رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله
مازالت تقف في مكانها تطالع الفراغ الذي تركه وتعذره علي ما يحدث وتذكرت أمر شقيقتها ففتحت الباب بلهفة وقلق حتي أنها نست هيئتها وقد مال جزء من الفستان علي كتفها غير السحاب المفتوح من الخلف كانت ورد قد ابتعدت عن الغرفه وتسير نحو الغرفة التي تقيم بها وانتبهت لصوت مهرة فركضت نحوها تعانقها دون ان تنتبه لهيئة شقيقتها
هتفت ورد بتعلثم وبكاء واكملت بآلم وهي تتذكر قدومه لهم أمس وكيف كان سينحني ليقبل ايديهم ليغفروا له مافعله بحقهم
كأنه كان حاسس ان في حاجه هتحصله ھيموت بعد ما سمحناه
كانت ورد تتحدث پبكاء وخوف علي ان تكون تلك نهاية والدهم ومهرة تقف صامته شارده في أمس عندما اتي الي منزلها يطلب غفرانهم يخبرهم أنه نادم بشده علي مافعله بيهم نادما انه لم يكن أب لهم
مهرة انتي سمعاني
هتاف ورد أخذ يتردد في اذنيها ولكن عقلها كان كالغائب في تلك اللحظه التي كان يقف فيها والدها ويتوسلها هي خصوصا بأن تسامحه مازال حضنه لها هي وشقيقتها وهو يخبرهم ان لو الزمن عاد به ماكان فعل بهم هذا وبدء عقلها يعود لوعيه ويد ورد علي ذراعها تهزها وتهتف بأسمها
مين اللي بېموت
فأشفقت ورد عليها
مهرة أدخلي ألبسي هدومك عشان نلحق نروحله
ودفعتها نحو غرفتها ثم اتجهت هي الاخرى لتبدل ملابسها
نظر لها جاسم وهو يجفف شعره بالمنشفة ووجدها تجلس علي الفراش تهتف بثقل
بېموت بعد ما حضنا ھيموت
لم يفهم جاسم ماتتفوه به وجلس جانبها بعدما بدء القلق ينتابه فقد ظن ان ورد اتت من أجل شئ خاص بها مع كنان فهو يعلم طباع ورد الهاشة
مهرة مين اللي بېموت
فطالعته بتحديق وتمتمت وهي ترمي نفسها بين ذراعيه
بابا ياجاسم بېموت ھيموت بعد ما سمحته
لتتجمد ملامحه فليلة أمس لم تنم من اضطرابها بكل ما حدث وعدم تصديقها ان والدها اتي إليهم حتى انها بدأت تخبره عن ما اقترفه بحقهم ثم تعود وتخبره أنها لم تشاء يوما ان تري انكساره وانحناءه نحو يدها هي وشقيقتها ليقبلهما من أجل ان يسامحوه
فين بنات زينب
كان يسأل عنهم وهو يلومها بعينيه لترتبك من نظراته فهي السبب في تفرقته عن بناته حبها له قد عماها يوما عندما رأته يميل لزينب وينساها لتركض الي خالتها التي اقترحت لها ان تسحر له بالمحبه لها وحدها ولا يري غيرها دفعت المال وهي تنتظر النتيجه وكانت النتيجه كما أرادت أصبح كالخاتم بين اصبعها لم يعد يري زوجته الأخرى وبناتها لم يعد يري الا غيرها
فين اخواتك
وبدء بالبكاء وهو يهتف
خلي بالك منهم ياأكرم وخليك جنب كرم ليضيع
ونظر لسهير
بعتاب
روحي مش راضيه تطلع ياسهير
وعاد يلتقط أنفاسه بصعوبه
اوعي تاكلي حق بناتي في ورثهم فيا حقهم ياسهير
رددها كثيرا وانتبهي أكرم لقدوم شقيقتيه يركضون في الممر الطويل ولكن مجرد ان ألتف لوالده يخبره أنهم أتوا كان قد رحل لتصرخ سهير بعويل وهي لا تصدق أنه رحل وتركها
فوقفت مهرة و ورد علي أعتاب الغرفه لتبكي ورد بقوة ومهرة تستند علي جاسم الذي كان يطالع الموقف بحزن
نظر ريان إلى ياسر پصدمه مما يخبره به من فعلت شقيقته وعشيقته وصدح صوته بجمود
كنت عايز تفهم ده حصل ازاي اظن كده الإجابة وصلتلك
لينظر إليه ريان وهو يتوعد داخله لشقيقته التي بات يمقت أفعالها والافعي الاخري ولكن كلمه ياسر اخذت تتردد في أذنيه هو وريم سيتزوجوا زواج صوري مؤقتا وانصرف ياسر بعدها حانقا من هجومه عليه ثم هدوئه ولكن قبل ان ېصفع الباب خلفه
ريم هترجع تاني تشتغل معايا
ليضغط ريان علي أسنانه بقوه
اللعنه عليكي رفيف
وخرج هو الآخر من غرفة مكتبه متجها إلي مكتب شقيقته ليتفاجئ بأنه فارغ
سمعت صوته وهو يحادث صغيريهم عبر الهاتف الذي تحمله مربيتهم والصغيران يهتفان بأسمه ويهمهمان بكلماتهم المبهمه
اشتاقت إليه ولم تعلم مرارة الخساره الا تلك الأيام علمت اليوم في الشركه ان رحلة عمله امتدت لايام أخرى واقتربت من غرفة صغيريها تقاوم دموع اشتياقها لزوجها وألتقطت الهاتف من المربيه
كريم
فور ان سمع صوتها تعالت أنفاسه وتمتم بضيق
مع السلامه يامرام
وأغلق الخط بوجهها لتنظر للهاتف غير مصدقه ان كريم أصبح رجلا قاسېا لتطلب رقمه مجددا من هاتف المربية ولكن الهاتف قد غلق
لدرجادي ياكريم كرهتني
ونظرت إلي اعين صغيريها شارده
بابا بقي يكرهني اوي
فحدقت بها المربية بأشفاق لتغادر غرفة صغيريها سريعا وتهوي بجسدها علي فراشهما تبكي بحړقة علي ما كانت تظن انها لن تخسره
يومان مروا على ۏفاة والدهم وهم يأتون للعزاء كالاغراب متحملين نظرات سهير الممتعضه
وقفت ورد بجانب سيارة جاسم الذي وقف مع أكرم وزوجها فقد اتي كنان اليوم معتذرا من شقيقها علي عدم وجوده أمس كانت تنظر إليه بأشتياق وحب حتي أنها لم تصعد السياره مع شقيقتها وفضلت الوقوف لرؤيته وكأنها تخبره بدعوة صريحه أنها هنا تريده لم يقل كنان اشتياقا عنها ولكن قرر ان يتركها كما طلبت منه إلي ان تقرر العوده
وسار كنان نحوها بعد ان صافح أكرم مخاطبا اياه اذا أحتاج لشئ فليخبره
وتقدم منها ببطئ حتي أصبح أمامها ومال نحو السياره ليقدم العزاء لمهرة التي كانت تود ان تقول لشقيقتها ارحلي مع زوجك
ثم عاد يطالع زوجته التي ارتمت بين ذراعيه
كنان
فضمھا إليه بشوق يبثها حنانه وبعد لحظات ابتعدت عنه بخجل مدركة اين هي تقف ووجدت أكرم وجاسم يقتربوا منهم فنظرت إلى شقيقها الذي هتف وكأنه يترك لها الاختيار
كنان طيارته بعد ساعه ياورد
فأتسعت عيناها ونظرت اليه ليشير له برأسه مؤكدا منتظرا منها لو تخبره أنها ستأتي معه ولكن كان صمتها هو الاجابه
وأخفضت عيناها نحو يداها تفركهما بتوتر فأنحني كنان نحو جبينها يلثمه بقبلة حانية وانصرف
لتنظر هي الي خطاه ثم ضمھا أكرم إليها بحب
مدام لسا حاسه نفسك مش قد قرار الرجوع خليكي ياورد
وخرج أخيرا صوت جاسم بتأكيد
أكرم كلامه صح
وأشار إليها بالصعود للسياره ليغادوا تحت نظرات أكرم الواهنة
فور ان تحركت السيارة بهم ألتفت مهرة نحو شقيقتها تسألها
كنان هيسافر ولا هيفضل في مصر
فطأطأت ورد رأسها بحزن متمتمه
هيسافر
ثم تابعت وهي تنظر في عين شقيقتها
مهرة انا عايزه ارجع شقتنا القديمه اقعد فيها
وقبل ان تهتف مهرة بشئ أتاها صوت جاسم معاتبا
ليه ياورد حد ضايقك في حاجه انتي عارفه اني بعتبرك اختي مش اخت مراتي
فخجلت ورد منه فجاسم بالفعل يعاملها كالشقيقه حتي انه عرض عليها المال لجلب حاجتها مخبرا اياها انها شقيقة له والشقيق يلبي حاجات شقيقته ولكن اكتشف ان كنان يبعث لها المال وكل احتياجاتها من خلال معاذ الذي كان مدير سابق لها في المنتجع
وهتفت بصدق وامتنان وانتهت
نفس شعوري ياجاسم انت بالنسبالي زي أكرم بس انا محتاجه اقعد في بيتنا القديم كل حاجه وحشتني فيه
ونظرت إلي مهرة التي تطالعها بصمت إلي ان هتفت
خلاص انا هاجي اقعد معاكي مش هسيبك تفضلي لواحدك
لتتبدل ملامح جاسم للجمود بعد قرار زوجته فلمحت ورد ذلك سريعا وهتفت بشقيقتها بنبرة مرحه بعض الشئ
لاء انتي خليكي مع جوزك انا عايزه ارتاح منك شويه تعاليلي الصبح وكمان انا بقول عايزه اكون لوحدي
وكادت ان تفتح مهرة شفتيها وتعترض الا ان ورد تابعت حديثها تطمئنها
متنسيش اني مش لوحدي في البيت استاذ عادل وابلة صفاء هناك
وانتهت مناقشتهم بذهابها غدا مدام انها مصرة على ذلك
تمددت على الفراش جانبه لتجده ألتف بجسده للناحية الأخرى فتعجبت من ابتعده عنها متسائله
جاسم انت مديني ضهرك ليه
فأغمض عيناه بحنق منها فلولا ماهي فيه الآن لكان حاسبها على قرارها الذي اتخذته وهم في طريق العوده
نامي يامهرة
فأقتربت منه تميل نحوه تفكر بالشئ الذي فعلته واغضبه
انا معملتش حاجه تضايقك وانت شكلك مضايق مني
فأعتدل حانقا فهي حتي لا تتذكر خطأها تقرر الذهاب مع شقيقتها ناسية ان قراراتها هذه لا بد ان تناقشه فيها
معملتيش حاجه علي العموم نامي يامهرة وعدي الليله ديه علي خير ولولا اني عارف اللي انتي فيه وأنك مش بوعيك كنا اتحاسبنا
فلمعت عيناها بضيق وحدقت به
يعني بدل ما تاخدني في حضنك تقولي نتحاسب
فزفر أنفاسه بقوة وهو يطالعها
يعني تاخدي قرار تروحي بيتكم القديم مع ورد وانا قاعد جنبك كأني كرسي
فأبتسمت بشحوب على تشبيه
كرسي
فتأفف من هدوئها
لاء انا بقول لانتي تنامي لا انا اسيب الاوضه كلها
وكاد ان ينهض من فوق الفراش ليترك لها الغرفه الا أنها جذبته نحوه
متزعلش مني مكنتش أقصد ألغي وجودك
وهتفت وهي تدفعه نحو الفراش
نام وخدني في حضنك وطبطب عليا
فرفع حاجبيه يطالعها وهي تندس أسفل ذراعه وتضع رأسها على صدره
اطبطب عليكي وماله ياحببتي
وابتسم وهو يجدها مسترخيه على صدره تخبره
انا عايزه اعيط ياجاسم ومش عارفه
ادهشه ما تخبره به فتنهد وهو يمسح علي ظهرها
عيطي ياحببتي
فرفعت عيناها نحوه متذكرة ليلة أمس تخبره أنها تريد ان تبكي ثم ټنفجر في البكاء ولم تتعدي الدقيقة
الا ووجدها تبكي وټدفن وجهها بين احضانه
أكرم حكالي عن وصيته علينا كان نفسه يلحق يوشفني انا و ورد
وظلت تهذي بالكلمات وهو يربت علي ظهرها ويهدأها ويخبرها ان تدعو له بالرحمه الي ان مسحت دموعها وهدأت وعادت ترفع عيناها نحوه
جاسم انا مكتئبه
لم يجد شئ يفعله الا أنه أغمض عيناه بسأم
نامي يامهرة عشان انا اللي بدأت اكتئب وضعطي بدء يعلي عليا
وكالعاده تنسي كل شئ وتمسك بأحدي عباراته
هي في رجاله بتكتأب
فزفر أنفاسه وهو يحدق بها بأستنكار
اه ياحببتي لما يكون في زوجه زيك لازم يكتأب وكلمه تانيه وهسيبلك الاوضه وانام في مكان تاني
فطالعته بأمتعاض من حنقه منها وقلة صبره
خلاص هنام واريحك مني
فتنهد براحه واغمض عيناه بأرهاق ليجدها تفتح عيناها مجددا وتخبره
جاسم انا جعانه
ولم تكن تكمل كلامها وتخبره ان الطعام هو ما ستخرج به اكتئابها فدفعها عنه ونهض من فوق الفراش هاتفا
جاسم سايبلك الاوضه كلها
وخرج من الغرفه وهو يفرك خصلات شعره بقوه
نظر ريان لجاسم الذي يخبره أنه لم يعد يرغب بعمل رفيف معهم بعد فعلتها تلك ليتذكر ليلة أمس بعد ان