عشق مهدور بقلم سعاد محمد سلامه
زهور دوار الشمس البيضاء والصفراءوترك تلك الستائر تنسدل مرة أخرى خلفه وهو يسير نحوها مع كل خطوة يزداد فى قلبه الغرام والإشتياقلم يتوقف أمامها بل
إنحنى قليلا وجثي على ساقيه أمامها ومد يده لهابتلقاىيه وخجل وضعت يدها بيده نهض واقفا وهى الأخري نهضت واقفه أمامه
بشوق وتوق ترك يدها ورفع يديه يزيح ذلك الوشاح الذى يخفي وجهها عنها
يسمعان صوت تلك الآنغام ممزوجه مع أصوت حفيف الأشجار الهادئ كآنهما توافقا على
معزوفة غرام خاصه بهم كانت معزوفه رائعه مجهوله الهويه هما فقط من يعرفان هويتها فهي معزوفة العشق الصافي الذى يسكن قلب كل منهما للآخر
مرغما فتح عينيه كان يود البقاء بذالك الخيال طوال العمر يود البقاء هو وهى فقط بمكان واحد دون حواجز تفرضها هى عليه نهض واقفا وجذب تلك الحقيبه الصغيره وترجل من القطار
مجرد بضع خطوات على رصيف القطار تقابل مع ذاك السائق الذى إقترب منه وإنحنى يأخذ تلك الحقيبه من يده قائلا بإحترام
ترك آصف له الحقيبه مبتسم بود قائلا
شكرا كويس إنك متأخرتش بس فين العربيه
رد السائق
لما كلمتنى عالموبايل وقولتلى إن القطر خلاص داخل عالقاهرة جيت فورا والعربيه راكنها جنب محطة القطر
تبسم آصف له قائلا
تمام هات مفاتيح العربيه وإرجع إنت بيتك تصبح على خير
وإنت من أهله يا سيادة المستشار توصل بالسلامه
بعد دقيقتين
وضع السائق تلك الحقيبه بالمقعد الخلفى للسيارة وأومأ ل آصف الجالس جلف المقود برأسه وغادر
بدأ آصف بقيادة السيارة بداخل قلبه مازال يشعر بإنشراح من تلك الخيالتنهد بشوق وأخرج علبة سجائره وأشعل إحداها زفر دخانها الذى نظر له ببسمه وهو يتذكر ضيق سهيله وإستهجانها الدائم عليع بسبب تدخينهوتجهمها أكثر من مره من ذالكلكن أكمل تدخين السېجارةوهو يتذكر ذكري أخرى ل سهيلهذكرى أول لقاء بينهم
كان شاب يافعا بعمر الحاديه والعشرونكان يدرس وقتها بالسنه قبل النهائيه بكلية الحقوق
كان صاحب جسد فاره يعطيه هيبه
كان يقوم بعمل بعض التمرينات الرياضيه القاسيه بحديقة السرايا
كان يجلس سامر على طاوله قريبه منه يحسب له مدة ذالك التمرين القاسىحتى آتت إحدى الخادمات ونظرت ل سامر قائله
فى بنت واقفه عند باب السرايا الداخلى بتقول إنها زميلتك فى المدرسه وإسمهاسهيله أيمن الدسوقى
آه دى فعلا زميلتي فى الفصل وكانت كلمتني من ساعه كده أنها عاوزه ملزمه خاصه بالإحياء كمان كان بقالها كام يوم غايبه من المدرسه وطلبت مني أعرفها خدنا أيه فى المنهج فى الأيام اللى فاتتدخليها الصالون وأنا جاي فورا
ذهبت الخادمه بينما توقف آصف عن تلك التمرينات يلهث وغمز
ل سامر بمزح قائلا بإيحاء
مش بدري عالغراميات دى إنت يادوب كملت سبعتاشر سنه من كم شهر
تبسم له سامر قائلا
غراميات أيهدى زميلتى فى الفصل وبعدين غراميات ومع سهيلهدي
بالذات ملهاش غير فى الدراسه وبسيلا هروح أستقبلها مش حلوه تنتظر كتيردى ذكيه جدا وهتنفعني فى الامتحانات
غمز له آصف قائلا وماله يبقى حب مصلحه
تبسم سامر له وهو يغادر
قائلا
سهيله ولا ينفع معاها حب من أساسهكمل تمرينك
توقف آصف للحظات حتى هدأت أنفاسه بعد تلك التمارينلا يعرف
لما هنالك شعور بالفضول لديه أراد رؤية تلك الفتاةجذب منشفه صغيرة وقام بتجفيف عرق وجهه وتوجه الى داخل السراياكاد يمر من أمام غرفة الصالونلكن لفت نظره تلك الواقفه تعطيه ظهرها كانت نحيفه قليلا ومحجبه رغم صغر عمرهاإزداد الفضول لديه لرؤية وجههادلف الى الصالون وتنحنح
بينما هو حين إستدارت ورأى وجهها شعر كآن سهم أصاب قلبهلم تكن جميله للغايه لكن وجهها ملائكى برئ رغم أنه يبدوا على ملامحها بوضوح أنها مجهده أو ربما كما قال أخيه أنها كانت مريضهرغم أنه رأى فتيات أجمل منها لكن لم تثيرن لديه أى شعور عكس تلك النحيفه ذات الملامح البريئه التى ظل ينظر الى ملامحها وكاد يتحدث معهالكن دلف سامر الى الغرفه يحمل بيديه تلك الملزمه وبعض الكتبنظر سامر ل آصف بإستغراب من وجوده بالغرفهبينما تنحنح آصف يشعر أنه يريد البقاء والتحدث معهالكن مرغم سيطر على نفسه وتجاهل ذالك الشعور وخرج من الغرفه وتركهم سوياذهب الى غرفته تدلى مباشرة الى يغزو عقلهأو بالاصح يحركه قلبه يود رؤيتها مره أخرى الآنسريعا إنتهى من الإستحمام وخرج للغرفه يرتدى ثيابه ثم خرج من الغرفه وتوجه ناحية غرفة الصالون بفضول كان باب الغرفه مواربظل واقفا يتأمل سهيله التى مازالت جالسه مع سامر يتحدثان الى نهضت واقفه بعد وقت قليل واخذت من يد سامر تلك الملزمه وتلك الكراساتوتوجهت نحو باب الغرفهوكادت تخرج منها لكن توقفت لوهله حين تفاجئت ب آصف أمامها مباشرة بعد ان حسم أمره يود الحديث معهارفعت بصرها تلاقت عينايهم للحظات كانت كفيله بإرسال إشارات تخترق القلبان مباشرةشعرت سهيله بخجللكن هذه المره تبسمت فهو أمامها يرتدى ملابس أخرى شبابيه تستر جسدهتنحى آصف مرغما حتى مرت سهيله وغادرت لكن ظل ينظر فى أثرها الى أن خرجت من باب السرايا كان هذا اللقاء الاول الذى ترك بداخل الإثنين رغبة الرؤيه مره أخرىوبالفعل تكررت اللقاءات
لكن ظل أول لقاء صامت لهما له تآثير قوى عليهما
عودة
تبسم وهو يتذكر ذلك اللقاء الصامت بينهمشعر بشوق لمعرفة رد فعلها حين يضعها أمام الامر الواقع ويطلب يدها من والدهاحسم القرار لا داعى للإنتظار أكثر من هذا لن يعطيها فرصه للتحجج بأى حجه بعد الآن أى حجه لن ينتظر من أجلها
بسبب برودة الطقس كذالك التوقيت المتأخر كان الطريق شبه خاليا ساهم فى تسريع سرعة السيارة ليصل الى البلده فى وقت قياسي
بمنزل أيمن
غرفة هويدا
لم تستطيع النوملا تعلم سبب لذالك الشعور براحة الذهنان كانت من عدم وجود سهيله معها بالغرفهأم من ذالك الكهل الذى تفكر فيه نهضت من فوف ال شعلت ضوء الغرفه وتوجهت ناحية خزانة الملابس فتحت إحدى الضلف الخاصه بهاوجذبت ذلك الكيس المعلق وذهبت نحو ال أخرجت منه فستان أسود لامع حتى لا تراه والداتها ولا سهيله ويسألان لما إشترت فستان هكذاوهى لن ترتديه كانت بنصف ثمنه إشترت أكتر من طقم مناسب لها وللحجاب التى تضعه فوق رأسها دون إقتناع فقط تضعه واجهه حتى تظهر أنها متدينهأسدلت خصلات شعرها الشبه قصير والتى تداوم على صبغه بأحدث وأغلى المرطبات التى تقتنيها من راتبها بالبنكلا تشعر بالمسئؤليه سوا ترفيه عن نفسها فقطتركت أمر جهازها الى والداها اللذان يدبرانه دون أن تعرض عليهما المساهمه حتى ولو لجزء صغيرتستمتع براتبها التى تدخره وتنفقه على ما تشتهيه من أجود وأغلى الماركاتذهبت نحو الدولاب مره أخرى وجذبت علبه متوسطه وضعتها فوق التسريحه وجلست على مقعد وأخرجت من تلك العلبه الأنيقه الخاصه بأدوات التجميل وبدأت تضع على وجهها تلك المساحيق بعنايهتبرز جمال ملامحها صبغت شفاها بلون أحمر ڼاريونظرت لإنعكاسهارأت نفسها أيقونة جمالتآسفت على حالهافهذا الجمال محكوم عليه أن يبقى مدفونا وهى تعيش هنا بتلك القريه صغيرة كذالك تعمل ب بنك وضيعوآخر ذالك هو خطيبها الموظف مثلهافكرت ماذا لو كان تبدل الوضع وكان خطيبها يشبه ذلك الكهل أسعد شعيب ليس فى الملامح بل فى الثراء
كانت إستمتعت بجمالهاوأوهام يصنعها عقلها البطار عن حياة ترسمها أن تكون سيدة مجتمع يشهد الجميع بذكائها وأناقتهالكن حين تعود للواقع تشعر ببؤس وهى مدفونه بتلك القريه النائيهلكن لو إبتسم لها الحظ وكان شعورها صحيح أنها اليوم لفتت نظر ذلك الكهل ربما يتغير كل هذاوأحلام ورديه لو حصلت فقط على دعم منه وإرتقت للعمل بأحد بنوك الإستثمار
فاقت من تلك الاوهام بسبب سماعها لصوت سعال خارج الغرفه سريعا أبدلت ثوبها وعادت لمنامتها مره أخرى ونظفت ملامحها من تلك المساحيقوعاودت دس تلك الأشياء بتلك الضلفه وأغلقتها وﭢطفأت ضوء الغرفه حتى لا يراه أحد شاعل ويدخل يسألها لم تركت الضوء الليله وتتذمر من سهيله لو أضائته توجهت نحو ال تمددت عليهتشعر بأمنيات لو واحدة تحققت لإنصلح حالها أغمضت عينيها تستسلم لأوهامها
بالمشفى
لثوانى حتى إستطاعت سهيله السيطرة على وعيها مره أخرىنظرت ل سامر الممدد أرضا ينتفض جسده قتربت منه لكن لسوء حظها كان ذالك المبضع جوار رأسه مباشرة بلا إنتباه وضعت يدها عليه بالخطأ وهى تحاول إنقاذ سامربعد أن أسرعت و
إنذهل حين رأى تلك الملآة ملفوفه حول عنق سامروقف متصنما للحظاتحتى صړخت عليه سهيله قائله
بسرعه هات ترولى ننقله بيه لاوضة العمليات وشوف دكتور جراحة فى المستشفى
للحظات مازال العامل واقفا مشدوهحتى صړخت عليه سهيله مره أخرىخرج مسرعوظلت سهيله
سامر قولى مين اللى عمل فيك كده
همهم سامر ببعض الكلمات لم تستطيع تفسيرها قبل أن ينتفض جسده ويسكن بلا حركه
محدش ېلمس أى حاجهولازم نبلغ الشرطه فورا
بالفعل خلال دقائق كانت شرطة الجنايات تعاين الغرفه كذالك جسد سامر
جذب أحد الأفراد ذلك المبضع ووضعه بكيس بلاستيك خاصوعاينوا الغرفه بتدقيق ثم أمر المحقق بأخذ چثة سامر الى المشرحه ثم خرج من الغرفه سأل الطبيب الآخر قائلا
فين الدكتورة اللى قولت إنها كانت مع القتيل
رد الطبيب
موجوده هنا فى المستشفى
طلب المحقق
تمام ممكن فين اوضة المدير المناوب فى المستشفىكمان لازم نبلغ أهل القتيل
أشار له الطبيب على الغرفه وذهب معه بعد لحظات دلفت سهيله الى الغرفه بعد أن ذهب آخر لإحضارها الى الغرفه تسأل المحقق
ياريت تحكيلى بالتفصيل أيه اللى حصل
سردت سهيله ما حدث بالتفصيلكان المحقق يستمع لها الى أن إنتهت من سردهافاجئها بالسؤال
وإنت شوفتى مين اللى كان معاه فى أوضة الكشف
ردت سهيله بنفى
لاءلأنه ضړبني على راسى جامد ودوخت ولما فوقت كان هدفى أنقذ سامر
لفت نظر المحقق نطقها ل إسم سامر بلا ألقاب وتسأل بإستفسار
واضح إن فى بينك وبين القتيل معرفه قويه بدليل نطقك لإسمه بدون لقب دكتور
ردت سهيله ببساطه
إحنا كنا زملاء من ثانوي وكمان أهل بلد واحده وكنا بنذاكر مع بعض حتى لما دخلت كلية الطب هو كمان دخل لمدة سنه كلية طب خاصه وبعدها حول طب عام وفضلنا زملاء
أومأ المحقق برأسه قائلا
آه تمام طب إنت قولتى إنك سمعت أصوات قبل ما تدخلى الاوضهيا ترا تعرفى مين اللى كان مع الدكتور أو عالاقل تقدري تخمني
تعلثمت سهيله للحظه وهى تقول
لاء مقدرتش أفسر غير صوت سامر بس
لاحظ المحقق تعلثمها