مذاق العشق بقلم سارة المصرى
انت في الصفحة 70 من 70 صفحات
كدة هبدأ اغير
تنحنحت لتجلى صوتها المتحشرج
انا كمان حبيته اوى
واضافت وقد خطړ على بالها شىء
يوسف انت ليه بصتلى البصة الغريبة دى انا وزين لما كنت ليه بصتلنا كدة تعرف انا فهمتها ايه
تنهد فى حرارة وهو يقطب حاجبيه
فهمتيها ايه انتى مكنتيش واخدة بالك انه تقريبا كاان حاضنك يا ست هانم
اتسع ثغرها فى ذهول والتفتت قليلا بوجهها اليه
شدد من ضمھا اليه بتملك واضح
انا بغير من الهوا اللى بتتنفسيه من الهدوم اللى بتلمس جسمك بغير من زين من ابويا من صوفيا من ملك من ادم حتى
اغمضت عينيها تحاول التعلب على توترها من قربه الزائد هذا مدت يدها ل
بس انا بحب ادم اوى
تؤ وبعدين بقا انتى مينفعش تقولى الكلمة دى لحد غيرى
ابتسمت فى ارتباك
اومال اقول ايه انا فعلا بحبه
بصعوبة انتشل نفسه من الڠرق اكثر بين خصيلات شعرها وامواجه
دورى على اى كلمة تانية مليش فيه بس بحبك دى متتقالش لحد غيرى فاهمانى يا عمرى
ابتسمت لغيرة حبيبها الطفل وانانيته التى لم تتغير رفعت حاجبها
لتغيظه مستعيدة ذكريات الأيام القديمة
ده انا حتى كنت بفكر انام جنبه النهاردة
رفع ذقنه من على كتفها فى ذهول
تنامى جنب مين
قالت وهى تزيح كفه برفق
ماهو كدة كدة انت مش هتنام جنبى
رد فى ذهول اكثر
افندم
استدرات لتواجهه في بساطة كادت تفتك به
ماهو مش معنى ان احنا رجعنا ان كل حاجة هترجع زى الاول بسهولة انا قولتلك من البداية عايز اخد فرصتى
وفرصتك دى لحد امتى
يمكن اسبوع شهر سنة
اتسعت عيناه فى تهكم
سنة امم ومطلوب منى ايه دلوقتى
أشارت براسها الى الباب
تطلع تنام برة
نظر الى حيث اشارت وكتف ذراعيه يسألها في خبث
متأكدة
اجابت بثقة
ايوة
اقترب اكثر حتى لفحت انفاسه الساخنة بشرتها الرقيقة وهو يهمس في اغواء
تلعثمت من قربه هذا فتراجعت خطوتين لتجيبه بسرعة
ايوة
ابتسم وهو يقترب مجددا ليقبل وجنتها قبل أن يعود لينظر الى عينيها
تمام تصبحى على خير
وتراجع ليترك لها الغرفة الى ملحق صغير بالجناح تابعته غير مصدقة انه وافق بهذه السهولة
كانت تتدلل عليه لا اكثر فقد اشتاقت الى مشاكسته بل الى كل شىء فيه
اما هو فأراد ان يرضي غرورها كأنثى لتكون لها الكلمة الاخيرة هذه المرة ايضا
قرأ مشاعرها فى عينيها
شعر باشتياقها اليه من ارتباكها وارتعادها بين ذراعيه ولكنها تكابر كالعادة
حبيبته القديمة لم تتغير هي تماما دون اى زيادة او نقصان
اغمض عيينه متظاهرا بالنوم حين شعر بها بالفعل تفتح الباب فى بطء
بخطوات مترددة اقتربت حيث كان يرقد على فراش صغير
چثت على ركبتيها تملأ عينيها من ملامحه وبأنامل مترددة مشتاقة مرت عليها لتقترب بحذر شديد وتقبل وجنته
رفعت رأسها مغمضة عينيها لتفتحها من جديد وتجده قد فتح عينيه بدوره يطالعها بابتسامة خبيثة
ياااااه هيا السنة خلصت بسرعة اوى كدة
احمرت وجنتيها وكأنها ضبطت بالجرم المشهود وقالت محاولة اخفاء مشاعرها بصوت متحشرج
انا اصل
لم يترك لها الفرصة لتسوق اى عبارة جديدة اذ جذبها بسرعة لتسقط على صدره محيطا لها بذراعيه ليصبح وجهييهما قريبين للغاية يتشاركا الهواء نفسه
مرر يده فى شعرها الغجرى يسألها فى تحد يحمل كثيرا من الظفر والغرور
امم عايزة تكملى السنة
حاولت ان تتهرب من نظراته
من تطويق ذراعيه لها
خانتها ارادتها للمرة الألف وخضعت لارادته هو مقاومتها ټنهار كجليد يذوب تدريجيا بنظرات عشقه الملتهبة تلك اما اشتياقها فهو حليفه من البداية
استسلمت فى النهاية بجملة حاولت بها ان تحمل بعضا من كبريائها
لو سبتنى تانى ھقتلك حتى لو طلبتها منك
اطلق ضحكة صاخبة هي تستسلم بكرامة اذن لها هذا
لو ينفع احبسك عشان متهربيش تانى هعمل كدة بحبك
وكانت بداية اخرى لكل منهما
بداية يحاول فيها الاثنان ان ينهلا من السعادة ما يستطيعان
جددا مواثيق العشق او ربما وقعا مواثيق جديدة لا يهم ولكن ماحملته العهود في طياتها هذه المرة ان مكان كل منهما هو بين ذراعى الاخر
هو حقه ووطنه الذى سيدافع عنه بحياته ان لزم الامر
اخذت صوفيا تذرع الغرفة جيئة وذهابا لاتستطيع ان تحدد ماهية شعورها بالضبط
بعد سته اشهر قضاها زين فى باريس ملاحقا اياها بشتى الطرق
محاولا اقناعها بالزواج حتى وصل
به حد الالحاح والتوسل وقد ترك كل اعماله خلف ظهره حتى اضطرته الخسائر التى لحقت بشركته الى العودة مباشرة حين طلب منه صديقيه ذلك
اضطر للعودة فهو قد يقبل الضررعلى نفسه دون أن يمسهما سوء فقرر واخبرها انه سيرحل الى مصر لايام يحل فيها تلك الأمور العالقة ويعود لها من جديد ليأخذها
حاولت التظاهر بعدم الاكتراث بل وطلبت من الا يعود فرأيها لن يتغير
وبالفعل هو الان فى المطار وهى لا تعرف
هل هى ساخطة عليه لانها تشعر انه يتخلى عنها للمرة الثانية
ام انها خائڤة ان يذهب تلك المرة وبلاعودة
لا تنكر انها احبت ملاحقته لها التي رممت جزءا من چراحها وارضت بعضا من غرورها كأنثى
لاتنكر سعادتها وهي تذيقه كثيرا من مرارة العشق التي تجرعتها قبله
كرامتها الان تخبرها انه ان فعلها وذهب بعيدا فليذهب الى الچحيم اذن
وقلبها المړيض بحبه يدعو بين تأوهاته بالچحيم على كرامتها الحمقاء تلك وهو يتذرع له الف حجة
عاد من جديد ينبض له وبقوة وهو يشعر بالهلع لابتعاده
يخشى ان يذهب هذه المرة بلا عودة
لم تستطع ان تتحكم فى نفسها اكثر
اتجهت الى باب المنزل لتلحق به
تفاجئت بما لم تتوقعه
وجدته امامها
تراجعت خطوة للخلف من اثر المفاجأة
تزايدت نبضات قلبها حتى شعرت انه سيقفز من صدرها تماما فوضعت كفها عليه كأنها تخشى ان يفر عن حق دلكته برفق محاولة ترويضه
تناثرت حروفها تماما وهي تلمح كل حب العالم في عينين عاشقتين تطالعانها بحنان
مش قولت هتسافر
نظر لها طويلا كأنه يراها للمرة الاولى او يؤكد لنفسه انه عاجز تماما عن الابتعاد
لم يبال بشىء جذبها من رسغها ليضمها اليه يخبرها في ألم
مقدرتش يا صوفيا مقدرتش
وهنا انتهت مقاومتها تماما واصبحت خيار غير وارد تعالت فقط ارادة القلب لتهيمن على اى تمرد من كرامتها او عقلها
استقرت للحظات بين ذراعيه قبل ان تفلت نفسها بصعوبة
انت نسيت يا زين نسيت اول درس علمتهولى مينفعش حد يقرب منك كدة غير جوزك وبس
ابتسم للذكرى وهو يتنهد في عمق
جننتينى يا صوفيا ونستينى حتى روحى بس خلاص لازم ننفذ اللى اتعلمناه
واخرج من جيبه حلقة ذهبية وضعها فى خنصرها الايسر مواصلا في رجاء اثبته وهو يركع على ركبته أمامها مواصلا
هنتجوز حالا ونرجع بلدنا وكفاية لحد كدة بقا كفاية حبيبتى وافقى بقا
ابتسمت وهي تداعب الدبلة الذهبية فى اصبعها لاتعرف لأيهما تنحاز كرامتها أم قلبها
دي اخر فرصة هقدر اديهالك يا زين سامعني اخر فرصة
تنهد في عمق
تفتكري بعد ما روحي ترجعلي هيبقي سهل عليا اسيبها تخرج من جسمي تاني
فانتهت المعركة وأعلن القلب انتصاره لتتنهد في قلة حيلة
حبك مسابليش اختيار تانى
الخاتمة
تعالت اصوات التصفيق والتصفير ولفت قصر البدرى بأكمله باطار عفوى من البهجة والمرح حين اطفأت لينا يوسف البدرى الشمعة الرابعة احتفالا بعيد ميلادها حمل يوسف الطفلة عاليا وهو يقبلها فى حنان
عقبال مليون سنة يا حبيبة بابا
تظاهرت ايلينا بالضيق بينما تنظر الى طفلتها التى حملت من ملامحها الكثير ومن طباع يوسف الاكثر
كل الحب ده لبابى ومامى ملهاش اى حاجة خالص
غمزها يوسف في خبث
دى قدرات يا حبيبتى
زمرت ايلينا شفتيها في تذمر
بقا كدة انا قولت من الأول انى مليش فى البيت ده غير ادم
وقبل ان تتم جملتها تفاجأت بكائن صغير في التاسعة من العمر يصطدم بها في قوة غير مقصودة ويضمها اليه
تأوهت للحظات قبل ان تضمه اليها بدورها وهى تقول بينما تربت على شعره فى حنان
ما براحة يا حبيبى هتخلينى اندم انى خليتك تلعب جودو ليه العڼف ده
ابتعد عنها ادم سريعا يخبرها في حماس
بالمناسبة يا مامى اوعى تنسى ومتجيش الماتش الجاى ده النهائى
امسكت كتفيه تشعل حماسه أكثر
وانا من امتى بنسى يا سى ادم
ابتسم الصغير
ولا مرة بس لازم برضه أكد عليكى انتى اكتر حد وجوده بيفرق معايا
لكزه يوسف فى كتفه برفق
يا بختك يا سى ادم بالحب ده كله
ونظر لها فى عشق او ربما امتنان فقد غيرت كل الحقائق واصبح ادم ولدها عن حق
لم يعد يخطر ببال احد انه جاء من امرأة اخرى فهو لم يحمل من جينا اى صفة
هو نسخة مصغرة من يوسف فى كل شىء
حنانها كان كافيا وغير مصطنع
كان حنان ام خالصا
طالما اخبرته ان الحب قبس الهى وقد القى الله فى قلبها حبا لادم لا يقل ابدا عن حبها للينا صغيرتها وكذلك تعلق بها الصغير فأصبحت هى الام والصديقة وموضع الاسرار
تنحنح وهو يشير خلفها حيث جلس علي على احدى كراسى غرفة الاستقبال وهو يمسك العود الخاص به ليعزف احدى مقطوعاته فأشار يوسف للجميع بالصمت للاستماع اليه
قد شب الفتى واصبح فى التاسعة عشر من العمر ازداد ولعه اكثر بالادب والموسيقى
وساعده على ذلك ايلينا ويوسف و
يارا عزام
تلك الصغيرة التى يكبرها بعام وتقف الان بعيدة عنه تراقبه فى حب تعرف انه لم يعد مجرد افتتان مراهقة ابدا او شفقة كما ظنتها فى البداية فعلي لايمكن ان يثير شفقة احد
علي يثير الاعجاب
الدهشة
اى شىء
اى شعور الا الشفقة
لم تشعر يوما انه كفيف حتى وهى تقف بعيده عنه هكذا وتشعر برأسه يدور يمينيا ويسار بحثا عنها ليتوقف فى نقطة كانت بالفعل تقابلها
أدارت وجهها فى خجل
تشعر انه بالفعل رآها وهي تتمعن به في حب
تشعر انه ڤضح نظراتها الولهة
ولما لا فهو يبتسم الان فى ظفر ليعود ويمسك بعوده من جديد
كيف يمكنها ان تشك انه رآها بالفعل
الم تعرض عليه فى السابق ان تصف له ملامحها او ان تجعله يمرر يده على وجهها متأثرة بالدراما التقليدية عن العميان فرفض في بساطة
مش محتاج أحس بايدى ابدا هسيب لخيالى الفرصة انه يرسمك زى ماهوا عايز
ووصف لها ما صاغه خياله لتتفاجىء بأنه مرآة تعكس صورتها بكل وضوح
شكت فى كونه ضرير
أخذت تتهمه بالكذب و الخداع فربما وصفتها له ايلينا مسبقا
قابل ثورتها بتلك الابتسامة التى لاتستطيع امامها سوى ان تخضع بكل مشاعرها وبشتى الطرق
وهناك الكثير والكثير بينهما ربما يحتاج لقصة اخرى أو مجلد بأكمله
قصة تصف مشاعر نبيلة من فنان ضرير لفتاة تضج بالأنوثة والحياة
بدأ علي عزف الموسيقى الخاصة بأغنية
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك أمي
حين وقف فارس يتابع الجميع بنظرات شاردة قطعتها نبرة يوسف الهادئة وهو يربت على كتفه فى رفق
واخرتها معاك يا فارس
ابتسم فارس في حزن
اخرتها ازاى يعنى
رد يوسف فى تأثر لحال صديقه
من ساعة ما اتجوزت ايمن الالفى وانت حالك اتقلب انت مش خلاص قولت ان فريدة بالنسبالك صفحة وانتهت
هز فارس رأسه فى
تهكم من حاله فواصل يوسف
لما
انت لسة بتحبها ليه محاولتش تصلح كل اللى بينكو ليه سبتها تروح من ايدك للابد يا فارس
أجابه ونبرته تفقد تماسكها بطيف الماضي الذي يلوح أمامه
مكنش ينفع نرجع بأى شكل من الاشكال مين هيقدر يسامح يمكن جوازها ده قفل الحكاية خالص
رمقه يوسف فى شك
من برة بس من جواك تفتكر چرحك هيبرد ولا فعلا الحكاية كدة انتهت
اشاح فارس بوجهه يعطيه ما يمكنه من اجابة
سيب كل حاجة للزمن يا يوسف يمكن الحياة تحطنا فى حكاية مكنش المفروض نعيشها
نظر له يوسف فى عطف ليترك المكان بأسره فلم يعد يحتمل البقاء تحت نظرات صديقه التى تكشفه بكل بساطة
يحاول ان يقنع نفسه ان فريدة قصتها انتهت معه وقلبه يرفض وعقله يتهمه بالخبل وهو الخاسر الوحيد فى تلك المعركة المبهمة
تلك المعركة التى لم يعد هناك طريقة للفرار من على ارضها لا بالعمل ولا بأي شىء اخر فكيف نفر من انفسنا
كيف نفر من خافق تلازمنا نبضاته على الدوام
هو مضطر لخوض معركته دائما وهو يعرف انه سيخسرها تماما كما خسر كل شىء بينه وبينها
ولم يعد للغفران مكان بينهما حتى من قبل ان تصبح زوجة لأيمن الالفى
وحين كان يرحل لمحته عيون زمردية لامعة أثناء دلوف صاحبتها الى القصر بصحبة زوجها
عينان تحملان من الشراسة بقدر ما تحملان من الفتنة
عينان تعلمتا جيدا كيف يخفيا حنينهما بل يظهرا النقيض لتعود الثقة سريعا الى نظراتها
تأبطت ذراع زوجها وهي ترفع رأسها في عجرفة تليق بجمالها الأخاذ
شعلة من الفتنة
حمراء مغوية تلفت وتسرق الأنظار فتبتسم في غرور وهي تدلف الى الحفل تصافح الجميع بابتسامة منتشية بتوقف الانفاس لحظة اقتحامها للمكان كما تعودت
كل شيء فيها لايليق الا بأنثى واحدة
لايليق الا بفريدة سيف الدين
تنهدت ايلينا وهى تلقى نظرة على الجميع
كم غيرت تلك السنوات الخمس الماضية الكثير
رحل محمود عن الدنيا منذ عامين ليدفن الى جوار زوجته بناء على وصيته
نظرت الى صوفيا التى جلست على ركبتيها والى جوارها زين يحيطها بذراعه ليداعبا طفلتهما بينما يهمس فى اذنها بين الحين والاخر فتلكزه فى كتفه برفق اعادت الحورية الشقراء بحبها السحرى اليه ابتسامته وشبابه الذي انتهكه بقاءه الى جوار سمر
سمر التي اعتزلت الجميع بعدها متحججة بعملها فى احدى المحافظات النائية ولم يسمع أحد عنها شىء منذ هذا الحين
اما من كان سببا فى دمار كل شىء بداخلها منصور التهامى فقد ماټ بجرعة زائدة من المخدر الذى كان يتعاطاه
ابتسامة حالمة زينت ثغرها وهى تراقب ادم يقترب من الصغيرة ليحملها بين ذراعيه مداعبا اياها فى رفق بينما استغل زين مراقبة صوفيا لهما وطبع قبلة سريعة على وجنتها لتتسع عيناها فى دهشة بينما يشدو علي على نغمات العود
عارفة
حاسس انى لاول مرة بشوفك
وانى بشوفك من اول لحظة فى عمرى
حاسس انى يمامة بتشرب فى كفوفك
وانك شجرة وضلة ومية بتجرى
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك من دمى
على راحتى معاكى وكأنك امى
مش عارف ليه
نظرة اخرى الى ملك وخالد
تنازلت ايلينا للأخير عن ادارة كل شىء فى مجموعة عزام بمجرد ان استعاد عافيته بعد الحاډث اما ابيه فقد اعتزل الجميع حين أدرك اخيرا ان اطماعه لم يعد لها طائل بعد الان
نظرت الى ابتسامتهما ونظراتهما التى تشى بالكثير تذكرت مخاۏف ملك فى الماضى من اظهار مشاعرها كم كانت ستخسر كثيرا تلك الحمقاء
تعالى صوت على العذب من جديد مع انغام العود الخاص به
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك امى
على راحتى معاكى وكأنك من دمى
مش عارف ليه
ضيقت ايلينا عينيها وهى تنظر الى حسام الذى كان يبحث عن ايتن بعينيه وحين لم يجدها تحرك باتجاه الحديقة فهو شبه متأكد انها هناك فالطبيعة قد اصبحت رفيقتها طيلة فترة غيابه ولم يكن لديها سواها لتبثها سخطها على قسۏة حبيبها وجفائه فبعد ماحدث قرر السفر الى الخارج وصفى كل اعماله ليعود فقط منذ اسبوعين
تحملت ايتن وحدها ثمن كل معاناته تلك
تحملت صدماته وتعذبت بحبه لسنوات هجرها فيها بقسۏة وحملها اوزار كل هذا العالم
الغفران الان قد اصبح من حقها هى منحه من عدمه فحسام قد جرحها بشتى الطرق
ارتبط بغيرها وهجرها وقسا عليها والان يعود فهل تراها تغفر
ناداها فى هدوء وقد وقفت موليه اياه ظهرها
التفتت له فى بطء ليرى على وجهها امارات قسوته فلم تعد تلك هى الطفلة المرحة التى كانت تملأ الدنيا بهجة وسعادة ولم يعد هو ذلك المتردد الخجول فالسنوات كفيلة بأن تغير الامور وتقلبها تماما
ابتسمت فى حزن او ربما عتاب وهى تزيح ناظريها عنه قائلة
حمدلله ع السلامة
تنهد وهو ينظر الى ماتبقى من ايتن القديمة لا يعلم الى أيهما يحتاج ويشتاق الان الى تلك الفتاة الناضجة في كل شيء أمامه أم تلك الطفلة التي عشقها منذ نعومة اظافره
الله يسلمك عاملة ايه يا ايتن
هزت كتفيها تجيبه بما طرأ على بالها
عايشة يا حسام بشتغل وناجحة تقدر تقول كويسة
اقترب خطوة تأملها فيها أكثر وأكثرلينطلق لسانه يردد بمكنون قلبه وكأن عقله لم يعد عليه سلطان
وحشتيني!!
رفعت ناظريها اليه
رأت فيهما حسام العاشق القديم ولكن عشقه هذه المرة لم يكن خجولا مترددا بل يصدح بوجوده ويصر أن يجد له مكان
ولكن تراها تملك القرار لاحتوائه
منذ أن عاد وهو يحاول أن يتحدث معها بشتى الطرق وهي تفر من مواجهته
تشعر أنها أجبن الان من اتخاذ أي قرار
أغمضت عينيها للحظات قبل ان تهمس في ألم
مبقاش ينفع خلاص
وعضت على شفتها لتطلق سراح دمعتها وهى تواصل في مرارة
انت عاقبتنى بذنب كل حد غلط فى حقك عاقبتنى بذنب والدتك واختك وذنبى عاقبتنى بكل طريقة يا حسام ولسنين طويلة انت حتى كنت تعرف انك قاسى اوى كدة خلاص يا حسام مبقاش فى قلبى جزء سليم لچرح جديد منك
اقترب خطوة اخرى المته نبرتها فمد كفه ليحتوى كفها بين يديه
انا عارف انى قسيت عليكى كتير كان ڠصب عنى جرحتك بنفس حجم الچرح اللى جوايا ايتن انا يوم ماقررت انسى كل حاجة اتفاجئت باللى ميقدرش انسان طبيعى يتحمله اتفاجئت بحقايق مش قادر لحد دلوقتى استوعبها كنت مڼهار كان لازم ابعد لو كنت ارتبطت بيكى باى شكل او حتى فضلت فى البلد دى كان ممكن ااذيكى يا ايتن كان لازم ابعد بعدت لحد ما هديت ومرجعنيش البلد دى غير حبك انتى وبس
ارتعد كفها بين يديه فسحبته وهي تتمعن بعينيه تسأله بوضوح
وحبك ده هيقدر يقاوم الحړب اللى جواك ولا هفضل انا طول عمرى ضحېة لصراعك مع نفسك ده
أشاح بوجهه يحاول أن يبحث عن رد مناسب ليتنهد بعدها
مش عارف بس اللى متأكد منه دلوقتى انى مش هقدر
ابعد تانى خليكى جنبى يا ايتن خلينا نجرب من جديد انا بحبك ومحتاجلك
اشاحت بوجهها عنه تخفى ترددها هى
تريده ولكنها تخشى صراعه هذا الذى لن يكون احد سواها الخاسر فيه
ناداها فى رقة لتلتفت اليه وتراه يعبث بين أصبعيه بدبلة ذهبية ويبتسم
الدبلة دى بتاعتك عمى الله يرحمه ادهالى بعد مافسخنا الخطوبة وقالى خليها معاك مين عالم ورغم وقتها قرار الرجوع ليكى كان حاجة مستحيلة ومش ممكن تحصل بس مش عارف ليه احتفظت بيها يمكن زى ماعمى قال وقتها خلى الباب موارب وبلاش تقفله خالص
ووضع الدبلة على بداية اصبعها ليسألها لأول مرة
ايه رأيك نخلى الباب موارب نجرب المرة دى بس بارادتنا وقرارنا احنا الاتنين
تسارعت انفاسها تريد ان تحسم الأمر كل ما مضى بينهما طيلة سنوات يتجسد أمامها الان بوضوح ذاقت من مرارة العشق ما يكفي
الم يئن الوقت بعد ل
ولكن حسام لم يخرج من كل ما حدث بعد
هزت رأسها پعنف محاولة ان تتوقف عن التفكير الذى لن يكن فى صالحه تماما
اقنعت نفسها انها تجربة جديدة ولكن تلك المرة بمحض ارادتها
تلك المرة ستخوضها ايتن الفتاة الناضجة التى شارفت على التاسعة والعشرين من العمر لا تلك الطفلة التافهة التى ډمرت كل شىء فى السابق
سيخوضها حسام جديد يعرف كم تحبه ايتن وتقدره
سيحاولا تجاوز كل ما بينهما محاولة يستحقها عشقهما الذي امتهنه كل منهما بطريقته لسنوات
اطرقت برأسها تهمس في خجل
موافقة
ابتسم الاثنان وهما ينظران تجاه باب القصر حيث يصلهما صوت على وهو يشدو
عارفة
فرحة كبيرة وصوت مزيكا فى قلبى
وكأننا حبيبن اتقابلو بعد غياب
ليه فجأة بقيت مستنى لوحدى
بدى اتكلم واحكيلك واشكيلك همى
مش عارف ليه
جذب ادم ذراع ابيه فنظر له فى ملل
عايز ايه يا واد انت
نظر له الصغير فى خبث وهو يعطيه علبة صغيره ويغمز بعينه
هدية مامى
قطب يوسف حاجبيه وهو ينظر الى العلبة الصغيرة الانيقة فى كفه بينما ابتسم ادم وعاد ليلعب مع ليلى ابنة زين من جديد
نظر يوسف فى اتجاهها فابتسمت له من بعيد تشجعه على فتحها
تنهد وهو يقلب النظر بينها وبين العلبة فى تحذير مازح وكأنه يخبرها انهما بين الناس ولا داعى لمقالبها الطفولية هنا
ابتسمت وهى تفهم ما عناه بنظراته
هزت رأسها تطمأنه انها لن تفعلها
عض على شفته وهو يفتح العلبة فى بطء حذر ليجد بداخلها شريط بلاستيكى صغير مسمى باختبار حمل يخبره ببساطة ان حبيبته الان تحمل فى داخلها ثمرة حب جديدة فى طريقها للنضوج
اتسع ثغره فى سعادة كأنه لم يعش تلك الفرحة من قبل ابدا
لقد تمنى ذلك الطفل كثيرا بعد ولادة لينا ولكن ايلينا مشاكلها مع الحمل لم تنتهى ابدا فلم يفتح هذا الامر معها مطلقا
هو يتمنى اطفالا منها وليس مجرد اطفال له
وقف من بعيد يتأملها للحظات فى حب ولم يستطع الانتظار اكثر فاقترب منها بسرعة غير عابىء بمن حوله ليضمها اليه فى حرارة بينما يتعالى صوت على فى فرحة واضحة
وانا وياكى بحس بدنيا
دنيا سلام وامان
وان العالم مفيهوش ولا نقطة احزان
ايدى فى ايدك خليكى ده انا طفل كبير وبحس ان انا وانتى لوحدى والكون بستان
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك من دمى
على راحتى معاكى وكأنك امى
مش عارف ليه
الحياة ليست بها نهاية سعيدة بل بها نهاية نحاول جاهدين فيها ان نبحث عن السعادة
بها حلم وامل نعيش به ان اجمل قصة لم تخطها اناملنا بعد
ان اجمل ذكريات لم نعشها
ان اجمل كلمات لم ننطقها
ويبقى الأمل طالما بقيت فى صدورنا انفاس تتردد طالما بقى خافق ينبض بالحب بمقدار ما ينبض بالحياة
دمتن فى سعادة
دمتن فى حب
دمتن فى حفظ الله ورعايته الى ان نلتقى من جديد في الجزء الثالث
وتاهت بين القلوب حكايا
سارة المصرى
تمت بحمد الله