لهيب الروح بقلم هدير دودو
اللي مشجعاه روح اتصرف معاهم هما مش أنا.
هدر بها پعنف غاضب وقد برزت عروقه والډماء يغلي بداخلهم مما يشعر به
خلاص خلاص يا مديحة بقول مش عاوز اسمع كلمة كمان احسنلك.
شعر بالڠضب مما يستمع إليه نعم هو الآن غاضب بضراوة لم يرد عليها بكلمة أخرى بل اتخذ الصمت سبيلا معها رامقا إياها بنظرات مصوبة نحوها كالسهام الحادة تخترقها لتخرسها تماما..
لم تحزن وتنزعج من ذهابه إلى المنزل تلك المرة مثلما تنزعج دوما عندما يذهب بل تلك المرة ابتسمت بسعادة فرحة بفعلتها الخبيثة التي تشبهها معبرة عن نواياها الحقيقية فحديثها سيقلب منزل
فاروق الهواري رأسا على عقب تعلمه جيدا لن يصمت بعدما استمع إلى كلماتها السامة كالأفعى.
لأ بقولك إيه يا عصام أنا عاوز فلوسي مش انا يا اخويا اللي يتضحك عليا من واحد زيك دة أنت بريالة يلا على كل واحدة وفيك الصفات الوسة كلها هات الفلوس يا عصام وبلاش أنا تعاديني.
ولا أنا يا محسن هيتضحك عليا وفلوس قولت ملكش عندي حاجة في البت الأخيرة دي اللي أنت بتقول عليها دي مرضيتش وأنت عارف يبقى اجيبلك حقك على إيه وأنا مخدتش حاجة.
لأ بقولك إيه أنا عاوز فلوسي اللي دفعتها للناس عشان يجيبوها أنت اللي طلعت أي كلام وخايب معرفتش تتشطر عليها هلم
قطبت جليلة حاجبيها بدهشة وقد تسرب القلق إلى قلبها من هيئة زوجها الغير مبشرة بالخير وأسرعت تحاول أن تلحقه بخطوات شبه راكضة لتصل إليه متمتمة باسمه بقلق وضعف
فاروق.. يا فاروق استنى في إيه أنت رايح فين كدة..فاروق اهدي يا فاروق هو في إيه جواد نايم اهو قدامك مالك..
استيقظ جواد بعد ما فعله والده فتح عينيه ونهض سريعا عندما رأى والدته تبكي بصمت أسرع مقترب منها متسائلا بقلق
إيه دة يا ماما في إيه مالك أنت بټعيطي كدة ليه
كان لم يفهم شئ مما يحدث حوله فقد كان نائما لكن قبل أن تتحدث والدته كان فاروق قد تحدث هو بصرامة جاذبا إياه من ذراعه ليقف أمامه وهدر به پعنف وڠضب
وقف أمامه پغضب هو الآخر وجذب ذراعه منه بعصبية مغمغما بعدها بتهكم ساخرا
اه قول كدة بقى الحوار دة كله والډخلة دي عشان بنت اخوك بقولك أنا اروى زي اختي ومش هشوفها غير كدة وبعدين مالك زعلان إني دخلت شرطة كاني متعلمتش خالص وأن كان البعد بينا
فأنت
اللي بعيد مش أنا بس أنا مش عيل ولا بت قدامك هتغصبها على الجواز أروى زيها زي سما.
رد عليه متسائلا بنبرة مشددة حادة رامقا إياه بنظرات مشټعلة بالڠضب المتواجد بداخله
ولما أروى زي اختك ومش عاوز تتغصب رنيم بقى دي إيه مالك ومال رنيم يا جواد
ابتلع ريقه بتوتر وعينيه أسرعت نحو والدته التي كانت خائڤة بشدة تخشى رد فعل فاروق وسؤاله الذي بالطبع يتبعه العديد لكنه اخفى توتره بمهارة مدعي عدم الفهم متخذا الجدية والحزم سبيلان له في الرد على سؤال والده الماكر
رنيم.. مالها رنيم هو إيه اللي أنت بتقوله دة وإيه مالي ومالها هو أنا بشوفها اصلا أنت عاوز إيه دلوقتي عشات أنا مش فاضي وأنت بتتكلم في حاجة مش مهمة
ضړب بيده بقوة فوق الخزانة التي كانت بجانبه ممسك به من أطراف تيشيرته پغضب وهتف صائحا بلهجة مشددة حازمة والڠضب قد أعماه
بقولك إيه لم نفسك أنا مش عيل قدامك عشان تضحك عليا هسألك لأخر بينك إيه وبين البت دي عينك منها ولا إيه
فاروق خلاص سيبه سيبه يا فاروق كفاية كدة جواد معملش حاجة ولا بينه وبينها حاجة دي متجوزة أنت واعي للي بتقوله كفاية بقى..
تركه بعد ذلك ووجه بصره نحوها رامقا إياها بنظرات حادة غاضبة تخترق جسدها وهدر بها پعنف
بلاش تستهبلي عليا يا جليلة أنت عارفة كل حاجة بينه وبين البت الوسة دي فبلاش تعمليهم عليا من امتى وأنت كدة من أمتى ولا عشان تداري عليه.
التقطت أنفاسها بصوت مرتفع مجهد مما يحدث حولها بين ابنها وزوجها تعلم أن كل ذلك سيعود على علاقتهما بالسلب وستزداد سوءا لكنها أسرعت ترد عليه بتوتر لعلها تنجح في إنهاء تلك المشاجرة
يا فاروق مفيش حاجة مين اللي قالك الكلام دة مفيش حاجة صدقني وهو بيقولك أنه مفيش حاجة بعدين دة مبيروحش هناك اصلا غير لما أنت بتصمم أنه يروح عشان أروى هيبص لمرات ابن عمه اللي هو زي اخوه أنت بتقول إيه بس.
لم يعط لحديثها أي أهمية وتعامل كأنه لم يستمع إلي ما تتفوه به عاود بصره نحو جواد وغمغم متسائلا بحدة حازمة
آخر مرة بسألك اهو بينك إيه وبينها هي
وسة ومش معترضة لكن أنت لأ يا جواد تفضل فاهم أنها لأ عينك اللي منها دي وعاوزاها تقفلها خالص سامع اللي بقوله البت الوسة متنفعش عشان عصام اول حاجة وتاني حاجة مش شبهك دي بالة مش دي اللي تليق بجواد الهواري..
انتفخت اوداجه ڠضبا من حديثه عنها بتلك الطريقة المهينة يسبها بألفاظ لا تليق بها من دون أن تفعل شئ هي ليست كما يقول عنها بل هي شئ مختلف كل ما بها يختلف عن الجميع عينيها البنية خصلات شعرها ملامحها الجذابة الفريدة وابتسامتها التي لم يراها سوى بضع مرات لكنها كانت كافية على الإنهاء بقلبه تماما.
يعلم أن تفكيره بها خطأ لكنه لن يستطع أن يمنع ذاته وعقله عقله الذي عندما يود أن يفرح يتذكرها منها سعادة بداخله ليس من حقه والأسوأ أن والده هو السبب الرئيسي الذي جعله يحرم منها عندما قام بزواج ابن عمه منها..
تنهد بحزن ووقف قبالته پغضب يطالعه بعينيه الغاضبتين كالصقر وغمغم بحدة جادة تماما ولهجة حازمة مشددة يملأها الڠضب
أنا قولتلك أن مفيش بيني وبينها حاجة أنت اللي عامل حوار على الفاضي وعمال تسأل اسئلة مش فاهم أنت جايبها منين وبعدين هي محترمة وأنت عارف كدة كويس فبلاش تتكلم عليها عشان عندك سما أختي لكن لو عليا أنا مفيش بيني وبينها حاجة ولا ببصلها وأعتقد خلصنا كدة.
سار والده نحو الخارج پغضب وأسرعت جليلة تلحق به مرة