الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله

انت في الصفحة 96 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


حصل بقي شخص تاني مهموم يارفيف انتي دوستي علي أكتر جزء بيجرحه كرامته 
فبكت رفيف وهي تقسم الله
لما تكن لدي نية لشئ سئ 
لتتعلق عين ريان بهم ثم غادر بعدها لاعنا غباء عمار وتسلطه القاسې
شعرت بأنفاسه بالقرب منها ثم لمسات يده الحانيه علي وجهها 
اشتقت لكي ورد
كان يظنها انها غافيه ولكنها كانت تشعر به كل ليله عندما يدلف لغرفتهما يقف بجانب فراش صغيرتهم يتأملها في الظلام ثم يقترب منها يمسح علي وجهها برفق ويغادر 

أستمعت لكلمات شوقه والآلم ېمزق قلبها وداخلها صراعا قويا 
هل تغفر كما اعتادت ام تصبح قاسېة القلب كما تريد 
وقفت ريم بالمطبخ تحضر الكثير من الأصناف بحماس بعدما دعت والديها وشقيقها  كانت لاول مره تشعر حقيقة ان هذا المنزل مملكتها لتجد ياسر يقف خلفها مبتسما 
ريحتك الاكل تجنن 
وألتقط من كل صنف شئ يتذوقه متلذذا
اممم لا انا ممكن مستناش حد واخلص الاكل ده كله
فصڤعته علي يده وكأنه تعاقب طفلا
عيب ياحبيبي 
فضحك بسعاده وهو ينظر لفعلتها ثم ألتقط احد الاطباق هاتفا بتذمر 
ماشي ياريم انا هاخد بقي طبق كامل 
وغادر من امامها لتركض خلفه
ياسر هات الطبق 
واخذ يتحرك امامها يمينا ويسارا بالطبق وهي تتحرك معه 
مهما حاولتي مش هتوصلي
فتشبثت بذراعه كالطفله فضحك وهو يستمر بما يفعله
وطي شويه وانا هعرف اطولك
فصدحت ضحكاته بعلو 
لا حاولي انتي
اعجبته مشاكستها حتي انه شعر وكأنه عاد مراهقا لتلمع عيناه وهي يطالعها كيف تميل معه بتذمر فأزاح مابيده جانبا ثم مال عليها غامزا لها بمكر
وقف أكرم يطالع شقيقه من خلف زجاج غرفته بالمشفي ېصرخ مطالبا بجرعته  فسقطت دموعه وهو لا يقوي علي تحمل رؤيه هكذا رغم ان الطبيب اخبرها ان حالته أصبحت افضل عن قبل 
ليمسح دموعه داعيا لوالدته بالرحمه عما فعلته بحياتهم ليشعر بيد تربت علي ظهره فأستدار ببطئ ليجد ضحي خلفه 
مهرة قالتلي علي مكانك 
وألتقطت انفاسها وهي تطالعه بحزن علي حالته 
اكرم انا هفضل معاك وعمري ما هسيبك 
فأبتسم بمراره
موافقه تكملي عمرك مع انسان بقي ضايع
فدمعت عيناها وهي تطالعه
هستحملي نظرة اهلك ليكي مع شخص امه قاتلها 
ولم يستطع اكمال كلمته فأبتعد عنها لا يري شئ فهتقت به
ايوه موافقه يااكرم مش هتخلي عنك مهما كان وهستناك 
لتسقط دموعه بحجز ولكن اكمل طريقه 
هبطت ورد الدرج بخطوات هادئه وهي تحمل طفلتها كانت فريد تأخذ ايهم بين احضانها تقبله وكنان منحني نحوه يستمع الي ما يخبره به وعائشة وجواد يجلسون بصمت ويبتسمون وايلا تجلس جانبهم بملامح مشرقه وهي تري سعاده صغيرها ولكن عندما ألتقطت عيناهم تلاشت ابتسامتها واشاحت عيناها بهروب عنها  
فأعتدل كنان في وقفته وألتقطت عيناه بها  
النهاية 
الصدمه جالت علي أوجههم وعيناهم عالقة علي خطواتها 
تتقدم منهم ببطئ قاټل وملامح يتمنوا تفسيرها لم تستطع فريدة رفع عيناها نحوها 
تشعر بالخزي من فعلتها ولكن أيهم حفيدها وندمت من اجله اشد الندم علي ما أقترفته بالماضي مع والدته لم تخطأ عائشه حينما اخبرتها يوما انها سبب دمار الكثير 
عائشه نهضت سريعا نحوها كما فعل جواد حتي لو احبوا الصغير وكان حقيقه بحياتهم
لم يقف الا كنان وحده ساكنا لا يقوي علي الحركه او الحديث وفاقوا جميعهم حينما ركض ايهم نحوها
انتي صاحبة الحلوي اليس كذلك
فأبتسمت ورد وداعبت خصلات شعره بحنان جعلت عين الجميع تتسع من فعلتها
نعم هي انا
فطالعها الصغير ببرآه ثم وجه حديثه لوالدته 
هي من حدثتك عنها ماما واعطتني الحلوي بالحديقه حينما كنت انتظرك
كانت تعلم ايلا بهويتها من قبل فهي لن تنسي يوما بحياتها ذلك المشهد الذي أزال جميع حقدها عنها حتي رغبتها في استرداد كنان محتها تلك الذكري فهل ستبغض أمرأة بمثل هذا العطاء 
فأشار لها الصغير وهو يشب علي قدميه
من هذه الصغيره
وهنا خرج صوت كنان أخيرا وهو يتقدم منهم 
هذه شقيقتك زينب حبيبي 
فأتسعت عين الصغير پصدمه الي ان أكمل كنان 
تلك المرأة العظيمه التي رأيتها بالحديقه زوجتي 
كان صادق بكلماته فمشهد ورد
الحاني وابتسامتها التي خصصتها لطفله رغم روحها المتآلمه جعلته يعلم حقا معني العطاء الحقيقي النابع من الآلم 
فدار الصغير بعينيه يبحث عن والدته التي وقفت تفرك يداها بتوتر 
ماما الم تقولي لي اننا سنعيش مع بابا معا
شهقة صدرت عن جواد وهو يختبئ خلف ورد متمتما
ورد لا نريد احدا معنا
فضمته ورد بحنان فهي اكثرهم ادراكا بمشاعر جواد وتعلقه بخاله حتي انه غار من طفلتها في البدايه ولكنها عاشت تلك المشاعر يوما عاشت ان تطالع الاطفال حول ابائهم تتسأل عن شعورهم  
فأتجهت ايلا الي طفلها تضمه اليها بحنان تطالع فريده بعتاب فهي من جعلت حياتهم هكذا 
سأشرح لك الامر فيما بعد حبيبي 
فطأطأت فريدة رأسها بعدما ألتقت بعيناها مع ابنها الذي وقف كالضائع 
ومشهد جميلا حفر ذكراه في تلك اللحظه عندما أنحنت ورد قليلا بأبنتها نحو أيهم تعطيها له
أنها شقيقتك الن ترحب بها
فوقعت عين الصغير علي الطفله ثم رفع عيناه نحو والدته ليتبع بنظراته لنظرات المحدقه ويمد يديه الصغيره وقد تحولت ملامحه الخائفه مما لا يفهمه الي ملامح سعيده هو الشقيق الاكبر لتلك الصغيره ليهمس بأذن الصغيره بعد ان ساعدته ورد بحملها تحت نظرات كنان المصوبه بترقب لأفعال ورد مع صغيره
مرحبا بكي انا ايهم
فسقطت دموع فريدة وتحركت بمقعدها المتحرك بعيدا عنهم متذكره الماضي 
رغم تعبها وقفت تحضر له حقيبة سفره بأرهاق فقد تأجلت سفرته كثيرا ولكن يجب عليه الذهاب للندن لأنهاء احدي الصفقات التي تتطلب حضوره ومع كل ألتفافه منه حينما تسأله عن أي شئ اخر يريده كانت تبتسم لانشغاله في مداعبة الصغير 
سعاده لم تعشها لا هي ولا شقيقتها في كنف حنان الاب ولكن اليوم رأت صغيرها ينعم بذلك الحنان فنست الماضي بأوجاعه 
وكأن الحاضر أتي بترياقه يمضد الشرخ الذي رسخه الزمن داخلها 
وضحكه خافته صدرت منها عندما سمعت بكاء الصغير وجاسم يهتف به 
اسفين يااستاذ مالك براحه خلاص 
وعاد يمدغه بقبلاته فتعالت ضحكاتها
انت داخل مسابقه ياحبيبي 
فألتف نحوها بعد أن هدء الصغير من بكاءه
قولي انك غيرانه يااستاذه
فأشارت نحو حالها بأستنكار وهي تلوي شفتيها بتذمر
انا اغير لا طبعا 
فنهض يتلاعب بحاجبيه وهو يطالعها مبتسما
عيني في عينك كده
وعندما هربت بعيناها عنه مد ذراعيه يطاوق خصرها ضاحكا
لاا احنا لازم نصالح ماما يامالك 
ومال نحوها يطبع بقبلات متفرقه علي صفحات وجهها وهو يضحك فتبادله ضحكاته 
جاسم خلاص لا كده كان الله في عون ابني 
فتعالت ضحكاته اكثر وهو يغمرها بقبلاته المشاكسه علي كلتا خديها 
بحاول اراضيكي انتي كمان 
لحظات بدء الزمن يسجلها في مخزون الذكريات ذكري وراء ذكري كانت تمحي ماضي اليم  
مشاعر دافئه دغدغت حواسها لتهتف بنبرة جياشة من شده الشغف
انت ازاي كده ياجاسم
فأبتعد عنها ضاحكا
مش عارف ليه السؤال ده بقي يتسأل كتير 
وداعب وجنتيها مبتسما بخفه وزفر انفاسه متنهدا
عاوز اعوض احلامي معاكي انتي وابني انا اتحرمت من معني العيله وده كان قدري بس جاتلي الفرصه اني اعوض اللي اترحمت منه معاكم
واتجه نحو طفله ينظر اليه
نجحت ووصلت عشان في يوم لما ولادي يقولوا اسمي يقولوه بفخر زي ما انا لحد الان فخور ان كان ليا اب عظيم وناجح 
وشعر بيديها تطاوق خصره بتملك ودفئ ثم مالت برأسها علي ظهره
مالك محظوظ بيك وام مالك كمان
فأبتسم بعد ان طرد ذكريات وحدته مع جدته العجوز التي كانت تفعل ما تستطيع لاجله واستدار بجسده نحوها يعبث بخصلات شعرها المعقوده
شوفي اه انتي بقيتي ټموتي في الدراما لا انا عايز مراتي المجنونه من تاني 
وتذكر احد مشاهدهم فأنفجر ضاحكا
فاكره يامهرة يوم ماقفلتي الباب عليا وقاعدتي ورا الباب بطبق البرتقال وبتاكلي بكل ثقه 
فتذكرت ذلك المشهد المخزي الذي انبطحت فيه علي ظهرها وأحد فصوص البرتقال بفمها وهو يطالعها من علو 
ماشاء الله عليك ياحبيبي مش فاكرلي غير اسوء ذكرياتي الهابله
فقهقه بقوه وألتف نحو صغيره الذي يتلاعب بقدميه 
انتي كل ذكرياتك هابله ياحببتي احمدي ربنا اني حبيتك بعيوبك ديه النقطه الصح في علاقتنا
فأحتقن وجهها بشړ وكادت ان تتذمر وترد له كلماته ولكن بكاء الصغير انهي كل شئ ليبتعد عنها ضاحكا وهو يهرب من نظراتها التي ستصعقه
شوفي مالك بعيط ليه واكمل انا تحضير الشنطه
دلف
من باب المنزل بأرهاق قد زال فور ان وجد صغيريه يركضان نحوه ومرام تركض خلفهم بطعامهم هاتفه
مش هتهربوا مني غير لما تخلصوا الاكل كله
فتعلق الصغيران بساقيه يرغبان بحملهم فألقي كريم حقيبة عمله وانحني يحملهما بين ذراعيه
حبايب بابا الحلوين تعبين ماما ليه
فأتجهت مرام نحوه تقبله علي خده بحب
حمدلله علي السلامه ياحبيبي 
فبادلها قبلتها بمحبه وحنان وصغيريه يعانقاه مخبئين وجههم بصدره حتي لا يأكلوا طعامهم 
فضحك كريم علي فعلتهم 
انتي كنتي بتعذبيهم ولا بتأكليهم يامرام
فضحكت وهي تسحب منه احدهما ثم الاخر
والله ابدا ده انا طول اليوم بجري وراهم في البيت غير هدومك لحد ما أحضرلك الغدا
عادت حياتهم القديمه كما كانت لا خادمه ولا مربيه   حياه ادركت معناها بعد درسها القاسې مدام الله لم يحرمها من العيشه الرغده والحب لا بأس ان تتنازل عن احد احلامها لتري حلم أخر يتحقق بعد رمي بذوره واولادها هم تلك البذور 
وبعد مرور ساعه كانوا يتناولون طعامهم ليسألها وهي مندمجه في تذوق الطعام
في حملة دعاية عملاها الشركه للمنتج الجديد عايزك تصممي لينا اللوحات الدعائيه 
وتابع مازحا وهو يطالع دهشتها في تذكره تلك الهوايه التي كانت بارعه فيها 
ولا روح المصمم اللي عندك ذهب مع الريح
فأبتعلت طعامها مندهشه من طلبه الذي لم تتوقعه بعد ان استقالت من الشركه 
كريم انت بتتكلم جد 
فأبتسم وهو يمازحها
لا بتكلم بهزار يامرام
وصدحت صوت ضحكاته عندما وكظته پشراسه 
بتهزر يااستاذ قول بجد ان العرض حقيقي وانت واثق فيا
فمال نحوها يداعب وجنتيها بحنو
بعد ما نخلص اكل هقولك عن فكرة المنتج 
فلم تجد ما تخبره به الا انها نهضت تحتضنه بسعاده وحب 
وقف يسترقي السمع پخوف من رحيلها كانت يده ساكنه على مقبض الباب المنفتح بعض الشئ كل كلمه كانت تخرج منها وهي تخبر شقيقتها عن راحتها والاهتمام والحب الذي يغمرها به كنان هي وطفلتها كانت تقتله
وفي نفس الوقت كانت مهرة تخبرها عن أفعال جاسم منذ أن وضعت الصغير حتى أنه أجل سفرة عمله كثيرا وسافر مرغما كان مكبر الصوت يجعله يسمع حديث مهرة وقلبه يتآلم على محبوبته التي لم تسرد اي شئ عما حدث ولا سبب ولادتها في غير موعدها بل لم تطلب من أحد ان يأتي إليها لمعرفتها بظروفهم والأحداث التي مروا بها بمصر
آلم جثم على قلبه بثقل وهي يستمع لتلك المحادثه الهاتفية لتسكن جميع حواسه وهو يسمعها تخبر شقيقتها
لا يامهرة متجيش أنتي تركيا 
 

95  96  97 

انت في الصفحة 96 من 99 صفحات