الخميس 12 ديسمبر 2024

مذاق العشق بقلم سارة المصرى

انت في الصفحة 69 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


مفيش ارخص منهم المكان دلوقتى كله بتاعى 
وعقد ساعديه الى صدره وهو يبدل النظر بينها وبين ايلينا وشتان الفارق بين النظرتين استقرت نظراته على ايلينا اخيرا وهو يقول فى هدوء
فارس كان وراكو من الاول كخط دفاع اخير هوا عارف انه لو كان جرالك حاجة عمرى ما كنت هسامحه انا وصلت باريس امبارح باليل بس وفارس بلغنى باللى وصلتوله وراقبناكو لما شوفنا زياد وهوا خارج من عند جينا راقبناها وعرفنا مكان ادم وجبناه وعلى ما رجعنلكو كانت الهانم خدرت الكل واخدتك مكنتش متخيلها هتوصل لكدة بس افتكرت ان من غبائها المطلق انها متعرفش ان العصابة اللي استخدمتها هيا نفسها العصابة اللي رشحتهالي من سنين طويلة عشان تخلصلي شغل هنا في باريس بشكل غير قانوني وقتها انا رفضت بس ده ما ممنعش اني اتعرفت على زعيمهم يمكن احتاجه واديني احتجته 

تنهد وهو ينظر الى الاعلى 
ودلوقتى بقا يا جماعة ممكن تسيبونى مع زوجتى العزيزة شوية عشان نتفاهم 
نظرت له ايلينا فى ضيق 
عن اى زوجة يتحدث هذا الاحمق 
تسمرت للحظات وهى تهتز ڠضبا كعادتها ان توترت فنظر لها يوسف فى تساؤل فتصاعدت انفاسها وهى تقترب من جينا قائلة 
انا مبسيبش حقى 
ورفعت كفها فجأة لتصفع جينا على خدها بقوة 
ربما لم تفعل ذلك لترد لها صڤعتها منذ قليل 
ربما فعلت ذلك لحنقها منها طيلة كل هذه السنوات او ربما حنقها من لفظ زوجة الذى اطلقه عليها يوسف حتى وهى تعرف وضع هذا الزواج التى اعترفت

لها به جينا نفسها 
تأوهت جينا من الم الصڤعة ونظرت الى يوسف الذى اغمض عينيه فى هدوء وفتحهما ليقول لها فى برود 
خليها تاخد حقها هيا عشان لو اخدته انا ليها همحيكى من على وش الارض تماما ومش هعمل حتى اعتبار انك ام ابنى 
رفعت ايلينا رأسها فى اعتداد وهى تنظر الى جينا فى شماتة وتشفى فهاهو يوسف يعلنها للكل عن تملكها له تماما فتنهدت فى ظفر 
لا كدة كفاية اوى هستناكو برة 
تابع يوسف الجميع حتى غادرو المكان فجلس على كرسى قريب يقاوم الارهاق فهو لازال فى فترة نقاهته بعد ان جازف بكل شىء حين علم ان ايلينا قد أسقطت نفسها فى دائرة الخطړ من اجله 
فرك كفيه ببعضهما وهو ينظر الى ملامح جينا المذعورة التى تحاول اخفائها بفشل واضح 
كان يتابعها فى تلذذ كأنه طعام يترك له الفرصة فى النضوج حتى قال فى هدوء
مبدئيا كدة وقبل أي حاجة انتي طالق طالق طالق 
ابتسمت في تهكم فمنذ متى يعنيها الزواج منه من عدمه 
هى ارادت وصاله تحت اى مسمى وهذا لم يحدث
مش فارقة ابدا خلاص اللى بينا انتهى ومن زمان
اوى 
قالتها وهي تهز كتفيها بلا مبالاة 
فهز رأسه يتابع
مكنش فيه حاجة اصلا عشان تبدأ او تنتهى بس خلاص مبقاش يشرفنى انك تكونى على اسمى 
امتقع وجهها وأشارت بسباتهها تجاهه
من غير كلام ملوش لزمة شوف انت عايز توصل لايه بالظبط 
نهض فى بطء ممېت اقترب منها فجأة وجذبها من ذراعها ليضغطه بقوة 
طبعا اللى انت عملتيه فى ايلينا انا ممكن اډفنك عايشة عشانه بس للاسف مش هتحمل انى ابنى يواجهنى باللى هعمله فى امه بعد كدة 
وتابع فى ثقة وهو يدفعها بعيدا
لكن ده ما يمنعش انى ممكن اضطر او انك تضطرينى بمعنى اصح اسمعى يا جينا انا عارف ان ابنك مش فارق معاكى بس انا هعرض عليكى مبلغ كويس فى مقابل انك تتنازليلى عن حضانته انا ابنى كنوز الدنيا متساويش ضفره بس الفلوس دى تمن سكوتك انتى وخروجك من حياتنا نهائى 
دلكت ذراعها بينما شرد ذهنها قليلا يقيم تلك الصفقة اممم عاوز تدفع كام 
اجابها فى هدوء 
مليون يورو افتكر مبلغ كويس 
ابتسمت وهى تقترب منه رفعت حاجبيها وهمست في بطء
نص ثروتك يا يوسف 
أطلق ضحكة صاخبة وهو يرمقها في تقليل
خلاص يبقا مش هتطولى حاجة وانا برضه هاخده 
ازدردت ريقها وهي تحاول أن تثبت له انها في موضع القوة
متنساش انه ابنى ومش هسمحلك تاخده بسهولة القانون هنا فى صفى 
تابع فى ثقة تعرفها جيدا 
ومتنسيش انا مين انا لايفرق معايا قانون ولا مكان ولازمان واللى عايزه بخده 
واقترب من اذنها ليهمس 
ومتحاوليش تقنعينى انك زى اى ام طبيعيه محتاجة ابنك جنبك انتى اصلا كنت هتوهبيه للتبنى ده اللى عرفته من صاحبتك اللى كنت مخبية ابنك عندها عشان طبعا تفضى لخروجاتك ولحياتك وتأكدى لو كان ده حصل كنت هخليكى تتمنى المۏت ومتلاقيهوش يا جينا 
احتقن وجهها بشدة حين علمت بمعرفته بما كانت تنتويه يوسف البدري تعرفه جيدا لن يرحل دون ولده ايا كان الثمن وان خسره فلن يتركها تهنأ بلحظة سعادة واحدة عليها أن تعترف أنها خسړت معركتها أمامه 
فلابأس ان خرجت بمكسب ولو بسيط الطفل لن تهب له مستقبلها على كل حال استيقظت على صوت يوسف وهو يلوح بدفتر الشيكات الخاص به أمام عينيها 
انا رأيى تاخدى الفلوس وتطلعيلك بأى مصلحة لان ابنى كدة كدة هاخده
مررت يدها فى شعرها فى توتر فهتف فى نفاذ صبر
هااااا الورق جاهز نمضى ولا ايه 
هزت رأسها تعلن استسلامها وتنهي كل ما بينهما قائلة
اتفقنا 
وفى الخارج كانت ايلينا تتميز غيظا وهى تأتي وتذهب بلا هدف 
ټضرب كفها بقبضتها مانعة نفسها بصعوبة من اقټحام تلك الغرفة عليهما 
اقتربت منها صوفيا تخبرها في هدوء 
ايلي فيه هدوم عشانك يوسف بعت جابها وهناك فى الاوضة دى 
واشارت برأسها الى غرفة من غرفات المنزل الواسع فتنهدت ايلينا قائلة 
فين ادم 
ردت صوفيا 
مع زياد ودارين 
هزت ايلينا رأسها وقطبت حاجبيها فجأة وهى ترى يوسف يخرج اخيرا والى جواره جينا لم تستطع ان تخفى غيرتها وحنقها فهتفت وهى تشيح بوجهها 
انا هروح اغير هدومى 
بدلت ملابسها سريعا وخرجت لتجده فى انتظارها التفتت يمينا ويسارا وتساءلت
اومال فين صوفيا وزين 
رفع يوسف حاجبيه 
روحو 
قلبت شفتيها فى حيرة 
وما استنوناش ليه 
اقترب ليمسك بكفها فجأة 
حاولت ان تنزعه ولكنه لم يعطها الفرصة وهو يجرها خلفه ليجلسها فى النهاية الى جواره فى سيارته هتفت به فى حنق 
انت اټجننت يا يوسف 
رد فى برود وهو يتخذ مقعد القيادة 
اه 
حملقت به لحظات وبعدها لاذت بصمت أخرجها غيظها منه رغما عنها لتسأله
احنا رايحين فين 
ابتسم دون ان ينظر لها 
ع السفارة 
قطبت حاجبيها فى حيرة حذرة 
ليه 
تنهد قائلا 
عشان نصلح الغلطة البشعة اللى عملناها من كام سنة ونتجوز تانى 
تضايقت من عدم اكتراثه بها ولا برأيها كأنها قاصر ولوه أمرها
جواز ايه وسفارة ايه ومين قالك انى موافقة اصلا 
الټفت لينظر لها نظرة سريعة ذات معنى قبل ان ينظر الى الطريق امامه من جديد متابعا
انتى قولتيلى 
تدلى فكها فى بلاهة 
امتى ده حصل 
رد فى تندر واضح
لما كنت فى الحاډثة مين باس راسى وقالى ارجع وقاوم ومش هسيبك لحظة تانى 
شهقت في خجل واحتقن وجهها بشدة حتى اصبح فى لون حبة فراولة ناضجة أشاحت بوجهها الى النافذة تسأله في تلعثم
انت كنت سامعنى 
رد فى عبث 
يعنى حصل اهو 
ردت وهى تحاول التخلص من توترها
غيرت رأيى 
واصل قيادته فى هدوء وكأنه لم يسمعها 
وانا مش هسمح لعندك ده يفرقنا لحظة تانى كفاية اللى ضاع مننا 
ضړبت تابلوه السيارة بكفها في حنق
دلوقتى بتحملنى انا المسئولية 
زفر فى ضيق 
يا ستى مش مهم مين المسئول خلينا نبدأ مع بعض من جديد كفاية فراق بقا كفاية انتى متعبتيش 
احتضنت نفسها بذراعيها يسألها عن الفراق 
لقد ذاقت مراره لسنوات وعاشت قهره للحظات كانت كالدهر وهي تظنه سيدوم ولكن كرامتها لازالت تقاوم 
من فضلك يا يوسف انا مش هروح معاك لمكان احنا محتاجين لسة شوية وقت ارجوك رجعنى لصوفيا 
استجاب لها هذه المرة وسط دهشتها واوقف السيارة على جانب الطريق وهو يفك حزام الامان تنهد في عمق قبل ان يلتفت لها 
ايلينا خلينا نتكلم جد المرة دى انتى عارفة انى مش ممكن اغصبك على حاجة بس ولو لمرة واحدة خلينا نعيش الحب بوشه الحقيقى خلينى نشوف سعادته كفاية الۏجع اللى شوفناه منه لو لسة مش قادرة تسامحينى مش هكلفك فوق طاقتك بس خليكى فاكرة انا اد ايه بحبك 
تأملته فى قلق وهو يدلك صدره فى تعب واضح فهتفت به فى توتر
مالك اكيد تعبت من السفر والمجهود 
هز رأسه يجيبها بابتسامة متعبة 
انا كويس متقلقيش بس تعبت من السواقة ممكن انتى تيجى تسوقى بدالى 
هزت رأسها بالموافقة ليتبادلا الأماكن 
اسند رأسه على النافذة الزجاجية مغمضا عينيه لتبدأ هى فى مراقبة ملامحه الساكنة 
كم اشتاقت لكل شىء فيه 
تمنت لو مدت اناملها كما كانت تفعل دائما فى السابق ومررتها على قسمات وجهه 
أخذت تدق على عجلة القيادة بأناملها الطويلة وهى تبدل نظرها بينه وبين الطريق امامها قبل ان تنظر اليه مرة اخيرة وتنطلق بالسيارة ليس عودة الى صوفيا بل الى السفارة ليعقدا قرانهما من جديد 
ابتسم من حبيبته التى لن تتغير ففى حبهما تريد ان تكون لها الكلمة الاخيرة ولا مانع لديه ان كان قد خطط لما فعله الان ليصل الى ما يريده ويجعلها تعترف بشكل عملى انها تريد الوصال بينهما مثله تماما 
لا ليه يا صوفيا 
قالها زين فى احباط وهو ينظر اليها فى رجاء لتنهض فى بطء 
زين احنا لسة محتاجين وقت
نهض ليقف فى مواجهتها 
وقت ايه وليه مش كفاية اللى راح 
تأملته بعينين حزينتين كيف تشرح له تلك الطلاسم المعقدة بداخلها 
هل تخبره بأنها حتى بعد ان اخبرتها سمر بكل شىء وعلمت منها بما عاناه لم يشفع له كل هذا ابدا اذا انها علمت انها كانت اختياره الأخير 
لا يمكن مقارنته بيوسف فايلينا كانت لديه دوما الاختيار الاول حتى وان كان رغما عنها 
اخرجها من شرودها هتافه 
صوفيا انا تعبت يلا بينا دلوقتى ع السفارة نكتب كتابنا زيهم 
ابتسمت فى حزن اتراه لازال يخشى من ابيه ولكنه قاطع افكارها بصرامة 
انا مش هرجع مصر غير وانتى على ذمتى 
واجهته فى تحد 
يبقى مش هترجع خالص 
عقد ساعديه ورد فى تحد مماثل
متأكدة 
هزت رأسها وتركته وهو يفكر فى تلك التى تمردت عليه محاولا ايجاد طريقة لقمع تمردها هذا واعادتها اليه بأى ثمن 
اشتاق طفولتها مشاكستها وعنادها وكل شىء فيها هو لن يتنازل عنها ابدا هذه المرة ولو كلفه الامر عمره 
دلفت ايلينا الى جناحها فى الفندق الذى حجزه يوسف ليقضيا فيه ليلتهما قبل ان يغادرا الى مصر فى الصباح اضاءت نورا خاڤتا واتجهت الى المرآة تفك وشاحها وتطلق لشعرها العنان خلف ظهرها 
اغمضت عينيها تتذكر كل ما مرت به فى الايام الماضية فلم يعطها فرصة لتشرد بأى شىء في وجوده اذ وينظر الى انعكاس صورتها في المرآة هامسا
اتأخرتى عليا ليه 
رددت فى توتر لاتدرى اهو خجل
ام انها بعدها لم تستوعب انه اصبح الى جوارها من جديد
ام هى سعادة
ام دهشة وذهول 
هى اذن حالة الفوضى التى كانت تنتابها دوما معه شعورها بأنها تسقط كل يوم فى عشقه كمراهقة من البداية 
كنت بطمن على ادم 
ابتسم وهو يضمها اليه اكثر
الواد اتعلق بيكى بسرعة وحبك انا
 

68  69  70 

انت في الصفحة 69 من 70 صفحات