الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله

انت في الصفحة 79 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


حركته وجسده الشبابي
وقف مراد يزفر أنفاسه بحنق وهو يحدق برقية النائمه ناظرا إلى هاتفه متذكرا حديث والدته معه منذ دقائق عندما أخبرها أن رقيه نائمه لتطلق ضحكه صاخبه تخبره بعدها
براحه علي البنت يامراد بل وعادت تقرر الجمله وهي تضحك
وزفر أنفاسه بقوة وجلس جانبها على الفراش يمسح على خصلات شعرها
رقيه اصحى ميعاد طيارتنا بعد اربع ساعات وانتي لسا نايمه رقيه باباكي جاي بعد ساعه يطمن عليكي رقيه احنا داخلين على المغرب

حاډثها بصوت هادئ ودافئ ولكن هي وكأنها في غيبوبة ونفذ صبره منها فصړخ بقوة جعلها تنتفض فزعا 
رقية 
فنهضت تنظر حولها تغمض وتفتح عيناها 
انا فين انت بتعمل ايه هنا يامراد فين بابا 
ليلطم مراد وجهه براحتي كفيه 
انا غلطها مره وتوبة ليه لازم اقررها تاني مالها العزوبيه 
وعاد يستجمع صبره معها 
ركزي يااخرة بختي رقية احنا في شقتنا ياحببتي وفرحنا كان امبارح 
فحملقت به بوجوم ثم عادت تضع برأسها على الوساده متمتمه 
اه انا فاكره كل ده
وعادت تغفو ثانية إلى أن تآوهت بعد جذبها من ملابسها 
قومي ياكائن الوطواط لأحسن مافيش رحله شهر عسل ولا اقولك هسافر انا وخليكي انتي نايمه عقاپا ليكي 
وعندما تذكرت رحلتهم التي سيقضوها بتركيا نفضت الغطاء الذي عليها ونهضت من فوق الفراش راكضه لينظر مراد إليها 
الصبر من عندك يارب 
ايقظها بلمساته الحنونه على وجهها ففتحت عيناها بكسل تسأله وهي تفرض ذراعيها 
ما الأمر كنان  أريد أن انام حبيي
فضحك كنان وهو يتأملها وهي تغلق عيناها ثم فتحتهما على وسعهما وألتقطت الساعه المجاورة لفراشها ونهضت من فوقه 
انا لم اصلي العصر 
فحدق كنان بها مبتسما منذ أن تزوجها وهي دوما منضبطه في أداء فروضها ورد للأسف نقضيه لرجلا مثله قضى عمره مسلما بأسمه فقط غيرت به الكثير ولكن إلى الآن لم يعتاد على الإلتزام مثلها حتى أنه احيانا لا يجيب عليها حينما تسأله عن أدائه لفروضه وخلع سترته ليجد جواد يطرق باب الغرفه ويدلف بعدها ويحمل بيديه سجادة صلاة صغيره 
أين ورد خالو فقد تأخرت عليا 
ونظر الي ساعه يده الطفوليه يحسب الوقت المتبقي لاذان المغرب 
لم يتبقى الا ساعه 
جواد يصلي حقيقه لأول مره يكتشفها 
ليجد ورد تخرج من المرحاض تنشف يداها بالمنشفه وتنظر إليهم مازحه 
لما لم تيقظني جواد عقاپا لك اليوم لا يوجد حلوه 
فركض جواد اليها معتذرا 
داده عظيمه قالت لي انكي نائمه ورد سأحفظ عدد آيات أكثر ولكن الحلوى لا 
صلاه وحفظ وحلوي كلمات كان يرددها بعقله فأنتبهت ورد لشروده وقد تيقنت انها البدايه الصحيحه لزوجها كنان لا يأتي بالالحاح وإنما بالتلقائيه كالصغار تسحب يدهم وتخبرهم انك تريده معهم وبالفعل فور أن هتفت 
كنان هيا صلي بنا 
فتحمس الصغير أكثر راكضا نحو خاله 
هيا خالو هيا حتي نكون بالجنه معا 
ونظر إلى ورد لتؤكد حديثه 
أليس كذلك ورد سنكون معا 
لتتسع ابتسامتها وهي تحرك له رأسها 
نعم حبيبي 
ضحك ياسر من كل قلبه وهو يرتشف الشاي مع أهل ريم فقد احب تلك العائله الطيبه من قلبه عائله دفئها يذكره بوالديه 
حتى الحديث الذي يدور ملئ بالطيبه والصفاء ووجد ريم تنسحب خلف والدتها نحو المطبخ بعد أن أشارت لها 
مالك ياريم طول القاعده وانتي سرحانه ياحببتي
هتفت والدتها بقلق لتنظر لها بتوتر تضع بيدها على جبينها 
ده إرهاق مش اكتر ياماما متقلقيش عليا 
فربتت والدتها على ظهرها بحب 
ربنا يقويكي يابنتي طمنيني عليكي مع جوزك 
فدارت آلمها سريعا عنها 
الحمدلله ياسر مافيش احن منه
فرفعت والدتها يداها عاليا تحمد الله على سعادة ابنتها
لم تكن تعلم أن ياسر فتلك اللحظه كان متجها نحو المرحاض فأستمع إلى عبارتها المكسوره أي حنان يغمرها به هو
دلفت معه للمطعم الفخم وكل حديثهم دائر عن طفلهما الذي علمت جنسه اليوم في المتابعه السابقه لم تكن تريد أن تعلم 
أرادت أن يكون مفاجأة لهم ولكن اليوم شعرت بحماس جاسم ورغبته في معرفة جنسه وجاء ما تمنت هي فكانت تتمنى أن ترزق بذكرا كانت تسير تتباطأ بذراعه إلى أن جلسوا على الطاوله التي سبق وحجزها لتناول العشاء وقضاء أمسية ممتعه
انا مبسوطه اوي النهارده ياجاسم لاء خلاص انا سامحتك ياحبيبي
فضحك وهو يداعب خدها برفق
يارب ديما مبسوطه ياحببتي
ثم تابع مازحا
ومسمحاني كده علطول
ومر الوقت وهم يضحكون ويتناولون الطعام ويتحدثون بخطط عن طفلهم وعنهم لتقترب منهم إحداهن مرحبه
جاسم الشرقاوي مس معقول
فنهض جاسم يصافحها مبتسما
ازيك ياعايدة هانم
كانت مهره عيناها عالقه علي تلك السيده التي تعرف هويتها فمن لا يعرف عايدة الدميتري الاعلاميه المشهوره فهي معجبه ببرنامجها وتعشق شخصيتها
فأشار لها جاسم مخاطبا
مدام مهرة مراتي
فتفحصتها عايده ببطئ وصافحتها بأبتسامه هادئه لتتسع ابتسامه مهرة وهي تخبرها انها تعشقها ومعجبه بها
وجلست معهم عايده إلى أن تأتي
إحدى صديقاتها
عايده هانم يامهرة شقيقة نرمين
فأبتسمت عايده بزهو وهي تحرك يدها علي خصلات شعرها
نرمين ديما بتتكلم عنك بفخر ياجاسم واخدك قدوة ليها وتابعت وهي تحدق بمهرة التي بهتت ملامحها من محاصرة نرمين لها حتى في الأشخاص
رغم شركاتنا الا ان نرمين عايزه تطلع السلم من أوله وتتعلم أصول السوق
مدح لم تكفي به عايده عن شقيقتها وجاسم يبتسم مؤكدا أن نرمين ستكون مستقبلا سيدة أعمال ناجحه
إلى أن جاء اتصال لجاسم فنهض عنهم معتذرا
عن اذنكم
فنظرت نحوه مهره تتابع خطواته فوجدت عايدة تحدق بها بنظره متفحصه
تعرفي كان عندي فضول اشوف مرات جاسم علي الطبيعه واتكلم معاها
ومالت نحو الطاوله
أول مره يسئ اختياره مش معقول جاسم بذكائه يسيب كل بنات العائلات ويتجوزك انتي 
وعادت بجسدها تستند على ظهر مقعدها بترفع
سوري ياحببتي بس انا اتعودت ابقى صريحه
وقبل أن تهتف مهرة بشئ وجدت جاسم يعود إليهم يطالع شحوب زوجته اما عايده نهضت تخبره
اسيبكم انا بقى سهرة ممتعه
وانصرفت فتعجب جاسم من سكون زوجته وعاد يجلس جانبها يمسك كفيها بكفيه
مهره فيكي ايه
كانت جامده شاحبه وعيناها تحدق به 
الفصل الرابع والخمسون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
فتح عيناه وهو يفرد ذراعه نحوها ليجد الفراش جانبه خالي فأعتدل في رقدته ينظر للظلام الذي يحاوط الغرفه ويفرك عيناه كي يفيق ونهض بعدها من فوق الفراش هابطا لاسفل يبحث عنها فوجدها متكورة على نفسها تحاوط جسدها بشال ثقيل وتجلس على احد المقاعد المطله على ساحه الحديقه وترتشف مشروب ساخن  لايعلم إلى الآن ماذا حدث له منذ ذلك العشاء فبعدما أنهى مكالمته وعاد إليها كان الشحوب يحتل وجهها وصامته إلى أن عادوا للمنزل وهي علي نفس صمتها وسكونها
فقد بدء في الأوان الاخيره يشعر بأنطفاء روحها طبيعتها المشاكسه وتهورها بدأت شعلتها تنخمد وهذا ليس من شيم طباعها
واقترب منها بخطوات قلقه وعيناه لم تتحرك عنها إلى أن أصبح خلفها مباشرة
مهره ايه اللي مصحيكي 
وتابع وهو يسحب احد المقاعد الخشبيه ويجلس أمامها 
الجو ساقعه عليكي دلوقتي قومي ندخل جوه 
فأبتسمت وهي ترتشف من مشروبها 
متقلقش عليا انا كويسه والجو جميل 
فرفع كفيه يضم وجهها بدفئ يداعب بشرتها البارده 
لو مقلقتش عليكي هقلق على مين 
آلم جثم على قلبها خوف اهتمام قلق حب وشخصا هي مسئوله منه لم تختبر كل تلك المشاعر يوما 
لم تعش الدلال لم تفكر يوما بحالها وعندما بدأت الحياه تعطيها 
نظروا لما في يدها ولم يفكروا هل عوض الله يأتي من فراغ 
ووجدته يقترب بمقعده منها أكثر ومال بوجه نحوها حتى اختلطت أنفاسهم 
فين زوجتي المشاغبه انا مش متعود على هدوئك ده
فقلبت عيناها وهي تحدق به 
في سبات عميق 
فتعالت ضحكاته في سكون الليل 
طب صحيها عشان قلبي بدء يقلق 
طيب اوجاعها وعادت معه بروحها المرحه رغم چروح قلبها الا ان كلمات سهير كانت دوما تقف في حلقها كالعلقم فلم تنسى يوم عزاء والدها ولا حديثها بأنها لا تري فيها الا والدتها وسيكون مصيرها مثلها امرأة هجرها زوجها فعاشت خلف الأطلال تبكي بصمت 
واندفعت نحو احضانه بعد أن كان يشاكسها قليلا 
جاسم هو انا ليه حبيتك
قالتها پبكاء فأبعدها عنه وهو يعلم أنها ليست بوعيها 
ينهار منيل يابنت زينب بتقولي لجوزك ليه حبيتك اومال عايزه تحبي مين انطقي 
فأبتعدت عنه ببطئ تنظر إليه وتحسست جبينه 
منيل وينهار انت متأكد انك جاسم جوزي 
فأنفجر ضاحكا 
لاء مش متأكد ياحببتي يمكن اكون عفريته مثلا 
وانقلب الوضع في لحظات بسيطه لتجد نفسها تضحك وتشاكسه بل وأخذت تقبل وجنتيه بقوة 
بقيت جميل اوي ياجاسم
وجاسم يضحك على طفولتها وكل يوم يدرك أن قلبه اختار من يراضيه ويسعده 
حملقت رفيف للاطباق الموضوعة بالحوض بحنق ثم نظرت لعلياء التي تقف جانبها تعد وجبة الغداء قبل أن تنصرف للمعهد الذي تدرس فيه 
سأجلب خادمه تقوم بمهامي وسأدفع لها الراتب 
فألتفت إليها علياء حانقه 
وايدك راحت فين ما انا واقفه جنبك بحضر الاكل اللي هاجي اطبخه 
فطالعتها رفيف بأستياء ثم عادت تنظر للاطباق التي بالحوض ولم تجلي أمس 
انا لست خادمه هنا انتي تريدي ان تكوني خادمه فالأمر لك اما انا لا 
لترفع علياء حاحبيها ثم صفقت لها بقوة 
حلوه المحاضره ديه ما علينا هتغسلي الأطباق يارفيف انا كل يوم بقوم بشغل البيت بدالك وبضحك على عمار واقوله بتساعدني وانتي كل اللي وراكي يااما بتخرجي أو بتكلمي صحابك الفرافير 
فأتسعت عين رفيف بعدما سمعت نعت صديقاتها اللاتي يعدون من صفوة المجتمع 
أصدقائي فرافير ماذا تعني فرافير علياء 
فوقفت علياء تفكر قليلا كي تشرح لها معنى الكلمه 
افهمهلها ازاي ديه 
واقتربت منها تحاوط كتفيها بلطف 
بصي يارفيف عشان نعدي الايام اللطيفه مع بعض انسى حياه هوانم جردن سيتي وعيشي حياتنا 
فحدفت بها رفيف بعينيها الزرقاء 
لا أعرف كيف تعجبكم تلك الحياه 
فأبتعدت عنها علياء زافره أنفاسها بضيق 
مالها حياتنا الحمدلله احنا احسن من غيرنا بكتير انا فقدت الأمل فيكي وهتتعلمي شغل البيت يعني
هتتعلمي شغل البيت 
وقبل أن تدفعها للحوض نظرت إلى هيئتها 
بذمتك ده منظر واحده هتشمر وهتقف علي الحوض روحي يابنت الناس اقلعي الماركات اللي بتلبسيها ديه وألبسي حاجه
من عندي تليق بالمقام 
فتهجم وجه رفيف ونظرت لهيئة ملابسها التي لا تعلم أهي ملابس للبيت ام الخروج 
انا ارتدى منك انتي 
فأغمضت علياء عيناها تهدء من روعها ثم عادت تفتحهما 
امسكها من شعرها دلوقتي ولا اعمل ايه 
فمالت رفيف نحوها تسألها 
ماذا تقولي علياء 
فحملقت بها علياء بسماجه 
بقول كل خير عايزاكي زي الشاطره كده تحضري الغدا النهارده لجوزك 
واشارت لوجبة الطعام التي جهزتها للطهو 
ورينا شطرتك النهارده 
وتحركت بعدها تجمع كتبها وتضعها في حقيبتها وهي تستمع لسباب رفيف الذي لم تفهم معناه الا كلمه واحده تعلم ترجمتها تماما واغلقت باب الشقه خلفها وهي تهتف بنفاذ صبر
انا غبيه يا ام لسان معوج ده انا اساس الذكاء 
نظرت سهير للطعام الموضوع أمامها على طاولة وأكرم ابنها يمدح فيما صنعته والدة ضحي الطعام كان لذيذ وشهي ولكن مع سهير لم يروق لها شئ 
فمضغت سهير الطعام بأمتعاض وهي تستمع لوالدة ضحى تخبر ابنها ان ضحى من طهت الطعام 
ضحي هي اللي طبخت الاكل كله 
فأبتسم أكرم لخطيبته التي تجلس أمامه متورده الوجه
تسلم ايدك ياضحي 
فأزداد امتعاض سهير لتلوي شفتيها بتهكم 
مش بطال الاكل بس المفروض مدام
 

78  79  80 

انت في الصفحة 79 من 99 صفحات