العالي الي خصلات شعرها التي صبغت بعض خصلاتها
انتي عجباني في كل حالاتك 
وضمھا إليه فضاقت أنفاسها بقوه ولم تعد تحتمل ضيق الفستان 
جاسم انا محتاجه أتنفس الفستان ضيق اوي 
فأبعدها عنه ونظر إليها وهي تحرك يدها للخلف نحو سحاب الفستان وصدحت صوت ضحكاته عاليا 
ولبستيه ليه مدام ضيق
فهتفت بحنق وهي تحاول سحب سحاب الفستان
عجبني شكله انا لازم اخس عشانه 
ومدت شفتيها بأمتعاض وهي تستمع لضحكاته 
شوفت انا عامله ايه عشانك وانت بتضحك
فأدارها اتجاه ومازال يضحك وازال السحاب ببطئ 
كل اللي انتي عملاه ده شكليات ياحببتي 
فأبتعدت عنه لتنظر إليه دون فهم 
قصدك ايه 
فأبتسم وهو يحتوي وجهها بين راحتي كفيه ثم مال عليها يخبرها بوقاحه مقصده لتتسع عيناها 
فدفعته عنها ليضحك على فعلتها 
ماخلاص ياحببتي ده انتي بطنك بدأت تظهر 
وقرص وجنتيها بخفه وهو يشاكسها
مهرة انتي نمتي 
كانت تطالعه بثبات إلى ان خطت نحوه ودفعته حتي سقط بجسده علي الفراش وانكبت عليه تلتقط لياقة قميصه
فين الكلام الرومانسي اللي بيقولوه في الوقت ده فين رقصة السلو فين كاظم الظاهر اللي المفروض يظهر فيك فين الشعر 
طالعها في البدايه پصدمه الي ان رنت قهقهته بأرجاء الغرفه وحاوط خصرها بذراعيه 
لاء ده انتي بقيتي مسلية خالص   وانا بعشق التسالي 
وجذبها نحوه أكثر فأصبحت بين ذراعيه وقبضتي يديها علي صدره
وتنفست ببطئ وهي تشعر بملمس يده علي ظهرها 
احنا مش هنرقص 
فداعب أنفها بأنفه 
بكره نبقي نرقص ياحببتي 
ولكن طرقات علي باب حجرتهم وبكاء ورد وانقطعت تلك اللحظه الساحرة ونظروا لبعضهم بقلق 
يتبع
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق  
الفصل الثامن والأربعون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
سحبها من عليه پقهر وهو يتمتم ببعض الكلمات الحانقه مشيرا للفستان الذي ترتديه بعد ان نهضت من فوق الفراش 
الفستان ده متلبسهوش تاني ولا تعمليلي مفاجأت يامهرة 
ونهض هو الآخر من فوق الفراش متجها إلي المرحاض ووضع كامل رأسه أسفل الصنبور يغرق وجهه وشعره بالمياه البارده زافرا أنفاسه بقوه 
كانت
 

67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 99 صفحات